سؤال أهل الذكر 28 رمضان1424هـ، 23/11/2003م

 

الموضوع : أحكام العيد وأسئلة أخرى

 

 

السؤال (2)

ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلّم عندما ينطلق لصلاة العيد يسلك طريقاً وعندما يعود يسلك طريقاً آخر ، فهل هناك حكمة معينة في هذا ؟

 

الجواب :

هذه أعمال قد تخفى علينا الحكمة فيها إن لم ينص على الحكمة ، فلذلك نحن نقف عند حدود ظاهرها ، وقد يكون في ذلك أيضاً تذكير للإنسان لأن المسلم في كل موقف يقفه وفي كل مسلك يسلكه عبرة وعظة ، ولعل هذا الأمر فيه أيضاً تذكير بالانصراف عن هذه الدنيا ، فالإنسان في هذه الحياة الدنيا كأنما دخلها من باب وخرج عنها من باب آخر .

 

السؤال ( 3)

هل هناك صيغة معروفة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلّم في التهنئة بالعيد ؟

الجواب :

التهنئة بالعيد تختلف باختلاف الأعراف وباختلاف اللغات ، فلا تنحصر في صيغة معينة ، وإنما يسأل الإنسان ربه سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة على أخيه المسلم بالخير والبركة وباليمن ففي هذا إن شاء الله ما يثلج صدره وما يقر عينه .

 

السؤال (4)

هناك خلاف يثور حول المصافحة هل تكون قبل الصلاة أم بعد الصلاة ، فهل مثل هذه الخلافات مجدية؟

 

الجواب :

هذه أشياء جزئية لا داعي للخلاف فيها ، وينبغي أن تؤخر المصافحة إلى ما بعد الصلاة بحيث يسارع الكل أولاً إلى الصلاة ، ثم بعدما ينفلتون من صلاتهم يصافح بعضهم بعضاً لأن الفرحة تتجدد بسبب ما وفقوا له من ذكر الله تبارك وتعالى .

 

السؤال (5)

المرأة التي تبين لها أن صلاة العيد سنة مؤكدة هل عليها أن تعيد جميع صلوات العيد في السنوات الماضية ؟

 

الجواب :

لا ، وإنما يكفيها أن صلى المسلمون وشاركوا في هذه الصلاة وحسبها ذلك .

 

السؤال (6)

خروج المرأة لصلاة العيد كيف يكون ؟

 

الجواب :

هي من السنة . من السنة أن تخرج ، لكن تخرج المرأة كما تخرج في سائر الصلوات غير متبرجة بزينة ولا متطيبة بما يشد انتباه الرجال إليها .

 

السؤال(7)

هل الوعي في هذا العصر كافٍ لتطبيق هذه السنة ؟

 

الجواب :

عند الواعيات المؤمنات نعم .

 

السؤال (8)

من يصلي العيد هل يكفيه ذلك عن صلاة الضحى ؟

 

الجواب :

في ذلك اليوم من السنة أن لا يصلي الإنسان إلا صلاة العيد ، لا يصلي صلاة الضحى وإنما يصلي صلاة العيد وحسبه ذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلّم إذ لم يصل قبل صلاة العيد ولا بعد صلاة العيد .

 

السؤال (9)

هناك حديث قدسي يقول : من عصاني يوم العيد فكأنما عصاني يوم الوعيد ، فهل هذا صحيح ؟

 

الجواب :

يوم الوعيد ليس هو يوم عصيان وإنما هو يوم جزاء ، ومعصية الله تبارك وتعالى شؤم على صاحبها في أي يوم من الأيام ، لا ريب أن أوقات الفضل التي يتضاعف في الأجر والأماكن المفضلة التي يضاعف في الأجر يضاعف فيها أيضاً وزر الذين يزرون الأوزار ، فشهر رمضان المبارك مثلاً هو شهر فضيل تضاعف فيه الأجور ، فمن أتى فيه المعاصي كانت هذه المعاصي مضاعفاً وزرها عليه، كما أن الإنسان الذي يبقى في مكة المكرمة ويقارف معاصي الله تضاعف أوزاره على تلكم المعاصي في ذلكم الحرم لأنه في حرم الله ، فهكذا الأيام المفضلة يضاعف وزر الأعمال السيئة التي يعملها الإنسان فيها كما يضاعف أجر الأعمال الصالحة . وعلى الإنسان دائماً أن يكون حذوراً من معصية الله ، فإن معصية الله شؤم عليه وعلى أمته ، والله تعالى المستعان .

 

السؤال ( 10)

أحيينا سنة التكبير ونحن نخرج لصلاة العيد ولكن بقيت هناك عادة أخرى لم نتمكن من التغلب عليها بعد وهو أن الناس عندما يعودون من صلاة العيد يعودون وهم يدقون الطبول ابتهاجاً بذلك اليوم ، فما قولكم ؟

 

الجواب :

على أي حال هذه عادات تختلف باختلاف وعي الناس وقدرتهم على الفكاك من أسر ما ألفوه من قبل، فينبغي أن يوعّى الناس بأن البهجة إنما تكون باستدامة ذكر الله تبارك وتعالى وطاعته والتقرب إليه بأنواع القربات .

 

السؤال (11 )

ما حكم صلاة العيد للمسافر ؟

 

الجواب :

المسلم أينما كان يشارك إخوانه بهجة العيد ، ويحضر معهم الصلاة ويسارع معهم إلى الطاعة ، ويحرص معهم على ذكر الله تبارك وتعالى .

 

وصلاة العيد اختلف فيها هل واجبة على الكفاية أو أنها سنة مؤكدة ، ومهما قيل من وجوبها فإن ذلك إنما هو بفعل النبي صلى الله عليه وسلّم وملازمته لها ، وهذا الوجوب لم يكن وجوباً عينياً نظراً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن يؤاخذ الناس بها إن لم يحضروها ، ولم يأت وعيد من قبله في حق من تخلف عنها ، ولكن المسلمين بملازمتهم إياها جسّدوا الحكم الشرعي في المحافظة على هذه الشعيرة المقدسة ، فينبغي للإنسان أن يحافظ عليها ، وأن لا يفرط فيها مع إمكانه .

 

السؤال ( 12)

في أوروبا كثير من المسلمين يقبلون على الصلاة ويحافظون على الطاعات في رمضان ولكن بعد انقضاءه يكون هناك انحسار واضح بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من المسلمين في أوروبا معرفتهم بالإسلام وحتى بالشهادتين قليلة ، فما هي نصائحكم لهم ؟

 

الجواب :

نصيحتي لهم بأن يتقوا الله ، وأن يحرصوا على التفقه في دين الله ومعرفة أحكامه ، واستبانة الحق من كتابه ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلّم ، فإنهما المعيار الذي يميز به بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين الرشد والغي .

 

والله تبارك وتعالى لم يخلق الإنسان هملا ، ولم يتركه سدى ، بل خلق لتحمل أمانة عظيمة ، هذه الأمانة لا يمكن أن يتحملها إلا عندما يكون موصولاً بربه سبحانه ، ولا تكون هذه الصلة إلا من خلال معرفته بربه تعالى ومعرفته باليوم الآخر ومن خلال العبادة الصحيحة التي يؤديها .

 

فلذلك نحن ندعو جميع المسلمين سواء في بلاد الغرب أو في غيرها من أرض الله تبارك وتعالى ، أن يحرصوا على أن يعرفوا الله تبارك وتعالى كما تجب معرفته بأن يعرفوه إلهاً واحداً فرداً صمداً ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وأنه الإله الحق المتفرد بالألوهية والربوبية ، وأنه سبحانه وحده له حق الطاعة المطلقة بحيث يطاع في كل شيء ولو أدى ذلك إلى مخالفة كل من سواه ، فإن طاعة الله تبارك وتعالى فريضة لازمة على العباد ، والاستعداد لليوم الآخر ، يوم المنقلب الذي لا يدري الإنسان متى ينتقل إليه ، إذ هذه المرحلة التي هو فيها على ظهر هذا الكوكب المظلم إنما هي مرحلة عبور ، وهي مرحلة عمل لينقلب إلى الجزاء في اليوم الآخر ، فلذلك عليه أن يحرص على الاستعداد لذلك اليوم بحيث يعمل من الصالحات قدر مستطاعه لينقلب إلى الدار الآخرة بزاد من تقوى الله تبارك وتعالى .

 

وندعوهم إلى أن يحرصوا على التفقه في دين الله ، فإن الله لا يعبد بالجهل وإنما يعبد بالعلم ، ولذلك كان لزاماً على الإنسان أن يسأل عن ما يلزمه ، وأن يسأل عن أي شيء مما يتعلق بدينه ، يسأل عن الواجبات كيف هي ، وعن المحظورات ما هي ، وعن المباحات ما هي ، وعن المندوبات وعن المكروهات ليسارع إلى إتيان الواجبات ، وليسارع إلى الازدجار عن المحرمات ، وليسارع أيضاً إلى فعل المندوبات بقدر مستطاعه ، وليسارع إلى اجتناب المكروهات قدر مستطاعه ، وليأخذ من المباح قدر حاجته .

