بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

فضلُ الإنفاقِ في سبيلِ اللهِ

 

الحمدُ للهِ ذي الفضلِ والإحسانِ ، والكرَمِ والامتنانِ ، الذي يقبلُ اليسيرَ ، ويعطي الكثيرَ ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، وبكلِّ شيءٍ بصيرٌ ، أحمدُه سبحانه بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأُثني عليه ، وأستغفرُه من جميعِ الذنوبِ وأتوبُ إليه ، وأؤمنُ به وأتوكّلُ عليه ، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، من يُطعْ اللهَ ورسولَه فقد رشدَ ، ( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ) ( الأحزاب/36) ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، أرسلَه بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظهرَه على الدِّينِ كلِّه ولو كرهَ المشركون ، فبلّغَ الرسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصحَ الأمّةَ ، وكشفَ الغمّةَ ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه ، وعلى كلِّ من اهتدى بهديه ، واستنَّ بسنتِه ، وسارَ على نهجِه ، ودعا بدعوتِه إلى يومِ الدِّينِ ، أما بعدُ :

   فيا عبادَ اللهِ :

    اعلموا أنَّ المالَ الذي يتكاثرُ به الناسُ ، ويتهالَكون عليه ؛ ما هو إلا محنةٌ وبلاءٌ ، وعنَتٌ وشقاءٌ إلا لمَن أخذَه من حلِّه ووضعَه في محلِّه ، وناهيكم أنَّ الهمَّ شطْرُ الدرهمِ ، والنارَ شطْرُ الدينارِ ، وقد بيّنَ اللهُ سبحانه وتعالى كيف يتصرّفُ الإنسانُ في هذا المالِ ، فيجدرُ بهذا الإنسانِ الذي آتاه اللهُ تعالى مِن فضلِه أن يتقيّدَ في المالِ بما قيّدَه اللهُ سبحانه وتعالى به مِن أحكامٍ ، وألا يتجاوزَ حدودَ اللهِ لا في اكتسابِه ولا في إنفاقِه ؛ فإنَّ العبدَ يُسألُ يومَ القيامةِ عن إنفاقِ المالِ كما يُسألُ عن اكتسابِه ، لقد بيّنَ اللهُ سبحانه وتعالى ما يجبُ أن يُنفقَ فيه المالُ ، ووعدَ على ذلك ثواباً عظيماً ، وفضلاً جزيلاً ، وعدَ على ذلك أن يُخلفَ في هذه الدنيا بما هو خيرٌ ، وأن يُجازى في الدارِ الآخرةِ بما هو أعظمُ خيراً وأبقى ، فاللهُ سبحانه وتعالى وعدَ بأنْ يخلفَ بالخيرِ لأولئك المنفقين ، إذْ يقولُ عزَّ مِن قائلٍ : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً ) ( البقرة/268) ، فاللهُ سبحانه وتعالى يعِدُ بالمغفرةِ في الآخرةِ ، وبالفضلِ ومضاعفةِ العطاءِ للمنفقين في هذه الحياةِ الدنيا ، وناهيكم أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قرَنَ بين الإنفاقِ في سبيلِ اللهِ والتصديقِ بما أنزلَ اللهُ في قرنٍ ، ووعدَ عليهما جميعاً ، كما أنَّه سبحانه وتعالى جمعَ بين البخلِ والتكذيبِ بما أنزلَ وتوعّدَ عليهما جميعاً ، فقد قالَ سبحانه وتعالى : ( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) ( الليل/5 ـ 10)  .

