الثبات على المبادئ في زمن الفتن                                              

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين الذي يبتلي عباده بالشدة والبلاء والسراء والضراء، ليمحص إيمانهم، ويزكي سرائرهم، سبحانه القائل جل ذكره: ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )[1] ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين، ( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا )[2]، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً خاتم النبيين وإمام المرسلين، ابتلي فصبر، وأوذي فما زاده البلاء إلا صموداً في الحق، وثباتاً على عزائم الأمور، كما صبر من قبله من المرسلين ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ) [3]، صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين، وعلى آل نبينا وصحبه الذابين عن حياض الدين؛ الذين باعوا أنفساً تفنى بنعيم يبقى، ( فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )[4] ، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .

أَمَّا بَعْدُ :

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ )[5] .

عباد الله:

اعلموا-رحمكم الله-بأن الإنسان ما يزال يتقلب في هذه الحياة، بين سرائها وضرائها، وخيرها وشرها، وحلوها ومرها، هكذا شأن الدنيا ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )[6]، إنها الدنيا دار الابتلاء والاختبار والامتحان، ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )[7]، فمن شكر في النعماء ، وصبر في البلاء فهو السعيد الفائز، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»[8] .

إخوة الإيمان:

إننا نجد الابتلاء والهموم والغموم في هذه الحياة سنة الله في خلقه ( وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا )[9]، فالمرء يجد البلاء من نفسه الأمارة بالسوء، يجدها تأمره بالشر وتنهاه عن الخير، تحبب له المعاصي، وتكرهه في الطاعة والتمسك بالحق والخير، كما نجد الابتلاءات من الأهل والأولاد والأقارب، إذ يكابد معهم لأواء الحياة في إصلاحهم وتربيتهم، والله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ )[10]، فنجد أن أقرب الأقربين منك من أبنائك وأهلك، ربما يرغمونك على المعصية، ويحببونها لك، فنجد أن الزوج ربما يتبع زوجته إلى المعصية، عندما يتبع هواه في حبها ومتابعتها، أو تتبع الزوجة زوجها إذا أرادها أن تخرج عن الحشمة أو الفضيلة، أو أن تتخلى عن كرامتها ومبادئها، فتبتلى الزوجة بزوج غير صالح.

وكذلك يبتلى الإنسان في ماله وكسب رزقه، في كده وتعبه، عندما تضيق به الحياة، ويرى بأن الرزق قليل تأمره نفسه، ويشجعه أهله أو أصدقاء السوء على أن يكسب المال من الحرام بالربا، أو بالنصب والاختلاس والتزوير، أو بأكل أموال الضعفة والأيتام والأرامل، أو بالاحتيال والغش، المهم أنه بأي وسيلة من الوسائل يريد أن يجمع المال، وتدفعه الحاجة أحياناً إلى الاقتراض بالربا لبناء بيته، أو شراء سيارته، أو إتمام زواجه، أو تعليم أبنائه.

إنها ابتلاءات واختبارات كثيرة، من أحياناً من جاره، بأن يؤذيه ويسيء معاملته، ولا يحسن إليه إلا ما ندر، لا يعينه على الخير، وإنما يدعوه إلى الشر، وأحياناً من الزملاء في العمل، والشركاء في شركاتهم، من الغل والحسد والتآمر، والوشاية على بعضهم بعضاً .

يبتلى الولد بوالد فاسد لا يريد من ابنه أن يسلك طريق الصلاح، فيفسد عليه أخلاقه، وتبتلى البنت من أهلها، فيحرفونها عن طريق الفضيلة، ويبتلى الشاب والفتاة في المجتمع من آفات العولمة والبرامج المضللة، وأصدقاء السوء، ودعاة الفساد، كلها ابتلاءات كقطع الليل المظلم، لا ينجو منها، ويقف في وجهها إلا راسخ الإيمان، ثابت المبادئ، المتمسك بدينه وقيمه وخلقه .

   أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّهُ هُو البَّرُّ الْكَرِيمُ .

***

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ، وَنَشْهَدُ أَلَّا ِإِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ، وَنشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الأَمِينُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى تَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .

أما بعد؛

فيا عباد الله:

إن الابتلاءات في طريق الصالحين كثيرة، وقد بين القرآن بأن الشر يزيد، وأن الفواحش في انتشار، يقول تعالى: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )[11]، وليس معنى ذلك أن يقف المؤمن مكتوفاً متفرجاً، أو أن ينحرف مع المنحرفين، أو يسلك مسالك الفساد ومتاهات الدروب، بدعوى أن الحياة صعبة، وأن الأخلاق والفضيلة تعرقل عليه مصالحه، وتحد من طموحه ونجاحاته، فتلك دعاوى الشيطان، وإنما عليه أن يصلح نفسه وأهله، وإن يتمسك بمبادئه وأن يأمر بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر، لكن الشقي هو من أنجر مع التيار، وترك مبادئه، وباع دينه من أجل عرض من أعراض الدنيا الفانية .

ولنستمع إلى قول الله عزوجل: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ) [12]، أي ابتلوا وزلزلوا بفتن تجعل الحليم حيران، تزل القدم، وتزيل الأفهام، وتصد الإنسان عن الحق، وربما تصيبه النكبات بالإحباط والتقهقر، ( حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) حتى أن الرسل والأنبياء وهم أقرب خلق الله إلى الله يقولون: متى نصر الله؟ من شدة الابتلاءات المتتابعات، ومن كثرة تكذيب أقوامهم، وانحرافهم عن الهدى، وتآمرهم على أنبياء الله ورسله وإيذائهم، ومع ذلك لم تضعف شكيمة المرسلين، ولم تصدهم عن مواصلة الدعوة إلى الله وهداية الناس، إن الذي يرفض الابتلاء ليس بمؤمن، إنما المؤمن الحقيقي أن يقف صامداً متمسكا بمبادئه، ولو بقي متمسكاً بالحق والهدى والخير وحده .

أيها المسلمون:

إن تدين بعض شبابنا تدين سطحي، تدين قشور، فإذا أصابته فتنة ولو صغيرة، ينحرف وينقلب على وجه ويترك مبادئه، لماذا يا فلان؟ يقول: والله الحياة صعبة، الحياة تريد منا أن نكذب، وأن نرتشي، وأن نزور، وأن نستقرض بالربا، وأن نفعل كذا وكذا؛ لأنه متزلزل المبادئ، لم يتأسس على عقيدة صلبة، ولم يتعمق الإيمان في قلبه، يقول الله عزوجل: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )[13]، فإذا بك تسمع أن شاباً كان من الصالحين، محافظاً على الجماعة في الصف الأول، يحتضن كتاب الله، ولا تفوته مجالس الخير، إذا به قد أنقلب على عقبيه، وبدل أخلاقه إلى أخلاق فاسدة، وانحرف وترك الاستقامة، وترك المسجد وأهمل الصلاة وهجر المصحف، ما هو السبب ؟! عدم التعمق في دين الله .

أو فتاة كانت على خير وصالح وستر، ابتليت بأسرة فاسدة فحرفتها عن الصلاح والفضيلة، أو زوج منحرف حرف زوجته عن الستر والحشمة، أو صديق سوء جرجر صاحبه للوقوع في مستنقعات الرذيلة، وإدمان المخدرات والمسكرات .

إن صاحب العلم والإيمان لا ينحرف إلا بصعوبة، سياجان يحصنان الإنسان؛ لأن العلم الشرعي يبصره بالحلال والحرام، والشرائع والأحكام، وإن الشيطان لا يخاف من مئة عابد، لكنه يخاف من متعلم واحد؛ لأن صاحب العلم يحصنه علمه، ويبصره متاهات الدروب، وأما الذي يتخبط بدون علم ودين، وبدون فقه في دين الله فسرعان ما ينحرف، ويلقي به الشيطان في مهاوٍ سحيقة والعياذ بالله ، فهو القائل لعنه الله: ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )[14] .

