طباعة
المجموعة: الفكر الإسلامي
الزيارات: 2303

نتيجة بحث الصور عن وليد فكري فارس

مدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

حذر الدكتور وليد فارس مدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا من أن الأمة الإسلامية على مفترق طرق إما أن تتآزر وتتعاون وتخلص نواياها وتتحرك جميعاً إلى الأمام وإلا أن تظل في تناحر ينتهي بها إلى الاختفاء من الخريطة العالمية.

 

وقال فارس في لقاء جريدة عمان معه على هامش المؤتمر العالمي عن الدور الحضاري العماني في وحدة الأمة الذي اقيم بالجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا: ان من أهم العلاجات لمشاكلنا العمل على إعادة تشكيل العقل المسلم على ما كان عليه في بداية الإسلام والعهود المشرقة الأولى وإعادة هيكلة منظومة التعليم لتأصيل معاني الانفتاح والتعاون وفهم الآخر وأدب الحوار والتفكير العلمي والتعاون ما بين دول العالم الإسلامي لدفع عجلة هذه الأمم بدلاً عن التناحر الداخلي الذي أنفقت فيه أموال كثيرة دون فائدة سوى ايجاد العداوات الداخلية والكراهية والبغضاء.. وإلى ما جاء في اللقاء.

 

بداية اللقاء أعطى الدكتور وليد فارس نبذة عن المعهد العالمي الذي يديره: أنشئ المعهد في 2003 بمبادرة من رئيس الوزراء الماليزي الدكتور محاضر مُحمَّد، ورئيس الجامعة في ذلك الحين تان سري سنوسي جنيد، والغرض منه دعم الدراسات والأنشطة الداعمة لفكرة التكامل والوحدة الإسلامية والتي تتمثل في مناقشة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخاصة بالعالم الإسلامي، وأيضاً تدريب الكوادر الشابة في النواحي القيادية، وبناء كوادر متخصصة من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في الحكومة الماليزية في مجالات مختلفة.

أنشطة محددة

وعن دور المعهد الوحدوي في سبيل ترابط اﻷمة يقول فارس: يقوم المعهد بأنشطة محددة تتمثل في عقد مؤتمرات وملتقيات الغرض منها دراسة مشكلات العالم الإسلامي دراسة علمية، واقتراح حلول لهذه المشكلات.

أيضاً هذه المؤتمرات والملتقيات تكون فرصة للتقارب الفكري والمذهبي بين التيارات الفكرية والمذاهب المتنوعة في العالم الإسلامي.

والتركيز على أنَّ التنوع الفكري والمذهبي والعرقي في العالم الإسلامي هو مصدر إثراء وليس مصدر نزاع، والتركيز على ايجاد آليات للاستفادة منه في الجوانب الإيجابية.

3 أسباب رئيسية

تمر اﻷحداث الصعاب على هذه اﻷمة فما تكاد تنفك من واحدة حتى ترزأ بغيرها من وجهة نظركم ما هي اﻷسباب؟

يؤكد مدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين قائلا: في تقديرنا أنَّ الأسباب لهذه المصائب تنقسم إلى ثلاثة أسباب رئيسة، تراكم مشاكل الإرث الاستعماري في العالم الإسلامي والذي لم نستطع معالجته خلال العقود الماضية منذ التحرر من الاستعمار لأسباب كثيرة لا محل للتوسع فيها الآن.

وتراجع الانفتاح الفكري والاجتماعي في المجتمع الإسلامي، خلال ما كان عليه في عهد الرسول ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ، والعهود الراشدة من بعده. فأصبح ضيق الأفق، والنظرة الأحادية للأشياء، والتصورات الجزئية للقضايا، هي الشائعة في المجتمعات الإسلامية.

وتأثر العالم الإسلامي بصراعات القوى الخارجية لأسباب معروفة واضحة.

آليات العلاج

وعن آليات علاجها يشير الدكتور فارس وليد فارس، الى أنّ هناك العديد من المفكرين الذين طرحوا آليات للعلاج، وألخصها، في إعادة تشكيل العقل المسلم على ما كان عليه في بداية الإسلام والعهود المشرقة الأولى.

وإعادة هيكلة منظومة التعليم لتأصيل معاني الانفتاح والتعاون وفهم الآخر وأدب الحوار، والتفكير العلمي.

والتعاون ما بين دول العالم الإسلامي لدفع عجلة هذه الأمم بدلاً عن التناحر الداخلي الذي أنفقت فيه أموال كثيرة دون فائدة سوى ايجاد العداوات الداخلية والكراهية والبغضاء.

وتنشيط الملتقيات والسياحة بين العالم الإسلامي فهي وسيلة فاعلة لتقريب وجهات النظر والتعرف على الآخر بشكل مباشر.

وتفعيل المؤسسات في العالم الإسلامي، مثل منظمة التعاون الإسلامي، وما ينبثق عنها، جامعة الدول العربية وما ينبثق عنها، وغيرهما من المؤسسات.

