كليثم بنت محمد بن سعيد المعمرية: محبتي لكتاب الله وإجلالا لقدره العظيم الدافع لمشاركتي بمسابقة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم.

 

الحمد لله رب العالمين الذي جعلني من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، ومنّ عليّ بهذه النعمة التي اختصني بها، فاني والله ما كتبت عن القرآن يوما او تحدثت عنه الا اجتمع لي امران: الفرح والخجل ؛ فافرح لأني أتكلم عن كلام الله، واخجل لان مثلي يتكلم عن هذا الكلام , ولكني أحمده عز وجل ان اذن لمثلي ان يتكلم عن كلامه , ولو اراد المرء ان يسهب في الحديث عن كلام الله والشعور الذي ينتابه عند ختمه، والفوز به لفني العمر ولم ينته الكلام بعد عن فضائل كتاب الله، فهو حياه وعيش كريم لكل من اراد الدرجات العلى من الجنة.

 

تلكم الكلمات النابعة من القلب جاءت من إحدى النساء اللائي نذرن انفسهن لحفظ كتاب الله وهي كليثم بنت محمد بن سعيد المعمرية الحائزة على المركز الثاني (المستوى الرابع – حفظ اثني عشر جزءا) في منافسات مسابقة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم في نسختها التاسعة عشرة الماضية..خلال لقاء لملحق اشراقات.

 

وها هي ذات الهمة العالية الواثقة الخطى نحو رضا ربها تستعد للمشاركة في منافسات السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم في نسختها العشرين بالمستوى الثالث – حفظ 18 جزءا)..بكل همة ونشاط وحيوية..فإلى ما جاء في اللقاء:

 

تشجيع الوالدين

لو رجعنا إلى ذكرياتك في المسابقة في نسختها (19) بين المتسابقين من صاحب الفضل عليك بعد الله؟

قال تعالى (وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب)، يرجع الفضل بعد الله عز وجل الى والدي اللذين ساهما في حصولي على هذا المركز ونجاحي في حفظ كتاب الله عز وجل؛ حيث حظيت باهتمامهم تشجيعا وحفظا، وكذلك الصحبة الصالحة التي رافقتني في جميع مراحل المسابقة جزاهم الله خيرا ووفقهم لما يحبه ويرضى .

 

ما هي النتيجة التي حققتها لك المسابقة؟

حصولي على المركز الثاني في المستوى الرابع بحمد الله وتوفيقه في هذه المسابقة, يعطيني دافعا قويا للمشاركة في السنوات القادمة بإذن الله .

 

المحبة لكتاب الله:

ما هو الدافع الذي جعلك تشاركين في هذه المسابقة وكيف عرفتها؟

الدافع لمشاركتي في هذه المسابقة محبتي لكتاب الله واجلالا لقدره العظيم وايمانا بهيمنته على قلوب العالمين علما وعملا، قررت المشاركة بهذه المسابقة، وقد سمعت عنها من خلال وسائل الاعلام المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئية).

 

هل تتتبعين مجريات المسابقة سنوياً؟

نعم اتابع اخبار ومجريات المسابقة سنويا .

 

اقتراحات:

هل ترين أن المسابقة تطورت إلى الأفضل وهل لديك اقتراحات أو ملاحظات تساعد في تطويرها؟

بفضل الله تطورت هذه المسابقة للافضل من حيث الاهتمام والجهود المبذولة في سبيل النهوض بها، ونحن نشكر جميع العاملين عليها ولجنة التحكيم الموقرة , وأرى ان تضاف اليها بعض الاقتراحات :

1- ان تخصص مسابقة لحفظ السنة النبوية الشريفة باعتبارها المصدر الثاني من مصادر الشريعة الاسلامية.

2- ان تكون هناك مسابقات محلية على مستوى الولايات لأبنائنا خلال الاجازات الصيفية.

3- ان يكون عدد الفائزين في كل مستوى لا يقل عن 5 او 10 فائزين كما كان في السنوات السابقة وذلك تشجيعا لحفظة كتاب الله.

