بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 

(إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ 1)  إذا حدثت القيامة؛ سماها الواقعة لتحقق وقوعها،(لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ 2) أي: لا يكون حين تقع نفس تكذب على الله، أو تكذب في نفيها كما تكذب الآن؛ أو ليس لأجل وقعتها كاذبة، فإن من أخبر عنها صادق، (خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ 3 )تخفض قوما وترفع آخرين؛ وهو تقرير لعظمتها، فأن الوقائع العظام كذلك. (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا 4)  حركت تحريكا شديدا بحيث ينهدم ما فوقها من بناء وجبل. (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا 5)  فتتت حتى صارت كالسويق، أو سيقت وسيرت، من ” بس الغنم“ إذا ساقها. (فَكَانَتْ هَبَاءً) غبارا، (مُنْبَثًّا 6) منتشرا.

 

(وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا) أصنافا (ثَلَاثَةً 7 فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ 8 وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ 9 وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ 10)والذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة بعد ظهور الحق من غير تلعثم وتوازن؛ أو سبقوا في حيازة الفضائل والكمالات، كقوله: (واجْعَلْنَا للمتَّقين إماماً)  . (أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ 11)  من الله (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ 12)  أي: قربت درجاتهم في الجنة، وأعليت مراتبهم، (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ 13) قيل: كثير من الأولين يعني: السالفة من لدن آدم إلى محمد عليه السلام؛ وقيل: (من الأَوَّلين) : من متقدمي هذه الأمة، (ومن الآخرين) : من متأخريها، (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ 14)  لعله لأن السابقين أقل من أصحاب اليمين إلا أنهم في الأولين أوجد؛ وكذلك قال في هذا (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ 13 وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ 14) أي: السابقين، وقال في أصحاب اليمين: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ 13 وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ 14) كأنهم أكثر وجودا من السابقين، ومن الآخرين أعدم، والله أعلم بتأويل كتابه، فينظر في هذا.

 

(عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ 15) قيل: الموضونة: المنسوجة من الذهب والجـواهر، (مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ 16 يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ 17) مبقون أبدا على هيئة الولدان وطرواتهم. (بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ 18) من خمر (لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا) قيل: لا تصدع رؤوسهم منها، (وَلَا يُنْزِفُونَ 19)  ولا تنزف عقولهم، أو لا ينفد شرابهم. (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ 20) أي: يختارون؛ (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ 21) من أي جنس منه، أو صفة في العمل، ينوع لهم على ما يلقى إليهم من الإرادة على قدر درجاتهم، لأنهم متباينو الدرجات، والغبن عليهم ليس له مجال لتمام النعمة للجميع.

 

(وَحُورٌ عِينٌ 22 كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ 23) المصون عما يضر به في الصفاء والنقاء، (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 24) أي: يفعل ذلك لعله كله بهم جزاء بأعمالهم. (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا) باطلا، (وَلَا تَأْثِيمًا 25)  ولا نسبة إلى الإثم، أي: لا يقال لهم: أثمتم (إِلَّا قِيلًا) أي: قولا: (سَلَامًا سَلَامًا 26)  لأنهم وما استحقوه سالم من النقص والعيوب والآفات.

 

(وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ 27 فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ 28) لا شوك له، (وَطَلْحٍ) وشجر موز، أم غيلان، وله أنوار كثيرة طيبة الرائحة، (مَنْضُودٍ 29) نضد حمله من أسفله إلى أعلاه. (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ 30)منبسط، لا يتقلص ولا يتفاوت، (وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ 31)يسكب لهم أين شاؤوا، كيف شاؤوا بلا تعب، أو مصبوب سائل. (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ 32)  كثيرة الأجناس، (لَا مَقْطُوعَةٍ) لا تنقطع في وقت، (وَلَا مَمْنُوعَةٍ 33) لا يمنع من متناولها بوجه.

(وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ 34)  رفيعة القدر، أو منضدة مرتفعة؛ وقيل الفرش: الحور، وارتفاعها على الأرائك، ويدل عليه قوله:( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً 35)أي: ابتدأناهن ابتداء جديدا من غير ولادة إبداء أو إعادة، (فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا 36 عُرُبًا) متحببات إلى أزواجهن، ويحتمل في قدرة الله أن ينشئهن أبكارا بعد أن صرن ثيبات، (أَتْرَابًا 37)على سن واحد، وكذا أزواجهن، (لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ 38 ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ 39 وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ 40)لعله أي: كثيرون من هؤولاء وهؤلاء، لأنهم أوجد من السابقين.

