السؤال :

 سئل سماحته عن هذه الأبيات من جوهر النظام:

والوقف في القرآن بعد البسملة ** في تسع سورات أتت مُفصَّلة

( محمد ) ، ( قيامةٌ ) ، و ( عبسُ ) ** و ( سورة التطفيفِ ) فيها أسَّسوا

  و( بلدٌ )، و( ولم يكن )، ( ألهاكمُ ) ** ( حطمةٌ ) ، مع ( لهبٌ ) فهاكـــمُ  

 

الجواب:

 يستحب الوقف في القرآن الكريم في كل موضع يوهم وصل القراءة فيه غير المعنى المراد؛ بل ذهب بعض إلى لزوم الوقف، إذا كان الإيهام الحاصل من الوصل شديداً، كما في قوله تعالى ( وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ) فإن وصله في التلاوة بقوله من بعد ( إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جميعاً )، توهم السامع أن هذا مقولهم الذي نفاه الله عنهم، مع أن هذا قول حق وقولهم باطل، وإنما سيق هذا رداً على قولهم الباطل. وكذلك قوله تعالى ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ، لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ) إذا وُصِل بقوله من بعد ( خافضة رافعة ) يوهم أن خافضة رافعة في سياق النفي، فإذا علمت ذلك علمت وجه الوقف بعد البسملة في السور المذكورة. فإن الجار والمجرور لا بد من متعلق يتعلقان به، ومتعلق ( بسم الله.. ) محذوف مقدر، مقدم عند النحويين، ومؤخر عند البيانيين، فإذا كان صدر السورة يصلح تعلق الجار والمجرور كالسورة المذكورة، توهم السامع من وصل القراءة تعلق ( بسم الله ) بصدر السورة كـ ( عبس ) و ( تبت )، وهذا التوهم يندفع بالوقف، فلذلك استحب، والله أعلم.