بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

  الحمدُ لله الذي فضّلَ شهرَ رمضانَ بجعلِه ميقاتاً لنزولِ القرآنِ ؛ هدىً للناسِ وبيّناتٍ من الهدى والفرقانِ ، وشرعَ صيامَه وجوباً ، وجعلَ قيامَه نفلاً مندوباً ، أحمدُه تعالى بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأُثني عليه ، وأستغفرُه من جميعِ الذنوبِ وأتوبُ إليه ، وأؤمنُ به وأتوكّلُ عليه ، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، من يُطعْ اللهَ ورسولَه فقد رشدَ ، } وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا { ( الأحزاب/36) ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، أرسلَه إلى خلقِه بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِه وسراجاً منيراً ، فبلّغَ الرسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصحَ الأمةَ ، وكشفَ الغمّةَ ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه ، وعلى كلِّ من اهتدى بهديه ، واستنَّ بسنتِه ، وسارَ على نهجِه ، ودعا بدعوتِه إلى يومِ الدِّينِ ، أما بعدُ :

   فيا عبادَ اللهِ :

    اتقوا اللهَ ، وأخلِصُوا للهِ تعالى أعمالَكم ، واعلموا أنّكم في شهرٍ كريمٍ ، وموطنٍ عظيمٍ ، } شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ { ( البقرة/185) ، هذا الشهرُ الكريمُ تتضاعفُ فيه الأجورُ ، وتُرفَعُ فيه الدرجاتُ ، وتٌمحى فيه السيئاتُ ، فهو حلبةُ سباقٍ للمتسابقين في عبادةِ اللهِ سبحانه وتعالى الذين يحظَون بهذه الأجورِ كلِّها ، فجديرٌ بالعاقلِ أن ينتهزَ فيه الفرصةَ لأداءِ الطاعاتِ ، والتقرّبِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى بصنوفِ القُرُباتِ ، وقلْبِ مجرى حياتِه من المعصيةِ إلى الطاعةِ ، ومن الغيِّ إلى الرُّشْدِ ، ومن الضلالةِ إلى الهدى ، وقد منَّ اللهُ سبحانه وتعالى على عبادِه في هذا الشهرِ العظيمِ بمنّةٍ كبيرةٍ جسميةٍ ، وهي إنزالُ القرآنِ على قلبِ محمدٍ ـ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ ـ ، ذلكم الحدَثُ التأريخيُّ الكبيرُ الذي قلَبَ مجرى الحياةِ ، فعادت الإنسانيةُ إلى رشدِها بعد ما تسكّعتْ في غيِّها أحقاباً وقروناً ، وقد امتنَّ اللهُ سبحانه وتعالى على عبادِه بهذه النعمةِ العظيمةِ في قولِه : } شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ { ( البقرة/185) ، وقد ربطَ تعالى بين هذه المنّةِ وبين فرْضِ صومِ هذا الشهرِ الكريمِ حيثُ قالَ : } فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ { ( البقرة/185) ، وفي هذا ما يُشعِرُ بأنّ هدايةَ القرآنِ إنما تترسّخُ بأداءِ هذه العبادةِ ؛ ذلك لأنَّ للقرآنِ نورانيةً ، وللصيامِ شفافيةً ، فإذا التقت نورانيةُ القرآنِ مع شفافيةِ الصومِ في القلوبِ اهتدت القلوبُ إلى بارئِها سبحانه وتعالى ، فتلقّتْ أوامرَه بالإذعانِ والطاعةِ ، واستسلمتْ له منتهى الاستسلامِ ، وانقادت لحكمِه ، ووقفَتْ عند حدودِه .

