المتسابق: محمد بن زهران بن زاهر الإسماعيلي:

الحاصل على المركز الثاني بالمستوى الأول (حفظ القرآن كاملا).

* "عقدت عهدا مع الله بأن يكون هذا الكتاب رفيقي في هذه الحياة".

* "طالت بي المدة في حفظ كتاب الله لانعدام الدورات وقلة القدوة".

* "القرآن الكريم هو نور الحق ودستور الحياة وقد عقدت عهدا مع الله بأن يكون هذا الكتاب رفيقي في هذه الحياة كما أسأل الله تعالى أن يجعله لي في القبر مؤنسا ويوم القيامة شفيعا وفي الجنة هاديا ودليلا"..

 

لو رجعنا إلى إعلان فوزك بالمسابقة ما هو شعورك؟

إحراز قصب السبق في مثل هذه الميدان يجعل المرء يحس بالغبطة والسرور، إذ أن التنافس في هذا المضمار أمر مشروع بل ومرغب فيه في كثير من النصوص الشرعية "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" فلا غرو أن تجد الفائزين في مثل هذه المسابقات تمتلئ قلوبهم فرحا وسرورا بعد أن قطفوا ثمارا يانعة طالما حلموا أن يتذوقوا حلاوتها.

 

قلة القدوة وخفاؤها:

حدثنا عن البذور الأولى في هذا المشوار ومن صاحب الفضل عليك في غرسها بعد الله؟

أما عن البيئة التي كنت أعيشها فليس لها أي دور في إيقاد همة الحفظ في نفسي، إذ أنها بيئة ليس لها كبير اهتمام بهذا الجانب في ذلك الحين، ولكن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا هيأ له من الأسباب ما يهون له كل الصعاب، ويذلل له جميع العقبات التي قد تعترضه في هذه المسيرة المباركة.

عندما ابتدأت في الحفظ لم تكن هناك دورات إبداعية لحفظ القرآن، مع قلة القدوة وخفائها في ذلك الحين، ولذا لم تكن لدي خطة أسير عليها، ولم تكن هناك أهداف واضحة، ولذا طالت بي المدة في حفظ كتاب الله فكنت أحفظ يوما وانقطع عن الحفظ أياما، ثم أعاود الكرة مرة أخرى عندما تتقد الهمة إلى أن أكرمني الله تعالى بحفظ كتابه.

 

صقل الموهبة:

ما هو الدافع الذي جعلك تشارك في هذه المسابقة وكيف عرفتها؟

الدافع في ذلك هو صقل هذه الموهبة وتنميتها، إذ ليس كل حافظ للقرآن قادر على استظهاره أمام الملأ والوقوف به أمام لجان التحكيم، ومن جهة أخرى فإن المشاركة في مثل هذه المسابقة يعرف كل حافظ على درجة الإتقان التي وصل إليها.

وأما عن معرفتي للمسابقة فذلك عن طريق الضخ الإعلامي لهذه المسابقة في شتى أنحاء السلطنة.

 

هل تتابع مجريات المسابقة سنوياً؟

هذا العام هو العام الخامس على التوالي في اشتراكي في هذه المسابقة، وقد كنت أتتبع الصحف والمجلات من أجل الاشتراك فيها والانضمام في سلكها.

 

ترتقي عاما بعد عام:

هل ترى أن المسابقة تطورت إلى الأفضل وهل لديك اقتراحات أو ملاحظات تساعد في تطويرها؟

بالطبع تطورت كثيرا وهي ما زالت ترتقي عاما بعد عام في سلم الكمال، ويظهر ذلك جليا في الإعداد المكثف لهذه المسابقة من قبل جهات كثيرة.

وأما عن الاقتراحات في تطوير هذه المسابقة فهي كالتالي:

  • إنشاء معاهد لتدريس علوم القرآن تقوم على متابعة الحفاظ والإشراف عليهم، وتطوير قدراتهم حتى يكونوا فخرا لهذا الوطن إذا ما مثلوا السلطنة في مسابقات دولية.
  • الاستفادة من تجارب الآخرين وذلك بإرسال لجنة استطلاعية إلى الخارج من أجل دراسة آخر التطورات في هذا المجال.
  • عدم ترك الحفاظ-خاصة المتفوقين منهم-بعد الانتهاء من المسابقة؛ بل ينبغي من الدائرة القائمة على هذه المسابقة أن تحتضن هؤلاء المتفوقين وتعمل على تطوير قدراتهم وتفجير طاقاتهم؛ بل وتوسيع نطاق الحفظ لديهم.
  • عقد مسابقة أخرى أوسع نطاقا تستقبل المتخرجين من هذه المسابقة، وذلك حتى لا تقتل مواهب هؤلاء الحفاظ في نهاية المطاف، وحتى تكون العلاقة قائمة بينهم وبين مثل هذه المسابقات.

 

 

هل شارك أحد من أقربائك في المسابقة وهل تقوم بالتشجيع؟

نعم وأتمنى أن يعم نفع المسابقة ليس الأقربين فحسب بل جميع أبناء هذا الوطن المعطاء.

