أنا فتاه في الـ 20 من عمري مشكلتي اني أحب ابن عمي، ولا ادري أهو حب مراهقه أم جدي؟ ولا يمكننا الارتباط ببعض لأننا لا زلنا ندرس بالكلية، المصيبة انني دائما أتجاهل مشاعري تجاهه وأعلل نفسي انه لا يناسبني و..و.. لكن قلبي يخبرني بعكس ذلك فكيف أمنع قلبي عن حبه ليس لي قوة على التحكم به!

 أخاف كثيرا من هكذا موضوع لكن قلبي يتحداني فما جرمي أحبه غصبا عني فكيف الهروب وكلما تجاهلته تذكرته وتعلقت به اكثر؟

اخبرته بأن لا نتواصل بالهاتف(علما بأننا نتملك أرقام بعض فهذا جائز في عائلتنا!) ولأنه انسان محترم رضى بذلك بعدما اخبرته اني اشعر ان رسائلي له ليست برسائل أخ لأخته، تفهم الموضوع وقطع صلته بي خوفا من انزلاقي، لكني لازلت أفكر فيه وأحن إليه لكنه لا يعلم ذلك لأني أضغط ع نفسي لأتجاهله أو أنساه، وضاق قلبي من كثر ضغطي عليه.

أنا خائفه جدا من غضب الله فلا أدري ما الحل وليس بيدي حيله لأدوس على مشاعري وأنساه أو أقطع صلتي به، مع أني دائما ادعو ربي ان يثبتني وان انساه..ماذا علي أن أفعل؟وهل أذنب على ذلك؟؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا .

 

الحــل:

  أيتها الأخت اعرفي ان المشاعر اذا استأسر لها الإنسان لا يملك الفكاك عنها، ولكل شيء سبب، لولا ما كان بينكما من تواصل واتصال، ومصارحات وإشارات لم يقع في نفسيكما هذه المشاعر، وكنتما قادرين على زمهما وتوجيهها التوجيه الحسن.

هذا وان المشاعر اذا انطلقت فلا يمكن ان يوقفها الا الزواج، هذا الذي يقوله الشرع والعقل، فإن تعذر الزواج للأسباب التي ذكرتموها، فما الحل؟ هل نستمر في تبادل مشاعرنا؟ هل يمكن ان تتحمل النفوس ثقل هذه المشاعر التي تزيد يوماً بعد يوم؟ ان الواقع ليجيب بأن الاستمرار دمار وهلاك، يتعب النفس ويهلكها ويشغلها حتى عن ممارسة حياتها المعتادة، وربما لا تصلون إلى تحقيق أمانيكم، فمن يدري ما يأتي به الله في الأيام القادمة، فإذا ارتبطتما فبها ونعمت، ولكن إن لم يقدر ذلك، وسارت بكم سفينة الحياة إلى مرسى آخر، فلمَ تعذبين نفسك وتهلكينها بأمر لا تملكينه الآن، ولا تدرين ما الله فاعل فيه غداً!!

وقد أحسن ابن عمك اذ استجاب فقطع اتصالاته صيانة لك وله، فإنه يدل على انه رجل عاقل، وننصحك أن لا يسبقك الى هذا الفضل، فكوني مثله في الإقبال على أمورك وترك ما يكتبه الله في الغيب، إن شاء أن يجمع بينكما بالحلال، فلماذا تهلكين نفسك بمشاعر الإنسان قادر على التخفيف منها على أقل تقدير؟!.

القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، ولكن مع ذلك فنحن من نتسبب في ايذاء أنفسنا أو في التخفيف عنها، إن بإمكانك أن تشتغلي بعبادة ربك ودراستك، بإمكانك أيضا أن تبعدي التفكير في هذا الموضوع في الوقت الحاضر، وثقي بأنك إن أخلصتِ نيتك الله، وقويتِ عزمك، وسألتِ الله الإعانة فالله سيعينك.

أليس هو يملك مشاعر نحوكم كما تملكون؟ أليس صادقاً في مشاعره؟ كيف استطاع أن ينصرف عنك على أقل تقدير في هذه الآونة؟ الحق أنه فكر بعقله ولم يفكر بعاطفته، وفكرتِ أنتِ بعاطفتك ولم تفكري بعقلك، وهذا هو الفرق بينكما.

لابد أن نضغط على عواطفنا، وإلا أتعبتنا وضيعت حياتنا، فلا أنتم ستنالون بهذا التفكير ما تطمحون، ولا أنتم بحياتكم ستهنون، والدليل أن هذا الموضوع يقلقكم ويزعجكم ويكدر صفو حياتكم.

فكري بتعقل ووازني الأمور ، وننصحك بأن تبعدي عنك كل ذكريات ابن عمك إن أردت الراحة الأبدية، من رسائله إن كانت هناك رسائل، من أي ذكريات كانت بينكما، حتى ان قدرتِ على مسح رقمه فافعلي، لأنه ما دامت تلك الذكريات موجودة فهي ما تزال تذكركم به، ومن الصعوبة أن تنسوه.

وبما أنك تخافين الله وغضبه فإن إثارة هذه المشاعر في نفسك بين الحين والآخر لا يصح، نعم ربما تبقى الذكريات الجميلة التي لا تدعو لحرام، ولكن لا تؤثر على مجرى حياتك أو تصرفاتك.

اسعي من أجل أن تكسبي مرضاة الله على مرضاة نفسك، واعلمي بأنك كلما قدمتِ ما يرضي ربك أعانك الله في أمرك وكتبكِ من العفيفات وسهل أمر زواجكما في المستقبل بإذن الله، وبمثله العكس لو واصلتِ التفكير وقدمتِ حظ النفس على ما يرضاه الله لك فستضيعين، وربما بسببه لن يكتب الله بينكما الزواج.

اعتني بعبادة ربك ، واهتمي بدراستك، وجالسي الرفقة الصالحة التي تعينك على ذكر الله وطاعته، ولا تجالسي أهل الآهات والهوى، فإنهم عجزوا أن يسعدوا أنفسهم على أن يسعدوا غيرهم، وأي أمر لم ينل بالطاعة فلا خير فيه بالمعصية، وفقكم الله لكل خير، وحمامكم من شرور الهوى والنفس والشيطان.