بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 

 (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ 1) ألم نفسحه لك حتى ينشرح لمناجاة الحق ودعوة الحق، فكان غائبا حاضرا؛ أو ]أ[لم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم، وأنزلنا عنه ضيق الجهل؛ أو بما يسرنا لك ]من[ تلقي الوحي بعدما كان يشق عليك؛ ومعنى الاستفهام: إنكار نفي الانشراح، مبالغة في إثباته، ولذلك عطف عليه:

( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ 2) عبأك الثقيل، ( الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ 3) الذي حملك حمله على النقيض، وهو صوت الرجل عند الانقباض من ثقل الحمل، وهو ما ثقل عليه من فرطاته، ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ 4) وجعل طاعته طاعته، وصلى عليه ملائكته والمؤمنون.

 

(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ) كضيق الصدر والوزر، والنقض للظهر، والضلال عن علم الحكمة، والعجز عن القيام بالعيال، ( يُسْرًا 5) كالشرح والوضع والإغناء، والتوفيق للاهتداء والطاعة، فلا تيأس من روح الله إذا اعترتك شدة، ( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 6) التكرير للتأكيد، ( فَإِذَا فَرَغْتَ) من لعله حال من أحوال العبادة (فَانْصَبْ 7) فاتعب شكرا لما عددنا عليك من النعم السالفة، ووعدنا بالنعمة الآتية؛ وقيل: إذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء، (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ 8) لعله في جميع أحوالك للعبادة والانقطاع والسؤال.