لقد كتب الكثيرون عن مدارس القرآن الكريم في عمان ، ولم يتوقف نطاق الكاتبين في هذا الموضوع عند العمانيين فقط، بل تجاوزه ليشمل غير العمانيين ، بل حتى من المستشرقين ، ومنهم من تحرّى الدقة والموضوعية ، بل ربما تجشم المسافات الشاسعة من أجل إجراء مقابلة أو لقاء مع أحد مشايخ عمان ؛ من أمثال الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري المفتي السابق للسلطنة .

 

إن مدارس القرآن الكريم في عمان لها تاريخ عميق عريق ، وشائق شيق، وماتع ممتع ، وما زلت أذكر أنني اطلعت على مؤلف للشيخ الكبير الإمام أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي رحمه الله في مدارس القرآن الكريم ، ويوجد ضمن كتاب لباب الآثار للعالم الشيخ سالم بن سعيد الصائغي رحمه الله ، وقد حقق هذا المؤلف من قبل أحد طلبة معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد.

 

وما زلت أذكر جيدا مدارس القرآن الكريم لإخوة العمانيين في الدين والفكر الإسلامي النظيف بالمغرب العربي، وذلك النظام العجيب جدا، والذي لم أطلع إلى الآن على نظام دقيق جدا في تحفيظ كتاب الله تعالى، والذي انبهر منه المستشرقون قبل المسلمون .

--------------

 

برهان الحق:

إن مدارس القرآن الكريم هي المنشأ والمحضن لبناء جيل واعٍ فاهم لمجريات العصر، والواقف على تقلبات الزمن، والمستقريء لتاريخ أهل الحق والإستقامة ليجد البون الشاسع على ما كان عليه الأوائل من اهتمام بتلك المدارس وفق منهجية معينة قد تكون شيئاً ما مبنية على التلقين في حفظ كتاب الله وخاصة في المراحل العمرية الأولى ، وتلك الصورة البسيطة التي يتحلق فيها الطلاب حول شيخهم رافعين أصواتهم بالتلاوة قد يكونوا لايفقهوها تمام الفقه إلا أنها بنت جيلا قرآنيا، والسؤال الذي يطرح نفسه ماسبب هذا الانحدار الهرمي في الاهتمام بحلق القرآن؟؟!!

سواء أكانت في البيوتات أم في المساجد؟!!

 

هنالك العديد من الدرسات الحديثة التي عالجت مدارس القرآن الكريم في عمان في الوقت الخالي وكيفية الارتقاء بها ، من آخرها : دراسة للفاضل/حمدالراشدي ، وهو بحث تخرج تقدم به إلى معهد العلوم الشرعية ، ولكنه للأسف لم يجد تجاوبا من قبل الجهات المختصة، ولكنه بحث جيد أثنى عليه غير واحد من المختصين.

------------------------

 

محب القرآن:

نعم اشاطرك الرأي فمدارس القرآن بحاجة الى صياغة جديدة حتى تؤدي دورها في خدمة المجتمع.

 

اما حلقات القرآن فما زالت فاقدة التجديد والناس تحب الجديد، فعافت الوسائل القديمة البالية، والتقصير ان اصحاب الحلقات لم يقوموا بها اولا حق القيام بل تركت بدون ادنى اهتمام

 

ثم ثانيا تفتقر للوسائل المساعدة لتتناغم مع متطلبات المجتمع كما وكيفا.

 

والناس شغلت بالمعاش وعضها الزمن بنابه ، فركضوا وراء لقمة عيشهم فشغلهم عن التفكير في امور عدة ولو كانت من أسس دينهم.

 

-------------------

 

أم حفص:

من المعلوم بأن التلقي هو الطريق الأمثل لحفظ كتاب الله حفظاً متقناً مصوناً عن التلحين والخلط في الأحكام ..ولأنّا نفتقرُ إلى إيجاد هذه الحلقات أو استمرارها بعد إيجادها لأسباب كثيرة والتي من أهمها الوقت ..

وما أدراك ما الوقت وكم صار ضيقا .. فمتابعة حلقاتٍ كهذه تحتاج إلى تفرغٍ بعض الشيء ..

 

ما ألاحظه هو افتقار بلدي الحبيب إلى المراكز التي تنظم أو تشرف على كهذا حلقات .. وقد توجد لكنها ليست بالصورة المبهجة كماً أحيانا وأخرى كيفا ..

 

ما اقترحه .. أن تقوم وزارة الأوقاف مشكورة بإنشاء مراكز في هذا الاختصاص وتعين فيها من مشرفين ومدرسين .. حالها كحال المدارس الحكومية التي تشرف عليها وزارة التربية ..

 

خريجو كليات التربية في تخصص التربية الإسلامية أعدادٌ كثيرةٌ منهم في البيوت وكان أولى بهذه الطاقاتِ أن يتم توظيفها والاستفادة مما نهلته من علم ..

