إعداد: أم عبدالله التمتمية

نتحدث اليوم عن امرأة لها شأن عظيم إنها سعاد بنت سعيد بن سيف المعمرية (1415هجريا) عالمة جليلة وداعية مثابرة من اهل زنجبار ترجع اصولها الى عمان غرس الله في قلبها حب العلم والسعي في طلبه وتحصيله فسافرت الى مصر مع اسرتها التي كانت انذاك عامرة بطلبة العلم الاباضيين من المشرق والمغرب وحققت ما كانت تصبو إليه فنالت قدرا كبيرا من العلم والمعرفة ثم اقترنت بالشيخ المجاهد ابي اسحاق اطفيش سنة 1371/1951م وعاشت معه قرابة الخمسة عشر عاما واصلت خلالها مسيرتها العلمية في مدرستها الثانية على يد زوجها الشيخ واستطاعت خلال تلك الفترة ان تستقي من فيض علمه وتؤهل نفسها لان تكون داعية إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة.

لم تنجب السيدة سعاد من زوجها الشيخ ابي اسحاق

كان لها دور كبير في توعية نساء عصرها عن طريق الاجتماع بهن والقاء الدروس والمواعظ عليهن والامامة بهن في صلاة التراويح وتشرفت بصحبة زوجها الى الحج في عام 1382هجريا وبعد وفاة الشيخ ابي اسحاق لم تتزوج بعده وكان ابو اسحاق يجلها وكثير ما ينعتها بـ "السيدة العمانية" في كتاباته.

عادت بعد ذلك إلى موطنها زنجبار وكان لها دور كبير في الدعوة حيث كثفت نشاطها الدعوي في الجانب النسوي هنالك ثم انتقلت إلى بلدة ممباسه الكينية للغرض نفسه وتركت أثراً واضحاً في نساء افريقية وفي السنوات الاخيرة من عمرها الحافل بالجد والمثابرة سافرت إلى عمان لتستقر بها مع اهلها وشاء الله ان تتوفى بها عن عمر يناهز الخمسة وثمانين عاما وصلى عليها الربيع بن ابي اسحاق اطفيش ودفنت بعمان.

هكذا نجد ان هذه السيدة الفاضلة قضت حياتها في خدمة دينها حيث سعت لطلبه ولم تكتم ما تعلمت بل رأت انه من الواجب عليها ان تنشره وتفقه به نساء عصرها واستطاعت بتوفيق من الله عز وجل تحقيق هدفها.

المصدر نساء خالدات لسالم البوسعيدي

____________________________________________

جريدة الوطن: الأربعاء 26 رمضان 1433ه / 15 أغسطس 2012م