بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا 1 لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ) علة للفتح من حيث إنه سبب عن جهاد الكفار، والسعي في إعلاء الدين، وإزاحة الشرك، وتكميل النفوس الناقصة، (مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) لأن النعمة لا تتم إلا بغفران الذنـوب، (وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا 2) ليبلغـك إلى مـحل إتمام النعـمة. (وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا 3) نصرا معضودا بالعز والنفع.

 

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) الثبات والاطمئنانية (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)حتى يثبتوا، حيث تقلق من عداهم، (لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا) بالثبات عند القتال، والمجاهدة للأعداء الظاهرة والباطنة، (مَعَ إِيمَانِهِمْ) الداعي لهم بالثبات عن مزلة الأقدام.

 

(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) يدبر أمرها، فيسلط بعضها على بعض على حسب القوة والضعف، فيضعف هذا ويقوى هذا، وعلى العكس، يكون على ما تقتضيه حكمته، (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا) بالمصالح، (حَكِيمًا 4) فيما يقدر ويدبر.

 

(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) علة بما بعده دل عليه قوله: (ولله جنودُ السَّمَوَاتِ والأَرْض) من معنى التدبير، ليثبت المؤمنين ويعذب الكافرين، (وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ)  أي:الصغائر باجتنابهم بالكبائر، (وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا 5) لأنه أنفع من كل شئ.

 

(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ) وهو وصفهم له بما لا تليق به حكمته، (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) دائرة ما يصفونه به مما لا يجوز عليه، (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ) عطف لما استحقوه في الآخرة، على ما استوجبوه في الدنيا، (وَسَاءَتْ) جهنم (مَصِيرًا 6 وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 7) .

 

(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا) على أمتك، (وَمُبَشِّرًا) لمن أطاع منهم، (وَنَذِيرًا 8) لمن تولى واستكبر، وكذلك أرسل كل محق شاهدا على أهل زمانه. (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) قيل: للأمة، (وَتُعَزِّرُوهُ) وتقووا دينه وتنصروه، والتوقير: التبجيل (وَتُوَقِّرُوهُ) وتعظموه، (وَتُسَبِّحُوهُ) وتنزهوه، أو تصلوا له (بُكْرَةً وَأَصِيلًا 9) بكرة وعشيا؛ أو دائما.

 

(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ) لأنه المقصود بالبيعة، (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) أي: قدرته فوق قدرتهم، (فَمَنْ نَكَثَ) نقص البيعة، وهذا يقتضي فعل المعاصي بعد التوبة، (فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ) فلا يعود ضر نكثة إلا عليـه، (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا 10) في الجنة.

 

(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ) الذين تخلفوا واعتلوا بالشغل بأموالهم وأهليهم، وإنما خلفهم الخذلان وضعف العقيدة، وكأنهم اختياروا اللذة الحقيرة الفانية على ما وعدهم به الله، واستعظموا في أنفسهم تعبده، (شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا) إذ لم يكن لنا من يقوم بأشغالها، (فَاسْتَغْفِرْ لَنَا) من الله على التخلف؛ (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) تكذيب لهم في الاعتذار والاستغفار؛ (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه، (إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا) ؟ ما يضركم في الدين والدنيا، (أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا) ما يضاد ذلك، (بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا 11) فيعلم تخلفكم وصدقكم واعتذاركم.

 

(بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ) فتمكن فيها، (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ) الظن المـذكور، (وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا 12)هالكين عند الله، لفساد عقيدتكم، وسوء نيتكم؛ والمراد: التسجيل عليه بالسوء، وهو سائر ما يظنون بالله ورسوله من الأمور الزائغة لعله وذلك نتيجة ضعف الإيمان، وأن إيمانهم ليس بإيمان نافع على الحقيقة، لقوله: (وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا 13).

 

(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) يدبر كيف يشاء، (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) إذ لا وجوب عليه، (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا 14)  .

