طباعة
المجموعة: التفسير الميسر
الزيارات: 3154
التفسير الميسر للقرآن الكريم:
 
هو تفسير  ميسر مختصر للقرآن الكريم من جمع وتأليف الشيخ سعيد بن أحمد الكندي رحمه الله، فرغ المؤلف من تصنيفه يوم الأربعاء 2 من ذي الحجة سنة 1181هـ .

 يقول الشيخ الكندي في خاتمة تفسيره:

 "تم ما أردت نسخه من كتب التفسير، وقد زدت فيه وحذفت أشياء وجدتها في تفاسيرهم، وشيء منها نقلت معناه لا اللفظ، وشيء منها كتبته ولم يبن لي معناه، فمن قرأه أو قُرئ عليه فليتدبر ما قرأه أو قُرئ عليه منه، ولا يعمل بشيء منه إلا أن يتبين له صوابه، ويتضح له حقه من خطئه؛ لأن الحق واجبٌ اتباعه، والخطأ لازم اجتنابه.

وقد نسختُه من كتاب يسمى (مدارك التنزيل)، وكتاب (معالم التنزيل)، ومن كتاب (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) المعروف بالبيضاوي، ومن كتاب (جوامع الجامع)، وكلها من تفاسير القوم، وزدتُ فيه أشياء من كتب أصحابنا-يعني علماء الإباضية-وشيئاً من عندي ما أرجوه أنه خارج على معاني الصواب، وحذفت منها ما حذفت طلباً للإيجاز". اهـ كلامه.

ويعلق الباحث الأستاذ سلطان الشيباني على هذا التفسير بقوله:

" واعتمد في وضعه أساساً على:

1-      مدارك التنزيل وحقائق التأويل لأبي البركات النسفي الحنفي (ت: 701 هـ ).

2-      معالم التنزيل لأبي محمد الفراء البغوي الشافعي ( ت: 616 هـ ).

3-      أنوار التنزيل وأسرار التأويل لأبي الخير البيضاوي الشافعي ( ت: 685 هـ ).

4-      جوامع الجامع لأبي علي الفضل الطبرسي الشيعي ( ت: 548 هـ ).

5-      الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لأبي القاسم الزمخشري ( ت: 538 هـ ).

6-      إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم لأبي السعود العمادي ( ت: 951 هـ ).

وزاد عليه أشياء من عنده، كما أنه لم يغفل النقل عن علماء المذهب الإباضي".

ويضيف الأستاذ سلطان الشيباني:

"وطبع الكتاب في ثلاثة أجزاء سنة 1418 هـ/ 1998م بعُمان، بتحقيق الأستاذين مصطفى شريفي، ومحمد بابا عمي من جمعية التراث بالجزائر، وتصرف الناشرون بدون إذن المحققين، فغُيّر عنوانه إلى (التفسير الميسر للقرآن الكريم) وهو في الأصل بدون عنوان، وكان المحققان قد وضعا له-اجتهاداً منهما- العنوان التالي (تفسير القرآن الكريم)، ولم يُثبت مقدمة المحققين التي تعطي صورة واضحة عن الكتاب وتبين عملهم فيه، تفضل المحققان مشكورين فأرسلا إليَّ مقدمتهما التي تبلغ عشر صفحات، وهي كفيلة بتوضيح بعض ما قد يستشكله القارئ أثناء تصفحه للكتاب، وعدم نشرها إخلال بعمل المحققين في التفسير، وقد يؤدي إلى إلقاء اللوم عليهما، وتحميلهما ما لم يتحملاه.

على أن التفسير حُقق من نسخة يتيمة مليئة بالأخطاء ذُكر أنها النسخة الوحيدة، مع أن التقصي والبحث أثبتا وجود نسخ أخرى مخطوطة، بعضها يُنسب إلى مجهول، وعلى كلّ؛ فالتفسير يُعدُّ إلى الآن أول تفسير كامل للقرآن الكريم لمؤلف إباضي عُماني"اهـ كلام الشيباني.

***********
* ترجمة المؤلف:
 
اسمه:
هو العـلامة الرضي الصالح الزاهـد الشيخ سعيد بن أحمد بن سعيد بن احمد بن سعيد بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن ابراهيم بن سليمان بن محمد بن عبدالله بن المقداد الكندي النزوي .
يتصل نسبه الى أسرة شريفة مُـتدينة , عريقة بالعِلم الراسـخ والمجـد االباذج , منها العلامة الكبير الشيخ محمد بن ابراهيم الكندي – مؤلـف كتاب (( بيان الشرع )) في 72 مجلداً – ويعتبر هذا الكتاب مرجعــاً علميا فـي الفقه الإبـاضـي .
ومنها العـلامة النحرير الشيخ ابوبكر أحمد بن عبدالله الكندي – مؤلف كتاب (( المُـصنـف )) في42 مجلداً , في العقيدة والفقه .
 