   وإنّ مِن فضلِ اللهِ سبحانه وتعالى على عبادِه أنْ آتاهم هذا المالَ ، ثم اقترضَه منهم ؛ إذ دعاهم إلى الإنفاقِ في سبيلِ اللهِ ، وعدَّ ذلك قرضاً منهم ، ووعدَهم أن يُضاعِفَ لهم الجزاءَ ، يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى : ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ( البقرة/245) ، ويقولُ تعالى : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ) ( المزمل/20) ، ذلك كلُّه من فضلِ اللهِ سبحانه ، وقد بيّنَ سبحانه وتعالى مضاعفةَ الأجورِ للمنفقين بما ضربَه من المثَلِ في كتابِه العزيزِ تقريباً للأفهامِ ، إذْ يقولُ عزَّ مِن قائلٍ : ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( البقرة/261) ، وهذا المُنفِقُ الذي ينفقُ في سبيلِ اللهِ إنما ينفقُ من مالِ اللهِ تعالى الذي آتاه ، فليس له أن يستعليَ على المُنفَقِ عليه ، وأن يمنَّ عليه بهذا الإنفاقِ ، وإلا أُحبِطَ عملُه ، ولذلك يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى : (  الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) ( البقرة/262 ـ 264) ، هكذا يبيّنَ لنا اللهُ سبحانه وتعالى هذا المثَلَ العجيبَ في أولئك الذين ينفقون أموالَهم ، ثم يُتبِعون ذلك المنَّ والأذى ، ويُراؤون بإنفاقِ هذه الأموالِ ؛ إذ لا يبتغون بها وجهَ اللهِ سبحانه وتعالى ، يضربُ اللهُ سبحانه وتعالى في هؤلاء هذا المثَلَ العجيبَ ، فمثلُهم ( كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ ) ، ومعنى ذلك أنَّه ليس وراءَ هذا الإنفاقِ أيّةُ نتيجةٍ ، ولا أيّةُ فائدةٍ ؛ لأنّ الصفوانَ الذي عليه طبقةٌ خفيفةٌ من الترابِ لا يُنبِتُ شيئاً ؛ خصوصاً عندما يصيبُه الوابلُ ، فيمسحُ على هذه الطبقةِ الخفيفةِ من الترابِ ، ويبقى ذلك المنظرُ الكالحُ القبيحُ ، ويبيّنُ لنا اللهُ سبحانه وتعالى شأنَ أولئك الذين يُنفقون أموالَهم ابتغاءَ مرضاةِ اللهِ وتثبيتاً من أنفسِهم إذْ يقولُ : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ( البقرة/265) ، واللهُ سبحانه وتعالى حضَّ على الإنفاقِ من طيّباتِ الأموالِ ؛ لأنَّ الإنسانَ الذي يبتغي وجهَ اللهِ سبحانه وتعالى ، ويحرصُ على مصلحةِ نفسِه عليه أن يُقدّمَ المالَ الصالحَ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) ( البقرة/267) .

    ويبيّنَ لنا اللهُ سبحانه وتعالى أنَّ كلَّ ما يُنفقُه العبدُ إنما يعودُ إليه : ( وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) ( البقرة/272) ، فالإنسانُ الذي ينفقُ في سبيلِ اللهِ إنما يُنفقُ على نفسِه ؛ لأنَّ عاقبةَ هذا الإنفاقِ ترجعُ إليه ، أما المُنْفَقُ عليه فإنّه يستمتِعُ بما يُعطى في هذه الحياةِ الدنيا ، وإنما يُؤجرُ على ذلك إنْ شكرَ اللهَ تعالى على هذه النعمةِ ، وتصرّفَ أيضاً في المالِ بحسبِ ما أمرَه اللهُ سبحانه وتعالى أن يتصرّفَ فيه ، وقد بيّنَ لنا اللهُ سبحانه وتعالى السُّبُلَ التي يجبُ أن يُنفَقَ فيها المالُ ، وفي هذا البيانِ ما يدلُّ على أنَّ الإنفاقَ يكونُ خاصّاً ، ويكونُ عامّاً ، والإنفاقُ العامُّ يكونُ منظَّماً وغيرَ منظَّمٍ ، فالإنفاقُ الخاصُّ هو الإنفاقُ على العِيالِ ، والإنفاقُ العامُّ هو سائرُ الإنفاقِ ، وهو ينقسمُ إلى قسمين : قسمٍ منظّمٍ ، وقسمٍ غيرِ منظّمٍ ، فالإنفاقُ المنظّمُ هو الزكاةُ المشروعةُ التي فرضَها اللهُ سبحانه وتعالى في أصنافٍ مخصوصةٍ من المالِ بنسَبٍ مبيّنةٍ مخصوصةٍ إذا بلغتْ مقداراً مخصوصاً ، والإنفاقُ العامُّ هو الإنفاقُ الخارجُ عن الزكاةِ ، وهو يجبُ على المسلمِ إذا لم تسدَّ هذه الزكاةُ حاجاتِ الفقراءِ والمساكينِ وسائرِ المسلمين ، فاللهُ سبحانه وتعالى يقولُ : ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ) ( البقرة/177) ، هذه حقوقٌ من غيرِ الزكاةِ بدليلِ قولِه سبحانه وتعالى من بعد : ( وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ) ( البقرة/177) ، فيجبُ على المسلمِ أن يُنفِقَ من المالِ من خارجِ الزكاةِ إذا لم تسدَّ الزكاةُ حاجاتِ الفقراءِ والمساكينِ ، فليس من الإيمانِ في شيءٍ أن يبيتَ المسلمُ وهو شبعان ، وجارُه جائعٌ محتاجٌ إلى هذا المالِ .

     فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، وآتُوا المالَ على حبِّه ذوي القربى واليتامى والمساكينَ وابنَ السبيلِ والسائلين وفي الرقابِ ، آتُوهم ممّا آتَاكم اللهُ سبحانه وتعالى من هذا المالِ ، وأنفِقُوا مما جعلكم مستخلفين فيه ، وراقِبُوا أنفسَكم في سريرتِكم وعلانيتِكم ، واقصِدُوا بالإنفاقِ وبسائرِ وجوهِ البرِّ وجهَ اللهِ سبحانه وتعالى الذي منَّ عليكم بالخيرِ ، وآتاكم ما آتاكم مِن فضْلٍ . أقولُ قولي هذا ، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ، فاستغفِرُوا اللهَ يغفرْ لكم ؛ إنّه هو الغفورُ الرحيمُ ، وادعوه يستجبْ لكم ؛ إنّه هو البرُّ الكريمُ .

*         *          *

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، والعاقبةُ للمتقين ، ولا عدوانَ إلا على الظالمين ، أحمدُه تعالى بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأشكرُه ، وأتوبُ إليه من جميعِ الذنوبِ وأستغفرُه ، وأؤمنُ به ولا أكفرُه ، وأُعادي من يكفرُه ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين ، وعلى أتباعِه وحزبِه إلى يومِ الدِّينِ ، أمّا بعدُ :

   فقد رُوِيَ في الحديثِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنّه : « ما مِن يومٍ تطلعُ شمسُه إلا وملِكٌ ينادي اللهمَّ أعطِ مُنفِقاً خلَفاً وأعطِ مُمسِكاً تلفاً » ، فمن يبخلْ فإنما يبخلُ عن نفسِه ، ومن ينفِقْ فإنّما ينفِقُ على نفسِه ، فيجبُ على العبدِ أن يحرصَ على الإنفاقِ في سبيلِ اللهِ سبحانه ، وأن يتقرّبَ إلى اللهِ تعالى بكلِّ ما ينفِقُه ، لا يبتغي بشيءٍ من ذلك سوى مرضاتِه عزَّ وجلَّ ، فبحسنِ النيةِ يكونُ الإنفاقُ العاديُّ الذي ينفقُه الإنسانُ على نفسِه ، وينفقُه على عائلتِه  من القرُباتِ التي يتقرّبُ بها العبدُ إلى اللهِ سبحانه وتعالى ، وقد جاءَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في تعدادِ أنواعِ الصدقةِ : « حتى ما تجعلُه في فيّ امرأتِك » ، ذلك كلُّه مع حسنِ النيةِ ، وصلاحِ الحالِ ، والاستقامةِ في الباطنِ وفي الظاهرِ .

   فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، وابتغوا ما عند اللهِ ، فما عند اللهِ خيرٌ وأبقى .