طباعة
المجموعة: بأقلام القراء
الزيارات: 1748

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والصلاة والسلام على نبي الإسلام والسلام الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى ثم أما بعد....

 

فإني أدعوكم إخوتي ونفسي إلى شكر الله تعالى على نعمة الإسلام..

فإنه والله أجل نعمةٍ أكرمنا الله بها بلا حول منا ولا قوة.

 

فكم توصل أناس كثيرون إلى حقيقة نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنهم حرموا أنفسهم من دخول الإسلام لتوافهٍ تمسكوا بها.

 

فكل شيء في الكون يصرخ بأن نبي الله صادق...

وإليكم هذه القصة التي حدثت مع أحد الدعاة لا أقول ليزيدكم يقينا بالقرآن ونبي القرآن لأننا بفضل الله على يقين من ديننا ونبينا وكتابنا، وإنما أذكر القصة لنقل في أنفسنا بعد قرآتها سبحان منزل القرآن.

 

طولت عليكم وإليكم القصة أسردها على لسان الداعية.

 

يقول هذا الداعية:

 

كنت في يومٍ من الأيام في دولة غير إسلامية..

 

ودخلت أحد مراكز التبشير بالمسيحية

 

فإذا أنا بشاب يقرأ في كتاب ويدعو أناس للنصرانية

 

فجلست بجواره حتى فرغ من القراءة...ثم قلت له.

 

إن صوتك جميلاً.

 

فرد علي قائلاً أشكرك، هذا من لطفك.

 

فقلت له: ماذا تفعل؟؟

 

قال: أدعو للنصرانية.

 

فقلت له: حسناً ادعني إلى النصرانية.

 

فقال: أدعوك للنصرانية؟؟

 

قلت نعم..أولست تدعو الناس الآن إلى النصرانية؟

 

قال: بلى.

 

فقلت: إذن ادعني.

 

فقال: حسنا، لكي تدخل في النصرانية عليك أن تحب عيسى.

 

فقلت: أنا أحب عيسى أكثر من نفسي.

 

فتعجب المبشر وقال: تحب عيسى؟؟!!

 

فقلت نعم، أخبرني بالأمر الآخر.

 

قال: أن تؤمن أن عيسى ابن الله.

 

قلت: تعني أن الله يحب أن يكون له أولاد؟

 

قال: نعم.

 

قلت: إذا كان الله يحب أن يكون له أولاد، فلماذا اتخذ ولداً واحداً فقط؟؟!!!!

 

لماذا لا يكون لله أولاد كثيرون؟!!!!!!!!!!!!

 

قال: لا أعلم.

 

ثم اقترب منا مبشران كبيران في السن (امرأة ورجل) اقتربا عندما لاحظا النقاش الذي دار بيني وبين الشاب.

 

ثم سأل المبشر الشاب المرأة العجوز "لماذا لا يكون لله أكثر من ولد؟!!"

 

فقالت: لا أعرف، وتوجهت إإلى الرجل العجوز بنفس السؤال..

فأجابها لا أعرف.

 

ثم قلت لهم، هل سمعتم من قبل كلاماً عربيا؟؟

 

قالوا: لا

 

فقلت: ولا تعرفون عن العربية أي شيء؟؟!

 

قالوا: لا نعرف حتى لفظاً واحداً من العربية.

 

فقلت: حسنا سأقول لكم جملتين بالعربية، وأود منكم التفريق بينهما.

 

قالوا: حسناً.

 

فقرأت آياتٍ من سورة مريم بترتيل.

 

ثم قلت: هذه الجملة الأولى، استمعوا الآن للثانية.

قالوا حسناً.

 

ثم قرأت جملاً ألفتها من عندي بنفس الترتيل الذي قرأت به الآيات وقلت لهم..

 

هل لاحظتم أن هناك فرق بين الجملتين؟

 

قالت العجوز: نعم هناك فرق.

 

قلت: وما هو؟

 

قالت الجملة الأولى غريبة"تقصد الآيات"

 

قلت كيف؟؟

 

قالت لا أدري..لكن عندما قرأت علينا الجملة الأولى أحسست أن قلبي يتفاعل معها، أحسست أن قلبي اضطرب..هذا كلام الله.

 

فقلت: والجملة الثانية؟؟

 

قالت: لاأدري لم يتفاعل قلبي معها كما حدث في الجملة الأولى

 

لعلها ألفاظ أغنية أو شعر أو كلام من عندك.

 

انتهى كلام الداعية.

 

فانظروا إخواني كيف أن القرآن أثر على تلكم المرأة وهي لا تعرف حرفاً واحداً من العربية!!

 

انظروا إلى تفاعل القلوب مع كلام رب القلوب!!

 

انظروا كيف أنها وصلت إلى معرفة حقيقة أن القرآن كلام الله..وما ملكت إلا أن تعترف بهذا وهي من المبشرين بالنصرانية.

 

فسبحان الله رب العالمين.

 

ملاحظة: الحوار الذي دار بين الداعية والمبشرين - باستثناء الجملتين اللتين ألقاهما عليهم ليفرقون بينهما - دار باللغة الإنجليزية لأن المبشرين لا يفهمون العربية.

 

كذلك فقد سردت لكم القصة بتصرف.

 

والحقيقة هذه القصة تنبهنا أيضا على تقصيرنا في إيصال الإسلام والقرآن إلى العالم.

 

**********************

 

تعليق: عبد الله القنوبي.

-------------------

 

وأذكر أن العلامة التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة ذكر قصة جميلة طويلة من ضمن ما جاء فيها:

 

أن رجلاً من المسلمين في زمن معاوية إلى زمن عبدالملك بن مروان وقع أسيراً بيد الروم، وظل سنوات أسيراً بأيديهم، وكان سبب فرجه أن دعاه ملكهم إلى مناظرة بطارقته، فدار الحوار الآتي:

 

قال الأسير المسلم: فلما دخلت على الملك، استدناني، وقربني، وأكرمني، وقال لي: ناظر هؤلاء البطارقة.

 

فأعلمته، أني لا أرضى لنفسي بمناظرتهم، وأني لا أناظر إلا البطريق الأكبر، فأمر بإحضاره.

فلما دخل، سلمت عليه، وقلت له: مرحباً أيها الشيخ الكبير القدر.

 

ثم قلت له: يا شيخ، كيف أنت ؟ قال البطريق الأكبر: في عافية.

 

قلت: فكيف أحوالك كلها ؟ قال: كما تحب.

 

فقلت له: فكيف ابنك؟ فتضاحكت البطارقة كلها، وقالوا: زعم البطريق يعنون الذي هو صديقي أن هذا المسلم أديب، وأن له عقلاً، وهو لا يعلم بجهله أن الله تعالى قد صان هذا البطريق عن أن يكون له ابن، لأن عقائدهم لا تسمح للبطريق بالزواج.

 

فقلت: كأنكم ترفعونه عن أن يكون له ابن ؟

 

قالوا: إي والله، إنا لنرفعه، إذ كان الله رفعه عن ذلك.

 

فقلت: واعجباً، أيجل عبدٌ من عبيد الله، أن يكون له ابن!! ولا يجل الله تعالى، وهو خالق الخلائق كلها، عن أن يكون له ابن!!

 

قال: فنخر البطريق نخرةً أفزعتني، ثم قال: أيها الملك، أخرج هذا الساعة من بلدك، لا يفسد عليك أهل دينك.

 

فكان ذلك سبب خلاص الأسير المسلم.