 

هكذا ينبغي للإنسان أن لا يقدم على أمر إلا وهو على بينة منه بحيث يكون على بصيرة في دينه يعرف ما الذي يأتيه وما الذي يذره ، ومهما أشكل عليه من أمر فإن عليه أن يتوقف فيه حتى يستبين رشده فالله تبارك وتعالى يقول ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36) ، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعرفهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب .

 

والقلب من المعلوم أنه يتأثر بمعاصي الله ، فالقلب يفسد بمعصية الله تبارك وتعالى ، فالحق سبحانه وتعالى يقول ( كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14) ، وقد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم من طريق أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم : إذا أذنب العبد الذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء ، فإن هو نزع وتاب واستغفر صقل ، وإن هو عاد زادت حتى تملأ قلبه فلذلكم الران ، ثم تلا صلى الله عليه وسلّم قوله تعالى ( كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14) ، فهذا دليل على أن القلب يتأثر بالذنب .

 

ونحن نرى أن الله سبحانه وتعالى بيّن أن النجاة لمن جاء بقلب سليم إذ قال سبحانه وتعالى ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88-89) ، كذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى وعد الجنة من جاء بقلب منيب ، فلذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على تنظيف قلبه وإبعاده من أثر المعاصي وذلك بتوبته من كل معصية ، فإن وقع في معصية سارع إلى التوبة والإقلاع عن الغي الذي كان عليه حتى تتحول صفحته من السواد إلى البياض ومن الظلمات إلى النور ، لتكون صفحة بيضاء مشرقة بإذن الله سبحانه وتعالى .

 

فهكذا ندعو إخواننا المسلمين سواء في أوروبا أو في غيرها وأخواتنا المسلمات إلى التزود من العلم النافع الذي يقربهم إلى الله زلفى ، ولا ريب أن الخير كل الخير في التفقه في دين الله ، ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين . لأن التفقه في دين الله هو مناط الاستقامة على الرشد واتباع سواء الصراط ، فإن الذي يكون غير فقيه في دين الله ولو تعبد وتحنث يأتي بما يأتي من الأعمال وهو جاهل بأحكامها فيتخبط تخبط العشواء ، لا يميز بين حق باطل ولا بين هدى وضلال ولا بين صلاح وفساد .

 

فعلى الإنسان أن يحرص على التفقه في دين الله بقدر مستطاعه ، وهذا ما ندعو إليه جميع إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات ، والله تعالى ولي التوفيق .

السؤال ( 13)

كلفني أحد الأخوة بتوزيع زكاة أمواله وذلك لكوني على علم ومعرفة بأحوال الناس في البلد من الفقراء والمساكين وأبناء السبيل ، فأقوم بتوزيع جزء من الزكاة والاحتفاظ بالآخر لحين مناسبات أخرى مثل الأعياد وبداية موسم المدارس حيث يكونون أشد حاجة إليها ، فهل آثم على ذلك لعلمي بعدم جواز تأخير الزكاة عن موعدها ، مع العلم بأن مخرج الزكاة يكون على علم بالأمر أحياناً ؟

 

الجواب :

إن كانت في ذلك مصلحة متعينة وكنت تكتب على الظرف الذي تكون فيه هذه الأموال بأن هذه زكاة بحيث تؤدى عنك بعد موتك - لو مت قبل أدائها - فلا حرج في ذلك مع مراعاة هذه المصلحة ، والله تعالى الموفق .

 

السؤال (14 )

أعلنا قبل الصلاة عن وجود صندوق تبرعات للمسجد وبعد نهاية الصلاة أعلنا عن محاضرة عن زكاة الفطر تكون أيضاً بعدها صناديق قد أعدت لجمع زكاة الفطر ، لكن الناس الذين لم ينتظروا المحاضرة خرجوا قبل ذلك ووضعوا النقود في الصناديق الخاصة بالمسجد وهم يقولون هذه زكاة الفطر ، صار هناك خلط ، فماذا يصنعون ؟

 

الجواب :

في هذه الحالة لا بد من أن ترد هذه الأموال إلى الزكاة ، فمن دفع لذلك الصندوق فعليه أن ينبه بأنه دفع لقصد الزكاة ولم يدفع لقصد التبرع للمسجد حتى تعطى الزكاة حقها ويعطى المسجد حقه ، وعليهم أن يبينوا ما الذي دفعوه ، والله تعالى أعلم .

 

السؤال (15)

من كان يصلي خلف الإمام لكنه سها فسلّم قبل الإمام ، ماذا عليه ؟

الجواب :

في هذه الحالة يعود إلى صلاته مع الإمام حتى يسلم الإمام فيسلم معه .

 

السؤال (16)

هل دخول الصابون في العين له تأثير على الصيام ؟

 

الجواب :

ما أظن أن الصابون بهذه السرعة ينتقل إلى الحلق ثم إلى الجوف ، إنما يبقى في شؤون العين ، وليس هو كالسوائل التي هي سريعة الانتقال .

 

السؤال (17)

ما حكم ابتلاع الطعام العالق بين الأسنان إذا ابتلعه الصائم ؟

 

الجواب :

يؤمر أن لا يبتلعه ، ويؤمر الصائم أن يتخلل ، أن يخلل أسنانه قبل الفجر حتى لا يبقى فيها شيء من الطعام .

 

السؤال (18)

ما حكم حرق الحيوانات بعد موتها ؟

 

الجواب :

ليست هنالك مثلة ، فلا مانع منه ، فقد يشوى اللحم ، وهذا من جملة الإحراق ، وكذلك قد تكون بعض الحيوانات بقاؤها يسبب ضرراً كالحيات بعدما تقتل فإنها أولى أن تحرق خشية أن تكون في بطونها أجنة وتخرج هذه الأجنة وتضر بالناس ، كل من ذلك لا بد من مراعاته .

 

السؤال (19)

بعض الناس يطلقون أغنامهم للأكل من بيوت الناس ، وعلى الرغم من نصحهم إلا أنهم لم يصغوا إلى ذلك ، وإذا جاء وقت العيد حبسوها للذبح ، فما هي نصيحتكم لهؤلاء ؟

 

الجواب :

نصيحتي لهم أن يتقوا الله ، وأن يتجنبوا الإضرار بالناس ، وليس لأحد أن يضر الناس لا بنفسه ولا بدابته ولا بأي شيء ، وأموال الناس مصونة كما أن أعراضهم مصونة ودمائهم مصونة ، فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، والله تعالى أعلم .

 

السؤال (20 )

هل يؤثر التخدير الموضعي على الصيام ؟

 

الجواب :

لا ، لا يؤثر

 

 

 

 

السؤال ( 21)

سمعت بأن التكبير يكون ليلة عيد الفطر حتى انقضاء صلاة العيد ، فما صحة هذا الكلام ؟

الجواب :

هذا مما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حق على من رأى هلال عيد الفطر أن يكبر الله تعالى حتى يخرج الإمام إلى المصلى .

 

السؤال (22)

شخص وضع مرهماً في لسانه بالليل لالتهاب بها بنية إزالته عند السحور فقام بعد طلوع الفجر ، فما حكم صومه ؟

 

الجواب :

هذا لم يفرط في صيامه لأنه كان ناوياً إزالة هذا المرهم ، ونرجو أن لا يكون ولج إلى حلقه منه شيء، فلا حرج إن شاء الله في ذلك عليه .

 

السؤال (23)

حصل خلاف في توزيع زكاة الفطر حيث كان الجد يريد أن يتولى دفع الزكاة بنفسه عن الذين جاءوا لزيارته لكن الجدة هي التي تريد أن تتكفل بها ، فهل هناك من حرج في ذلك ؟

 

الجواب :

أي منهم دفعها فإن الله تعالى يتقبل ، ومن أحسن أحسن الله تعالى إليه ، ولا ينبغي أن يكون تنازع بين الطرفين في ذلك .

 

السؤال (24)

امرأة أفطرت عشرة أيام من رمضان وأرادت أن تصوم الست من شوال ، فهل تطالب أن تقضي ما عليها من رمضان أم لها أن تصوم ؟

 

الجواب :

كثير من العلماء قالوا بأن من كان عليه صيام واجب فلا يصوم المندوب حتى يصوم الواجب ، هذا كلام طائفة من أهل العلم ، وليس هنالك دليل على هذا حتى نستند إليه ونقول به ، بل وجدنا من الدليل ما ربما يدل على خلافه ، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها يكون عليها الصيام ولا تقضيه إلا في شهر شعبان وذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ، وليس من المعقول أن تبقى أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها خلال فترة عام كامل لا تتقرب إلى الله تعالى بصوم نافلة ، ليس ذلك من المعقول ، فهي ما كانت لتفوت الأيام التي فيها الفضل كالست من الشوال وتسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وغيرها من الأيام التي يفضل فيها الصيام كالثلاثة الأيام من كل شهر ما كانت لتفوت ذلك وتبقى هكذا ، والذي يترجح في النفس أنها كانت تصوم ، وكون النبي صلى الله عليه وسلّم يقرها على تأخير القضاء إلى شهر شعبان دليل على أنه لا مانع من صوم النافلة قبل قضاء الفريضة الواجبة ، والله تعالى أعلم .