 

(وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ 41 فِي سَمُومٍ) في حر نار ينفذ في المسام؛ وقيل: ريح حارة، (وَحَمِيمٍ 42)وماء متناه في الحرارة، (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ 43)من دخان أسود، (لَا بَارِدٍ) كسائر الظل، (وَلَا كَرِيمٍ 44)  ولا نافع؛ نفى بذلك ما أوهم الظل من الاسترواح.

 

(إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ 45)  منهمكين في الشهوات، (وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ 46) الذنب العظيم،(وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ 47 أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ 48 قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ 49 لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ 50) إلى ما وقت به الدنيا.

 

(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ 51) بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى؛ يقال لهم على معنى التوبيخ. (لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ 52 فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ 53) من شدة الجوع، ولا يشبعون، لأنه لا يأتي عليهم حال وهم ليس بهم نعمة، كما أن أهل النار لا يأتي عليهم وقت وهم سالمون من العذاب، (فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ 54)  لغلبة العطش، (فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ 55) الإبل التي بها الهيام؛ (هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ 56)  يوم الجزاء، فما ظنك بما يكون لهم بعدما استقروا في الجحيم.

 

(نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ 57)بالخلق، متيقنين محققين، للتصديق بالأعمال الدالة عليه، أو بالبعث فإن من قدر على الإبداء قدر على الإعادة. (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ 58 أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ)؟ تجعلونه بشرا سويا، (أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ 59 نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) قسمناه عليكم، ووقتنا موت كل لعله واحد بوقت معين، (وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ 60) لا يسبقنا أحد فيهرب من الموت، أو يغير وقته (عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ) المعنى: على أن نبدل منكم أشباهكم، فنخلق بدلكم (وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ 61) في خلق أو صفات لا تعلمونها، أو في جزاء لا تعلمون كنهه. (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى) لعله تيقنتم بالخلقة الأولى (فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ 62)أن من قدر عليها قدر على النشأة الأخرى، فإنها أقل صنعا لحصول المواد، وتخصيص الأجزاء، وسبق المثال؛ وفيه دليل على صحة القياس.

 

(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ 63) تبذرون حبه (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ) ؟ تنبتونه (أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ 64)؟ المنبتون.( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا) هشيما، (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ 65) تتعجبون مما أصابكم، وتندمون على اجتهادكم فيه، أو على ما أصبتهم لأجله من المعاصي فتتحدثون فيه؛ والتفكة: التنفل بصنوف الفاكهة، وقد استعير للتنقل بالحديث، (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ 66)لملزمون غرامة ما أنفقنا، أو مهلكون لهلاك رزقنا؛ من الغرام؛ والمغرم: الذي ذهب ماله بغير لعله عوض؛ (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ 67) حرمنا رزقنا، لعله أو صار ما أنفقنا على الحرث غرما علينا.

 

(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ 68)؟ أي: العذب الصالح للشرب، (أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ)؟ من السحاب، (أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ 69)؟ بقدرتنا. (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) ملحا، أو من الأجيج، فإنه يحرق الفم؛ (فَلَوْلَا) فهلا (تَشْكُرُونَ 70) أمثال هذه النعم الضروية.

 

(أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ 71)  تقدحون، (أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ 72)؟ يعني الشجرة التي منها الزناد؛ (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا) جعلنا نار الزناد (تَذْكِرَةً) تبصرة في أمر البعث، أو على قدرة القادر الحكيم، أو في الظلام، أو تذكيرا وأنموذجا لنار جهنم، (وَمَتَاعًا)ومنفعة، (لِلْمُقْوِينَ 73) الذين ينزلون القواء: وهي الفقر، أو للذين خلت بطونهم ومزاودهم من الطعام، من ” أقوت الدار“ : إذا خلت من ساكنيها؛ (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ 74)  فأحدث التسبيح بذكر اسمه، أو بذكره، وتعقيب الأمر بالتسبيح لما عدد من بدائع صنعه وإنعامه، وإما لتنزيهه تعالى عما يقول الجاحدون لوحدانيته، الكافرون لنعمته؛ أو للتعجب من أمرهم في كفران نعمه؛ أو للشكر على ما عدها من النعم.

