نتيجة بحث الصور عن سيف الهادي

د. سيف الهادي .. برنامج أهل الذكر تجاوز المحلية إلى العالمية

الإعلامي والمذيع التلفزيوني سيف الهادي عرفناه من خلال تقديمه للبرنامج الديني "سؤال أهل الذكر" الذي يستضيف من خلاله العلامة الجليل سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة للإجابة على أسئلة المشاهدين عبر أشهر برنامج تلفزيوني للإفتاء الذي وصل صيته داخل السلطنة وخارجها ، سنتعرف من خلال هذا اللقاء معه على بدايته في عالم الإعلام والغوص في أعماق هذه الشخصية الإعلامية والاقتراب أكثر من اهتماماته ولن تغيب ذكريات شهر رمضان عن اللقاء .

 

- دكتور سيف عرفناك مقدما للبرامج التلفزيونية الدينية فماذا عن بدايتك الإعلامية ودخولك هذا المجال؟

بدايتي كانت عبر بوابة إذاعة سلطنة عمان في وظيفة معد برامج ثم انتقلت عام 2000 للتلفزيون بوظيفة رئيس قسم البرامج الدينية والثقافية، والآن خبير برامج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

 

- طالما تحدثنا عن الجانب الإعلامي كيف تصف الرسالة الإعلامية العمانية نحو الإعلام الخارجي؟

علينا أن ندرك أن الإعلام مسئول مسؤولية تامة للتعربف بهذا البلد حضارة وتاريخا لتميزه كبلد حضاري مستقل في كل شؤونه السياسية والثقافية ويحمل هذا البلد الكثير من الإسهامات العلمية والسياسية والحضارية في مختلف المناحي الحياتية، وعلى اتصال كبير جدا بالحضارات المجاورة ومع هذا الاتصال كان يحمل رسالة سلام وخير وبر للبشرية .

 

- طالما تحدثت عن مآثر العمانيين قديما، ولكن للأسف هناك الكثير لا يعلم دور عمان في الحضارة الإنسانية فحبذا لو نتعرف عليها من خلالك؟

تعتبر عمان أول دولة قضت على الزحف الأوروبي من خلال الاستعمار البرتغالي ومع تواجد القوة العثمانية إلا أنها لم تستطع القضاء عليه وتحالفت مع القوات العمانية وقضت على ما تبقى من هذه الجيوب البرتغالية والعمانيين لديهم إسلام علمي حازوا به على الأولوية فهم أول من كتب في الحديث والفقه والمتمثل في الإمام جابر بن زيد، وأول من كتب في اللغة والمعاجم من خلال الخليل بن احمد الفراهيدي صاحب معجم العين ويليه ابن دريد صاحب معجم جمهرة العرب، وهم أول من اسلم طواعية.

 

- وماذا عن الدور الذي تلعبه عمان في عصرنا الحالي لكي يعم السلام والأمان كل إرجاء المعمورة ؟

عمان تسمى الآن سويسرا الشرق وكل من غادر عمان إلى بلاد العالم كان معه حسن الخلق رفيقا لدربه ولقبوا بالأخلاق وبإجماع العالم بأسره أن عمان الدولة الوحيدة التي تحتفظ بعلاقات حميدة مع جيرانها وتمتنع عن التدخل السلبي في حياة الدول والشعوب، ويكون تدخلها ايجابيا وبلد التعايش والتسامح .

 

يعتبر برنامج اسألوا أهل الذكر من البرامج التي يتابعها الكثير من المشاهدين داخل السلطنة وخارجها حدثنا عن بدايات البرنامج ومراحل تطوره ؟

البرنامج بدايته كانت إذاعية وتقدمت به إلى المسئولين في الإذاعة ولكنهم قرروا أن يكون البرنامج تلفزيونيا وفي عام 2000 انطلق البرنامج كبرنامج إفتاء فقط واخترت له اسم سؤال أهل الذكر وكان مقتصرا على سماحة الشيخ المفتي والشيخ سعيد القنوبي ونحن الآن في العام 15 ولله الحمد ويخطوا خطوات ثابتة .

