سؤال: من الشيخ سالم بن حمود بن سعيد أمبوعلي

شيخي وجدت في بعض التفاسير ذكر سور المنجيات ثم المهلكات من القرآن وأحب منك تسمية الجميع وسبب ذلك وعدها لي مفصلات ولك الأجر من الله ؟ من المحب لك العبد لله سالم بنه حمود بن سعيد أمبوعلي بيده في يوم 6 جمادي سنـ 1382ـة هـ.

 

الجواب: ما سألت عنه مما وجدته في بعض التفاسير من تسمية سور من القرآن منجيات وأخر مهلكات طالباً بيانها وما سبب تسميتها بذلك أقول: إني لم أطلع على ما يشفي الغليل ويبرء العليل فيما ذكرت كي أرسمة مفصلاً حسب ما طلبت، وأنت خبير بأن الناس خصوصاً ليوم الجمعة سوراً مخصوصة يقرؤنها وهي سورة الكهف وآلم تنزيل ويس وحم فصلت وحم الدخان والواقعة والحشر وتبارك والملك ويسمونها المنجيات ولعلهم قلدوا في ذلك أحداً من أهل العلم ممن مضى، ومثل هذه التسمية لا يقولها عالم محقق من تلقاء نفسه بل لا بدَّ وأن يكون مستنداً على توقيف من الشارع على تلك التسمية وكتسمية بعض علماء الأسرار سورة المزمل والسماء والطارق والسماء ذات البروج والفجر وألم نشرح وسورة القدر ولإيلاف قريش السبع المهلكات بعنوان أن من قرأها تسعًا وأربعين مرة ثم يتلو دعوات لهم مأثورة لهلك من يستحق يهلك بذلك ، وحتى نعلم ما استند عليه ذلك البعض في إطلاق تلك التسمية على تلك الطائفة من السور ، وحتى نعلم كذلك ما اعتمد عليه من إطلاق اسم المنجيات على تلك السور المعلومات عند العامة مع أن القرآن كله هدىً ورحمة نقف عن تسمية الطائفتين بما سميتا به ....

 

وفي معالم التنزيل أنه ورد من حديث ابن عباس مرفوعًا أن سورة الكهف تدعا في التوراة الحائلة تحول بين قارئها وبين النار، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة الكهف من آخرها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء" ، وفي المعالم كما في البيضاوي عنه صلى الله عليه وسلم: من قرأها عند مضجعه كان لو نور في مضجعه يتلألأ إلى مكة فإن كان مضجعه بمكة كان له نور في مضجعه يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون حتى يستيقظ ، وعنه صلى الله عليه وسلم : من قرأ سورة الكهف من آخرها كانت له نوراً من قرنه إلى قدمه ، ومن قرأها كلها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء وفي المعالم قال سمرة بن جندب قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ عشر آيات من الكهف حفظاً لم تضره فتنت الدجال ومن قرأ السورة كلها دخل الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأها يوم الجمعة غفر له إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاث أيام وأعطي نوراً يبلغ السماء ووقي فتنت الدجال وفي البيضاوي عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ الم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك أعطي من الأجر كأنما أحيا ليله القدر وعنه صلى الله عليه وسلم من قرأ الم تنزيل في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام.

 وفي المعالم عن أبن عباس عن أبي بن كعب (رضي الله عنه) قال من قرأ الم تنزيل أعطي من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر وروي عن جابر بن عبدالله عنه صلى الله عليه وسلم قال لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك ويقول هما يفضلان كل سورة في القرآن بسبعين حسنة فمن قرأها كتبت له سبعون حسنة ومحي عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة وفي المعالم أيضاً عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شيء قلب وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات وعن عائشة(رضي الله عنها) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في القرآن سورة تشفع لقارئها ويغفر لمستمعها ألا وهي يس وعن أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يس تدعا المعمعة قيل يا رسول الله وما المعمعة ؟ قال تعم صاحبها خير الدنيا وخير الآخرة وتدعا الدافعة والقاضية تدفع عنه كل سوء وتقضي له كل حاجة ومن قرأها عدلت له عشرين حجةً من سمعها كان له أجر من أنفق ألف دينار في سبيل الله تعالى وفي المعالم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة حم التي يذكر فيها الدخان أصبح مغفوراً له .

وعنه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم حم الدخان في ليله أصبح مغفوراً له وعنه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ حم الدخان في ليله أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.

 

 وفي المعالم كما في تيسير التفسير عن قطب الأئمة ومجتهد هذه الأمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش غفر الله له ورضي عنه وأحله دار كرامته وروي عن عثمان بن عفان دخل على عبدالله بن مسعود في مرض موته فقال ما تشتكي ؟ قال ذنوبي قال ما تشتهي؟ قال رحمة ربي قال أفلا ندع لك الطبيب؟ قال الطبيب أمرضني قال ألا نأمر بعطائك ؟ قال لا حاجه لي فيه قال ندفعه إلى بناتك قال لا حاجه لهن فيه قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ سورة الفاتحة في كل ليلة لم تصبه الفاقعة أبداً.

 

وفي المعالم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وعن أبي أمامه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ خواتيم الحشر في ليل أو نهار فقبض ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب له الجنة وعن أنس أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الحشر فمات من ليله مات شهيداً وعن أبي هريرة قال سألت حِبِّيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم قال عليك بآخر سورة الحشر فالزمها فأعدت عليه فعاد عليَّ فأعدت عليه فعاد عليَّ .

 

وفي تيسير التفسير عن ذلك الإمام الجليل (رضي الله عنه) قال سهل بن يسار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حين يصبح أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكَّل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإذا مات في ذلك اليوم مات شهيداً ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة. ضرب رجل خباه على قبر ولم يدر به فسمعه يقرأ تبارك الملك حتى ختمها فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر وعنه صلى الله عليه وسلم أن سورة هي ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له وهي تبارك الملك.

تمّ ما وجدته عنه.