 

(فَلَا أُقْسِمُ) إذ الأمر أوضح أن يحتاج إلى قسم؛ أو فأقسم،ولا مزيدة للتأكيد، (بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ 75) بتساقطها، أو بتخصيص المعارف لما في غروبها من زوال أثرها، والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره؛ أو بمنازلها ومجاريها؛ وقيل النجوم: نجوم القرآن، موقعها: أوقات نزولها، (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ 76)لما في المقسم به من الدلالة على عظم القدرة، وكمال الحكمة، وفرط الرحمة؛ ومن مقتضيات رحمته لا يترك عباده سدى.

 

(إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ 77)  كثير النفع لا سيما على أصول العلوم المهمة في إصلاح المعاش والمعاد، أو حسن مرضي في جنسه، (فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ 78)  مصونلعله عن الدين لم يتطهروا عن الكفر والجنابات، (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ 79)لا يطلع على اللوح إلا المطهرون من الكدورات الجسمانية، وهم الملائكة؛ أو لا يمس القرآن إلا المطهرون من الأحداث، فيكون نفيا بمعنى نهي؛ أو لا يطلبه إلا المطهرون من الكفر، لقوله تعالى: (سأصرِفُ عَن آياتي الذِينَ يتكبَّرون فيِ الأَرْض بغير الحقِّ) ؛ وقرئ" المتطهرون والمطهرون، أي: أنفسهم وغيرهم بالاستغفار لهم والتزكية؛ وقيل: باطن معناه محجوب عن باطن القلب، إلا إذا كان متطهرا من كل رجس، مستنير بنور التعظيم والتوقير، كما قال: (سأصرِفُ عَن آياتي…) . (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ 80) صفة ثالثة أو رابعة للقرآن.

 

(أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ) يعني القرآن، لعله أو ما في هذه السورة، (أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ 81) ؟ متهاونون به كمن يدهن في الأمر، أي: يلين جانبه، و]لا[ يتصلب فيه تهاونا به، (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) أي: شكر رزقكم، (أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ 82)أي: لمانحه، حيث ينسبونه إلى الأنواء. قال ابن عباس فيما يروى عنه: (وتجعلون رزقكم) أي: شكركم بما أنزلت عليكم أنكم تكذبون به.

 

(فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ 83)  أي: النفس، (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ 84)  لعله إليه وهو في النزع؛ والخطاب لمن حول المحتضر، (وَنَحْنُ أَقْرَبُ) ونحن أعلم (إِلَيْهِ) من المحتضر (مِنْكُمْ) عبر عن العالم بالقرب الذي هو سبب الاطلاع، (وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ 85) لا تدركون كنه ما يجري عليه. (فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ 86) أي: مملوكين مقهورين من دانه: إذا أذله واستبعده، (تَرْجِعُونَهَا) ترجعون النفس إلى مقرها، (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 87) لعله أنكم غير مملوكين فيها في تعطيلكم، فلولا ترجعون الأرواح إلى الأبدان بعد بلوغها الحلقوم.

 

ثم ذكر صفات الخلق عند الموت وبين .... فقال: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ 88)أي: إن كان المتوفى من السابقين، (فَرَوْحٌ) فله استراحة؛ وقرئ: فروح بالضم، وفسر بالـرحمة، لأنها كالسبب لحيـاة المرحوم، وبالحيـاة الدائـمة، (وَرَيْحَانٌ) ورزق، (وَجَنَّةُ نَعِيمٍ 89) ذات تنعم، (وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ 90 فَسَلَامٌ لَكَ) يا صاحب اليمين، (مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ 91)  أي: من أخوانك يسلمون عليك.

 

(وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ 92)يعني: أصحاب الشمال، وإنما وصفهم بأفعالهم زجرا عنها، وإشعارا بما أوجب لهم ما أوعدهم به، (فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ 93 وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ 94) وذلك ما يجد لعله عند النزع؛ (إِنَّ هَذَا) إن الذي ذكر في السـورة، (لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ 95) أي: حق الـخبر اليقـين، (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ 96) فنزهه بذكر اسمه عن ما لا يليق بعظمة شأنه.