طباعة
المجموعة: بأقلام القراء
الزيارات: 2022

أَلَهَوْتَ فِيْ الْمَلْهَى الْفَسِيْحْ *** وَنَسِيْتَ مَثْـوَاكَ الصَّحِيْحْ

وَسَهِرْتَ لَيْلَكَ عَـابِثـًا *** وَصَحَوْتَ تُنْشِدُ فِيْ الْمَلِيْتتحْ

وَبَنَيْتَ قَصْـرًاشَامِخًا *** وَنَظَمْتَ فِيْ الْقَصْرِ الْمَدِـيْحْ

وَطَرِبْتَ مِنْ فَرَحٍ بِـهِ *** وَنَسِيْتَ مَثْوىً فِي الضَّرِيْـحْ

أَيْنَ الْقُصُوْرُ النَّاطِحَاتُ *** السُّحْبَ فِي الْجَوِّ الْفَسِـيْـحْ

أَيْنَ الْحُصُوْنُ وَمَـنْ بِهَا *** فّالْكُلُّ فِيْ الْبَيْـدَا طَـرِيْحْ

ذَهَبُوا كَمَا ذَهَبَ الأُولَى *** سَبَقُوا فَهَلْ مِنَ مُسْتَـرِيْتتحْ

أَيَنَامُ جَفْنُكَ هَـادِئًـا *** وَالْمَـوْتُ يَغْتَالُ الصَّـحِيْـحْ

دُنْـيَاكَ ظِــلٌّ زَائِـلٌ *** فَارْجِعْ إِلَى الْعَمَـلِ الرَّبِيْحْ

وَاسْكُبْ دُمُوْعَكَ خَشْيَةً *** وَاسْهَرْ مَعَ الْجَفْنِ الْقَـرِيْحْ

وَاعْـبُدْ إِلَهَـكَ مُخْلِصًا *** وَاخْضَعْ بِسَمْعِكَ لِلنَّصِيـْحْ

 

{وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه}

....................................................

منقول من موضوع للكاتب الدكتور عبد الرحمن الأهدل.

 

********************

 

رد: محب القرآن

-----------

 

جميلة تلك الأبيات ما أجملها وأروعها، فشكرا لأختنا الفاضلة على هذا التذكير الجميل.

 

وفي هذا المعنى يحضرني قصة قرأتها أنقلها من كتب التأريخ والأدب:

 

عن خالد بن صفوان بن الأهتم قال أوفدني يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد أهل العراق قال: فقدمت عليه وقد خرج متبديا بقرابته وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه .

 

قال:

وقد ضرب له سرادق من حبرة كان صنعه له يوسف بن عمر باليمن ، فيه فسطاط فيه أربعة أفرشة من خز أحمر مثلها مرافقها وعليه دراعة من خز أحمر مثلها عمامتها.

 

قال: وقد أخذ الناس مجالسهم فأخرجت رأسي من ناحية الطاق فنظر إلي شبه المستنطق لي فقلت : أتم الله عليك يا أمير المؤمنين نعمة سوغكها بشكر وجعل ما قلدك من هذا الأمر رشدا ، وعاقبة ما تئول إليه حمدا ، وأخلصه لك بالتقى ، وكثره لك بالنما ولا كدر عليك منه ما صفا ، ولا خالط سروره الردى ; فقد أصبحت للمسلمين ثقة ومستراحا ، إليك يقصدون في أمورهم وإليك يفزعون في مظالمهم.

 

وما أجد يا أمير المؤمنين شيئا - جعلني الله فداءك - هو أبلغ في قضاء حقك وتوقير مجلسك مما منَّ الله جل وعز به علي من مجالستك ، والنظر إلى وجهك من أن أذكرك نعم الله عليك ، وأنبهك لشكرها ، وما أجد يا أمير المؤمنين شيئا هو أبلغ من حديث من سلف قبلك من الملوك فإن أذن لي أمير المؤمنين أخبرته عنه .

 

قال فاستوى جالسا - وكان متكئا - ثم قال: هات يا ابن الأهتم .

 

قال : فقلت : يا أمير المؤمنين إن ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامنا هذا إلى الخورنق والسدير في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض فيه زينتها من نور ربيع مونق فهو في أحسن منظر وأحسن مستنظر وأحسن مختبر بصعيد كأن ترابه قطع الكافور حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب .

