أنا فتاة ملتزمة بديني والحمد لله وأعيش مع أسرة صغيرة وتأتيني هموم وضيق من قبل والدي بسبب سوء التعامل، وألجأ الى الادعية التي تفرج الهموم ذكر اسماء الله الحسنى والحمد لله تزول عني لكن تعود، وانا اريدكم  أن تدلوني لحل أكثر وأن العبد يصبر على البلاء، فما هو حلكم؟ جزاكم الله  خيرا.

الحـل:

بارك الله لك في التزامك  بدينك وثبتنا الله وإياكم على الحق المبين والصراط المستقيم، لاشك بأن الحياة لا تخلو من هموم وأحزان والمؤمن هو الذي يستطيع أن يتعامل معها بكل بساطة وسهولة وتعقل مع الصبر وحسن التصرف، خاصة مع الوالدين الذين جعل الله برهما فريضة وطاعتهما بعد عبادته، ولكن بسبب بعض المشكلات يقسوا الآباء على أبنائهم، فما العمل؟

 

أولاً: عليك كفتاة ملتزمة أن تبري والدك وتحسني إليه غاية الإحسان، فقسوته لا تمنع بره.

 ثانيا: إحسانك سيرقق قلبه ويغير معاملته ولو بعد حين، فالإحسان يزرع في القلوب المحبة، يقول نبينا الكريم عليه الصلاة والتسليم ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بحسن الخلق).

 ثالثا: إن أمرك بمعصية الله فلا تطيعيه ومع ذلك تلطفي في هدايته ونصحه وبيان خطأ ما يفعل، من غير تعنيف أو رفع صوت، ذكريه بالله واطلبي من والدتك إن كانت على قيد الحياة وإخوتك أن يكونوا عونا لك في ذلك، إن حياة إبائنا تختلف عن حياتنا، فربما يكون غير متعلم ، ربما يكون جاهلاً ، ربما يكون بعيدا عن الله فتلطفي به لعل الله يشرح صدره للخير ويغير معاملته.

 رابعا: لا تتخاصمي معه وتشادّيه في ساعة غضب وان لم تملكي نفسك فاخرجي من ذلك المكان حتى يهدأ غضبك وترتاح نفسك، لأن التسرع في حالة الغضب يربك العقل ويؤدي إلى سوء التصرف وتعقيد الأمور، تدارسي تفاصيل المشكلة مع الناصحين حتى يرشدوك إلى الطريقة المثلى لعلاجها.

 خامسا:  التفتي إلى حياتك إلى استقامتك وتدينك، إلى الاهتمام بمواهبك وطاقاتك، من حفظ كتاب الله وقراءة العلم النافع ومرافقة الصحبة الصالحة ومجالس العلم والذكر والإكثار من الضراعة إلى الله وقراءة القرآن، فكلها كفيلة بأن تنتشلك من الضياع والهموم.

 جددي حياتك وغذي روحك بالإيمان، وعيشي حياة البساطة والتصرف مع الأمور بحكمة، مرتفعة بعقلك في عليائك، لا تقلقك سفاسف الأمور، وتيقني بأن الله معك ولن يضيعك، والله يوفقك لكل خير ويصرف عنك كل شر ويفرج عنك كل هم وغم، أكثري من هذا الدعاء ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا) .