     والصيامُ عبادةٌ مقدّسةٌ في كلِّ الشرائعِ السابقةِ ، ولذلك ربطَ اللهُ سبحانه وتعالى بين فرضِه الصيامَ على هذه الأمةِ ، وبين إخبارِهم بأنَّه فرضٌ على مَن قبلَهم في قولِه عزَّ مِن قائلٍ : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { ( البقرة/183) ، وبيّنَ لهم الغايةَ مِن هذه العبادةِ المقدسةِ ، وهي تأثيرُها على نفوسِ الصائمين بغرْسِ روحِ التقوى في قلوبِهم ، والتقوى بها قيامُ عوجِ هذه الدنيا ؛ فإنّ الإنسانَ إذا لم يكنْ متقياً لربِّه سبحانه وتعالى لم يُراعِ للهِ تعالى حقّاً ، ولم يُراعِ لمجتمعِه إلّاً ولا ذمّةً ، وإنما تقوى اللهِ سبحانه وتعالى صلةٌ بين العبدِ وربِّه ، وهي أيضاً رِباطٌ بين الفردِ ومجتمعِه ، فالعبدُ الذي يتقي اللهَ سبحانه وتعالى يكونُ عضواً بنّاءً في مجتمعِه ، وتأثيرُ هذه العبادةِ المقدسةِ على نفوسِ الصائمين بغرْسِ روحِ التقوى فيها ؛ إنما يتمُّ ذلك إذا ما حافظَ الإنسانُ على هذه الشعيرةِ المقدسةِ على نحوِ ما شرعَ اللهُ سبحانه وتعالى في كتابِه ، فإنَّ هذه العبادةَ إنما شُرِعتْ لضبطِ النفسِ وتقييدِ الجوارحِ عن معاصي اللهِ الظاهرةِ والباطنةِ ، ففيها تقويةٌ للجانبِ الروحيِّ على جانبِ الجسمِ ، فللجسمِ مطالبُ ، وللروحِ مطالبُ ، وإذا طغتْ مطالبُ الجسمِ على مطالبِ الرُّوحِ أدى ذلك إلى الهلاكِ والعياذُ باللهِ ؛ بحيثُ يكونُ الإنسانُ أسيراً لشهواتِه ، منقاداً لنزعاتِه ونزغاتِه ، أما إذا تمكَّن الجانبُ الروحيُّ في الإنسانِ ، وسيطرَ على الجانبِ الجسميِّ ؛ فإنّ ذلك يؤدي إلى التوافقِ ، ويؤدي إلى التوائمِ ما بين مطالبِ الروحِ ومطالبِ الجسمِ .

     وبالصيامِ يتمكّنُ الإنسانُ من السيطرةِ على شهواتِه ، فإنّه إنْ أرسلَ لنفسِه العنانَ في شهواتِها استرسلتْ إلى غيرِ حدودٍ ، أما إذا ضبطَها وقيّدَها بهذه القيودِ الشرعيّةِ كانَ في ذلك وِفاقٌ لهذه المطالبِ كما ذكرتُ ، وبجانبِ هذا فإنَّ الصومَ المشروعَ ليسَ هو مجرّدَ كفِّ النفسِ عن هذه المفطِّراتِ المشهورةِ ، وهي الأكلُ والشربُ ومواقعةُ النساءِ ، بل هو بجانبِ ذلك أيضاً ضبْطٌ للنفسِ ، وقيدٌ لها عن كلِّ ما يُمنعُ ويُحظرُ من مكروهاتِ الأقوالِ والأفعالِ ، فالنبيُّ r يقولُ : « منْ لم يدعْ قولَ الزورِ والعملَ به ؛ فليسَ للهِ حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه » ، وهذا الكلامُ خارجٌ مخرجَ التهديدِ والوعيدِ لأولئك الذين ليس لهم نصيبٌ من صيامِهم إلا الجوعَ والظمأَ فحسب ، فمَن صامَ عن الأكلِ والشربِ فحسب ، وهو بجانبِ ذلك يُرسِلُ طرَفَه في محجوراتِ اللهِ سبحانه وتعالى ليسَ له من صيامِه إلا الجوعُ والظمأُ ، وكذلك الذي يقضي سحابةَ نهارِه ولسانُه كالسيفِ الذي يمزِّقُ أعراضَ الناسِ تمزيقاً بدونِ مبالاةٍ بحرُماتِ اللهِ سبحانه وتعالى التي فرضَها في وجوبِ المحافظةِ على هذه الأعراضِ ، فإنّ ذلك أيضاً ليس له مِن صيامِه نصيبٌ إلا الظمأَ والجوعَ فحسب ، وكذلك الذي يقضي سحابةَ نهارِه وهو يعامِلُ الناسَ بما لم يشرعِ اللهُ سبحانه وتعالى من محرماتِ المعاملاتِ كالربا ونحوِه ؛ ليس له نصيبٌ من صيامِه إلا الجوعَ والظمأَ ، وهكذا كلُّ الذين يأتون محارمَ اللهِ تعالى وينتهِكُونها ؛ ليس لهم نصيبٌ من صيامِهم إلا الجوعَ والظمأَ ، فالنبيُّ r يقولُ : « لا إيمانَ لمَن لا صلاةَ له ، ولا صلاةَ لمنْ لا وضوءَ له ، ولا صومَ إلا بالكفِّ عن محارمِ اللهِ » .