 

السؤال (25)

امرأة تسئل عن كيفية صلاة العيد ؟

 

الجواب :

صلاة العيد اختلف فيها على أكثر من اثني عشر وجهاً ، ولا ينبغي أن يكون الاختلاف فيها مثار شقاق ونزاع ، فكل من أخذ بوجه من هذه الوجوه فهو آخذ بوجه حق إن شاء الله ، ولتصل كما يصلي الإمام ، ولتتبع إمامها الذي تأتم به ، ولا داعي إلى التنقير والانتقاد في هذه المسألة لأنها مسألة رأي ، ومسألة الرأي الاختلاف فيها موسع وهو أرحب من رحاب الفضاء بخلاف مسائل الدين وهي مسائل قطعية فإن الاختلاف فيها أضيق من سم الخياط .

 

السؤال (26)

ما قولكم بعض الشباب يحاولون أن يغيروا مثلاً ما اعتاد الناس عليه في بلادهم من كيفية صلاة العيد؟

 

الجواب :

هذه مسائل لا ينبغي أن يثار فيها الجدل وتكون سبباً للخلاف والشقاق .

 

السؤال(27)

صيام الست من شوال هل يشترط فيها التتابع أم يجوز تفريقها ؟

 

الجواب :

يجوز كلا الوجهين ، يجوز أن تصام بعد العيد مباشرة أي بعد أول يوم من أيام العيد ، ويجوز أن تؤخر إلى آخر الشهر ، وأن تصام في وسط الشهر ، وأن تصام مجتمعة ، وأن تصام متفرقة ، كل ذلك جائز .

السؤال (28)

أنا رجل متزوج منذ شهور معدودة وعند معاشرتي زوجتي أقوم بغسل موضع المعاشرة فقط لكنني علمت أن الطهارة لا تكتمل إلا بالاغتسال كاملاً ، فأرجو أن تذكروا لي كيفية الطهارة بالشكل الصحيح ، وهل هناك كفارة معينة بالنسبة إلى الأيام التي لم أغتسل فيها في رمضان ، وما الكفارة التي تجب على زوجتي عندما بأنها حامل ولا تستطيع الصوم ؟

 

الجواب :

هذا من الجهل ، ونعوذ بالله تعالى من الجهل ، على الإنسان أن يتعلم مسائل دينه .

 

الغسل من الجنابة لا بد فيه من تعميم الجسد كله بالماء ، يتمضمض الإنسان ويستنشق بعد غسل موضع النجاسة ، ثم يغسل رأسه ، ثم يعمم جسده جميعاً بالماء ، ويتتبع مغابن جسده أي الأماكن التي لا يصل إليها الماء بسهولة كالإبطين والسرة والرفغين وغيرها من الأماكن التي تحتاج إلى أن يتتبعها الإنسان بيده حتى يصلها الماء مع تعميمه الجسد بأسره بالماء وعدم إبقاء ولا شعرة واحدة إلا وقد أصابها الماء.

 

وعليه قضاء ما صلاه بدون غسل من الجنابة ، وكذلك على القول الذي نأخذ به ونعتمد عليه ، عليه قضاء ما صامه وهو على جنابة وكذلك امرأته ، والله تعالى أعلم .

 

السؤال (29)

ما هي القيمة الروحية والاجتماعية التي تصبغها صلاة العيد على الناس ؟

 

الجواب :

صلاة العيد فيها صلة بالله ، لأن العباد مهما كانوا في فرحة وبهجة عليهم أن لا ينسوا حق الله تبارك وتعالى ، وأن لا ينسوا شكر الله الذي أنعم عليهم بنعمه الظاهرة والباطنة ، وعليهم أن يحاسبوا أنفسهم على تقصيرهم في حق الله سبحانه وتعالى ، فصلاة العيد توحي بهذه الصلة التي تشد الإنسان إلى طاعة ربه سبحانه وتعالى ، ومع ذلك أيضاً الناس يجتمعون في ظلال العبودية لله بحيث تكون فرحتهم مصبوغة بالصبغة الدينية لا تكون فرحتهم فرحة بهائم ، يرتعون كالبهائم ، وإنما يصطبغون بصبغة الله صبغة الحق ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً )(البقرة: من الآية138) ، فهم يصطبغون بصبغة التوحيد بالتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالعبادة والرغبة فيما عنده ، والتوكل عليه والإنابة إليه واستغفاره وتكبيره وتعظيمه وتهليله ، ليكون في ذلك كله وصل لهم بالله سبحانه لئلا يكونوا قد انطلقوا بعد رمضان المبارك من طاعة الله سبحانه ورتعوا في الشهوات والموبقات كما يريد لهم الشيطان ، إنما عليهم دائماً أن يكونوا حريصين على البقاء في حدود الله من غير تجاوزها ، والله تعالى المستعان .

 

 -------------------------------------------

السؤال(1)  ما هو مغزى العيد ومقاصده في الإسلام ؟ 

الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :  فإن العيد مأخوذ من العود ، لأن العيد مناسبة تعود وتتكرر، هي مناسبة حولية فلذلك سمي العيد عيدا، وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة ووجد الأنصار كانوا في أيام جاهليتهم لهم يومان يلعبون فيهما فأخبرهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بأن الله أبدلهم بذينك اليومين يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، فكان في هذين اليومين الشريفين بديل عما كان للناس في أيام الجاهلية .  ويوم عيد الفطر هو يوم الجائزة ذلك لأن المؤمنين كدوا نفوسهم وأتعبوها في الصيام والقيام ، قضوا شهر رمضان بين صيام وقيام فهم يصومون نهاره ويقومون ليله، ويتقربون إلى الله في ليلهم ونهارهم بأصناف الطاعات وصنوف القربات، يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى بتلاوة كتابه الكريم، ويتقربون إليه بالصدقات ويتقربون إليه بكل ما فيه صلة بينهم بين أقاربهم وما فيه صلة بينهم وبين أبناء ملتهم، وما فيه صلة بينهم وبين جيرانهم إذ لرمضان آثار تنعكس على صلة الإنسان بأي أحد بذوي القربى وبالجيران وبأبناء الملة .  وهذا كله يفهم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام كان يجمع في شهر رمضان المبارك بين العناية بالقرآن والعناية بفعل الخير، فمن عنايته بالقرآن أنه كان يدارسه جبريل عليه السلام يعرض عليه القرآن في شهر رمضان، وكان في هذه الحالة أجود بالخير من الريح المرسلة كما جاء ذلك من طريق ابن عباس رضي الله عنهما.  فعندما يفعل المؤمن ذلك اقتداء بفعل النبي عليه الصلاة والسلام لا ريب أنه يكون قد شغل نفسه في شهره بهذه الطاعات العظيمة، شغل نفسه بالطاعات البدنية التي تتمثل في الصيام والتهجد وفي الاعتكاف وفي تلاوة كتاب الله ، وشغل نفسه بالطاعات المالية من خلال الصدقات التي يتصدقها على الفقراء والمساكين وذوي الحاجات ومن خلال الصلات التي يصل بها جيرانه ويصل بها أرحامه فلذلك كان حرياً بهذه الجائزة.  وقد جعل الله سبحانه وتعالى يوم عيد الفطر يوم الجائزة، فهذه الجائزة لعباد الله أن ينعموا بهذه الفرحة بعدما أدوا ما أدوه، ولا ريب أنهم تغمرهم السعادة عندما يلتقون في مصلى العيد متصافين متصافّين متصافحين متوادين متعاطفين متراحمين، على أن يكون هذا اللقاء في ظل العبودية لله سبحانه وتعالى، فالعبودية لله هي أمر ملازم لهم فكما كانوا في شهر رمضان يجسدون عبوديتهم لله تعالى بطاعتهم لله في الصيام والقيام والاعتكاف وأنواع القربات وصنوف الطاعات كذلك تتجسد عبوديتهم لله سبحانه وتعالى في يوم العيد في افتتاح أعماله بزكاة الفطر أولاً ثم بالصلاة لتكون العبادات المالية والعبادات البدنية مصاحبة لهم، فزكاة الفطر من صنوف العبادات المالية، والصلاة من صنوف العبادات البدنية.

 

على أن ذكر الله تعالى يلازمهم فإن من رأى هلال العيد كان حقاً عليه كما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن يلزم التكبير والتحميد والتهليل حتى يخرج الإمام إلى المصلى، فابن عباس هكذا يروى عنه بأنه حقاً من رأى هلال العيد أن يقوم بالتكبير والتحميد والتهليل إلى أن يخرج الإمام إلى المصلى .   ومعنى هذا أن الناس عندما يخرجون إلى المصلى ينبغي لهم أن يخرجوا مكبرين الله تبارك وتعالى يرددون تكبيره ويرددون مع ذلك التهليل والتحميد ليكون ذلك شعاراً لهذه الطاعة العظيمة التي أطاعوها ربهم سبحانه وتعالى .  ثم مع هذا كله فإن هذه القلوب وهي قلوب العباد قلوب تتأثر بالمؤثرات الكثيرة من خلال احتكاك الناس بعضهم ببعض، ولربما كانت هذه الآثار تترك في النفس أوغاراً وأحقاداً ولكن عندما يؤدي الإنسان هذه الصلاة والناس كلهم أي أبناء الحي الواحد أو أبناء البلد الواحد كلهم يكونون في اجتماع يؤدون الصلاة جميعاً فإن هذه القلوب تتصافى بهذا اللقاء الطيب مع هذه الفرحة الغامرة التي تعم الصغير والكبير والغني والفقير والقريب والبعيد فينعم الكل بما ينعمون به من البهجة الغامرة وينعمون أيضاً بالمصافاة بينهم فيتواصلون، يذهب هذا إلى ذاك وذاك إلى هذا ليتم التواصل بينهم باستمرار، وليكون في هذا ربط بين كل واحد وأخيه حتى لا تنفصل هذه العروة التي تشد كل واحد من المسلمين إلى الآخر، فهذه من حكم مشروعية العيد ومشروعية أحكام العيد المبارك .