 

هل شارك أحد من أقربائك في المسابقة وهل تقوم بالتشجيع؟

بفضل الله شارك اقربائي في هذه المسابقة وأغلبهم من حفظة كتاب الله، واعمل جاهدة على تشجيع كل من حولي.

 

الإقبال كثير:

هل الإقبال أكثر لحفظ القرآن الكريم في هذه الفترة؟ ولماذا؟

ارى ان الاقبال على حفظ القرآن الكريم اصبح كثيرا وخاصة بعد دورات الشيخ ابو الفيصل البيماني لحفظ القران الكريم في اقل من 100 يوم، والتي اقامها في جميع ولايات السلطنة مما كان لها سيط واسع، وقد وصل عدد الحفظ بفضل الله 3600 حافظ وحافظة, وكذلك اشيد بجهود حلقات التحفيظ في المساجد في جميع ولايات السلطنة .

 

الإخلاص يعين على الحفظ:

هل من صعوبات في حفظ القرآن عند الحفظ وطريقة الحفظ وهل يمكنك أن تفيدي غيرك؟

في الحقيقة حفظ القرآن الكريم من أسهل الأمور مصداقا لقوله تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر), ولكن قد يتعرض الحافظ لبعض الصعوبات منها: الربط بين الآيات والآيات المتشابهات .. اما عن طريقة الحفظ ولمن اراد ان يحفظ فينبغي له عدة امور قبلها حتى يتيسر له الحفظ:

 

 أولها: النية الخالصة لوجهه تعالى وترك المعاصي والصبر والعزيمة القوية على الحفظ، وللحفظ طرق عدة ولكني افضل إحداها وهي طريقة الحفظ التسلسلي وهي اتقن انواع الحفظ، وتكون بان تقرأ الآية الأولى ثم تحفظها ثم تنتقل الى الثانية وتحفظها ثم تقرأ الأولى مع الثانية ثم تنتقل الى الآية الثالثة فتحفظها ثم تقرأ الآية الاولى مع الثانية مع الثالثة وهكذا ..

 

وفي اثناء الحفظ انصح بالتركيز والتكرار وتفريغ وقت محدد للحفظ وأفضله قبل وبعد صلاة الفجر، والمواظبة على مراجعة الحفظ وتثبيته لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو اشد تفلتاً من الابل في عقلها).

 

دور الوسائل الحديثة:

هل ترين للوسائل الحديثة دورا في حفظ كتاب الله وتجويده؟ وهل تشجعين عليها وهل من مقترحات للحفظ جديدة؟

نعم , فقد يسرت الوسائل الحديثة ووفرت كثيرا من الجهود على كل من اراد حفظ وفهم كتاب الله عز وجل؛ من حيث تعليم التجويد وتفسير آيات القرآن الكريم، وبالطبع اشجع على متابعة مثل هذه البرامج الهادفة لانها تساعد على الحفظ كثيرا ..

 

اما عن مقترحاتي الجديدة لحفظ كتاب الله فهي:

1- ان يكون لحافظ القرآن ورد ثابت يوميا.

2- ان يستمع اثناء الحفظ لقارئ متقن لاحكام التجويد من القراء المشاهير.

3- ان يكون الحفظ من مصحف واحد لا يتغير.

4- قراءة الحفظ في الصلاة واثناء العمل واثناء ركوب السيارة وغيرها من الاوقات مصداقا لقوله تعالى (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم).

5- تكرار الآيات لانه يؤدي الى اتقان الحفظ وتثبيته.

6- ان يستعين بأحد كتب التفاسير ليتيسر له فهم آيات القرآن في اثناء حفظه.

 

هل كنت توازنين بين متطلبات الدراسة والحفظ؟

بفضل الله استطعت التوفيق بين الحفظ والدراسة بإعطاء كل منها حقه، ومن رزقه الله بحفظ القرآن سيكون ناجحا ببركته التي تسري في كل شيء , فقد كنت احصل على تقدير الامتياز بجانب حصولي على المراكز المتقدمة في حفظ القرآن الكريم.

