بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 

 (الْقَارِعَةُ 1) لعله اسم من أسماء القيامة، لأنها تقرع القلوب بالفزع، ( مَا الْقَارِعَةُ 2) تهويل عظيم لها، ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ 3)؟ سبق بيانه في الحاقة، ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ 4) في كثرتهم وانتشارهم واضطرابهم، ( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ 5) كالصوف ذي الألوان، المندوف لتفرق أجزائها.

 

(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ 6) أي: صارت حسناته مثبتة، وسيئاته ممحاة، ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ 7) ذات رضى أو مرضية.

(وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ 8) صارت حسناته محبوطة، وسيئاته مثبتة، ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ 9) فمأواه النار، والهاوية من أسمائها، والساعي لها هاو، كما أن الساعي للخير مرتق، ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ 10 نَارٌ حَامِيَةٌ 11) ذات حمى.