الســــــــؤال:

                        تفسير قول الله تعالى { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } (آل عمران:92) ، { وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} (المنافقون: من الآية10). أهذا الرزق أمر بإنفاقه كله، أم يمسك منه؟ أفتنا ولك عظيم الثواب إن شاء الله تعالى.

الجـــــــــواب:

في الآيات حث على الإنفاق، ويدخل تحت ذلك الإنفاق الواجب والمندوب، فمن الواجب إخراج الزكاة، ونفقة الزوجات والأولاد، وصلة الرحم، وإكرام الضيف، وإعانة المحتاج على تفصيل في ذلك. وأما الإنفاق المندوب فهو ما يتصدق به الإنسان في غير اللازم. والواجب أفضل من المندوب.

وقد بيّن الربُّ سبحانه وتعالى مواضع الإنفاق في قوله عز من قائل{ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ } (البقرة:215) .

 وبيّن ما ينفق من الأموال في قوله عزّ من قائل { وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} (البقرة: من الآية219) يعنى: الفاضل عن حاجة النفس والعيال، فما فضل بعد أداء الواجبات من ذلك ونحوه فهو الذي يتصدق به الإنسان تبرعاً.

 

 ثم إنه بين أن الإنفاق مما نحبّ، فلا يدرك المرء البر حتى ينفق مما يحب، وذلك لأن النفقة يراد بها وجه الله، فمن عدل عمّا يحب وتصدق بما يكره كان ذلك دليلاً على قلّة رغبته في رضا ربه، فقوله {مما تحبون} نَصّ في أن المنفق بعض ما يحبون لا جميعه، ولما سمع أبو طلحة رضي الله عنه هذه الآية تصدق ببيرحاء (وهو مال له بالمدينة) كان أحب أمواله. والله أعلم ، والسلام.