السؤال:

 

ما يوجد عن أبي محمد ما نصه :

 

"واختلف الناس في معنى {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ }(البقرة:184) فقال كثير منهم: إنها منسوخة نسختها آية الصوم.

  

وقال آخرون: إنها ليست بمنسوخة وحكمها باق، وبهذا القول يأخذ أصحابنا، وفي آخر الآية ما شهد بمخالفتهم على تأويلهم، لأن الله تعالى قال: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم}".

  

ما معنى قوله: وفي آخر الآية ما شهد بمخالفتهم بمخالفة من أخبرنا؟ وما صورة هذه الفدية؟ وهل هذه خاصة بأحد دون أحد أم لا؟

  

الجواب:

 

كلام أبي محمد على ظاهره، وأراد بقوله: "ما شهد بمخالفتهم" يعني مخالفة القائلين بالنسخ، ومعنى قول أصحابنا ببقائها: ثبوت حكمها في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم؛ فإنه يطعم عندهم عن كل يوم مسكينا.

  

وبيان ذلك: أنهم تأولوا قوله {وعلى الذين يطيقونه} بحذف النافي، والمعنى: وعلى الذين لا يطيقونه، وحذف النافي مع الدليل عليه ثابت في لغة العرب، ومنه قوله تعالى {تالله تفتئوا تذكر يوسف}(2) أي: لا تفتتؤ، وقول القائل:

 

تالله ألقى الدهر مثلهم ** حتى أكون رهينة القبر

  أي: لا ألقى دهري مثلهم. والله أعلم.