نشأته ومولده :
وُلد ( رحمه الله ) في العقد الثلاثينات من القرن الثانــي عشر الهجري بمدينة نزوى , عاصمة الحضارة الإسـلاميه .
من أبوين كريمين , غذياه بزادٍ صالح في عقله وخُلقه وجمسه , فأصبح ذكياً , قويـا ً , طموحـا ً شجاعـا ً , غيورا ً على دينه ووطنه، وكان محبا ً للعِـلم ، شغوفـا ً به منذ نعومة أطفاره .
 
شـيـوخه :
إلتحق بِحلقة علامة زمانه , الشيخ الضرير سعيد بن بشير الصبحـي , فلازم حلقته العِلميه ونهل من معين درسه , كما لازم – في رواية أخرى – الشيخ حبيب بن سالم أمبوسعيدي , أحد أقطاب ذالك الزمان , وعليه مدار الـفُـتيا آنذاك .
 
تـلامذته :
أمــا طلبة العلم الذين تخروجوا على يــده عـُـلماء كبار ، منهــم : الــعـلامة الرئــيس الشيخ جاعد بن خمـيس الخروصــي (( رحمة الله )) , و الشيخ الزعــيم / عبدالله بن محمد الكندي الذي بنى بيت السلــيط المعروف فــي علاية نزوى , وولده الشيخ / سليمان بن سعيد بن أحمد الكندي , والشيخ محمد بن عامر الكندي ... ولاشــك أن هناك آخريــن لم نقـف على أسمائــهم 0
 
صـبره وعزيمته :
ومــا أن نبــغ (( رحمه الله )) ووصــل الى درجــة كبيرة من العـِــلم والمعرفــة ، وتبوأ المكانــة العُــليا فــي مجتمــعه ، شاء الله أن تلحق به فتنة عمياء من بني بلــده ، فتلقاها بعزيمة وصـبر ، وذلك شأن أوليــاء الله ...
 
فقد قتل أحــد أولاده في خضم أحداث ومشاحنات وثأرات قبلية ، فأرادت قبيلته الثأر من القبيلة الأخرى ، فررفض رفضاً قاطعاً لِـمنطق قومه ، محتسباً أمره لله سبحانه وتعالــى ،لكن رغم ذلـك وبدون عِـلم الشيخ أخذت القبيلـة الثـأر بمقــتل ولــده ، وعلى أثرها خرج مُهاجراً عن بلــده وقومــه تاركاً ورائــه تُــربة لامست جلده ، وربي عليها ، أنها عزيمة الرجال الصناديد لا يقواها إلا أولوا العزم من امثالـــه .
 
ولولا المزعجات من الليالي ** لما ترك القطا طيب المنام
 
وقــد أختار (( رحمه الله ))، قرية الهجــار – بوادي بني خروص – بولاية العوابـي ، محطته ومنتهى أمله فالقى بــها عصــاه ، وقـر بها عينـاً ، وهنالـك التقــى به الإمام المحقق العلامة الرئـيس ابو نبهان الشيخ جاعد بن خميـس الخروصـي الذي كـان يسكـن بلــدة العِـلياء الواقعه في سفح الشمالـي للجبل الاخضـر ، وهي أولى بلدان وادي بني خروص من الجهه العلوية ... وتـتلمذ عليه وأخـذ عنه ، ثـم بعد ذلـك انـتقـل الشيخ الى مدينـة نخـل وهناك قـصى بقية حياتـه حيث توفـى بهـا ، ولا تزال ذريته موجودة فـي بلدة الهجــار بـوداي بني خروص , وفـي نخـل وأيضا في نزوى ..
 
وعلى أيـة حــال فسواءً كان العـلامة الكندي فـي نزوى أو فـي الهجـار أو فــي نخـل ، فإنه كان مرجعـاً لأهــل عُـمان , يرجعون إليه فــي حــل معضلاتهم ، وكان يسدي النصائـح للأئمة وأهـل العمــل والعامـة مــن النــاس .
عملاً بالحديـث الشريــف (( الدين نصيحه ، قلنا لمن يــا رسول الله ، قــال : لله ولرسولـه ولأئمة المسلمين وعامتهم )) .
كما كانت بينه و بين الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد البوسعيدي مُـراسلات و مُـكاتبات ، جعلها في النصائح والإرشاد .
 
ولنا في ذلك كله خلف صالح نسلُوا بــه ، وهو كتاب (( التفسير المُيسر للقرآن الكريم )) ، ويعتبر أول كتاب تفسير كامل للقرآن الكريم لِـمُـؤلف عُماني ، وقد نفع الله بأجوبته وفتاواه .
 
إنها بحق تركة صالحة لهذا الشيخ وهــي الباقية ؛ (( رحم الله )) تلك الأوصال واوصلها إلــى روضات الجنان .
 
وفاتـه :
وإذا كنا قد افترضنـا تاريخ ولادته ، فإننا نفترض تاريخ وفاته ؛ فقد توفــي (( رحمه الله )) في سنة 1207 هـ بولاية نخل عن عُـمر يُـناهـز الثمانين عاماً .
 
وعلى هذا فإن الشيخ الكندي يعتبر من علماء النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري ... (( رحمه الله ورضـي عنه )) .