نتيجة بحث الصور عن الخليلي

سماحة الشيخ الخليلي: كثير من الأعمال تعطلت لو صرفت طاقات الشباب إليها لأغنت عـن الممارسات الرياضية وعن الأيدي العاملة الوافدة -أنديتنا لا هم لها سوى (الكرة بأنواعها) وهي رياضة غير متكاملة حسب المختصين في علم الرياضات، بينما تتجاهل الرياضات التي أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم كالسباحة وركوب الخيل وتعلم الرماية وبشهادة الخبراء أنها تفيد جميع أعضاء الجسم .. ما هي كلمتكم للجهات المعنية بقطاع الشباب وما يتبعها من اندية؟

ليكتمل الخير

الشباب بحاجة الى توجيه وان يعرف ان الحياة ليست مجرد لعب ولهو وانما الحياة هي اسمى من هذا كله الحياة فيها بذل وفيها عطاء وفيها نفع وفيها انتفاع ومن المعلوم ان كثيرا من الاعمال تعطلت عندنا هذه الاعمال لو صرفت طاقات الشباب اليها لأغنت عن كثير من الممارسات الرياضية واغنت ايضا عن الكثير من الأيدي العاملة المستوردة لو كان هناك تنظيم لهؤلاء الشباب أن يقوموا في وقت من الأوقات بصعود النخيل من اجل تأبيرها، صعود النخيل نفسه رياضة من الرياضات، وكذلك في وقت جدادها لو صرفت الهمة إلى هذا ودربوا على هذا الامر لكانت هذه الحركة مغنية لهم عن الرياضة في حين ايضا تغني عن كثير من الايدي العاملة المستوردة.

كذلك بالنسبة الى القيام بتنظيف سواقي الافلاج ومجاري المياه التي تروى بها المزارع الى غير ذلك من الاعمال الكثيرة فالشباب عزفوا عن هذا الجانب وصار همهم اللعب وحده من غير ان يفكروا فيما يعود بالمنفعة عليهم فلذلك يجب على الجهات المعنية بقطاع الشباب ان توجه الشباب الى هذه الجوانب بجانب الفروسية وبجانب الرماية والسباحة ليكتمل لهم الخير.

 

لجنة السلامة المرورية تحاول جاهدة للحد من الحوادث لكنها قد تصطدم بأمور فمثلا اتاحة برامج جديدة من قبل الجهات المعنية بالاتصالات لعله طمعا في زيادة الايرادات المالية كـ(الواتساب) تلهي السائقين وتتسبب في حوادث .. ما هي النصائح التي توجهونها لهذه اللجنة بالقيام بعملها على اكمل وجه؟

مما يؤسف له ان القضية لم تعالج كما ينبغي فالقضية تحتاج إلى كثر من علاج منها الصرامة في عقاب هؤلاء المستهترين الذين لا يبالون بانتحارهم ونحرهم لا يبالون ان ينحروا الآخرين او ان ينتحروا بأنفسهم فتجد الانسان يقود السيارة وهو ينعرج بها ذات اليمين تارة وذات الشمال تارة أخرى وربما يتعدى في انعراجه هذا العديد من السيارات او يقطع الطريق امام الكثير من السيارات فهذا استهتار ليس بعده استهتار وقد شاهدنا هذا التصرف من كثير من الطائشين الذين لا يفرقون بين النفع والضر ولا يعرفون قيمة لهذه الحياة.

ومن ذلك ايضا ان الشباب الذين يأخذون رخص قيادة السيارات لا يعتنى بهم بحيث يدخلون في دورة اخلاقية لتعليمهم أخلاقيات القيادة، الناس وضعت لهم انظمة ولكنهم لا يتقيدون بهذه الانظمة لم تعد عندهم أخلاق تحجزهم عن الاعتداء وعن تجاوز الانظمة التي وضعت لهم فلا بد من ان تكون هناك دورات للشباب هذه الدورات تعودهم التمسك بأخلاقيات قيادة السيارة حتى لا يقعوا في الورطات وان يكون بين جميع الذين يقودون المركبات احترام متبادل.

ومن اهم المخاطر التي نبهت عليها اكثر من مرة الخمور التي تفشت فإن شارب الخمر لا يؤمن على شيء فكيف يؤمن ان يقود سيارة يزاحم بها المركبات الأخرى ويكون معه عدد من الركاب وهو غير مأمون على سلامته بنفسه وغير مأمون ايضا على من يسير في الطريق وغير مأمون على المركبات التي حوله وغير مأمون على الركاب معه، فتفشي الخمور من اخطر المخاطر، الى غير ذلك من الامور.

لا بد من ان تؤخذ القضية بجد وان تكون هناك عقوبات صارمة لمن يتعدى ولمن يستخف بالواجب الأخلاقي في قيادة السيارة.