أرى أن تقوم الوزارة بعمل دورات مكثفة في التجويد وعلومه لهؤلاء وكل راغب وجميل أن يكون للقرآن حافظا أو لبعضٍ منه بقدرٍ مرضي ..

 

بهذا نحافظ على تخصص التربية الإسلامية من الندرة أو الإنقراض الذي يهدده .. ونوجد فرصا لأصحابها ومن شاء من غيرها إن كان يملك الأهلية للقيام بهذه المهمة .. والفائدة العظيمة هو تلقين أبناء أمة القرآن كتاب الله ..

 

ماذا يفعل من لم تحالفه الظروف في صغره لحفظ كتاب الله حتى كبر وزادت عليه المشاغل التي لا انتهاء لها ؟

أيدرك نفسه أم إخوته وبنيه ؟ بحق إنه يظل في حيرة

 

يخشى أن يدركه الموت ولمّا لم يحفظ القرآن بعد ..

 

وما قيام هذه المراكز \ المدارس إلا فيضُ خيرٍ يلفُّ بلطيفِ جناحيهِ على الجميع ..

 

وسلطان بلدنا يحفظه الله ويرعاه لن يبخل على ابناء شعبه بما يسعدهم ..

 

بارك الله لكم ولنا في رمضان .. وحمداً لله أنْ بلغنا إياه ..

 

أعاننا الله وإياكم على حسن الصيام والقيام ..

 

وأن يرزقنا حفظ كتابه حفظاً متقناً وأن يجعلنا من العاملين به ..

 

اللهم آمين .

 

لكم أسمى التحية .

------------------------

 

هبة الله:

أختي أم حفص شكرا جزيلا على طرحك لهذا الموضوع الهام جدا

وكأنك تقرئين أفكارنا فنحن بحق بحاجة لمراكز لتحفيظ كتاب الله،

كم وددت لو أجد من أستطيع أن أقرأ أمامه المصحف حتى أستطيع

اتقان قراءته،ونحن عندنا خريجي الشريعة، ومعاهد العلوم الشرعية

قد يكونون أكثر اجادة من طلاب التربية في مجال القرآن وعلومه

لأن دراستهم أكثر عمقا في هذا المجال، أضم صوتي الى صوتك

وأدعو الله أن ننال ما تمنيناه.

----------------------

 

مؤمن:

إنها هموم أمة ...

وأي هم أعظم وأثقل من حمل مشعل الهداية للبشرية الضائعة الحائرة ،المتخبطة في أمواج الفتن ...

 

وكلنا يقين بأن المشعل الوحيد القادر على تبديد الظلمة ...

 

القرآن الكريم ...

 

ولكن شاءت قدرة العلي الكبير ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )

أن تكون لهذا المشعل أيادي تحمله ..

لتضيء طريق السالكين ...

وتنير درب الحائرين ...

 

اذا لا بد من العمل لتحقيق الأمل ...

 

كنا قبل سنين ...

بداية الثمانينات عندما كنا صغارا ...

وكان ذاك العهد نهاية عهد مدارس القرآن الكريم ...

وبداية المدارس النظامية ...

 

نجتمع تحت شجرة مباركة ..

لا زلت اذكرها وكأنما رأس الشجرة ربط بعنان السماء ...

وساقها يضحك مستبشرا فرحا بأغلى من جاء ...

ونحن كأطيارٍ من الجنة خضر...

نشدوا و نصدح بأعذب وأنقى كلام ...

 

كنا على قلة ذات اليد نتكبد مشقة الطريق وعناء المواصلات على ندرتها ...

ولكنها ذكريات مباركة لا تنسى ...

وبصماتها محفورة في قلوبنا لا تبلى ...

 

أما اليوم ...

فقد جاءت الحياة بلبوس جديد ...

جانب مشرق بعلومه وابتكاراته ..

وجانب مظلم قاس كالحديد ...

 

وتنوعت التخصصات وكثرت مجالات العلم والمعرفة ،

وتنوعت الاختراعات والابتكارات وحار الناس في تحديد المسارات لكثرتها وتنوعها ...

 

وأنا هنا اتفق مع الأخت الكريمة بأن مرحلة الصغر هي المرحلة الذهبية التي يجب أن نستغلها لتحصين أبناءنا ...

 

ونضيء بالقرآن الكريم جوانحهم ...

 

ومن وجهة نظري بأن المدارس النظامية لها دور كبير في انحسار عدد مدارس القرآن الكريم ...

ولو استغلت المدارس النظامية الاستغلال الأمثل ...

واهتمت الجهات المختصة بهذا الجانب ...

لكان إنجازا طيبا مباركا في خدمة كتاب الله العظيم ...

 

بارك الله فيكم

وحفظكم من كل سوء ...