 

السؤال(2)  لكنه قد يفهم البعض العيد على أنه فرصة لهذه النفس لتمارس من الأعمال ما كانت ممنوعة عنه من قبل وتطلق لنفسها العنان في ممارسة اللهو الذي تشاء احتجاجاً بأن العيد فرحة وبهجة وبأن الإنسان لا ينبغي أن يكبت نفسه أو أن يصدها عن تشتهيه في مثل هذا اليوم . فهل فرحة العيد في الإسلام تعني هذا كله ؟

 الجواب : فرحة العيد حقيقة الأمر لا تعني الانفلات من الإنسان عن حدود الدين وأحكامه، بل فرحة العيد إنما هي في إطار أحكام الدين الحنيف، لا تخرج الفرحة عما شرع الله تبارك وتعالى إلى ما لم يشرعه، لا الفرحة تخرج عن حدود ما أباح إلى ما لم يبحه.  نعم لا ريب أن هذه الفرحة يكون معها ما كان ممنوعاً من الطعام والشراب والصلة بين الأزواج كل من ذلك مباح بعد أن كان في نهار رمضان ممنوعاً .   ولا يجوز الصيام في يوم العيد بالإجماع من غير خلاف لأنه يوم ضيافة الله تبارك وتعالى فحرم صيامه، لأن في صيامه رداً لهذه الضيافة من الله العزيز العليم، وهذا لا يعني أن يبيح الإنسان لنفسه المحجورات .  أما تلكم الفكرة التي تراود الناس الغافلين عن ذكر الله تبارك وتعالى من أن العيد فرصة لأن يرتمي الإنسان في أوحال الشهوات الدنيئة وأن يرتكب ما يرتكب من المحظورات، هذه الفكرة مردودة على أصحابها ومن بين أولئك الشاعر الذي قال :

رمضان ولّى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق

بالأمس قد كنا أسيري طاعة *** واليوم منّ العيد بالإطلاق

الطاعة على الإنسان أن يصاحبها في كل الأوقات وإلا فما فائدة صيامه رمضان مع أن صيام شهر رمضان يكتسب به الإنسان كما قلنا تقوى الله تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)، فلما كانت الغاية من الصيام التقوى فما بال الإنسان يفرط في التقوى بعد أن ينتهي شهر رمضان بل في أول يوم يستقبل فيه أيام الفطر، هذه خسارة ليست بعدها خسارة ومن قال مثل ذلك القول يعد من الأغبياء غباوة لا تزيد عليها غباوة . 

 

 السؤال(3)  الزوجة في يوم العيد قد يحصر البعض دورها في إعداد الطعام وفي التجهيز وفي أمور كثيرة تخدم الرجل في حين أنها هي بنفسها لا تجد طعم العيد لأن الزوج مهتم في ذلك اليوم بنفسه فلا يقدم لها ما يبهجها وما يجعلها تشاركه هذه الفرحة، فهنالك توجيهات معين في هذا الجانب ؟

 الجواب : لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، لا ينبغي أن يكون الأمر محصوراً في إعداد الطعام والشراب وفي إجهاد النفس بمثل هذه الأمور وحدها، إنما هناك أيضاً لقاء بين الزوجين، هناك فرحة غامرة هناك لقاء بين الأب والأولاد، هناك لقاء بين رب الأسرة والأسرة، هناك تعاطف ينبغي للإنسان أن يشعر الآخرين بالرحمة وبالشفقة عليهم وبالسرور لسرورهم ويحرص على إدخال البهجة عليهم بقدر المستطاع حتى تكون الأسرة أسرة متفاعلة يتفاعل بعضها مع بعض بحيث تكون مترابطة برباط الإيمان والتقوى . 

 

السؤال(4)  ما هي الأعمال التي يصنعها المسلم في يوم العيد بداية من الصباح إلى أن يؤدي الصلاة؟

 الجواب :  ينبغي للإنسان عندما يصبح أن يستحم يتنظف، وأن يتناول شيئاً من الطيب، وأن يتوضأ بطبيعة الحال، وأن يؤدي زكاة الفطر إن كان لم يؤدها في الليل ليلة العيد، وأن يخرج إلى المصلى وهو يردد تكبير الله تعالى وتهليله وتحميده، ثم بعد ذلك ينتظر في المصلى وهو يردد التكبير حتى يخرج الإمام إلى المصلى، فإذا جاء الإمام إلى المصلى فلتصطف الصفوف وليؤدوا الصلاة ثم يكون بعد ذلك التصافح بين الناس بحيث تكون يتصافحون جميعاً ويتوادون ويظهر بعضهم لبعض البشاشة والفرحة والبهجة.  ثم بعد ذلك تكون الزيارات فيما بينهم يتزاور الأقارب ويتزاور الجيران ويتزاور الأصدقاء من أجل أن يشعر الكل بأن الفرحة غمرت الجميع وأن يشعر الكل بأن الصلة تتمثل بمثل هذه المناسبات، وأن الكل ينظر إلى غيره نظرته إلى نفسه بحيث تكون المشاعر متحدة وتكون العواطف جياشة رغبة في التواد والتراحم والتلاحم هكذا ينبغي أن يكون الناس في ذلكم اليوم المبارك .

 السؤال(5)  نطلب منكم تهنئة خاصة مباركة مع الدعاء بالنصر والثبات إلى شعب القدس الشريف الذين يحاصرون في هذه الأيام من قبل أعدائهم بحيث يجب علينا أن لا ننساهم في هذه الأيام المباركة. 

الجواب : أسأل الله تبارك وتعالى لهم النصر والتأييد، وأن يرفع عنهم الكبت، وأن يفك عنهم الأغلال، وأن يؤيدهم ويثبت أقدامهم ويجعلهم من المنصورين المؤيدين، وأرجو الله تبارك وتعالى أن يعيد عليهم هذا العيد السعيد مرة أخرى ومرات أخرى وقد فك الله تبارك وتعالى عنهم الأغلال ورفع عنهم كابوس الظلم وجعلهم منصورين ينعمون بالحرية والاستقلال والاستقرار والطمأنينة في بلدهم، وقد تحررت بلدهم من الطغيان والاحتلال البغيض، وأن يعيدهم الله تبارك وتعالى إلى أماكنهم ومساكنهم مؤيدين مظفرين مطمئنين إنه تعالى على كل شيء قدير، وأهنيهم بالعيد السعيد وبالجهاد المظفر، وأسأل الله تبارك وتعالى لهم أن يكتب لهم النصر

 

 السؤال(6)  كيف تؤدى هي صلاة العيد باختصار؟

 الجواب : صلاة العيد هي صلاة بركعتين وتكبير، واختلف في هذا التكبير على أحد عشر قولاً ، ونحن لا نريد أن ندخل في هذه التفاصيل فكل أحد يتبع ما كان ينهجه وما استقر عليه العمل عنده ، ويخطب فيها بخطبة أو بخطبتين بعد الصلاة، وهذه الخطب تبدأ إما بالحمد ثم التكبير أو بالتكبير ثم بالحمد فكل من ذلك لا حرج فيه، وفي هذه الخطبة يكون التذكير بهذه البهجة ويكون التذكير أيضاً بمكاسب الصيام التي أحرزها العبد المؤمن، ويكون فيها شيء من الشرح لزكاة الفطر، وكذلك تُهيأ النفوس لاستقبال أشهر الحج والمشاعر المعظمة من أجل أن حفز الهمم لمن أراد الحج في الأيام المقبلة، وكذلك في هذه الخطبة الأمر بالطاعات والأمر بالصلة والأمر بالتقارب والأمر بالألفة والأمر بالتواد والتراحم والتلاحم بين عباد الله المؤمنين لتكون الأمة المسلمة أمة واحدة قوية مترابطة متآلفة يحرص كل فرد من أفرادها على خير جميع أفرادها لتنعم هذه الأمة بالاستقلال ولتنعم بالحرية ولتنعم بالخير بمشيئة الله تعالى . 