لا يؤخذ:

وفي اجابته حول وجود جدية لدى العلماء والمفكرين والساسة لحل مشاكل الامة الاسلامية يقول الدكتور فارس: نحن نظن أنّ قطاعاً غير قليل منهم جاد فيما يطرحه، ولكن للأسف لا يؤخذ بآرائهم، ولا يتم تفعيلها.

أما الساسة، فمع ما نظنه من حسن النوايا عند قطاع غير قليلٍ منهم، إلا أنهم مشغولون بالمشاكل القطرية بشكل لا يتيح لهم وضع تصورات استراتيجية للتعاون مع بقية الدول الإسلامية.

ترشد الجهود

وحول دور المعهد المنضوي تحت الجامعة التي أنشئت تحت مظلة منظمة المؤتمر الاسلامي.. في التأثير للتخفيف من مشاكل اﻷمة، يوضح مدير المعهد، في الحقيقة أنَّ المعهد هو مؤسسة أكاديمية فهي لا تملك إلا أن تجمع الناس، وترشد الجهودـ، وتخرج بتوصيات ومقترحات، ولكنها لا تسطيع أن تتخذ قرارات ملزمة للآخرين.

خطابه تجميعي ووحدوي

هل الخطاب او المنهج التعليمي الموجود في مناهج معهدكم الذي تتسنمون قيادته من وجهة نظركم تتناغم مع الوحدة؟

المعهد لا يقوم ببرامج أكاديمية، ولكن خطابه في ملتقياته ومؤتمراته يجتهد أن يكون خطابه تجميعياً وحدوياً.

50 طالبا عمانيا

وعن مجالات التعاون العلمي واﻷكاديمي بينهم وبين المؤسسات التعليمية في السلطنة يشير الدكتور فارس، الجامعة الإٍسلامية بشكل عام لديها مذكرات تفاهم مع مؤسسات تعليمية عديدة في السلطنة، ونستقبل زواراً منها.

وعن عدد من استقطبتهم الجامعة من الطلبة العمانيين يقول: حالياً لدينا حوالي أكثر من خمسين طالباً من السلطنة يدرسون في التخصصات المختلفة، وأغلبهم في الدراسات العليا.

وفي الحقيقة يجمع كافة من تعامل مع الطلاب العمانيين على حسن خلقهم وأدبهم ودأبهم في التعلم.

وفي كلمة شاملة جامعة للأمة في سبيل وحدتها وتآلفها قال: الأمة الإسلامية على مفترق طرق إما أن تتآزر وتتعاون وتخلص نواياها وتتحرك جميعاً إلى الأمام، وإلا أن تظل في تناحر ينتهي بها إلى الاختفاء من الخريطة العالمية – والعياذ بالله.

جدير ذكره ان الدكتور وليد فارس حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية عام 1989 من جامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية وكذلك الماجستير في الميكانيكا التطبيقية من نفس الجامعة عام 1996. أما الدكتوراه فقد حصل عليها من جامعة فرجينيا التقنية بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 في ديناميكا الأنظمة غير الخطية.

تقلد عدة وظائف أكاديمية في جامعة الزقازيق، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأخيرا بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا فهو حاليا أستاذ بقسمي الهندسة الميكانيكية وهندسة الميكاترونيكس.

تولى عدة مناصب إدارية خلال عمله الأكاديمي، نائب مدير مركز الدراسات الهندسية المتقدمة بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 2006.

مدير مركز الدراسات الهندسية المتقدمة بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 2008.

نائب عميد مكتب الإدارة الاستراتيجية وتأكيد الجودة بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا 2010.

مدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا منذ 2010 وحتى الآن.

له أكثر من 70 بحثاً منشوراً في المجلات العلمية المتخصصة، وحوالي 80 بحثاً منشوراً في المؤتمرات الدولية، وكذلك سبعة كتب باللغة الإنجليزية في مجالات الهندسة، والإدارة، والأخلاق المهنية الإسلامية، وأيضاً ثلاثة كتب في مجال المراجعة لنظم ISO وخدمة الزبائن.

وهو أيضاً عضو هيئة تحرير في ثلاث مجلات علمية دولية، وعضو اللجان العلمية لأكثر من خمسة عشر مؤتمراً دولياً في مجالات الهندسة والإدارة والأخلاق المهنية. كذلك يحمل براءات إختراع وتصميمات صناعية.

وقام بتطوير أكثر من 20 مادة هندسية في مقررات البكالوريوس والدراسات العليا خلال فترة عمله وحتى الآن.

أشرف على ست رسائل دكتوراه، وعشر رسائل ماجستير، وممتحناً للعديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.

أيضاً يمارس دوراً عاماً من خلال دعوته من قبل العديد من المؤسسات للحديث عن أهمية العلوم والتفكير النقدي والإبداعي، وكذلك ربط العلم بالإسلام.

عمل أستاذاً زائراً في فرنسا مرتين، ومرة في الولايات المتحدة الأمريكية.

--------------------------------------------------------

أجرى اللقاء – سيف بن سالم الفضيلي 

جريدة عمان: الجمعة, 4 جمادى الأخر 1435هـ. 4 ابريل 2014م