     والصيامُ يعلِّمُ عبادَ اللهِ سبحانه وتعالى النِّظامَ ؛ بحيثُ يشترِكون جميعاً في الإفطارِ وفي الإمساكِ في وقتٍ واحدٍ ، لا فرقَ في ذلك بين غنيٍّ وفقيرٍّ ، ولا بين قويٍّ وضعيفٍ ، ولا بين حاكمٍ ومحكومٍ ، ولا بين إنسانٍ وآخرَ ، بل الكلُّ يشترِكون في تناولِ وجبةِ الإفطارِ في وقتٍ واحدٍ ، كما يمسكون عن الطعامِ جميعاً في وقتٍ واحدٍ ، وهو يذكّرُ الأغنياءَ بحاجاتِ الفقراءِ والبؤساءِ الذين تعوزُ أحدَهم اللقمةُ التي يسدُّ بها حاجتَه من الطعامِ ، فجديرٌ بالإنسانِ الذي يصومُ نهارَه أنْ يرقَّ للفقراءِ والمساكينِ الذين أدقعَهم الفقرُ ، والذين يُعانون من البأساءِ و اللأواءِ في هذه الحياةِ ، فيشرِكُهم فيما أفاءَ اللهُ تعالى عليه مِن فضلٍ ، وفيما وهبَه إيّاه من رزْقٍ .

    وبجانبِ هذه المنافعِ الروحيةِ فإنّ هنالك منافعُ جسميةٌ أيضاً في الصيامِ ، فإنّ الصيامَ صحةٌ كما رويَ في الحديثِ عن رسولِ اللهِ r : « صومُوا تصحّوا » ، فالجسمُ تبقى فيه ترسّباتٌ من الأطعمةِ ؛ خصوصاً الأطعمةَ الدهنيةَ ، ولكنّ الصومَ يقضي على هذه الترسّباتِ .

     فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، وأدُّوا هذه الشعيرةَ المقدسةَ كما فرضَها اللهُ تعالى عليكم مخلِصين له الدِّينَ ، وابتغُوا فيما عند اللهِ ، فما عند اللهِ خيرٌ وأبقى . أقولُ قولي هذا ، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ، فاستغفِرُوا اللهَ يغفرْ لكم ؛ إنه هو الغفورُ الرحيمُ ، وادعوه يستجِبْ لكم ؛ إنه هو البرُّ الكريمُ .

*         *        *

     الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، والعاقبةُ للمتقين ، ولا عدوانَ إلا على الظالمين ، أحمدُه تعالى بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأشكرُه ، وأتوبُ إليه من جميعِ الذنوبِ وأستغفرُه ، وأؤمنُ به ولا أكفرُه ، وأُعادي من يكفرُه ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، وأشهدُ أنّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين ، وعلى تابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ ، أما بعدُ : 

    فيا عبادَ اللهِ :