 السؤال(7)  هل على المرأة صلاة العيد ؟

 الجواب : صلاة العيد يؤمر أن يخرج إليها الكل، الرجال والنساء، على أن تكون النساء عندما يخرجن لصلاة العيد غير متطيبات وغير متزينات، أو أن تكون زينتهن مستورة لا تظهر للرجال ولا يُسمع جرسها حتى لا تؤثر على خيالهم وإنما تبقى هذه الزينة مستورة .   وأمر النبي صلى الله عليه وسلّم أن تخرج العواتق وأن تخرج حتى الحيّض لصلاة العيد ولكنهن يعتزلن المصلى ذلك من أجل هذه البهجة لتكون هذه البهجة شاملة بهجة مشتركة. فمع الإمكان بحيث تؤدى الصلوات في مصليات يمكن للنساء أن يجدن مكاناً فيها فإنه ينبغي للنساء أن يخرج إلى هذه المصليات، كذلك إن كانت تؤدي في مساجد وهذه المساجد فيها أماكن لصلاة النساء فإنهن يؤمرن أن يخرجن إلى هذه الصلاة ليشاركن الرجال فرحتهم وبهجتهم لأنهن شاركنهم في الصيام والقيام فكذلك يشاركنهم في عيد الفطر يوم الجائزة ويشاركنهم في التوجه إلى الله تبارك وتعالى بهذه الطاعة العظيمة التي هي رمز العبودية عبودية الناس لربهم تبارك وتعالى .

 السؤال(8)  إذا كان العيد في يوم الجمعة هل تقوم صلاة العيد مقام صلاة الجمعة ؟ 

الجواب : حقيقة الأمر عذر بعض الناس أي بعض العلماء المصلين عن حضور الجمعة بسبب اشتغالهم يوم العيد ، ورأى أن صلاة العيد تكفي لا عن أداء فرض الظهر ولكن عن أداء فرض الجمعة مع أداء فرض الظهر بدلاً من فرض الجمعة، هذا هو رأي لبعض العلماء، ولكن مع هذا فإن الرأي الصحيح بأن صلاة العيد لا تؤثر على الجمعة إذ الجمعة فريضة مستقلة والعيد سنة مؤكدة والسنة لا تقوم مقام الفريضة، هذا هو القول الراجح، والله تعالى أعلم .

 السؤال(9)  هل وردت سنة ما يدل على أن الأطفال يهدوا هدايا أو ما يسمى بالعيدية في يوم العيد ؟  الجواب : ورد في السنة ما يدل على تفريح الأطفال ومن جملة التفريح تقديم الهدايا إليهم، فهذا من إدخال البهجة على قلوبهم فلذلك ينبغي للإنسان أن يفعل ذلك فيؤجر على ذلك .يتبع بإذن الله تعالى          

السؤال(10)  ما هي نصيحتكم للنساء اللواتي يتبرجن في يوم العيد بحجة أن اليوم يوم عيد ويجوز فيه كل شيء حتى مصافحة الأجانب ؟

  الجواب : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يوم العيد لا يعني هدم ما بناه العبد في شهر رمضان المبارك، وإنما يوم العيد هو يوم الفرحة لإحراز المكاسب مكاسب شهر رمضان المبارك، فما للإنسان يعرض هذه المكاسب للتلف.  إن يوم العيد يوم تجب فيه طاعة لله والتقيد بأوامره وعدم الوقوع في مناهيه كسائر الأيام. لا يعني العيد إطلاق النفس لترعى في المراعي الوبيئة هذا غير سائغ، فالمرأة مطالبة بألا تتبرج تبرج الجاهلية سواء كانت في أيام العيد أو في غير أيام العيد، الحجاب الشرعي واجب على المرأة على أي حال سواء كان ذلك في يوم العيد أو في غيره فالله تبارك وتعالى لم يخص يوم العيد مما شرعه وفرضه على النساء بقوله ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31)، وما شرعه بقوله سبحانه ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59) .  فلا معنى لهذه الإباحة إباحة أن تتبرج المرأة ، ولا معنى لإباحة أن تصافح رجلاً أجنبياً لأن المصافحة من أسباب الفتنة ما بين الرجل والمرأة خصوصاً عندما تكون بين رجل وامرأة شابة أو بين شابين كل من ذلك مثار للفتنة، وعلى أي حال المصافحة ما بين الجنسين ممنوعة إلا أن تكون مصافحة بين رجل وذات محرم منه، أما المرأة الأجنبية فلا يجوز له أن يصافحها، ولا يجوز لها أن تصافحه، بل عليهما أن يمتنعا من ذلك .  ثم مع ذلك كله نحن نجد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر النساء عندما يخرجن إلى صلاة العيد أن تستعير المرأة من جارتها جلباباً إن لم يكن عندها جلباب ذلك كله لأجل الصون ولأجل الستر فلو كان يباح التبرج لما كان معنى لأمرهن بأن يستعرن الجلابيب، كذلك نجد أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى النساء عندما يشهدن المصلى عندما يشهدن صلاة العيد أن يخرجن إلا وهن على غير زينة وعلى غير طيب، كل هذا مما يدل على أن يوم العيد حكمه كحكم غيره من الأيام لا يباح فيه ما حرم في غيره من الأيام من إبداء المرأة زينتها لغير زوجها وذوي محارمها، والله تعالى أعلم .

 

 

 السؤال(11)  شخص يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وسيكون غداً في وطنه عمان إلى الساعة التاسعة صباحاً وسوف يستأنف عمله في الإمارات في الساعة الواحدة ظهراً وفي حالة ثبوت رؤية الهلال وكان يوم غد يوم عيد في الإمارات هل يواصل إمساكه أم يفطر عندما يصل إلى هناك ويقوم بإبدال هذه اليوم ؟

 الجواب : إن كان صام ثمانية وعشرين يوما وثبتت الرؤية في البلد الذي انتقل إليه ثبوتاً شرعياً ففي هذه الحالة يفطر ثم يقضي بعد ذلك يوماً مكان ذلك اليوم .

 

  السؤال(12)  هو يكون في الصباح هنا في السلطنة غداً ثم يذهب إلى هنالك فهل عندما يذهب إلى هناك يفطر ؟

  الجواب :  نعم إذا ثبتت الرؤية هناك .

 

  السؤال(13)  إذا صمنا نحن ثلاثين يوماً وبعض الأخوة صاموا في دول أخرى فهل يصوموا معنا اليوم الحادي والثلاثين ؟

 الجواب : هذه المسألة اختُلف فيها وهذا كله منوط برؤية ثبوت هلال رمضان في تلكم البلدان ، فمع ثبوت ذلك ثبوتاً شرعياً إذا انتقل إلى بلد آخر تأخر صيامه واستمر الناس على الصيام حتى جاء اليوم الحادي والثلاثين بالنسبة إليه ففي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، منهم من قال بأنه يفطر ولا يصوم أكثر من ثلاثين يوماً لأن الشهر إما أن يكون تسعة وعشرين وإما أن يكون ثلاثين وهو في حكمه قد مضى شهره لأن صام ثلاثين يوماً، ومنهم قال لا، بل عليه أن يستمر على صيامه نظراً إلى أنه انتقل إلى بلد آخر وبانتقاله إلى البلد الآخر كان حكمه حكم أهل ذلك البلد وهذا مما استدل له القائلون به بقول النبي صلى الله عليه وسلّم : الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون. ولكل واحد من القولين وجه وجيه، والله تعالى أعلم . 

 

 السؤال(14)  نحن طلبة عمانيين ندرس في بريطانيا وقد انقسمنا إلى فريقين فريق صام مع أغلبية الناس هنا وفريق نصح أن يتم شعبان ثلاثين يوما فصام بعد يوم من معظم المسلمين في بريطانيا أي في نفس اليوم الذي صام فيه الناس في السلطنة وقد أعلن العيد هنا بأنه سيكون يوم غد ، ماذا يجب علينا مع العلم بأنه لا يمكن أن نفطر غداً مع باقي المسلمين في بريطانيا لأننا صمنا فقط ثمانية وعشرين يوماً وتتعذر مشاهدة الهلال هنا لسوء الأحوال الجوية .  

 الجواب : في هذه الحالة إذا كان الإنسان في بلد آخر فإنه حكمه حكم أهل ذلك البلد ، لا يكون حكمه حكم أهل بلدته لأنه خرج من بلدته، فحكمه حكم أهل البلد الآخر في كل شيء في مواقيت الصلاة وفي مواقيت الصيام، لأن هذه الفرائض نيطت بأحوال طبيعية كما قلنا ذلك مراراً، هي منوطة بأحوال كونية طبيعية معروفة . فلا معنى لئن يتقيد الإنسان بصيام أهل بلده أو بفطر أهل بلده أو أن يتقيد بميقات الصلاة في بلده أو ميقات الصيام في بلده ، أي طلوع الفجر في بلده وغروب الشمس في بلده، فإن هذه الأمور ليست معقولة قط فضلاً عن أن تكون مشروعة، هو في بلد آخر وقد نيطت هذه الأعمال بأمور طبيعية فعليه أن يتقيد بما فرض عليه من التقيد به من مراعاة هذه الأمور الطبيعية، وعليه فإن ثبتت رؤية الهلال هناك فعليه أن يفطر بطبيعة الحال كما أن ثبوت رؤية هلال رمضان تقتضي أن يصوم ولا معنى لتأخره عن صيام أهل ذلك البلد لأجل مراعاة الصيام في بلده .  أما مع عدم ثبوت ذلك ومع تعذر ثبوت ذلك بأن تكون السماء غائمة باستمرار ففي هذه الحالة ينبغي أن يؤخذ بما يوازي ذلك البلد من المناطق التي فيها الصحو، يؤخذ برؤية أقرب بلد إلى ذلك البلد من الجهة الجنوبية مثلاً إذا كان هذا البلد شمال خط الاستواء وهناك غيم، يؤخذ بما ثبت ما يوازي ذلك البلد من الناحية الجنوبية ويعوّل على ذلك، وبهذا ينتفي الريبة ولا يكون ذلك عسر إن شاء الله، وعندما يتعذر ذلك عندما يكاد يكون ذلك كله مستحيلا فهنا لا مانع من الأخذ بما دل عليه الحساب الفلكي المتفق عليه من غير اختلاف بين الفلكيين، والله تعالى أعلم .

