نتيجة بحث الصور عن سماحة الشيخ أحمد الخليلي محاضرات النساء

السؤال:

المرأة التي لديها راتب ولديها أموال، تقول بعض الدراسات أنها في بعض الأحيان تستعلي على زوجها بذلك المال وتستغني عنه، دفعها ذلك إلى أن تستقل برأيها وأدى إلى مشكلات، ماذا نقول للمرأة التي توجد فيها هذه الصفات؟

 

الجواب:

نحن نطالب الطرفين بالانسجام وحسن العشرة واتقاء الله سبحانه وتعالى في تعامل بعضهما مع بعض، ونذكر على سبيل المثال مثالاً يُحتذى مما كان عند السلف من علمائنا الربانين الذين اتقوا الله سبحانه وتعالى، كان الإمام أبو سعيد الكدمي رحمه الله تعالى ورضي عنه عالماً ربانياً جامعاً بين شتى فنون العلوم الشرعية، وكان من الفقر بمكان بحيث لا يملك إلا نخلة واحدة وكرمة، أي شجرة عنب واحدة، وكان يقوم على نخلته ويقوم على كرمته خدمةً للعلم، وعنده ثلاث من النساء كل واحدة منهن غنية، وكلهن تزوجنه لأجل علمه مع كثرة ثرائهن، فكن جميعا يعرضن عليه أموالهن لينتفع بأموالهن ولكن مع ذلك كانت نفسه تعف عن هذه الأموال، وإنما يكتفي بما يأتيه مما آتاه الله من نخلته وكرمته، ويعيش عيشة الكفاف من أجل ذلك، ولا يرضى أن يأخذ من أموال نسائه شيئاً، بينما النساء كن بحسن معاشرته له، وبحسن لطفهن معه يردن أن ينفقن عليه من أموالهن، يردن أن يتركن يده حرة في التصرف في أموالهن إلا أن نفسه الأبية، فهنا إذا نظرنا إلى الواقع نرى حسن المعاشرة من الجانبين، من هؤلاء النساء اللواتي اخترن هذا الرجل الفقير لأجل علمه وفضله وتقاه وزهده، وكن راغبات في أن يتقربن إلى الله سبحانه وتعالى في إعطائه الفرصة لئن يبسط يده في أموالهن، وكذلك في معاملته هو لهن وعفته ورغبته في أن يأكل مما ملّكه الله سبحانه وتعالى لا مما تدفعه إليه نساؤه، فهكذا يجب أن يكون بين الجانبين حسن العشرة، وأن تكون العفة، الرجل يحرص على أن يعف عن مال المرأة، والمرأة بدورها تحرص على أن تبادل هذا الرجل حسن المعاملة، وأن تحاول بقدر جهدها أن تُحسن إليه لا أن تتعالى عليه وتتكبر عليه.

 

السؤال:

في بعض الأحيان عندما تخرج المرأة إلى العمل يكون هناك خلاف بينها وبين زوجها نظراً لأن خروجها ربما يكون في صورة لا ترضيه، فما هي الصورة التي تخرج بها المرأة إلى العمل بحيث تعطي صورة عن طريقة تعامل المرأة المسلمة مع هذه الأشياء كما أنها أيضاً لا تغضب زوجها؟

 

الجواب:

نحن نقول بأن الفطرة هي التي يجب أن تراعى في هذا، قضية عمل المرأة أولاً أن لا يكون على حساب البيت، هذا مما ينبغي أن يكون معروفاً عند الجميع، لا أن يكن هذا العمل على حساب البيت، على حساب ترتيب البيت وتربية الأولاد وإسعاد الزوج وإضفاء طابع الاستقرار على البيت.

 

الأمر الثاني أن تكون المرأة مراعية لخصائص أنوثتها، فهي مأمورة أن لا تتبرج تبرج الجاهلية، إن خرجت لعمل عليها أن تكون مستترة، وأن لا تتبرج تبرج الجاهلية.

 

ثم العمل الذي يتلاءم مع المرأة ثلاثة أعمال، هذه هي التي تتلاءم مع المرأة: أن تكون طبيبة لبنات جنسها، أن تكون ممرضة لبنات جنسها، أن تكون معلمة لبنات جنسها، والتعليم يشمل الوعظ والإرشاد والتذكير، كل ذلك مما يدخل في إطار التعليم.

 

فهذه الأعمال هي التي تليق بالمرأة، أنا لا أقول بأن المرأة لا تنفع الرجال من حيث الوعظ ومن حيث الإرشاد، لكن على أن تقوم بهذا إما من وراء الستر، وإما أن تقوم بهذا من خلال وسائل التعليم المعاصرة، وكم من وسائل التعليم الآن، هناك العالمية للمعلومات من خلالها يمكن للمرأة أن تنشر علمها، وأن تنشر وعظها، وأن تنشر إرشادها، وأن يكون ذلك في متناول أيدي الرجال والنساء، وكذلك بالنسبة إلى الصحافة وبالنسبة إلى سائر وسائل نشر العلم الموجودة الآن.

 

أما العمل الطبيعي فهو هذا الذي يجب أن تحرص عليه وأن لا تتجاوزه إلى غيره مع الحذر كل الحذر من الخلوة بالأجانب فإن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة إلا مع ذي محرم)، ويقول (إلا لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)، ويشدد عليه أفضل الصلاة والسلام في دخول الرجال على النساء الأجنبيات فيقول (إياكم والدخول على النساء. فقال له رجل من الأنصار: أرأيت الحمو يا رسول الله؟ فقال: الحمو الموت).

 

ونحن وجدنا آثار هذه المخالفة التي وقع فيها الناس، كم من قضايا وصلتني أنا بنفسي من النساء يتألمن كل الألم لما وصلن إليه، قبل أيام وصلني اتصال من إحدى النساء تقول بأنها أصيبت بوساوس، وكانت تتصل اتصال هاتفي ببعض الرجال الذين يقولون بأنهم يعالجون بالقرآن، وكانت تأخذ منه خلال اتصالها بهم بعض الآيات أو بعض الوصفات لعلاج هذه الوسوسة، إلا أن أحد هؤلاء وتسميه بالشيخ تقول بأنه بعد اتصالات بريئة تتعلق بهذا الموضوع قال أرى من الضرورة أن ألقاكِ لعلك بوصفك لي بيني وبينك لهذه الأمراض استطيع أن أعرف، وبعد إباء منها وبعد رفض وقعت في الخديعة فرضيت، ولما رضيت كان الشيطان ثالثهما فوقعا في الفاحشة، هذه من الأمور الخطيرة، كم من واحدة اتصلت وقالت أنها حملت من أخ زوجها أو من زوج أختها أو من زوج خالتها، هذه الأمور أصبحت كثيرة كثرة زائدة عن الحد، هذا كله بسبب تهاون الناس وعدم انضباط حركاتهم وعدم انضباط أوضاعهم الاجتماعية.

__________________________________________________ 

أجاب عن الأسئلة: سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

جريدة الوطن: الخميس 8 ربيع الثاني 1433هـ / 1 مارس 2012م