الســــــــؤال:

                        ما معنى قوله تعالى { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) (الرحمن:31)

 وقوله تعالى  ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) (النجم:43) ، فضلاً منك أن تمن علينا بذلك.

الجـــــــــواب:

                        أما قوله تعالى {سنفرغ لكم أيها الثقلان} فمعناه القصد إلى حسابه، فهو وعيد لهم وتهديد، كقول القائل يريد تهديدهم : إذن أتفرغ لكم، أي أقصدكم بالعقوبة، شبّه تدبيره تعالى أمر الآخرة من الأخذ في الجزاء وإيصال الثواب والعقاب إلى المكلفين، بعد تدبيره تعالى لأمر الدنيا بالأمر والنهي والإماتة والإحياء والمنع والإعطاء - وأنه لا يشغل شأنه- بحالة من إذا كان في شغل يشغله عن شغل آخر، إذا فرغ من ذلك الشغل شرع في آخر، فهو استعارة تمثيلية، لأنه تعالى لا يشغله شأن عن شأن.

وأما قوله {وأنه هو أضحك وأبكى} فمعناه: أن السرور والحزن بيد الله تعالى؛ يدخل السرور والحزن على من شاء، وأن ذلك بيده دون غيره، قال الحسن: أضحك أهل الجنة في الجنة، وأبكى أهل النار في النار. وقيل: إن الفعلين من الأفعال اللازمة، كقوله تعالى { وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ)(آل عمران: من الآية156) }، وهذا يدل على أن ما يعمل الإنسان فبقضائه وخلقه، حتى الضحك والبكاء. والله أعلم.