تفسير ما أمر الله أن يفعلوا إذا قاموا إلى الصلاة المكتوبة :

 

قوله في سورة البقرة:

{ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ }(البقرة:الآية238) يعني: وقوموا في الصلاة مطيعين .

 

وقوله في السورة التي يذكر فيها العنكبوت: { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ }(العنكبوت:45) يعني : أتم الصلاة. { إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ } يعني: المعاصي { وَالْمُنْكَرِ } يقول: الإنسان ما دام يصلي فهو منتهي عن الفحشاء والمنكر لا يعمل بهما حتى ينصرف { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } يقول : إذا صليت لله فقد ذكرته فيذكرك الله بخير , ولذكر الله إياك بالخير أفضل من ذكرك إياه بالصلاة . قال { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } .

 

وقال في السورة التي يذكر فيها المؤمنون: { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ } (المؤمنون:2) يعني: الذين هم في صلاتهم متواضعون ولا يلتفت من الخشوع لله إلى شيء ، وكذلك قوله في سورة الأحزاب: { وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ } (الأحزاب:الآية35) .

 

تفسير مبتدأ الصلاة والاستعاذة فيها:

قوله في سورة النحل: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ }(النحل:98) يعني : قي الصلاة { فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } قال : مفتاح الصلاة الوضوء والتكبير , وتحريمها التكبير الأول , وتحليلها التسليم , فمن ترك التكبيرة الأولى فليس في الصلاة .

 

 

فمن أراد أن يكبر التكبيرة الأولى في الصلاة , فليقل في نفسه : سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك , وتعالى جدك , ولا إله غيرك . ثم يكبر , فإذا كبر فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , إن الله هو السميع العليم , بسم الله الرحمن الرحيم , وليجهر بفاتحة الكتاب إن كان في صلاة فيها قراءة .

 

تفسير القراءة في الصلاة :

قوله في سورة الأعراف : { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ }(الأعراف:205) يعني : بذكر القراءة في الصلاة { تَضَرُّعاً } يعني : مستكيناً في رحمته { وَخِيفَةً } يعني: وخوفاً من عذابه { وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ } يقول : واقرأ دون الجهر من القراءة { بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } يعني : بالغداة والعشي, { وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ } عن القراءة في الصلاة .

 

وقوله في السورة التي يذكر فيها المزمل { فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ }(المزمل:الآية20) يعني : فاقرءوا في الصلاة ما تيسر منه ولم يوقت , فمن صلى وحده , أو كان إماماً فليبدأ بفاتحة الكتاب , ثم يقرأ ما يشاء من القرآن معها في الركعتين الأوليتين , ويقرأ في الركعتين الأخيرتين فاتحة الكتاب وحدها بلا جهر .

 

تفسير الركوع والسجود في الصلوات :

قوله في سورة الحج { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا }(الحج:الآية77) يعني: في الصلاة, { وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ } يعني: يأمرهم في الصلاة وفي كل شيء .

 

وقوله في السورة التي يذكر فيها الأعراف: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا }(الأعراف:204) يعني: في الصلاة فاستمعوا له وأنصتوا { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } يعني: لكي ترحموا .

 

قال : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } فقرأها رجل من خلفه , وجهر بها كما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم , فلما قضى النبي صلاته قال : " أيكم الذي نازعني في السورة" , ونزلت { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }.

 

وذكر عن عمر بن الخطاب رحمه الله , أنه كان يستحب القراءة خلف الإمام في كل صلاة بفاتحة القرآن في كل ركعة ، يسبق الإمام في كل ركعة أن استطاع .

 

فإذا كان في صلاة الأولى , وفي صلاة العصر فليقرأ فاتحة القرآن كما يقرأ إذا كان وحده. ومن نسى القراءة خلف الإمام , أو فاته فقد أجزأه قراءة الإمام .

 

{ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ }(الحج:الآية77) الذي أمرتم به { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تفلحوا, فمن فعل بما أمره الله فقد أفلح .

 

فإذا رفعت رأسك من السجود أقمت صلاتك، وإذا قلت : سمع الله لمن حمده، واستوى الورك مع الرأس في الركوع، ثم تكبر وتخر ساجداً .

 

تفسير الدعاء والمسألة في آخر الصلاة :

قوله في السورة التي يذكر فيها ألم نشرح: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ }(الشرح:7) يقول : إذا فرغت من القراءة والركوع والسجود وأنت جالس وأنت جالس في آخر الصلاة قبل أن تسلم { فَانْصَبْ }في الدعاء إلى الله وارغب إليه في المسألة.