بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 

(الرَّحْمَنُ 1 عَلَّمَ الْقُرْآَنَ 2) لما كانت السورة مقصورة على تعداد النعم الدنيوية والأخروية صدرها بالرحمن، فقدم ما هو أصل ]النعم[ الدينية وأجلها، وهو إنعامه بالقرآن، وتنزيله وتعليمه، فإنه أساس الدين، ومنشأ الشرع، وأعظم الوحي، وأعز الكتب، إذ هو بإعجازه واشتماله على خلاصها مصدق لنفسه ومصداق لها، ثم أتبعه قوله: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ 3)  إيماء بأن خلق البشر وما يميز به سائر الحيوان.... (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4)من البيان، وهو التعبير عما في الضمير،وإفهام الغير لما أدركه لتلقي الوحي، وتعرف الحق، وتعلم الشرع.

 

(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5) يجريان بحساب معلوم، مقدر في بروجهما ومنازلها، وتتسق بذلك أمور الكائنات السلفية، وتختلف الفصول والأوقات، وتعلم السنون والحساب. (وَالنَّجْمُ) النبات الذي ينجم من الأرض، لا ساق له كالبقول، (وَالشَّجَرُ) الذي له ساق، (يَسْجُدَانِ 6) ينقادان لله فيما يريد بهما طيعا، انقياد الساجد من المكلفين، (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا) خلقها مرفوعة محلا ]و[ مرتبة، فإنها منشأ أقضيته، ومتنزل أحكامه، ومحل ملائكته.

 

(وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7)  العدل بأن وفر على كل مستعد مستحقه، ووفى كل ذي حق حقه، حتى انتظم أمر العالم واستقام، كما قال عليه السلام: بالعدل قامت السماوات، والأرض،  أو ما يعرف به مقادير الأشياء من ميزان وكيال ونحوهما، كأنه وصف الأرض بما فيها مما يظهر به التفاوت ويعرف المقدار، وتستوي به الحقوق والمواجب؛ (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ 8) لأن لا تطغوا فيه، أي: لا تعتدوا، ولا تجاوزوا الإنصاف.(وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ 9) ولا تنقصوه، فإن من حقه أن يستوي، لأن المقصود من وضعه وتكريره مبالغة في التوصية به، وزيادة حث على استعماله.

 

(وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ 10)  للخلق؛ وقيل للأنام: كل ذي روح. (فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ 11) أوعية التمر، أو كل ما يكم، أي: يغطي من ليف وسعف. (وَالْحَبُّ) والثمرة (ذُو الْعَصْفِ) كالحنطة والشعير، وسائر ما يتغذى به، والعصف: ورق النبات اليابس كالتبن، (وَالرَّيْحَانُ 12)  بمعنى المشموم؛ أو الرزق، من قولهم: ” خرجت أطلب ريحان الله“ . (فَبِأَيِّ آَلَاءِ) والآلاء: النعم، (رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 13)  الخطاب للثقلين المدلول عليهما بقوله: (للأنام)؛ وقوله: (أيها الثقلان)، وكأن الآلاء المذكورة في الآية عامة للمخاطبين: الجن والإنس إن كانت الآية عامة لهما جميعا، وكذلك ما بعدها من الآيات في هذه السورة.

 

(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ 14)  قيل: الصلصال: الطين اليابس الذي له صلصة، والفخار: الخزف؛ وقد خلق الله آدم من تراب، جعله طينا، ثم حمأ مسنونا، ثم صلصالا، فلا يخالف ذلك قوله: (خلقه من تراب) ونحوه. (وَخَلَقَ الْجَانَّ) قيل: الجن، أو أبا الجن، (مِنْ مَارِجٍ) من صاف من لعله لهب النار الدخان، (مِنْ نَارٍ 15)  بيان لـمارج فإنه في الأصل للمضطرب، من مرج: إذا اضطرب. (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 16) مما أفاض عليكما من أطوار خلقكما، حتى صيركما أفضل المركبات، خلاصة الكائنات، فبأي نعم من هذه الأشياء التي ذكرنا تجحدان.

 

(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ 17)قيل: مشرقي الشتاء والصيف، ومغربيتها؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 18) مما في ذلك من الفوائد التي لا تحصى، كاعتدال الهوى، واختلاف الفصول، وحدوث ما يناسب كل فصل فيه، إلى غير ذلك.