 السؤال(15) في هذه الحالة إذا صاموا ثمانية وعشرين ؟؟

 الجواب :  عليهم أن يقضوا يوما مكان ذلك اليوم .

 

السؤال(16)  فيمن يستدرك الصلاة في يوم العيد فيدركهم في الركعة الثانية كيف يكون قضاء الركعة الأولى ؟

 الجواب : يقضي كما كان يقضي سائر الصلوات، ولكن هل يكبر أو لا، ينبغي له أن يكبر كما كبر الإمام .

 

 السؤال(17)  من العادة التي ألفناها أثناء الخروج لصلاة العيد خروج الناس بالتطبيل عوضاً عن التكبير فما هي نصيحكتم ؟

 الجواب : العادات تغير لتتفق مع السنة، ولا تمات السنة من أجل المحافظة على العادات، فلذلك أنا أنصح هؤلاء الذين ألفوا التطبيل بدلاً من التكبير أن يتركوا ما ألفوه وأن يحيوا ما أميت عندهم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم بحيث يخرجون وهم يكبرون كما دل على ذلك القرآن الكريم قبل السنة النبوية فإن الله تبارك وتعالى يقول (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) (البقرة:185) فالتكبير مشروع بهذا النص القرآني فلا ينبغي العدول عنه إلى غيره، ويجب ترك غيره لإحياء ما أميت مما دل عليه القرآن ودلت السنة النبوية .

 

 السؤال(18)  ما الطريقة الصحيحة في الذبح ؟

 الجواب : حقيقة الأمر قضية الذبح أنا أرى أنه ينبغي أن يُخصص حلقة خاصة لأمر الذبح وأحكامه، ولعل ذلك يكون بعد أيام العيد لأجل مناسبة استقبال لعيد الأضحى المبارك الذي شرع فيه النحر، وهناك طبعاً أخطاء فيما يتعلق بالذبح ولا بد من التعرض لهذه الأخطاء وإزالة الشبه .

 

 السؤال(19)  ما حكم ذهاب المرأة إلى أماكن الكوافير لإزالة شعر الوجه واليدين ؟

 الجواب : المرأة تتزين الزينة المشروعة على أن تكون هذه الزينة إما بتزيينها لنفسها أو تزيين امرأة من المسلمات المؤمنات المحافظات، أما أن تذهب إلى مثل هذه الأماكن التي تكون فيها ريبة، قد تكون فيها امرأة غير مسلمة، وقد تكون فيها امرأة غير متقيدة بتعاليم الإسلام لا يؤمن منها أن تصف محاسنها للرجال إلى غير من ذلك مما يكون من المخالفات الشرعية فذلك غير مباح، والله تعالى أعلم.

 

 السؤال(20)  بالنسبة للزيارات في يوم العيد نجد ظاهرة ملموسة على أرض الواقع وهو أن الزيارات تقتصر على الكبار في حين أن فئة الشباب تنطلق هنا وهناك ولا يعرفون للزيارة طعماً ولا رائحة فكيف يربي الآباء أبنائهم على الزيارات وأهميتها خاصة للأرحام ؟  الجواب : هذه القضية من مشكلات العصر الحاضر، ولعل هذه ضريبة من الضرائب التي تؤديها الأمة للحضارة المعاصرة، مع الأسف الشديد الصلات بين الناس كادت تنعدم، وأنا رأيت سابقاً في كتاب ألفه الأستاذ الأديب الشهير أحمد أمين عن ترجمة حياته بعنوان ( حياتي ) يقول بأنه نشأ في حي من الأحياء كان هذا الحي يتكون من ثلاثين بيتاً وهناك ثلاث طبقات الطبقة العليا بيت واحد والطبقة الوسطى تسعة بيوت والطبقة الدنيا عشرون بيتاً، وتكلم عن الأحوال الاجتماعية ولكن في النهاية قال بأن الكل كان يعيش كالأسرة الواحدة لو مرض طفل في أقصى هذه الحارة لعرف عنه الجميع وعاده الجميع هذا يحمل إليه دواء وهذا يحمل إليه هدية . ويقول شاء الله أن أعيش حتى أرى الناس يعيشون في عمارة واحدة في شقق متجاورة ولا يعرف بعضهم بعضا .  

 

هذه مصيبة، ومما يؤسف له أن كثيراً من الناشئة أصبحوا لا يعرفون أرحامهم ولربما تساءلوا في دهشة ما هي العلاقة بيننا وبين فلان ، ما الذي يربطنا بفلان مع أن فلان من أرحامهم ومن ذوي الحقوق عليهم ولكنهم لا يعرفون هذه الحقوق ، ولا يعرفون كيف تكون الصلة بينهم، هذا لأنه اشتغلوا بأمور جانبية وتركوا الأمور الضرورية التي يجب أن يشتغل بها في الحياة، فتقطعت الأواصر الاجتماعية بينهم وبين ذويهم وقراباتهم. فمن هنا كانت الضرورة أن يحرص الأب من أول الأمر أن يصطحب حتى الأطفال الصغار عندما يزور أرحامه ليغرس فيهم حب أرحامهم، وليغرس فيهم تعلقهم بأرحامهم حتى ينشئوا على ما نشأ عليهم آباؤهم من تقدير هؤلاء الأرحام وزيارتهم والاعتناء بهم والقيام بشؤونهم والحرص على التلاحم معهم، هذا من الضرورة بمكان وهو الذي أوصي به، والله تعالى الموفق .

تمت الحلقة بعون الله وتوفيقه

 

 --------------------------

السؤال (2)

ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلّم عندما ينطلق لصلاة العيد يسلك طريقاً وعندما يعود يسلك طريقاً آخر ، فهل هناك حكمة معينة في هذا ؟

الجواب :

هذه أعمال قد تخفى علينا الحكمة فيها إن لم ينص على الحكمة ، فلذلك نحن نقف عند حدود ظاهرها، وقد يكون في ذلك أيضاً تذكير للإنسان لأن المسلم في كل موقف يقفه وفي كل مسلك يسلكه عبرة وعظة ، ولعل هذا الأمر فيه أيضاً تذكير بالانصراف عن هذه الدنيا ، فالإنسان في هذه الحياة الدنيا كأنما دخلها من باب وخرج عنها من باب آخر .

 

السؤال ( 3)

هل هناك صيغة معروفة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلّم في التهنئة بالعيد ؟

الجواب :

التهنئة بالعيد تختلف باختلاف الأعراف وباختلاف اللغات ، فلا تنحصر في صيغة معينة ، وإنما يسأل الإنسان ربه سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة على أخيه المسلم بالخير والبركة وباليمن ففي هذا إن شاء الله ما يثلج صدره وما يقر عينه .

 

السؤال (4)

هناك خلاف يثور حول المصافحة هل تكون قبل الصلاة أم بعد الصلاة ، فهل مثل هذه الخلافات مجدية ؟

الجواب :

هذه أشياء جزئية لا داعي للخلاف فيها ، وينبغي أن تؤخر المصافحة إلى ما بعد الصلاة بحيث يسارع الكل أولاً إلى الصلاة ، ثم بعدما ينفلتون من صلاتهم يصافح بعضهم بعضاً لأن الفرحة تتجدد بسبب ما وفقوا له من ذكر الله تبارك وتعالى .

 

السؤال (5)

المرأة التي تبين لها أن صلاة العيد سنة مؤكدة هل عليها أن تعيد جميع صلوات العيد في السنوات الماضية ؟

الجواب :

لا ، وإنما يكفيها أن صلى المسلمون وشاركوا في هذه الصلاة وحسبها ذلك .

 

السؤال (6)

خروج المرأة لصلاة العيد كيف يكون ؟

الجواب :

هي من السنة . من السنة أن تخرج ، لكن تخرج المرأة كما تخرج في سائر الصلوات غير متبرجة بزينة ولا متطيبة بما يشد انتباه الرجال إليها .

 

السؤال(7)

هل الوعي في هذا العصر كافٍ لتطبيق هذه السنة ؟

 

الجواب :

عند الواعيات المؤمنات نعم .

 

السؤال (8)

من يصلي العيد هل يكفيه ذلك عن صلاة الضحى ؟

الجواب :

في ذلك اليوم من السنة أن لا يصلي الإنسان إلا صلاة العيد ، لا يصلي صلاة الضحى وإنما يصلي صلاة العيد وحسبه ذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلّم إذ لم يصل قبل صلاة العيد ولا بعد صلاة العيد .