والتزود بزاد التقوى، فإن التقوى حصانة ما بعدها حصانة، يقول تعالى: ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )[15]، وجاء في وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»[16] ، والإنسان عليه أن يصبر، فإذا صبر على بلاء أو شهوته محرمة، عوضه الله بخير مما ترك وبإيمان يجد حلاوته في قلبه ، وفي الآخرة بنعيم لا يوصف، بجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر؛ لأنه صبر على البلاء بترك شيء قليل من الحرام ابتغاء مرضات الله، ولو قل رزقه فأبى أن يكسبه بالحرام يبارك الله له في الرزق القليل، ويبارك الله له في أهله وأولاده، ويبارك له في حياته كلها، وييسر له كل عسير.

فالمهم أن يكون مع الله، ولن يضيعه الله سيفرج همه، ويزيل غمه، وإذا تكاثفت عليك الهموم، وأغلقت الدنيا أبوابها، فالجأ إلى الله فهو القائل: ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ )[17]، وإذا ترك الناس الخير، وبعدوا عن الدين والفضيلة، فزد تمسكاً بالحق، وزد صلاحاً وتزكية لنفسك، وربِّ أهلك وأولادك على الخير، واعتصم بحبل الله ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )[18] .

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى خَاتِمِ النَّبِيِّينَ، وَإِمَامِ المُرْسَلِينَ، كَمَا أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ جَلَّ وَعَلَا فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ).

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيمَ وعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، رَبَّنَا اسْتَخْلِفْنَا فِي أَرْضِكَ كَمَا اسْتَخْلَفْتَ مَنْ قَبْلَنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَكِّنْ لَنَا دَينَنَا الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَنَا، وَأَبْدِلْنَا بِخَوْفِنَا أَمْنًا، وَبِذُلِّنَا عِزَّا، وَبِتَشَتُّتِنَا وَحْدَةً، وَاجْمَعْنَا عَلَى كَلِمَتِكَ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا بِطَاعَتِكَ .

اللَّهُمُّ ارْزُقْنَا لِسَانَاً صَادِقَاً ذَاكِرًا، وَقَلْبَاً خَاشِعَاً مُنِيبًا، وَإيمَانَاً رَاسِخَاُ ثَابِتًا، وَعِلْمَاً نَافِعَاً رَافِعًا، وَعَمَلاً صَالِحَاً زَاكِيًا، وَرِزْقًا حَلَالَاً وَاسِعًا، رَبَّنَا وَهَبْ لَنَا إِنَابَةَ المُتَّقِينَ، وَيَقِينَ الصِّدِّيقِينَ، وَخُشُوعَ المُخْبِتِينَ، وَثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ، وَدَرَجَةَ الفائزين.

اللَّهُمُّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ، وَاشْفِ مَرَضَانَا وَمرْضَى الْمُسْلِمِينَ.

اللَّهُمُّ انْصُرْ سُلْطَانَنَا عَلَى أَعِدَائِكَ أَعْدَاءِ الدِّينِ، وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَاجْعَلْ وَطَنَنَا آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.

( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) .

( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) .

( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) .

( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) .

 

[1] الأنبياء: 35.

[2] الكهف: 17.

[3] الأنعام: 34.

[4] آل عمران: 146.

[5]- النساء: 131 .

[6] آل عمران: 140-142.

[7] الملك: 2.

[8]- رواه الإمام مسلم، رقم 2999

[9] الأحزاب: 62.

[10] التغابن: 14-15.

[11] الروم: 41.

[12] البقرة: 214.

[13] الحج: 11.

[14] ص: 82-83.

[15] البقرة: 197.

[16] رواه الإمام أحمد: رقم 21354، والترمذي: رقم 1987

[17] النمل: 62.

[18] آل عمران: 101.