بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 

 (تَبَّتْ) هلكت، أو خسرت؛ والتباب: الخسران، ( يَدَا أَبِي لَهَبٍ) نفسه، كـقوله: (وَلاَ تُلقوا بأيديكم ...)؛ وقيل: إنمـا خصتا لأنه عليه السلام لما نزل عـليه: (وأنذر عشيرتَك الأقربين) جمع أقاربه فأنذرهم؛ فقال أبو لهب: تبا لك، ألهذه دعواتنا؟ وأخذ حجرا ليرميه به، فنزلت. وقيل: المراد به دنياه وأخره، ( وَتَبَّ 1) إخبار بعد إخبار.

 

(مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ) نفى إغناء المـال عنه حين نزل به التبـاب، ( وَمَا كَسَبَ 2) وكسبه؛ أو مكسوبه مما له من النتائج والأرباح، والوجاهة والأتباع؛ أو عمله الذي ظن أنه ينفعه، ( سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ 3) اشتعال، يريد نار جهنم لعله تتلهب عليه وتسعر به.

 

(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ 4) قيل المعنى: حطب جهنم، فإنها كانت تحمل الأوزار بمعاداة الرسول؛ أو النميمة، فإنها توقد نار الخصومة؛ أو حزمة الشوك كانت تحملها، فتنثرها بالليل في طريق رسول الله، لعله قيل: إنها كانت كافرة.

(فِي جِيدِهَا) لعله عنقها ( حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ 5) أي: مما مسد، أي: فتل؛ ومنه رجل ممسود الخلق، أي: مجدوله؛ وهو ترشيح للمجاز؛ أو تصوير لها بصورة الحطابة التي تحمل الحزمة وتربطها في جيدها، تحقيرا لشأنها؛ أو بيان لحالها في نار جهنم، حيث يكون على ظهرها حزمة من حطب جهنم كالزقوم والضريع، وفي جيدها سلسلة من النار.