يقول العلامة أبو مسلم البهلاني: ( إذا عرفت هذا فاعلم أن الفرق بين الضاد المعجمة والظاء المشالة في القراءة واجب، وإخراج أحدهما من مخرج الثاني لحن فتجنبه في الصلاة وفي القراءة مطلقاً، لأن القراءة سنة متبعة، وعدم الفرق بين هذين الحرفين كعدم الفرق بين سائر الحروف المشتركة في بعض الصفات، ولا تغترر بما في ( المصباح ) من حكاية الفراء عن المفضل أن من العرب من يبدل الضاد ظاءً، فيقول: عظَّت الحرب بني تميم، وأن من العرب من يعكس فيقلب الظاء ضاداً، فيقول: في الظهر ضهراً، فهذا وإن صح نقله لغةً فلا يصح قراءةً، لأنها سنة متبعة، ولم ينقل متواتراً في جانب القراءة... الخ ).

 نثار الجوهر ج2، ص 334، 335

 

ويقول-رحمه الله: « ثم إن عناية أصحابنا- رحمهم الله- بمعرفة الفرق بين الضاد والظاء ليس لأن الحرفين مخصوصان بالإجادة، فالتجويد مطلوب مشروع في قراءة القرآن ليتلى كما أنزل، ولكن اشتدت عنايتهم بالحرفين لتشابههما إلى غاية صار كثير من الناس لا يدرك فيها حقيقة الفرق، حتى تهاونوا في إخراج الضاد، فربما اخرجوها من مخرج الظاء، وربما أخرجها البعض من غير مخرجها ومخرج الظاء، ولوقوع الضاد في الفاتحة، وهي لا تحتمل اللحن؛ لأن من نقص حرفاً منها صدق عليه أنه لم يقرأها بتمامها، فلهذا اعتنوا بها، وقاموا وقعدوا في التأكيد على حسن أدائها بصفتها ومن مخرجها » .

 نثار الجوهر ج2 ص 342 ، 343