تفسير ما أمر الله من وفاء الكيل والميزان وما أعد الله لمن يطفف :

 

قوله في سورة الأنعام( الآية:152): { وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ } يعني: بالعدل { لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا } يعني: إلا ما طاقت.

 

وقوله في سورة بني إسرائيل(الآية:35): { وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ } يعني: لغيركم { وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ } يعني: الميزان بلغة الروم { ذَلِكَ خَيْرٌ } يعني: وفاء الكيل والميزان خير من النقصان { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }يعني: وأحسن عاقبة.

 

وقوله في سورة الرحمن(الآية:9) { وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ } ولا تنقصوا الميزان.

 

وقوله في سورة المطففين(الآيات:1-6): { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ }يعني: لمن يطفف في الكيل والميزان, ثم نعتهم فقال: { الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ } يعني: إذا اشتروا من الناس يستوفون الكيل والميزان لأنفسهم { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ } يعني: إذا باعوا هم لغيرهم أو وزنوا هم { يُخْسِرُونَ } يعني: ينقصون الكيل والميزان, ثم خوَّفهم فقال: { أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ } أنهم يعني: ألا يستيقن المطفف في الكيل والميزان [ بالبعث] من بعد الموت وأن الله سيعاقبهم, ثم أخبر عن يوم البعث فقال: { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ } من قبورهم { لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } قال: يقومون مقدار ثلاثمائة أو ما شاء الله، ويُهوَّن على المؤمنين [ كأداء صلاتهم] .

 

فبدأ بذكر عقوبة المطفف قبل ذنبه فقال { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ } ثم ذكر ذنوبهم فقال: { الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ }.

قال الله: { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ }(مريم:37).