 

تائهون

قال احدهم (الناس فقدت الثقة في أصحاب اللحى) وصفق له امثاله بحرارة وقال آخر (لن أخرج وراء ثورة خرجت من المسجد) ما ردك على امثال هؤلاء؟ وفي رأيك ما الذي حدا بأمثلهم لقول ذلك؟ ولماذا اغلب الثورات في العالم الاسلامي تنادي بتطبيق الشريعة الاسلامية؟

هؤلاء بطبيعة الحال تائهون في هذه الحياة لا يعرفون من قيمة هذه الحياة الا ما يتصورونه من زخرفها ومظاهرها الخلابة فلذلك اصبحوا تائهين وكما قيل:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص

فهي الشهادة لي بأني كامل

هؤلاء نقصت عقولهم ونقصت مداركهم فلذلك تاهوا وما عرفوا الحقيقة ولو عرفوا كيف قيمة المسجد وكيف قيمة الالتزام بمظاهر الاسلام وتعاليم الاسلام لأدركوا ان الخير كله انما هو في هذا الدين عندما ربى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الامة على الخير على خشية الله تعالى وتقواه على حسن عبادته على الالتزام بطاعته على العمل بشريعته وخرجت افواج من مدرسة النبوة وساحت في هذه الارض كانت هذه الافواج مثالا للامم كلها وقد اعترفت الامم بأسرها بعلو شأنها عندما خرجوا من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تربوا على هذه القيم الأخلاقية وتربوا على العقيدة الصحيحة وتربوا على حسن العبادة لله سبحانه وتعالى، لقد بهرت اخلاقهم الاباطرة وجنودهم وحاشيتهم واتباعهم وقيادات جيوشهم فكانوا يتحدثون عن عظم شأن هؤلاء المؤمنين، فنجد ان قيصر الروم عندما كانت جيوشه تتقهقر امام الزحف الاسلامي اجتمع بقادة جيشه لدراسة اسباب الهزيمة فسألهم كيف هؤلاء الناس الذين نازلتموهم في المعركة فرد عليه احدهم (هم رهبان بالليل وفرسان بالنهار لا يأكلون في ذمتهم الا بثمن ولا يدخلون إلا بسلام يقضون على من حاربوا حتى يأتوا عليه) وقال آخر (أما الليل رهبان واما النهار ففرسان يرشون النبل ويروونها ويثقفون القنا لو حدثت جليسك حديثا لما فهم عنك لما علا اصواتهم بالقرآن والذكر) وكذلك بالنسبة الى الفرس فإن القيادة الفارسية نفسها تعجبت من حال هؤلاء الناس وقد اعترفت السنة الفرس انفسهم بما كان عليه المسلمون من التحلي بالأخلاق حتى ان يزدجرد عندما ضاق ذرعا بزحف المسلمين عليه طلب نصرة من امبراطور الصين وكتب اليه رسالة وارسل اليه رسولا وسأل الامبراطور الصيني ذلك الرسول عن صفات هؤلاء الناس فكان يحدثهم بأمانة فقال له انهم لم ينتصروا عليكم مع قلتهم وكثرتكم الا بما ذكرته من صفاتهم هذا كله مما يدل على ان الاخلاق التي يتحلى بها المسلمون والتي كانت من التربية في مساجد الله تعالى هي التي اورثتهم العز واورثتهم الفخار.

 

فطرة

هل تتوقع ان سبب ردة فعلهم هذه كانت بسبب أن اغلب الثورات التي قامت كانت تنادي بتطبيق الشريعة الاسلامية، ولماذا اغلب الثورات تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية؟

هذه هي الفطرة الاسلام هو دين الفطرة (وأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون) فالفطرة تدعوهم الى هذا وهذه استجابة لداعي الفطرة ولذلك الناس كلهم يريدون الاسلام ولكن مع الاسف الشديد يحال بينهم وبين تطبيقه.

قد آذن الله جلت قدرته بقيام المصارف الاسلامية وهي لا شك تقوم على الربح بطريقة شرعية، وقد تكون هذه الارباح مبالغ فيها والناس في الاصل مثقلون من هذا الربح من البنوك التقليدية، كيف تستطيع هذه المصارف من وجهة نظركم في التخفيف على الناس؟

القضية تحتاج الى أن تتضافر عليها الجهود من قبل اللجان الشرعية ومن قبل الخبرات الاقتصادية حتى يمكن ان يكون هناك توسط في اكتساب الارباح بقدر ما ينتفع العميل وينتفع صاحب رأس المال من غير اجتياح لحق أحد.

______________________________

أجرى اللقاء: سيف بن سالم الفضيلي

جريدة عمان، الأحد  2رمضان 1433هـ / 22 يوليو 2012م