     إذا كان شهرُ الصيامِ المبارك موسماً للعباداتِ ؛ فإنه لجديرٌ بالعبدِ المسلمِ أن يغتنِمَ فرصتَه في هذا الموسمِ المُبَاركِ ، فلا يفوِّتُ فيه فرصةً يمكنُه أن يتحيّنَها في أداءِ أيِّ شيءٍ من العباداتِ التي هي محبّبةٌ إلى اللهِ سبحانه وتعالى ؛ سواءً كانت مِن المفروضاتِ أو كانت من المندوباتِ ، فعبادُ اللهِ الصالحون يحاسِبون أنفسَهم في هذا الشهرِ الكريمِ ويراقِبونها ، وينتهِزون فرصةَ هذا الشهرِ الكريمِ بالدقائقِ والثواني من غيرِ أن يُفرِّطوا في لحظةٍ من اللحظاتِ ، فهم لا يقضُون سحابةَ نهارِهم في المزاحِ والفكاهاتِ ، أو يقضُون سهرَهم في السهراتِ التي تمتلئُ بالقهقهاتِ والضحكاتِ ، والتي لا تخلو غالباً من سقَطاتِ القولِ وعثَراتِ اللسانِ ، ولكنّهم يصونون أنفسَهم ليلَهم ونهارَهم في هذا الشهرِ الكريمِ عن كلِّ قولٍ إلا ما كانَ قربةً إلى اللهِ سبحانه وتعالى ؛ من ذكْرِ اللهِ وتلاوةِ كتابِه ، وتدارُسِ العلمِ النافعِ ، والتآمرِ بالمعروفِ والتناهي عن المنكرِ ، كيفَ والأجورُ تضاعَفُ في هذا الشهرِ ، فمَن أدّى فيه نافلةً كانَ كمَن أدّى في غيرِه فريضةً ، ومن أدّى فيه فريضةً كان كمَن أدّى في غيرِه سبعين فريضةً ، وقد جاءَ في الحديثِ الصحيحِ عن النبيِّ r أنّه قالَ لأمِّ سنان الأنصاريةِ : « ما منعَكِ أن تحجِّي معنا هذا العامَ ؟ » ، فقالت له : يا رسولَ اللهِ ، إنّا لا نملكُ إلا ناطحين ، أما أحدُهما فركبَ عليه أبو فلانٍ وولدُه ؛ تعني زوجَها وولدَها ، وأما الثاني فإنّا نسقي به زروعَنا ، فقال لها النبيُّ r : « إذا كان رمضانُ فاعتمِري ؛ فإنّ عمرةً في رمضانَ تعدلُ حجةً معي » ، مَن الذي يزهدُ في هذا الخيرِ العظيمِ ؟! ومَن الذي لا يريدُ أن يغتنِمَ هذه الفرصةَ المباركةَ ؟! فيتقرّبَ إلى اللهِ تعالى بصنوفِ العباداتِ ، وأنواعِ القُرُباتِ ؛ من عمرةٍ وصلاةٍ ، وزكاةٍ وصدقةٍ ، وبِرٍّ بالوالدينِ وصلةٍ بالأرحامِ ، وأمرٍ بالمعروفِ ونهيٍ عن المنكرِ ، وتلاوةٍ لكتابِ اللهِ تعالى في هذا الوقتِ الذي تُضاعَف فيه الأجورُ ، وتُرفعُ فيه الدرجاتُ ، وتُمحى فيه السيئاتُ لمن تابَ وآمنَ وعملَ صالحاً ثم اهتدى ، وقد جَاء في وصفِ الرسولِ r أنّه كانَ أسرعَ الناسِ إلى الخيرِ ، فكانَ أسرعَ إلى الخيرِ من الريحِ المرسلةِ ، وكانَ أكثرَ ما يكونُ إسراعاً إلى الخيرِ ؛ أي جوداً بما عندَه من الرزقِ في شهرِ رمضانَ عندما يلقى جبريلَ يعرضُ عليه القرآنَ الكريمَ ، كانَ النبيُّ r يعرضُ القرآنَ الكريمَ على جبريلَ في هذا الشهرِ الذي ابتدأَ نزولُ القرآنِ الكريمِ فيه ، وكانَ r يعرضُ ما أُنزِلَ عليه في كلِّ شهرِ رمضانَ من كلِّ عامٍ ، فلمّا كانَ العامُ الذي قبُِضَ فيه الرسولُ r عَرضَ فيه القرآنَ الكريمَ على جبريلَ مرّتينِ ، فجديرٌ بالإنسانِ أن يغتنِمَ هذه الفرصةَ ويتأسّى برسولِ اللهِ r في الإكثارِ من تلاوةِ كتابِ اللهِ تعالى في هذا الشهرِ الكريمِ ، مع تدبّرِ معانيه ، والوقوفِ عند أوامرِه ونواهيه ، وعقْدِ العزمِ على العملِ بكلِّ ما فيه ، وبجانبِ ذلك ينبغي للإنسانِ أيضاً أن يقتديَ بالرسولِ r ، فيضاعِفَ من خيرِه للناسِ في هذا الشهرِ الكريمِ .

    فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، وتزوّدوا فإنّ خيرَ الزادِ التقوى ، فطُوبى لامرئٍ تزوّدَ من يومِه لغدِه ، ومن حياتِه لمماتِه ، ومن صحتِه لسقمِه ، ومن شبابِه لهرمِه ، والفرَصُ تفوتُ ، فالناسُ متسابقون في حلبةِ هذه الحياةِ ، فربَّ غادٍ غيرُ رائحٍ ، وربَّ رائحٍ غيرُ غادٍ ، وربَّ إنسانٍ منَّ اللهُ عليه بمنّتِه بلقاءِ شهرِ رمضانَ هذا العامَ ، ولم يلقَه بعد عامِه هذا أبداً .

    فاتقوا اللهَ ، وانتهِزُوا هذه الفرصةَ لتؤدُّوا ما فرضَ اللهُ عليكم ، ولْتتوبُوا إلى اللهِ تعالى ربِّكم ، ولْتتزوّدوا التقوى من هذه الحياةِ الدنيا}  وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى { ( البقرة/