الشيخ القاضي محمد بن إسماعيل العمراني

الشيخ القاضي محمد بن إسماعيل العمراني – القاضي في اليمن-: تجادلنا في تعز: هل يؤم المصلين قاعد؟

 

يبتدئ الشيخ القاضي محمد حديثه "للإسلام اليوم" بمقارنة بين رمضان الأمس ورمضان اليوم بقوله: في السابق كانت بيوت العلماء في رمضان هي ملتقى أهل الحي جميعاً فيها يتسامرون ويجتمعون على قراءة كتب العلم النافعة كصحيح البخاري ومسلم وبهجة المحافل للسير والمعجزات والفضائل أو الشمائل النبوية، وبعضهم يقرأها في المسجد بعد العصر. أما اليوم فلا نكاد نجد بيتاً تتم فيه هذه الاجتماعات أو هذه المدارسة لكتب العلم.

 

ويضيف متحدثا عن أبرز محطاته الرمضانية التي يتذكرها: كنت ذات مرة في تعز وقد كان شيخنا الإمام أحمد يفتح ديوانه فنجتمع عنده فنتذاكر في مسائل علمية، ومن جملة تلك المسائل وردت مسألة: هل يصح أن يؤم المصلين إمام قاعد، وكان سبب هذه المسألة أنّ الإمام صلى بضيوفه في بيته وهو قاعد لمرض في ركبته وهم وقوف خلفه، فوقع جدل بين العلماء المجتمعين، منهم من يقول يصح ومنهم من يقول لا يصح، ومنهم المقلد ومنهم المتطلع، فسألني الإمام أحمد عن رأيي، فقلت له: وماذا سيكون رأيي أمام هؤلاء العلماء جميعاً، إن كان في مكتبتكم نيل الأوطار أخرجوه واقرأوه فالإمام الشوكاني قد ذكر جميع الأدلة ورجح القول بالجواز وأتى بالأدلة الصحيحة، فأخذوا نيل الأوطار وقرأوه ورأوا فيه الدليل وارد عندما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة في آخر أيام مرضه وهو قاعد وخلفه أبوبكر الصديق يبلغ عنه، فأقر الإمام أحمد هذه الفتوى وقال: يبنى عليه، وكانت تلك الحادثة في رمضان هي بداية معرفتي بالإمام أحمد ومعرفته بي.

 

وعن جدوله الرمضاني يقول الشيخ القاضي محمد: جدولي في رمضان هو إقامة الدروس العلمية من بعد صلاة الظهر وبعد صلاة العصر في كتابي فتح الغفار للعلامة الرباعي، وأيضاً كتاب الشفاء في تعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض الأندلسي.

 

ويختم الشيخ محمد حديثه برسالة يوجهها إلى الشباب خلال شهر رمضان بقوله: إن كان الناس يقولون أن الوقت من ذهب، فأنا أقول للشباب: كلا بل إن الوقت أغلى من الذهب والماس أيضاً فإن الذهب إن فات يعوض وربما أكثر مما فقد، أما الوقت فلا يمكن أن تعيده قوة مهما كانت.

 

وليأخذ الشاب مصحفاً في جيبه فإذا وجد الفراغ فليقرأ خصوصاً ورمضان يقل فيه ضغط العمل، وفي المساء فليقم على خدمة أهله فإن لم يجد فليقرأ القرآن أو يصلي أو لينم بدلاً من اللهو واللعب وتضييع الأوقات فيما لا ينفع.