بسم الله الرحمن الرحيم

الله أكبر ، الله أكبر ،الله أكبر

الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا

الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر تكبيرا

الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا .

    لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .

    الحمد لله يمن على عباده بمواسم الخيرات والبركات ،ويُنزِّل عليهم من فضله الرحمات، منَّ علينا بصيام شهر رمضان ، وجعل جزاء الصائمين دخول الجنان من باب الريان ، سبحانه الملك الكريم ،( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُوَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا  )

   ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،جعل الأعياد فرحة للمؤمنين ،وجائزة للصائمين ،ونشهد أن محمداً عبدُ الله ورسوله ، خيرُ من صام وقام ، وصلى بالليل والناس نيام ،صلوات الله وسلامه عليه ،خاتم الرسل ومُبلِّغ الشريعة ،وصاحب المقام المحمود والحوض المورود ،صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأبرار ،وعلى أزواجه الأطهار، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

     الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر تكبيرا

    عباد الله :

    هذا شهر الصيام قد رحل بما فيه من فضل وثواب وإكرام ،فطوبى لمن صامه وقامه ، وعَمَر وقته بصنوف الطاعات والقربات ،ويا خسارةَ من أهمل وسوَّف واجترح الآثام ، وانتهك حرمة الصيام ،فواللهِ إن شهر الصيام شاهدٌ لك أو عليك ،فالبدارَ البدارَ أيها المُفرِّط المسرف على نفسه ،فريب المنون يقطع الآمال والأعمار ، فتُبْ إلى الله من قريب ، وخَفْ من الرقيب ،وسارع بالتوبة النصوح لتدارك بقايا الأعمار ،وجدِّد مع الله العهد والميثاق للاستقامة على دينه ،والسير على دربه .

    أيها المسلمون :

    اجعلوا الصيام خير مدرسة تخرجتم منها ،تُذكركم دائماً بجلائل الأعمال ،وكريم الخصال ،وإياكم أن تُضيِّعوا صيامكم بالانهماك في اللذات ،والرجوع إلى المحرمات من الشهوات ،فإن النفس في شهر الصيام قد اعتادت على لزوم الطاعة والمداومة عليها ،حتى صارت سجية من سجاياها ،وسلوكاً ثابتاً لا تحيد عنه ،فكونوا كذلك في جميع الشهور ، فإن الرقيب في رمضان هو الرقيب في سائر الشهور .

       الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد .

     أمة الإسلام :

     هذا هو يومكم العظيم ،يوم الجائزة لمن أخلص صيامه لله رب العالمين ،يومُ العيد الذي شرعه الله عزوجل بعد أداء زكاة الفطر طُهرةً للأبدان ،وتكفيراً لما وقع فيه الصائم من اللغو والرفث والآثام ، قال تعالى : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) ،فاجعلوا أعيادكم أعياداً شرعية ،بين تكبير وتهليل وتحميد ،واصلين للأرحام ،قد توحدت قلوبكم ، وصفت نفوسكم من الغل والحسد والبغضاء ،( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) .

    ولا تجعلوا هذا العيد فرصةً لاجتراح الموبقات ،وكسب السيئات ،والانغماس في الشهوات ،فإن النعمة تستوجب الشكرَ لا الكفر ،وتستلزم الحمدَ لا الجحد ( وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور ) وإياكم والتبذيرَ والإسراف ،فإنه استخفاف بنعمة الله ما بعده استخفاف ،( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) فبينما ترى أُناسًا للأموال مبذرين ، وبنعم الله مستهترين ، وعلى أنفسهم مسرفين ، ترى آخرين يتضورون جوعاً ،

لا يجدون ما يكفيهم من أساسيات الحياة ،والنبي  e يقول : " والله لا يؤمن ،والله لا يؤمن ،والله لا يؤمن " قيل : مَن يا رسول الله ؟ قال : " من بات شبعانَ وجارُه جائع " .

    أيها المسلمون :

    إن الناس قد تمادت في الإسراف في الكماليات إلى أبعد الحدود ،فترى الواحد منهم يشتري ما لا يحتاج ،ويصنع من الطعام ما لا يأكل ،ويخيط من الثياب ما لا يلبس ،ومآلُ كلِّ ذلك إلى سلة المهملات ،فهلاَّ راعينا نعمة الله علينا عندما يسألنا عن النقير والقطمير، والصغير والكبير ،( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ، كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَتَعْلَمُونَ ، كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ،وصدق من قال : لا يعرف الصحةَ إلا المريض ،ولا يُقدِّر النعمةَ إلا المحروم ،فاللهَ اللهَ عباد الله ،فإن النعمة زائلة ،فداموا عليها بالشكر والاعتدال .

     الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا .

    أمة الإسلام :

    إن الله يحب من الطاعة أدومها وإن قل ،فقليل دائم خير من كثير منقطع ،يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ،ففي هذه الآية أمران : أمر بالإخلاص في الطاعة ،وأمر بالمداومة عليها ،ويقول الله عزوجل لرسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم : ( فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )فإذا كان هذا أعظم الخلق يأمره الله بالمداومة على عبادته ، فغيره أشد إلزاماً بالاستمرار على الطاعة والعبادة ، ويقول سبحانه وتعالى آمراً عباده :

( حافظوا على الصلوات والصلاة والوسطى وقوموا لله قانتين ) والمحافظة هي اتقان العبادة مع المداومة عليها ،وقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين بالمداومة على عبادته وطاعته ،يقول جل ذكره : (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًاوَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )  فهم في جهاد متواصل مع أنفسهم ،لا يفترون عن عبادته ،ولا يكلُّون عن طاعته ،بُغيةَ نيل الثواب ،وخوفاً من أليم العقاب ،وقد جاء عن النبي e أن رجلاً سأله : أخبرني عن أمر لا أسأل عنه أحداً بعدك ؟ فقال له عليه الصلاة والسلام : " قل آمنتُ بالله ثم استقم " فالاستقامة تجمع بين الإتيان بالعمل على أكمل وجوهه مع المواظبة عليه والاستمرار فيه .

   عباد الله :

   إنك لتعجب أشد العجب ممن عرف الخير فتنكَّبه ،وعرف الشر فطلبه،واُعطِيَ المالَ فمنعه ،وبان له الصواب فتركه وهجره ،وأغواه الشيطان فاتَّبعه ،ورأى الباطل فالتزمه ، فبينما ترى أُناساً عرفوا الطريق إلى المساجد في رمضان ،فلما انصرم الشهر حادوا عنها ، واحتضنوا القرآن مُرتلين له ترتيلا ،فلما رحل رمضان هجروه ،واعْجَبْ ممن تعوَّد على الإنفاق في رمضان ،فلما ولى الشهر أمسك يده وبخل بما عنده .

     ولما كان رمضان صامت الجوارح عن الآثام ،وامتنعت النفوس عن الشهوات والحرام، فلما انقضى الشهر الكريم افطروا على أعراض إخوانهم ،وأرسلوا لأنفسهم العنان للوقوع في شتى أنواع العصيان ،وكل هؤلاء قد جهلوا معنى المراقبة الحقة والمداومة على الطاعة ، فكأن المعبودَ كان رمضانَ وليس اللهَ عزوجل ،بينما الحق بأن الله هو الرقيب في جميع الأوقات والأزمان ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .

   أيها المؤمنون :

   إن للنفس إقبالاً وإدباراً ،فينبغي أن يستغل المسلم إقبالَ نفسه ،بتعويدها على الطاعة ، وإلجامها بلجام التقوى ،أما إدبارها فإنه أمر خطير يؤدي بالإنسان إلى الخروج عن الجادة والصواب ، وما ذلك إلا لضياع مفهوم الوسطية في الإسلام فلا إفراط ولا تفريط ،فبينما تجدُ الإنسان عاكفاً على قراءة القرآن في شهر رمضان ، تجده بعد رمضان لا يقرب مسجداً ولا يفتح مصحفاً ،ولو أنه اختطَّ لنفسه من أول الأمر منهجاً وسطاً في المحافظة على الصلوات في المساجد ،وقراءةِ القرآن ولو جزءاً واحداً في اليوم ، لما أدى به الحال إلى أسوِ حال ،وقِس على هذا ما شاكله من سائر العبادات .

   أيها المسلمون :

   إن شهر الصيام قد أدبنا على الخلق الكريم والسلوك القويم ،وقد استطاع أن يقهر أصحاب العادات السيئة كشاربي الدخان والمسكرات ،والكذابين والمغتابين لأعراض الناس ،استطاع الصيام أن يجبرهم على ترك ما ألفوا من عادات ومنكرات ،فالصيام يريدك إنساناً نقياً طاهراً ،مستقيماً طائعاً ،فإياك والرجوعَ إلى ما كنتَ فيه ،فإنك كنتَ في نعمة ،فاستحِ من ربك أن تُبدلها بنقمة ( ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب ) ، وصدق رسول الله e حينما قال : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ) . 

   فيا أيها الغافل الوسنان ،انتبه من هذه الرقدة ،واستيقظ من هذه الغفلة ،واستفِق من هذه السكرة ، فإن الدنيا فانية ،والآخرة باقية (فَأَمَّا مَن طَغَى ،وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِالْهَوَى،فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )

    فاشغل قلبك بطاعة الله ومحبته ،فإن من ادعى محبة الله وهو يحب الدنيا فهو جاهل كذاب ،غيرُ عارفٍ بحق الله رب الأرباب ،فقلبه طولَ الدهر مشغول الفكرة في الدنيا وحبها والتكالب عليها وعلى حطامها الزائل ،فمن كانت هذه صفته فكيف يكون محباً لله، أم كيف يخافاه ويخشاه .

      الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر تكبيرا

      أمة الإسلام :

     إن العناية بالأسرة وتربيةِ الأبناء من أهم الواجبات على الآباء والمربين ،فصلاح الأسرة هو صلاح للمجتمع كلِّه ،وفسادها هو فسادٌ لها ،والأبناء الصالحون هم عماد الأمة وقوامها ، أما إذا فسد الأبناء فإن البلاء سيعم الجميع ،ولا أدل على ذلك مما نشاهده اليوم من بعض الأبناء – هداهم الله – فهم يأخذون أكثر مما يُعطون ،ويُفسدون أكثر مما يصلحون ، لماذا؟ لأن الآباء عنهم منشغلون ،لا يهمه إن صلح ولدُه أم فسد ،أولم يطرق مسامعَ هؤلاء الآباء قولُ رسول الله e ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالوالد راعٍ في أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته ) وليست تربية الأبناء بتوفير الطعام والشراب ،وإنما هو بتعليمه القرآن والصدق والآداب ،مع المتابعة المستمرة الدقيقة لما يأتي وما يذر .  

           الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد .

        عباد الله :

        إن النساء شقائق الرجال ،وهن مربياتُ الأجيال ،فالمرأة هي قوام الحياة ؛لأنها مدرسة الأبناء ،ولَبِنة من لبِنات المجتمع ،فهي إما أمك أو ابنتك أو أختك أو زوجك ، فأَوْلِها الرعاية تثقيفاً وتربية وتهذيباً ،فضياع المرأة أمر خطير وجِدُّ خطير ،فهل ترضى لأختك الضياع ،أم ترضى لابنتك الفساد ،أَوَ تُحبُّ لزوجك الخيانة ،أم ترضى لأمك الدناءة والمهانة ؟

     إنه لَمِمَّا يعتصر له القلب وتأسى له النفس ،أن تخرج المرأة من بيتها بدون قيدٍ أو شرط ، متبرجةً تزاحم الرجال في الأسواق ،أو تُماشي من الشباب الفُسَّاق ،أو تحاكي المرأة الكافرة في لباسها وحركتها وشكلها ،حتى ظنَّ بعض الناس بأن المرأة المصونة في البيت هي مرأة جاهلة ،لا حظَّ لها من الثقافة والمعرفة ،وليت شعري كأن السفور أصبح هو شارةَ التقدم والحضارة ،أما واللهِ لو علمنا خطورة الأمر لِما يُدبِّره لنا أعداؤنا من إضلال المرأة لاشتعل الرأس شيباً ،فصونوا أعراضَكم – رحمكم الله – فإن الله يمُهل ولا يُهمل (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًافَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) .

    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْوَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) فقد آذننا المنادي بالرحيل والتحويل (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ،وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ، لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) (يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ، يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) فترى الجنةَ قد أُزلفت ،وللمتقين تزيَّنت ، وترى النار تنادي على أهلها : ألاَ يا فاعلَ الشَّين ،قد آذنك البَين ،ودنا منك الحَين ،يا مَن كنتَ تسبح في الهوى والضلال ،اليوم تُطوَّقُ بالسلاسل والأغلال ،اليوم يسيل الصديد ،وتُقيَّدُ بالحديد ، فيا مَن ضيَّع حياته في الدنيا ،تنبَّهْ من رقدتك قبل الفوات ،وقبل حضور الممات ،أين آباؤك وأهلوك ؟! أين حشمك وبنوك ؟! أألهتك القصورُ والدور عن الاستعداد ليوم النشور ؟! تيقَّظْ يا مغرور قبل الدفن في القبور،يوم تُحمل على الألواح وتُضم في الأكفان، يوم يأتي الملكان فماذا تقول ؟! وبماذا تُجيب؟!  القبر ينادي عليك ويقول :أنا بيت الدود، أنا بيت الظلمة ،أنا بيت الوحشة ،أكلتُ الخدود ،وأذبتُ الكبود ،فيا حسنَ الوجه أين جمالك ؟! لقد أكله الدود ،لو أبصرتَ الميتَ بعد ثلاثة أيام لحَثيتَ على رأسك التراب ، ولفارقتَ الأهل والأصحاب والأحباب ،فقدِّم الزاد قبل النفاد ،واستعدَّ ليوم المعاد ،واعتبر بمن رحل ومضى ،ولا تكن ممن آثر الحياة الدنيا على الأخرى (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّنَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) .

    هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين ...........