 

قال: وقد كان أعطي فتاء السن مع الكثرة والغلبة والقهر قال فنظر فأبعد النظر فقال لجلسائه لمن مثل هذا ؟ هل رأيتم مثل ما أنا فيه ؟ وهل أعطي أحد مثل ما أعطيت ؟ قال وعنده رجل من بقايا حملة الحجة والمضي على أدب الحق ومنهاجه ، ولن تخلوا الأرض من قائم لله بحجته في عباده.

 

فقال أيها الملك: إنك قد سألت عن أمر أفتأذن في الجواب عنه ؟ قال نعم . قال أرأيت ما أنت فيه أشيء لم تزل فيه أم شيء صار إليك ميراثا من غيرك ، وهو زائل عنك ، وصائر إلى غيرك ، كما صار إليك ميراثا من لدن غيرك ؟ قال فكذلك هو .

 

قال فلا أراك إلا أعجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا ، وتغيب عنه طويلا ، وتكون غدا بحسابه مرتهنا . قال: ويحك فأين المهرب ؟ وأين المطلب ؟ قال: إما أن تقيم في ملكك ، تعمل فيه بطاعة الله ربك على ما ساءك وسرك ، ومضك وأرمضك وإما أن تضع تاجك ، وتضع أطمارك ، وتلبس أمساحك ، وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك .

 

قال الملك: فإذا كان في السحر فاقرع علي بابي ، فإني مختار أحد الرأيين فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيرا ، لا تعصى ، وإن اخترت خلوات الأرض وقفر البلاد كنت رفيقا ، لا تخالف . قال فقرع عليه بابه عند السحر فإذا هو قد وضع تاجه وخلع أطماره ولبس أمساحه وتهيأ للسياحة قال فلزما - والله - الجبل حتى أتتهما آجالهما .

 

وفي ذلك يقول عدي بن زيد بن سالم المري العدوي، في هذه القصة:

 

أيها الشــــامت المعير بـــالد *** هر أأنت المبرأ الموفورُ ؟

 

أم لديك العهد الوثيق من الأيا *** م ؟ بل أنت جاهل مغرورُ

 

من رأيت المنون خلــــدن أم من *** ذا عليه من أن يضام خفيرُ

 

أين كسرى كسرى الملوك أنــو *** شروان أم أين قبله سابورُ ؟

 

وبنو الأصفر الكرام ملوك الـــر*** وم لم يبق منهم مذكورُ

 

وأخو الحضر إذ بنـاه وإذ دجـــ *** لة تجبى إليــه و الخابـورًُ

 

شاده مرمرا ، وجلله كلســـــا *** فللطير في ذراه وكـــــورُ

 

لم يهبه ريب المنون فبــــــــا *** ن الملك عنه فبابه مهجورُ

 

وتذكّـــــَر رب الخورنـــــق إذ *** أشرف يوما، وللهدى تفكيرُ

 

سره مالــــه وكثرة ما يملـــك *** والبحر معرضا والسديــرُ

 

فارعوى قلبه وقال وما غبـطــة *** حي إلى الممات يصيــــرُ ؟

 

ثم أضحـــــــوا كأنهــم ورق جفَّ *** فألوت به الصبا والدبور

 

ثم بعد الفـــــــــلاح والمــلك ***والإمة وارتهم هناك القبورُ

 

قال فبكى والله هشام حتى أخضل لحيته وبل عمامته وأمر بنزع أبنيته وبنقلان قرابته وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه ولزم قصره .

 

********************

 

رد: كاشف القبس

------------

 

جميل أن يذكر بعضنا بعضا

 

وفي هذا المعنى تحضرني أبيات لأبي العتاهية:

 

يا من بنى القصر في الدنيا وشيدهُ *** أسست قصرك حيث السيل والغرقُ

 

لا تأمننَّ فإن الدار فانيــــــة *** وصفوها كدرٌ وشربهــــا رنقُ

 

والموتُ حوضٌ كريـــــهٌ أنت واردهُ *** فانظر لنفسك بعد الموت يا ومِقُ

 

اسم العزيز ذليل عند ميتتــهِ *** واسم الجديد بُعيدَ الجِدَّةِ الخَلَقُ

 

ما هب أو دب يفنى لا بقاء لــه *** والبر والبحر والأقطار والأفقُ

 

ماأغفل الناس عن يوم ابتعاثهمُ *** ويومِ يلجمهم في الموقف العرقُ.