كانت الفرحة برمضان تعلن عن نفسها قبل الشهر الكريم بشهور.. ولا يغيب عن ذاكرة القلب ذلك الحشد الهائل من الإعداد لرمضان، والذي كان لطفولة جيلي عالمًا سحريًا دائمًا تحفه الطقوس المبهجة التي تجعلنا مترعين بالسعادة. ورغم مرور السنين..

 

 وكلما جاء رمضان يتألق وجداني بصور من الذكرى نسجتها الأيام بنبضات قلبي، فينساب من بعيد صوت الشيخ محمد رفعت عذبًا نديًا حاملاً لقلبي معاني الخشوع والأنس بالقرآن، وما زالت عيني تذكر أطياف ألوان الفوانيس في ضوء الشموع..

 

 وما زلت أتنسّم رائحة تلك الأيام، وما أكثر ما كانت تحفل بالعبق والعبير والعطور. ترى هل ما زال المسحراتي يطوف الشوارع بسجله العتيق ودقاته الرتيبة! وهل يفرح أطفال الـ Internet بالمسحراتي، ويحملون له نفس مشاعرنا نحوه من الحب والرهبة؟!