 

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) أرسلهما؛ من: مرجت الدابة: إذا أرسلتها، والمعنى: أرسل البحر الملح، والبحر العذب، (يَلْتَقِيَانِ 19)  يتجاوزان متتماس سطوحها. (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ) حاجز من قدرة الله، أو من الأرض، (لَا يَبْغِيَانِ 20)  لا ينبغي أحدهما على الآخر بالممازحة، وإبطال الخاصية. (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 21 يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ 22) كبار الدر وصغاره؛ وقيل: المرجان: الخرز الأحمر؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 23 وَلَهُ الْجَوَارِ) السفن، جمع: جارية، (الْمُنْشَآَتُ) المرفوعات الشرع، أو المصنوعات، (فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ 24)  كالجبال، جمع علم: وهو الجبل الطويل؛

( فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 25)  من خلق مواد السفن، والإرشاد إلى أخذها، وكيفية تركيبها وإجلاائها في البحر، بأسباب لا يقدر على خلقها وجمعها غيره.

 

(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا) من على الأرض من الحيوان أو المركبات (فَانٍ 26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ )ذاته، ولو استقريت جهات الموجودات، وتفحصت وجوهها وجدتها بأسرها فانية في حد ذاتها، إلا وجه الله، أي: الوجه الذي على جهته، (ذُو الْجَلَالِ)  ذو العظمة (وَالْإِكْرَامِ 27)ذو الاستغناء المطلق، والفضل العام؛  (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 28) لعله كأنه بين فناء العالم وعبادة المتعبدين للجزاء من آلائه تعالى عليهم، لأنه يخرجهم من دار ابتلائه إلى دار نعمته الباقية؛ وهي نعمة لمن شكرها، ونقمة على كفرها.

 

(يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي: بلسان حالهم ما ]هم[ مفتقرون إليه، مما لا يقومون إلا به، كما قال: (وآتاكم مَّن كُلِّ مَا سألتموه)؛ وقيل: إن أهل السماء يسألونه الغفرة، وأهل الأرض يسألونه الرزق والمغفرة، وهم المؤمنون؛ وأما الكافرون فيسألونه لعله الرزق لا غير، لقوله: (فَمِنَ الناسِ مَن يَّقُولُ ربَبَّنَا آتنا فيِ الدُّنْيَا ومَا لَهُ فيِ الآخِرَةِ من خَلاَقٍ) ، (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ 29)  كل وقت يحدث أشخاصا، ويجدد أحوالا على ما سبق له قضاؤه؛ لعله وقيل: يرفع قوما ويخفض آخرين؛ وقيل: يسوق المقادير إلى المواقيت. (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 30) لعله مما خولكم وتفضل به عليكم؛ ولما أتم من ذكر ما خولهم إياه من إيجادهما وإمدادهما أخذ في الإعادة للجزاء، فقال:

 

(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ 31)  فيه تهديد، والثقلان: الإنس والجن؛ قيل: سميا بذلك لثقلـهما على الأرض ولرزانة رأيهم وقدرهم، أو لأنهما مثقلان بالتكـليف. (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 32 يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) إن قدرتم أن تخرجوا من السماوات والأرض هاربين إلى الله، فارين من قضائه، لعله والآية خاصة للعصاة منهما؛ وقيل: هذا في القيامة، (فَانْفُذُوا) فاخرجوا، (لَا تَنْفُذُونَ) لا تقدرون على النفوذ، (إِلَّا بِسُلْطَانٍ 33) إلا بقوة وقهر، وأنى لكم ذلك؛ أو إن قدرتم أن تنفذوا لتعلموا ما في السموات وما في الأرض فانفذوا لتعلموا، لكن لا تنفذون ولا تعلمون إلا ببينة يضعها الله تعالى فتعرجون عليها بأفكاركم؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 34) أي مما نصب من المصاعد العلقية والمعارج النقلية، فتنفذون بها إلى ما فوق السماوات العلى.

 

(يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ) لهيب (مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ) نحاس مذاب يصب على رؤوسهم (فَلَا تَنْتَصِرَانِ 35) فلا تمتنعان، (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 36)  فإن التهديد لطف، والتمييز بين المطيع والعاصي بالجزاء والانتقام من الكفار من عداد الآلاء.

