تفسير الآذان :

قوله في السورة التي يذكر فيها الجمعة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ }(الجمعة:الآية9) يعني: إذا أذن المؤذن.

 

قال: كان المسلمون في أول الإسلام لا يدرون كيف يؤذنون للصلاة.

قال: ثم إن عبد الله بن زيد الأنصاري رأى في المنام, كأن رجلاً عليه ثوبان أخضران على حائط المسجد بالمدينة , قام فقال: الله أكبر الله أكبر مرتين , أشهد أن لا إله إلا الله مرتين, أشهد أن محمداً رسول الله مرتين, حي على الصلاة مرتين, حي على الفلاح مرتين , ثم قال: قد قامت الصلاة مرتين , الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله مرة بعد ذلك واحدة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عَلِّمْهُ بلالاً, فعَلَّمَهُ بلالاً فأذن بعد ذلك .

 

قال: لا ينبغي أن يقيم الصلاة غير الذي أذن إلا بعذر ولا يتكلم في الأذان والإقامة , وليس على النساء أذان ولا إقامة .

قال ابن مسعود : تجزي الإقامة للرجال في السفر إذا لم يؤذن.

 

تفسير لبس الثياب عند المساجد :

قوله في السورة التي يذكر فيها الأعراف :{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ }(الأعراف:الآية31) وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يطوفون بالبيت الحرام عراة , يطوف الرجال بالنهار, والنساء بالليل, يقولون : لا طواف بالبيت الحرام في الثياب التي قارفوا فيها الذنوب , فأنزل الله{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } يعني: البسوا ثيابكم عند كل مسجد, يعني: عند المسجد الحرام وغيره وبيعة النصارى وكنيسة اليهود لا تعروا .

 

قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم" يجزي الثوب الواحد إن لم يكن غيره" .

قال : وصلى جابر في ثوب واحد , قد خالف بين طرفيه بغير إزار .

والثياب على المستحب، قال : يكره للإمام أن يصلي بغير رداء .

 

في الذين لا تلهيهم أموالهم ولا أولادهم عن ذكر الله:

قوله في السورة التي يذكر فيها المنافقون :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}(المنافقون:9) يعني: الصلاة المكتوبة{ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ } يعني: ترك الصلاة وبما أمر الله { فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } .

 

تفسير المنافقين :

ثم أخبر عن صلاة المنافقين في السورة التي يذكر فيها النساء قال: { وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى }(النساء:الآية142) يعني: متثاقلين عنها حتى يذهب عنها وقتها, يصرون على الذنب , وعلى النكث ,{ يُرَاؤُونَ النَّاسَ } بصلاتهم وغيرها{ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً } يعني: إلا رياءً وسمعة.

 

وقال في سورة أخرى { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}(المطففين:1) يعني: المنافقين, ثم نعتهم فقال :{ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ }(المطففين:2) يعني: إذا اشتروا من الناس يستوفون الكيل لأنفسهم,{ وَإِذَا كَالُوهُمْ }(المطففين:3) يعني: باعوا هم لغيرهم { أَوْ وَزَنُوهُمْ } لغيرهم, { يُخْسِرُونَ } يعني: ينقصون الكيل والميزان .

 

ثم خوفهم فقال: { أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ }(المطففين:4) يعني: ألا يستيقن المطفف في الكيل والميزان .{ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ } بعد الموت , وأن الله سيعاقبهم.

 

ثم أخبرعن يوم البعث فقال: { لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ } يعني: من قبورهم{ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }(المطففين: 5،6)، فسمى الله الويل للمنافقين والمشركين .

 

وذكر المؤمنين فقال: { طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ }(الرعد:الآية29) .

 

ثم نعت المنافقين أيضاً في أمر الصلاة فقال: { الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ } (الماعون:5) يعني: يلهون عنها حتى يذهب وقتها , لا يبالون كيف يصلون , يصرون على الذنب, والله يقول: { وَلَمْ يُصِرُّوا }(آل عمران:الآية135) للمؤمنين على الذنب{ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ولكن{ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }(النساء:الآية17) .

 

وذكر المنافقين{ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ }(الماعون:6) الناس بالصلاة وغيرها في الأعمال , { وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ }(الماعون:7) يعني: الزكاة وغيرها من الحقوق التي أوجب الله عليهم، يقول الله: { فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ }(محمد:الآية38), { وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }(يوسف:الآية52)، { وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}(الحديد:الآية23).