 

- كيف وجدتم تأثير البرنامج على النطاق المحلي بعد هذه السنوات الطويلة ؟

له تأثير كبير محليا استطاع البرنامج تقديم منظومة فقهية متكاملة لكل مفردات الحياة أي انه أعطى ثقافة فقهية متكاملة للشعب العماني أغناه عن البحث في بطون الكتب وأوصل هذه الفكرة للمشاهد، وعالج الكثير من المشكلات الفقهية كأحكام الرضاعة بين الأسر وعالج مشكلات كثيرة تتعلق في لجوء الناس إلى الخرافات والبدع وعدم الاعتماد على الله كالعيادات المتخصصة في بيع الأوهام كما ساهم سؤال أهل الذكر في القرار السياسي كالجانب التعليمي والإصلاحي فعندما يحدث نداء من سماحة الشيخ تكون هناك استجابة سريعة من المسؤولين وتلبية النداء وكان مترافقا مع مطالب الناس في عام 2011 وإيجاد حالة من المواءمة بين مطالبات الناس ورأي الحكومة ونظرتها في معالجة القضية ويرى من الضرورة تنفيذ مطالب الناس وكان ذلك متوافقا مع حكمة جلالة السلطان يحفظه الله وغيرها من الإحداث المحلية.

 

- هذا بالنسبة للنطاق المحلي ماذا عن النطاق العالمي وتأثير البرنامج في علاج مشكلات العالم المختلفة؟

"برنامج سؤال أهل الذكر" عالج قضايا إسلامية ومشكلات عالمية كثيرة فقد تنشى نزاعات بين المسلمين مذهبية وسياسية وطائفية بين المسلمين فيتدخل برنامج أهل الذكر في مخاطبة جميع الأطراف بعيد عن النعرات والطائفية والجلوس على طاولت الحوار والبرنامج كان متوافقا مع القضية الفلسطينية وينادي بضرورة حماية الفلسطينيين من الاعتداء والبرنامج أول من ذكر مسلمي الروهنجا في بورما ومن تلك الحلقة بدأت بقية القنوات الحديث عنها وفي القضايا العربية كان مع الربيع العربي والشعوب في مطالباتها ومع الحكومات في ضبط النفس وقمع الشعوب ولم يقف مع الاستبداد عكس البرامج الدينية الأخرى التي حولته إلى صراعات مع احتفاظ البرنامج على خط رجعة في تشخيص المشكلة.

 

- أعطى وجود سماحة الشيخ المفتي في "برنامج اسألوا أهل الذكر" مكانة ومتابعة كبيرة للبرنامج حبذا لو تحدثنا عن تأثير حضور شخصية المفتي في البرنامج ؟

حضور سماحة الشيخ المفتي في البرنامج يعتبر عمود البرنامج وقائم عليه وهو الموجه والمشجع للبرنامج ويلغي مواعيده من اجل نجاح البرنامج ولا يقدم اعتذاره إلا نادرا حرصا منه على أن يكون الخطاب متوازنا ومعتدلا وإذا اعتذر يكون قبل أسبوع ولا يكون مفاجئا ولا يفتي من منطلق مذهب معين بل بما ترجح لديه من الأدلة وان اختلفت مع مذهبه ويقدم الإسلام من خلال نظرة اجتهادية وإذا عرضنا عليه مسائل خلافية فيقدم فيها حلا وسطا ولا يضعف قولا من الأقوال .وحريص على حصول المشاهد على إجابات شافية بعيدة عن المذهبية

 

- دعنا نتحدث عن ذكرياتك مع رمضان كيف هي هذه الذكريات وماذا تتذكر منها ؟

رمضان من الأشهر المحببة إلى قلبي لان المجتمع فيما مضى كان يضع لرمضان طعما خاصا عكس اليوم فانا من مواليد 1973 للميلاد أدركت رمضان والناس على عاداتها القديمة والأسر في ذلك الزمان تتبادل الطعام قبل غروب الشمس، فكنا نحمل الطعام لبيت الجيران ونستقبل منهم الأطعمة وكنا نستعد للعيد في العشر الأواخر من رمضان وننشد كلمات والعاب شعبية ونحفظها منذ تلك الفترة ونكلف في الساعة 2 ليلا وننبه الناس للسحور ونقوم بدور المسحراتي ونشتاق لرمضان ويغرس أهلنا فينا القيم ومنذ كان عمري 4 سنوات وأنا في العامرات.

 

- هل صادف وقضيت شهر رمضان خارج السلطنة وتأثير ذلك على حياتك الشخصية ؟

نعم صادف ذلك مرة واحدة وأنا في المملكة المغربية أثناء فترة الدراسة والحقيقة رمضان عندما تستشعر مكانته في دوله أخرى يضيف لك قيمة أخرى على الأقل تتعرف على أحوال الشعوب في استقبال رمضان وعلى التغيرات التي تحدث في الجانب الاجتماعي والسلوكي والجانب الغذائي التي تتنوع فيه التغذية والشعب المغربي شعب مضياف واجتماعي وكانت معي أسرتي قلما ما كنا نطبخ ويهدوننا الأطعمة المختلفة وإكرام الضيف ويضعون فيك الثقة وتشتهر المغرب بأكلة ( الحريرة) وهي عند الإفطار وجبة أساسية ، والتهنئة في رمضان ثقافة رائعة فالكل يهنئك بقدوم رمضان صغيرا وكبيرا