 

السؤال (9)

هناك حديث قدسي يقول : من عصاني يوم العيد فكأنما عصاني يوم الوعيد ، فهل هذا صحيح ؟

الجواب :

يوم الوعيد ليس هو يوم عصيان وإنما هو يوم جزاء ، ومعصية الله تبارك وتعالى شؤم على صاحبها في أي يوم من الأيام ، لا ريب أن أوقات الفضل التي يتضاعف في الأجر والأماكن المفضلة التي يضاعف في الأجر يضاعف فيها أيضاً وزر الذين يزرون الأوزار ، فشهر رمضان المبارك مثلاً هو شهر فضيل تضاعف فيه الأجور ، فمن أتى فيه المعاصي كانت هذه المعاصي مضاعفاً وزرها عليه ، كما أن الإنسان الذي يبقى في مكة المكرمة ويقارف معاصي الله تضاعف أوزاره على تلكم المعاصي في ذلكم الحرم لأنه في حرم الله ، فهكذا الأيام المفضلة يضاعف وزر الأعمال السيئة التي يعملها الإنسان فيها كما يضاعف أجر الأعمال الصالحة . وعلى الإنسان دائماً أن يكون حذوراً من معصية الله ، فإن معصية الله شؤم عليه وعلى أمته ، والله تعالى المستعان .

 

السؤال ( 10)

أحيينا سنة التكبير ونحن نخرج لصلاة العيد ولكن بقيت هناك عادة أخرى لم نتمكن من التغلب عليها بعد وهو أن الناس عندما يعودون من صلاة العيد يعودون وهم يدقون الطبول ابتهاجاً بذلك اليوم ، فما قولكم ؟

الجواب :

على أي حال هذه عادات تختلف باختلاف وعي الناس وقدرتهم على الفكاك من أسر ما ألفوه من قبل، فينبغي أن يوعّى الناس بأن البهجة إنما تكون باستدامة ذكر الله تبارك وتعالى وطاعته والتقرب إليه بأنواع القربات .

 

السؤال (11 )

ما حكم صلاة العيد للمسافر ؟

الجواب :

المسلم أينما كان يشارك إخوانه بهجة العيد ، ويحضر معهم الصلاة ويسارع معهم إلى الطاعة ، ويحرص معهم على ذكر الله تبارك وتعالى .

 

وصلاة العيد اختلف فيها هل واجبة على الكفاية أو أنها سنة مؤكدة ، ومهما قيل من وجوبها فإن ذلك إنما هو بفعل النبي صلى الله عليه وسلّم وملازمته لها ، وهذا الوجوب لم يكن وجوباً عينياً نظراً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن يؤاخذ الناس بها إن لم يحضروها ، ولم يأت وعيد من قبله في حق من تخلف عنها ، ولكن المسلمين بملازمتهم إياها جسّدوا الحكم الشرعي في المحافظة على هذه الشعيرة المقدسة ، فينبغي للإنسان أن يحافظ عليها ، وأن لا يفرط فيها مع إمكانه .

 

السؤال ( 12)

في أوروبا كثير من المسلمين يقبلون على الصلاة ويحافظون على الطاعات في رمضان ولكن بعد انقضاءه يكون هناك انحسار واضح بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من المسلمين في أوروبا معرفتهم بالإسلام وحتى بالشهادتين قليلة ، فما هي نصائحكم لهم ؟

الجواب :

نصيحتي لهم بأن يتقوا الله ، وأن يحرصوا على التفقه في دين الله ومعرفة أحكامه ، واستبانة الحق من كتابه ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلّم ، فإنهما المعيار الذي يميز به بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين الرشد والغي .

 

والله تبارك وتعالى لم يخلق الإنسان هملا ، ولم يتركه سدى ، بل خلق لتحمل أمانة عظيمة ، هذه الأمانة لا يمكن أن يتحملها إلا عندما يكون موصولاً بربه سبحانه ، ولا تكون هذه الصلة إلا من خلال معرفته بربه تعالى ومعرفته باليوم الآخر ومن خلال العبادة الصحيحة التي يؤديها .

 

فلذلك نحن ندعو جميع المسلمين سواء في بلاد الغرب أو في غيرها من أرض الله تبارك وتعالى ، أن يحرصوا على أن يعرفوا الله تبارك وتعالى كما تجب معرفته بأن يعرفوه إلهاً واحداً فرداً صمداً ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وأنه الإله الحق المتفرد بالألوهية والربوبية ، وأنه سبحانه وحده له حق الطاعة المطلقة بحيث يطاع في كل شيء ولو أدى ذلك إلى مخالفة كل من سواه ، فإن طاعة الله تبارك وتعالى فريضة لازمة على العباد ، والاستعداد لليوم الآخر ، يوم المنقلب الذي لا يدري الإنسان متى ينتقل إليه ، إذ هذه المرحلة التي هو فيها على ظهر هذا الكوكب المظلم إنما هي مرحلة عبور ، وهي مرحلة عمل لينقلب إلى الجزاء في اليوم الآخر ، فلذلك عليه أن يحرص على الاستعداد لذلك اليوم بحيث يعمل من الصالحات قدر مستطاعه لينقلب إلى الدار الآخرة بزاد من تقوى الله تبارك وتعالى .

 

وندعوهم إلى أن يحرصوا على التفقه في دين الله ، فإن الله لا يعبد بالجهل وإنما يعبد بالعلم ، ولذلك كان لزاماً على الإنسان أن يسأل عن ما يلزمه ، وأن يسأل عن أي شيء مما يتعلق بدينه ، يسأل عن الواجبات كيف هي ، وعن المحظورات ما هي ، وعن المباحات ما هي ، وعن المندوبات وعن المكروهات ليسارع إلى إتيان الواجبات ، وليسارع إلى الازدجار عن المحرمات ، وليسارع أيضاً إلى فعل المندوبات بقدر مستطاعه ، وليسارع إلى اجتناب المكروهات قدر مستطاعه ، وليأخذ من المباح قدر حاجته .

 

هكذا ينبغي للإنسان أن لا يقدم على أمر إلا وهو على بينة منه بحيث يكون على بصيرة في دينه يعرف ما الذي يأتيه وما الذي يذره ، ومهما أشكل عليه من أمر فإن عليه أن يتوقف فيه حتى يستبين رشده فالله تبارك وتعالى يقول ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36) ، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعرفهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب .

 

والقلب من المعلوم أنه يتأثر بمعاصي الله ، فالقلب يفسد بمعصية الله تبارك وتعالى ، فالحق سبحانه وتعالى يقول ( كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14) ، وقد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم من طريق أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم : إذا أذنب العبد الذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء ، فإن هو نزع وتاب واستغفر صقل ، وإن هو عاد زادت حتى تملأ قلبه فلذلكم الران ، ثم تلا صلى الله عليه وسلّم قوله تعالى ( كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14) ، فهذا دليل على أن القلب يتأثر بالذنب .

 

ونحن نرى أن الله سبحانه وتعالى بيّن أن النجاة لمن جاء بقلب سليم إذ قال سبحانه وتعالى ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88-89) ، كذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى وعد الجنة من جاء بقلب منيب ، فلذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على تنظيف قلبه وإبعاده من أثر المعاصي وذلك بتوبته من كل معصية ، فإن وقع في معصية سارع إلى التوبة والإقلاع عن الغي الذي كان عليه حتى تتحول صفحته من السواد إلى البياض ومن الظلمات إلى النور ، لتكون صفحة بيضاء مشرقة بإذن الله سبحانه وتعالى .

 

فهكذا ندعو إخواننا المسلمين سواء في أوروبا أو في غيرها وأخواتنا المسلمات إلى التزود من العلم النافع الذي يقربهم إلى الله زلفى ، ولا ريب أن الخير كل الخير في التفقه في دين الله ، ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين . لأن التفقه في دين الله هو مناط الاستقامة على الرشد واتباع سواء الصراط ، فإن الذي يكون غير فقيه في دين الله ولو تعبد وتحنث يأتي بما يأتي من الأعمال وهو جاهل بأحكامها فيتخبط تخبط العشواء ، لا يميز بين حق باطل ولا بين هدى وضلال ولا بين صلاح وفساد .

 

فعلى الإنسان أن يحرص على التفقه في دين الله بقدر مستطاعه ، وهذا ما ندعو إليه جميع إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات ، والله تعالى ولي التوفيق .

 

السؤال ( 13)

كلفني أحد الأخوة بتوزيع زكاة أمواله وذلك لكوني على علم ومعرفة بأحوال الناس في البلد من الفقراء والمساكين وأبناء السبيل ، فأقوم بتوزيع جزء من الزكاة والاحتفاظ بالآخر لحين مناسبات أخرى مثل الأعياد وبداية موسم المدارس حيث يكونون أشد حاجة إليها ، فهل آثم على ذلك لعلمي بعدم جواز تأخير الزكاة عن موعدها ، مع العلم بأن مخرج الزكاة يكون على علم بالأمر أحياناً ؟

 

الجواب :

إن كانت في ذلك مصلحة متعينة وكنت تكتب على الظرف الذي تكون فيه هذه الأموال بأن هذه زكاة بحيث تؤدى عنك بعد موتك - لو مت قبل أدائها - فلا حرج في ذلك مع مراعاة هذه المصلحة ، والله تعالى الموفق .