 

(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ) لعله انفرجت أبوابا لنزول الملائكة، (فَكَانَتْ وَرْدَةً) أي: حمراء كالوردة، (كَالدِّهَانِ 37)  مذابة كالدهن، وهو اسم لما يدهن به؛ وقيل هو الأديم الأحمر؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 38) أي: مما أنعم الله به على عباده المؤمنين في هذا اليوم، (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ 39)  أي: ]لا[ سؤال استفهام، ولكن سؤال توبيخ وتقريع؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 40).

 

(يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ) بعلامتهم، (فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ 41) مجموعا بينهما؛ وقيل: يؤخذون بالنواصي تارة وبالأقدام تارة أخرى؛ وقيل: تضم نواصيهم إلى أقدامهم، فيسحبون إلى النار؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 42)  لعله لأن عذاب العاصين نعمة للمطيعين، كما أن نعمة المطيعين عذاب للعاصين. (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ 43 يَطُوفُونَ بَيْنَهَا) بين النار يحرقون بها، (وَبَيْنَ حَمِيمٍ) ماء حار، (آَنٍ 44)  بلغ النهاية في الحرارة، يصب عليهم، أو يسقون منه؛ وقيل: إذا استغاثوا من النار؛ أغيثوا بالحميم؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 45)  فهذه نعمة عظيمة لمن زحزح عنها.

 

ثم أخذ في وصف الطيعين منهما، فقال: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ) موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب، (جَنَّتَانِ 46) قيل: جنة للخائف الإنسي، والأخرى للخائف الجني، فإن الخطاب للفريقين؛ والمعنى: لكل الخائفين منكما، أو واحد جنة لعقيدته وأخرى لعلمه، أو جنة لفعل الطاعات، وأخرى لترك المعاصي، لأن التكليف يدور على الأمرين، أو جنة يثاب عليها، وأخرى يتفضل بها عليه، كقوله: )( أو روحانية وجسمانية، وكذا ما جاء مثنى بعد؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 47 ذَوَاتَا أَفْنَانٍ 48)  أنواع من الأشجار والثمار؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 49)  .

 

(فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ 50) حيث شاء في الأعالي والأسافل؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 51 فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ 52) صنفان؛ قيل: غريب ومعروف؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 53 مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) قيل: من ديباج ثخين، وإذا كانت البطائن كذلك فما ظنك بالظهائر، (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ 54)  قريب يناله القاعد والمضطجع (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 55).

 

(فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن، (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ 56) دليل على أن الجن مثل الأنس في الطمث، وحب الشهوات، لأن هذه الآيات تشوق الجميع على التشمر لأداء الواجبات، ولا تشوق أحدا بشئ إلا يستلذ طعمه ويشتهيه، (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 57 كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ 58) أي: في حمرة الوجه وبياض البشرة وصفائهما؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 59 هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ) في العمل (إِلَّا الْإِحْسَانُ 60) في الثواب؛ ومنتهى الإحسان: رضى الله عن عبده، وهو ثواب رضى العبد عنه، (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 61)  .

 

(وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ 62)  ومن دون تلك الجنتين الموعودتين للمقربين جنتان لعله لهم، لعله أو لمن دونهم من أصحاب اليمين. (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 63 مُدْهَامَّتَانِ 64)خضروان تضربان إلى السواد من شدة الخضرة؛ وفيه إشعار بأن الغالب على ملك هاتين الجنتين: النبات والرياحين المبسطة على وجه الأرض؛ وعلى الأوليين الأشجار والفواكه، دلالة على ما بينهما من التفاوت، (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 65 فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ 66)  فوارتان بالماء، وهو أيضا أقل مما وصف بهما الأوليين، وكذا ما بعده. (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 67 فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ 68) عطفهما على الفاكهة بيانا لفضلهما، فإن ثمرة النخل فاكهة وغذاء، وثمرة الرمان فاكهة ودواء، (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 69).

 

(فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ 70) خَلقا وخُلُقا، (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 71 حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ 72) قصرن في خدورهن؛ يقال: امرأة قصيرة وقصورة، ومقصورة، أي: مخدورة، أو مقصورات الطرف على أزواجهن. (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 73 لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ 74 فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 75).

 

(مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ) وسائد، أو نمارق؛ وقيل: الرفرف ضرب من البسط، (خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ 76) قيل: العبقري منسوب إلى عبقر، تزعم العرب أنه اسم الجن، فينسبون إليه كل شئ عجب؛ (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 77)  .

 

(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) تعالى اسمه من حيث أنه مطلق على ذاته، فما ظنك بذاته؛ وقيل: الاسم بمعنى الصفة، (ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ 78) ذي العظمة والتفضل.