 

وجدت فضله:

كيف انتفعت بالقرآن وكيف نفعت به الآخرين من أقربائك وأصدقائك؟

ان القرآن هو نور الله المبين، ولقد وجدت فضل القرآن في حياتي العلمية والعملية من خلال توفيقي في كثير من الأمور، فحامل القرآن ينبغي ان يحرص على تطبيقه والعمل به، فبداية العلم هو حفظ القرآن، وكل آية تحفظها باب مفتوح الى الله تعالى، فمن أوتي علما فلم ينتفع به كان القرآن حجة عليه , نسأل الله ان يجعله حجة لنا لا علينا , وانا ما زلت منذ عدة سنوات انتظر فرصتي في مجال التربية والتعليم لأعمل في وظيفتي التي طالما حلمت بها لأسخر هذه الطاقات والجهود لتحفيظ كتاب الله لأبناء هذا الوطن الغالي، وتخريج اجيال حافظة لكتاب الله نافعة للمجتمع، فهو يستحق منا كل حب وتقدير.

 

نصائح:

ما هي نصيحتك لمن حفظ القرآن ولمن أراد أن يحفظ القرآن؟

انصح جميع حفظة كتاب الله ومن اراد ان يحفظ ان يتمسكوا بالقرآن وان يعملوا به في حياتهم، ففيه صلاح الدنيا والآخرة، وان يحرصوا على تثبيته في قلوبهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (انما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة , ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت).

 

مشاركات:

هل لك مشاركات خارجية أو داخلية في غير هذه المسابقة؟ وما الذي حققته لك؟

نعم , كانت لي مشاركات خارجية على مستوى كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية بدبي، وحصلت على المركز الاول , وايضا شاركت في جامعة صحار وحصلت على المركز الثاني في حفظ القرآن الكريم , والمركز الثالث في حفظ الاربعين النووية على مستوى الجامعة , ولقد حققت لي هذه المسابقات الاعتزاز باني من حفظة كتاب الله، وصدق الله العظيم اذ يقول (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون).

 

استمع الى مشاهير القراء:

هل للقراء المشاهير دور في تعلمك القراءة المجودة وحسن الصوت؟ وهل تحبين تقليد القراء أم تحبين أن تتميزي بصوتك الخاص؟

نعم فمن شروط حفظ القرآن الكريم أخذه بالتلقي والمشافهة، وقد كنت في اثناء حفظي استمع الى قراءة المشاهير والاعلام ومنهم : عبدالباسط عبدالصمد , ومحمد صديق المنشاوي , ولا انسى الفضل الاكبر في تأسيسي وتعليمي احكام التجويد أستاذتي وعلى رأسهم الدكتورة مطمئنة عبدالكريم جزاها الله عنا خير الجزاء..

 

اما بالنسبة لتقليدي للقراء فأنا احب تقليدهم تارة لما لجمال اصواتهم وما تثيره من خشوع في نفس السامع، ولكن افضل التميز بصوتي الخاص .

 

هل طلبت منك جهات معينة القراءة لافتتاح حفل أو مناسبة؟

لا .. ولكن اذا طلب مني فلن امانع بشرط ان يكون الحضور نسائيا.

 

خطط:

ما هي خططك لتعهد القرآن الكريم؟

لقد سمى الله سبحانه وتعالى القرآن روحا لانه تحيا به القلوب، فالحمد لله الذي احيا قلوبنا بالقرآن ومنّ علينا بهذه النعمة العظيمة، فهو وحده يستحق الشكر سبحانه وشكر النعمة يكون بدوامها واستمرارها، فبإذن الله اطمح ان اعمل اولا في وظيفتي، وان احفظ القرآن بالقراءات العشر، وأحصل على إجازة في حفظ القرآن الكريم، ومن ثم اشارك في مسابقة "واعتصموا النسائية الدولية" باسم وطني الغالي.

------------------------------------

جريدة عمان/ الجمعة 14 جمادى الثانية 1431هـ . الموافق 28 مايو 2010

أجرى اللقاء: سيف بن سالم الفضيلي.