 

 

 

السؤال (14 )

أعلنا قبل الصلاة عن وجود صندوق تبرعات للمسجد وبعد نهاية الصلاة أعلنا عن محاضرة عن زكاة الفطر تكون أيضاً بعدها صناديق قد أعدت لجمع زكاة الفطر ، لكن الناس الذين لم ينتظروا المحاضرة خرجوا قبل ذلك ووضعوا النقود في الصناديق الخاصة بالمسجد وهم يقولون هذه زكاة الفطر ، صار هناك خلط ، فماذا يصنعون ؟

الجواب :

في هذه الحالة لا بد من أن ترد هذه الأموال إلى الزكاة ، فمن دفع لذلك الصندوق فعليه أن ينبه بأنه دفع لقصد الزكاة ولم يدفع لقصد التبرع للمسجد حتى تعطى الزكاة حقها ويعطى المسجد حقه ، وعليهم أن يبينوا ما الذي دفعوه ، والله تعالى أعلم .

 

السؤال (15)

من كان يصلي خلف الإمام لكنه سها فسلّم قبل الإمام ، ماذا عليه ؟

الجواب :

في هذه الحالة يعود إلى صلاته مع الإمام حتى يسلم الإمام فيسلم معه .

 

السؤال (16)

هل دخول الصابون في العين له تأثير على الصيام ؟

الجواب :

ما أظن أن الصابون بهذه السرعة ينتقل إلى الحلق ثم إلى الجوف ، إنما يبقى في شؤون العين ، وليس هو كالسوائل التي هي سريعة الانتقال .

 

السؤال (17)

ما حكم ابتلاع الطعام العالق بين الأسنان إذا ابتلعه الصائم ؟

الجواب :

يؤمر أن لا يبتلعه ، ويؤمر الصائم أن يتخلل ، أن يخلل أسنانه قبل الفجر حتى لا يبقى فيها شيء من الطعام .

 

السؤال (18)

ما حكم حرق الحيوانات بعد موتها ؟

الجواب :

ليست هنالك مثلة ، فلا مانع منه ، فقد يشوى اللحم ، وهذا من جملة الإحراق ، وكذلك قد تكون بعض الحيوانات بقاؤها يسبب ضرراً كالحيات بعدما تقتل فإنها أولى أن تحرق خشية أن تكون في بطونها أجنة وتخرج هذه الأجنة وتضر بالناس ، كل من ذلك لا بد من مراعاته .

 

السؤال (19)

بعض الناس يطلقون أغنامهم للأكل من بيوت الناس ، وعلى الرغم من نصحهم إلا أنهم لم يصغوا إلى ذلك ، وإذا جاء وقت العيد حبسوها للذبح ، فما هي نصيحتكم لهؤلاء ؟

 

 

 

الجواب :

نصيحتي لهم أن يتقوا الله ، وأن يتجنبوا الإضرار بالناس ، وليس لأحد أن يضر الناس لا بنفسه ولا بدابته ولا بأي شيء ، وأموال الناس مصونة كما أن أعراضهم مصونة ودمائهم مصونة ، فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، والله تعالى أعلم .

 

السؤال (20 )

هل يؤثر التخدير الموضعي على الصيام ؟

الجواب :

لا ، لا يؤثر .

 

السؤال ( 21)

سمعت بأن التكبير يكون ليلة عيد الفطر حتى انقضاء صلاة العيد ، فما صحة هذا الكلام ؟

الجواب :

هذا مما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حق على من رأى هلال عيد الفطر أن يكبر الله تعالى حتى يخرج الإمام إلى المصلى .

 

السؤال (22)

شخص وضع مرهماً في لسانه بالليل لالتهاب بها بنية إزالته عند السحور فقام بعد طلوع الفجر ، فما حكم صومه ؟

الجواب :

هذا لم يفرط في صيامه لأنه كان ناوياً إزالة هذا المرهم ، ونرجو أن لا يكون ولج إلى حلقه منه شيء، فلا حرج إن شاء الله في ذلك عليه .

 

السؤال (23)

حصل خلاف في توزيع زكاة الفطر حيث كان الجد يريد أن يتولى دفع الزكاة بنفسه عن الذين جاءوا لزيارته لكن الجدة هي التي تريد أن تتكفل بها ، فهل هناك من حرج في ذلك ؟

الجواب :

أي منهم دفعها فإن الله تعالى يتقبل ، ومن أحسن أحسن الله تعالى إليه ، ولا ينبغي أن يكون تنازع بين الطرفين في ذلك .

 

السؤال (24)

امرأة أفطرت عشرة أيام من رمضان وأرادت أن تصوم الست من شوال ، فهل تطالب أن تقضي ما عليها من رمضان أم لها أن تصوم ؟

الجواب :

كثير من العلماء قالوا بأن من كان عليه صيام واجب فلا يصوم المندوب حتى يصوم الواجب ، هذا كلام طائفة من أهل العلم ، وليس هنالك دليل على هذا حتى نستند إليه ونقول به ، بل وجدنا من الدليل ما ربما يدل على خلافه ، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها يكون عليها الصيام ولا تقضيه إلا في شهر شعبان وذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ، وليس من المعقول أن تبقى أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها خلال فترة عام كامل لا تتقرب إلى الله تعالى بصوم نافلة ، ليس ذلك من المعقول ، فهي ما كانت لتفوت الأيام التي فيها الفضل كالست من الشوال وتسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وغيرها من الأيام التي يفضل فيها الصيام كالثلاثة الأيام من كل شهر ما كانت لتفوت ذلك وتبقى هكذا ، والذي يترجح في النفس أنها كانت تصوم ، وكون النبي صلى الله عليه وسلّم يقرها على تأخير القضاء إلى شهر شعبان دليل على أنه لا مانع من صوم النافلة قبل قضاء الفريضة الواجبة ، والله تعالى أعلم .

 

السؤال (25)

امرأة تسئل عن كيفية صلاة العيد ؟

الجواب :

صلاة العيد اختلف فيها على أكثر من اثني عشر وجهاً ، ولا ينبغي أن يكون الاختلاف فيها مثار شقاق ونزاع ، فكل من أخذ بوجه من هذه الوجوه فهو آخذ بوجه حق إن شاء الله ، ولتصل كما يصلي الإمام ، ولتتبع إمامها الذي تأتم به ، ولا داعي إلى التنقير والانتقاد في هذه المسألة لأنها مسألة رأي ، ومسألة الرأي الاختلاف فيها موسع وهو أرحب من رحاب الفضاء بخلاف مسائل الدين وهي مسائل قطعية فإن الاختلاف فيها أضيق من سم الخياط .

 

السؤال (26)

ما قولكم بعض الشباب يحاولون أن يغيروا مثلاً ما اعتاد الناس عليه في بلادهم من كيفية صلاة العيد؟

الجواب :

هذه مسائل لا ينبغي أن يثار فيها الجدل وتكون سبباً للخلاف والشقاق .

 

السؤال(27)

صيام الست من شوال هل يشترط فيها التتابع أم يجوز تفريقها ؟

الجواب :

يجوز كلا الوجهين ، يجوز أن تصام بعد العيد مباشرة أي بعد أول يوم من أيام العيد ، ويجوز أن تؤخر إلى آخر الشهر ، وأن تصام في وسط الشهر ، وأن تصام مجتمعة ، وأن تصام متفرقة ، كل ذلك جائز .

 

ما هي القيمة الروحية والاجتماعية التي تصبغها صلاة العيد على الناس ؟

الجواب :

صلاة العيد فيها صلة بالله ، لأن العباد مهما كانوا في فرحة وبهجة عليهم أن لا ينسوا حق الله تبارك وتعالى ، وأن لا ينسوا شكر الله الذي أنعم عليهم بنعمه الظاهرة والباطنة ، وعليهم أن يحاسبوا أنفسهم على تقصيرهم في حق الله سبحانه وتعالى ، فصلاة العيد توحي بهذه الصلة التي تشد الإنسان إلى طاعة ربه سبحانه وتعالى ، ومع ذلك أيضاً الناس يجتمعون في ظلال العبودية لله بحيث تكون فرحتهم مصبوغة بالصبغة الدينية لا تكون فرحتهم فرحة بهائم ، يرتعون كالبهائم ، وإنما يصطبغون بصبغة الله صبغة الحق ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً )(البقرة: من الآية138) ، فهم يصطبغون بصبغة التوحيد بالتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالعبادة والرغبة فيما عنده ، والتوكل عليه والإنابة إليه واستغفاره وتكبيره وتعظيمه وتهليله ، ليكون في ذلك كله وصل لهم بالله سبحانه لئلا يكونوا قد انطلقوا بعد رمضان المبارك من طاعة الله سبحانه ورتعوا في الشهوات والموبقات كما يريد لهم الشيطان ، إنما عليهم دائماً أن يكونوا حريصين على البقاء في حدود الله من غير تجاوزها ، والله تعالى المستعان .