طباعة
المجموعة: التفسير الميسر
الزيارات: 1379

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 (وَالضُّحَى 1 وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى 2) سكن اهله؛ أو ركد ظلامه؛ من سجى البحر سجوا: إذا سكنت أمواجه، ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ) وما قطعك قطع الودع، بمعنى: ما تركك، ( وَمَا قَلَى 3) وما أبغضك، ( وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى 4) فإنها باقية خالصة عن الشوائب، وهذه فانية مشوبة بالمضار، وكأنه لما بين أنه تعالى لا يزال يواصله بالوحي، أخبره أن حاله في الآخرة أعظم من ذلك وأجل، ولنهاية أمره خير من بدايته، فإنه لا يزال يتصاعد في الرفعة والكمال.

(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى 5) وعد شامل لما أعطاه من كمال النفس، وظهور الأمر وإعلاء الدين، ولما أخر له ما لا يعرف كنهه سواه، والدلالة على أن العطاء _وإن تأخر _ كائن لا محالة لحكمة.

 (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى 6) تعديد لما أنعم على نبيه، على أنه كما أحسن إليه فيما مضى يحسن إليه فيما يستقبل وإن تأخر، ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا) عن علم الحكمة والأحكام، أو عن النبوة، ( فَهَدَى 7) فعلمك بالوحي والإلهام والتوفيق للنظر، ( وَوَجَدَكَ عَائِلًا) فقيرا ذا عيال ( فَأَغْنَى 8) لما حصل لك من رزقه، ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ 9) فلا تغلبه على ماله وحقه لضعفه، وقرئ: فلا تكهر أي: لا تعبس في وجهه، ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ 10) فلا تزجره، ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 11) فإن التحدث بها شكرها؛ وقيل: المراد بالنعمة: النبوة، والتحدث بها: تبليغها.