 

- طالما تحدثت عن الغذاء كيف هي علاقتك مع المطبخ وما أكلتك المفضلة ؟

أنا أحاول إجادة الطبخ ولدي رغبة أن يكون لي حظ من مختلف حاجيات الحياة من الكهرباء والسباكة وفي الطبخ والميكانيكا ولا نعتمد على الغير إلا ما ندر وفي المطبخ أساعد زوجتي وأقوم بالطبخ أحيانا واخترع وجبات وأواجه بسخرية في بعض الأحيان من الزوجة ولست من النوع الذي يكلف زوجته طالما كنت قادرا على ذلك بنفسي وأشهى وجبة عندي ( الباكورا) و( الشوربات ) ولا أجد بديلا عن الطعام الدسم من اللحوم والدجاج أما الحلويات مثل ( الكارميلا ) فتنفتح لها شهيتي آخر الليل .

 

- تعتبر السلطنة من الدول الرائدة في تحري الهلال حدثنا عن هذه التجربة الرائدة على مستوى العالم الإسلامي ؟

السلطنة دولة رائدة بالفعل فهي تجمع بين أمرين مهمين الأول الجانب الشرعي الذي يرى أن الرؤية ضرورية وفيها جانب تعبدي وبين الجانب العلمي وهو الفلك الذي وصل لمرحلة القطع ويبقى الجانب التعبدي ضروري لقول الرسول الكريم "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته"، وتريد من كل المحافظات المشاركة في هذه التظاهرة الدينية وتعاون المؤسسات الحكومية من وزارة الأوقاف و وزارة الداخلية والإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيونية بهذا نحقق مقصدا لكل امة هلالهم ومطالع القمر تختلف من بلد لآخر ونحتفظ للمسلمين في السلطنة بحقهم الشرعي أن يكون هلالهم رصد بدقة متناهية ويشترك معنا في هذا المملكة المغربية بوجود 360 مرصدا في جميع أنحاء المغرب ومن يتبع هذا النظام لا يخطئ وأصبحت محل تقدير العالم في ذلك.

 

- من خلال متابعتك للقنوات الفضائية كيف يمكن تطوير الخطاب الديني لجعله أكثر سموا بالأخلاق وبعيدا عن التعصب؟

الخطاب الديني يجب أن يصدر من شخصية يتوفر فيها ثلاثة أشياء، أولا الفهم العميق للنصوص الشرعية ليس فهما حرفيا سطحيا إنما فهم يغوص في أعماق الروح الدينية، ثانيا أن يكون لديها وعي سياسي متكامل بحيث يكون المتحدث حريصا أن لا تخرج منه كلمة تجعل بلده في حرج داخلي وخارجي، ثالثا أن يكون لديه وعي اجتماعي بتركيبة المجتمع وحاجة الناس إلى الدين والى الجوانب الاجتماعية ومن يفتقد هذه الثلاثة أشياء فهو معذور من أن يقدم خطابا دينيا للناس والإسلام كل متكامل والحياة لا تكون طيبة إلا بهذا الأمر.

 

- ما هي هوايات واهتمامات الدكتور سيف الهادي التي يحرص على ممارستها؟

لدي رغبة شديدة أن أقدم لهذا المجتمع ما استطيع من برامج الإصلاح والإرشاد سواء كان في الجانب التعليمي فانا أستاذ زائر في جامعة السلطان قابوس في كلية الحقوق وأستاذ زائر في كلية العلوم الشرعية واجد أن الطلبة الجامعيين يحتاجون إلى رعاية خاصة وعناية كافية لأنهم خرجوا من مرحلة تعليمية معينة وانتقلوا الى أخرى وهم بحاجة إلى استيعاب المرحلة الجديدة ولا أؤمن أن المرحلة الجامعية تعطي مفاتيح فقط واحرص مع طلابي على نزع هيبة الاختبار منهم وابسط لهم المادة وابذل في ذلك جهودا كبيرة ويأتي الاختبار محصلة لتلك الجهود وانضممت لقناة الاستقامة متطوعا وهي قناة تلفزيونية حديثة تنطلق من وسطية واعتدال السلطنة ونقلت خبرتي الإعلامية لهم رغم إمكانيات القناة البسيطة وهي تخدم شرائح المجتمع

------------------

جريدة الشبيبة العمانية: 28-06-2015

حاوره سعيد الهنداسي