 

(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ) يعني المذكورين: (إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ) قيل: يذرون أن تغيروا مواعيد الله، (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ) يريدون مشاركتهم في الحطام الدنيوي دون المجاهدة، فأبى الله عليهم ذلك بقوله: (قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا) أن نشارككم في الغنائم، (بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا 15) إلا فهما قليلا، وهو فطنتهم لأمور الدنيا، ولا يفقهون من أمور دينهم شيئا، كقوله: (لاَ يذكرون الله إِلاَّ قليلا)

 

(قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) أي: يكون أحد الأمرين، إما المقاتلة، أو الإسلام لا غير؛ ومعنى يسلمون: ينقادون، (فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا) هو الغنيمة في الدنيا، والجنة في الآخرة،(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 16)  في الدنيا بالخزي وفوات الغنائم، وفي الآخرة بعذاب النار.

 

(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا 17)

 

(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) لعله من الصدق والوفاء (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ) الاطمئنانية وسكون النفس، (وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا 18 وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 19 وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ) لعله أي: النصرة في هذه الوقعة، لقوله: (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) أمارة يعرفون بها أنها من الله بمكان، (وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا 20 وَأُخْرَى) أي: وقعـة (أخرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا 21) لأن قدرته ذاتية، لا تختص بشئ دون شئ،(وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا 22 سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا 23) .

 

(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا 24 هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا) أي: وصدوا الهدي، وهي البدن،  معكوفا أي: محبوسا (أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ) لعله فيهم (لَمْ تَعْلَمُوهُمْ) بأعيانهم لاختلاطهم بغيرهم، (أَنْ تَطَئُوهُمْ) أن توقعوا بهم وتبتدئوهم، (فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ) من جهتهم (مَعَرَّةٌ) مكروه، كوجوب الدية والكفارة، والتأسف عليهم (بِغَيْرِ عِلْمٍ) غير عالمين بهم؛ والمعنى: لولا كراهة أن تهلكوا أناسا مؤمنين بين أظهر الكافرين جاهلين بهم، فتصيبكم بإهلاكهم مكروه، وإنما كف أيديكم عنهم (لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ) عله لما دل عليه كف الأيدي من أهل مكة، (مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا) لتفرقوا، وتميز بعضهم من بعض، (لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 25) أي: لولا ما ذكرنا من المؤمنين والمؤمنات فيهم، لما كف أيديكم عنهم، ولعذبهم بمثلكم إياهم.

 

(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ) التي تمنع إذعان الحق، (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) أنزل عليهم الوقار والثبات لعله عن الحمية الجاهلية، (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى) كلمة الشهادة، قولا وعملا ونية، (وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا) من غيرهم، (وَأَهْلَهَا) والمستأهل لها، (وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا 26) فيعلم كلا من الخلق لما هو أهله ويسيره له.

 

(لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ) ملتبسا به، فإن ما رآه كائن لا محالة في وقته المقدر له، (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) أي: محلقا بعضكم، ومقصرا آخرون، (لَا تَخَافُونَ) بعد ذلك، (فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا) من الحكمة في تأخير ذلك، (فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ) من  دخولكم المسجد، أو فتح مكة (فَتْحًا قَرِيبًا 27) .

 

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) فلم يبق من أديان الضلال شئ بين ظهراني المسلمين ظاهرا، (وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا 28 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) المعنى: أنهم يغلظون على من خالف دينهم، ويتراحمون فيما بينهم، (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا) ترى أحوالهم الركوع والسجود والنقياد، إشارة إلى الوصف المذكور، (يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) الثواب والرضى، (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) أي: علامتهم ظاهرة من آثار السجود الإذعان، دون الاستكبار.

 

(ذَلِكَ) إشارة إلى الوصف المذكور، (مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ) صفتهم العجيبة الشأن المذكورة فيها، (وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) ذلك مثلهم في الكتابين (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) فراخه، (فَآَزَرَهُ) فقواه؛ المؤزرة بمعنى: المعاونة، (فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) فاستقام على قصبه، (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) بكثافته وقوته وغلظه وحسن منظره؛ وهو مثل ضربه الله لأصحابه، قلوا في بدء الإسلام، ثم كثروا واستحكموا، وترقى أمرهم بحيث أعجب الناس؛ (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) فلم يستطعوا على كسر شوكتهم، فبقى الغيظ مكمنا في القلوب. (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا 29)فإن الكفار لما سمعوه غاظهم ذلك.