بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 

(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ 1) لعله قيل: هم المشاؤون بالنميمة؛ وقيل: الهمز في الغيب، لعله واللمز في الوجه؛ وقيل: الهماز: النمام؛ واللامز: المغتاب، ( الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ 2) وجعله عدة للنوازل؛ أو عدة مرة بعد أخرى تلـهيا به، (يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ 3) تركه خالدا في الدنيا، فأحبه كما يحب الخلود؛ أو حب المال أغفله عن الموت؛ أو طول أمله، حتى حسب أنه مخلد فعمل عمل من لا يظن الموت؛ وفيه تعريض بأن المخلد هو السعي للآخرة.

 

(كَلَّا) ردع له عن حسبانه، أي: لا يخلده ماله، ( لَيُنْبَذَنَّ) ليطرحن (فِي الْحُطَمَةِ 4) في النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يطرح فيها. ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 5)؟ ما النار التي لـها هذه الـخاصية، (نَارُ اللَّهِ) تفـسيرا لها، (الْمُوقَدَةُ 6) التي أوقدها الله، وما أقدره لم يقدر أن يطفئه غيره، (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ 7) تعلو أوساط القلوب وتشتمل عليها؛ وتخصيصها بالذكر، لأن الفؤاد ألطف ما في البدن وأشده تألما، أو لأنه محل العقائد، ومنشأ الأعمال، به يثبت الثواب والعقاب.

 

(إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ 8) مطبقة؛ من أوصدت الباب إذا أطبقته، (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ 9) أي: موثقين في عمد، مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص.