انا شاب متزوج منذ شهر من فتاة متدينة وخلوقة ولكني تورطت بعد الزواج لانها لا تحبني ولا تاتين الفراش سوى ايام معدودة في البداية وتبكي الان في نهاية علمت انها كانت تحب ابن خالتها منذ 6 سنوات ولكن دون علم ابن الخالة ونصحتها وبلغتها بان مستقبلك معي وانتي كنت في نصيبي باذن الله ، ولكن هي تقول بان قلبها غير مرتاحة معي وتتطلب الطلاق لكي تبقى في بيت والدتها وحاولت كثيرا بنصيحتها ولكن في اليوم الثاني تبكي مرة اخرى علما اني احبها ولا اريد ان اتركها ، أرجو منكم بالآفتاء و بارك الله فيكم .

الحل:

أخي الكريم:

لا بد أن تكون هادئ الطبع ، راجح العقل، مطمئن النفس في معالجة مثل هذه القضايا الشائكة، فإن القلوب لا نملكها نحن وإنما يملكها خالقها، حاول قدر جهدك أن تغمر زوجتك بإحسان واسع ومعروف سابغ تنسى معه من علق قلبها به، حاول أن تفرغ محبتك الصافية في قلبها الذي انجذب الى غيرك، بيّن لها بأن زواجك منها لا يعني بحال أن تنسى من أحبت، فالمحبة الايمانية حبلها ممدود بين جميع المؤمنين والمؤمنات، حاول ان توضح لها شأن الحياة وتقلبها، وأن القدر قدر الله ، والرضا بما قسم الله من صميم الإيمان وقواعد الدين ، وأوضح لها تمام الايضاح أمرا مهما: وهو أنه ما يدريها أنك لو فارقتها ستتزوج بابن خالتها، ربما أهلها يرفضون، فتضيع كلا الجانبين، واسأل الله عزوجل ان يحببك الى قلبها، علها بعد ذلك تسلو وتنسى عندما تجد منك صدرا واسعا، وقلبا حانيا، واحسانا دائما .

 

أما اذا رأيت بأنها متعلقة تمام التعلق بغيرك، ولا يهنأ لها بال إلا بفراقك، ولن تسعد إلا مع من أحبت، وأن حياتك أصبحت جحيما لا يطاق، ففارقها بإحسان؛ لأن البركة في مثل هذه القضايا في ذهاب كل منكما إلى حال سبيله، يقول جل ذكره: ( وإن يتفرقا يُغنِ الله كلاً من سعته ) ، لا تظنن بأننا ندعوك الى فراق أهلك وخراب بيتك، ولكن هذا الذي حكم به نبينا الكريم صلوات ربي عليه وسلامه، فقد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها من زيد، وكانت لا تحب زيدا، لكنها لم تستطع ان تخلاف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك الأمر من النبي الكريم أمر من الله تعالى لهدم عادة التبني، لكن لم تدم العشرة بينهما، ولم تستطع زينب أن تعيش مع زيد على عظم خلقه وعلو منزلته ونُبله وخلقه وصلاحه، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله ، زيد لا أعتب عليه في دين ولا خلق - تعني أنه لا يعيبه شيء من هذا الجانب- ولكن أكره الكفر في الإسلام، أي أنها لعدم حبها له تخاف أن تقصر في حقه، فطلبت الفراق لأجل ذلك، فلم يعترض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرغمها على ان تعيش مع من لا تحب، فقال لها: أتردين عليه حديقته؟ وكان قد أمهرها بستاناُ مثمرا له، فقالت زينب: نعم، فقال عليه الصلاة والسلام: ( يا زيد خذ الحديقة وطلقها تطليقة ) وطلقها وذهب كل منهما الى حال سبيله .

فوازن الامور أخي الكريم، وليكن ان كان الفراق بينكما، أن تكون أكرم وأحلم وأحكم وأعقل، بأن تتفقا أن لا تذكرا لأهلها السبب الحقيقي، وانما تذكر لأهلها بأنه حدث بينك وبينها خلاف ولا يمكن الاستمرار معه .

ونسأل الله أن يهديها وأن يرد صوابها، وأن يبصرها بعيوبها، وأن تكون الأولى لا الثانية، حتى تعيشا في سعادة وهناء .