هل الإقبال أكثر لحفظ القرآن الكريم في هذه الفترة؟ ولماذا؟

نعم من غير شك ولا امتراء، فقد أصبحت الوسائل متاحة للجميع، فما أكثر الدورات التي تعقد في هذا المجال؛ بل كم هي المؤسسات التي أوقفت أنفسها من أجل الإشراف على حفظة كتاب الله، كما أن وسائل العلم الحديث لها الدور البارز في تمهيد الطريق أمام كل راغب في حفظ كتاب الله العظيم؟، ناهيكم عن وجود القدوة في كل قرية من قرى السلطنة، وكما أن الأمية أصبحت عارا في هذا الوقت على صاحبها، بعد أن كانت متفشية ردحا من الزمن، فكذلك عدم حفظ كتاب الله سيكون عارا على صاحبه في مقتبل الأيام وما ذلك على الله بعزيز، خاصة إذا ما تضافرت الجهود من أجل تحقيق ذلك.

 

سهل الحفظ.. سهل التفلت:

ما الصعوبات التي واجهتك في حفظ القرآن عند الحفظ وطريقة الحفظ؟ وهل يمكنك أن تفيد غيرك؟

القرآن سهل الحفظ كما أنه سهل التفلت "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" ، "للقرآن أشد تفلتا من الإبل في عقلها".

ولكن:

من  يصطبر  للعلم  يظفـر بنيله ** ومن يطلب الحسناء يصبر على البذلِ

ومن لم يُذلَّ النفس في طلب العلا ** يسيراً  يعشْ دهراً طـويلاً  أخـا ذُلِّ

 

هل ترى للوسائل الحديثة دوراً في حفظ كتاب الله وتجويده؟ وهل تشجع عليها وهل من مقترحات للحفظ جديدة؟

الوسائل الحديثة لها دورها البارز في تحقيق النجاح لمن أحسن استخدامها، ولكن مهما يكن من أمر فإن هذه الوسائل تعد جامدة إن لم تجد همة عالية تحسن التعامل معها، ومن هنا نجد العلماء الأوائل وصلوا إلى ما وصلوا إليه مع قلة الوسائل في ذلك الحين، ولكن الهمة إذا ما انفجرت في قلب صاحبها حققت المستحيل، أما مع وجود مثل هذه الوسائل فإنه من الواجب على كل واحد منا أن يقول لسان حاله:

وإني وإن كنت الأخير زمانه ** لآت بما لم تستطعه الأوائل

 

هل كنت توازن بين متطلبات الدراسة والحفظ؟

نعم ولا شك في ذلك؛ بل كما هو معلوم أن القرآن العظيم يفتح للإنسان مغاليق الأمور، وذلك أمر يثبته الواقع والتجربة.

 

كيف انتفعت بالقرآن وكيف نفعت به الآخرين من أقربائك وأصدقائك؟

القرآن هو خير مما يجمعون، فنفعه للإنسان نفع ليس محدودا بحد فخيراته على معاشر الحفاظ متواترة ومتتالية.

 

استنهاض الهمم:

ما هي نصيحتك لمن حفظ القرآن ولمن أراد أن يحفظ القرآن؟

أما من حفظ القرآن فإنه من الواجب عليه أن يتعاهد القرآن بالحفظ والتثبيت ما دام فيه نفس يتردد، وإلا كان حفظه للقرآن مهددا بالانقراض، وبذلك يصدق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم "من حفظ القرآن ثم نسيه حشر يوم القيامة أجذم" وأما من أراد الحفظ فما عليه إلا أن يستنهض الهمة ويربط أحزمة الأمان وليسر على بركة الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

 

هل لك مشاركات خارجية أو داخلية في غير هذه المسابقة؟ وما الذي حققته لك؟

أما الخارجية فلا، وأما الداخلية فقد اشتركت في مسابقة وزارة التراث التي تقيمها على مستوى أندية السلطنة.

 

هل للقراء المشاهير دور في تعلمك القراءة المجودة وحسن الصوت؟ وهل تحب تقليد القراء أم تحب أن تتميز بصوتك الخاص؟

نعم قد يكون للقراء دور في ذلك، لا سيما عند سماعي لبعض مشاهيرهم: كعبدالباسط وغيره، وأما التقليد فلم أقلد صوتا إلى الآن.

 

هل طلبت منك جهات معينه القراءة لافتتاح حفل أو مناسبة؟

نعم طلب مني ذلك أكثر من مرة.

 

نقطة انطلاق:

ما الذي حققته لك المسابقة؟

لعل هذه المسابقة هي نقطة انطلاقة لتحقيق المزيد من النجاح والتفوق، ليس في هذا الوطن الغالي فحسب؛ بل وفي غيرها من بلاد العالم، كما لها الدور البارز في ملازمتي للقرآن العظيم، وذلك بالعكوف على تلاوته واهتبال كل فرصة في ترسيخه وتثبيته.

 

عهد مع الله:

ما هي خططك لتعهد القرآن الكريم؟

القرآن الكريم هو نور الحق ودستور الحياة، وقد عقدت عهداً مع الله بأن يكون هذا الكتاب رفيقي في هذه الحياة، كما أسأل الله تعالى أن يجعله لي في القبر مؤنسا ويوم القيامة شفيعاً، وإلى الجنة هادياً ودليلا.

----------------

جريدة عمان: الجُمْعَة ١٤ صفر ١٤٣١ الموافق: ٢٩ يناير ٢٠١٠

أجرى اللقاء: سيف بن سالم الفضيلي.