بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9 - 10].

أمل يتجدد
في حياتنا نلتقي بأناس من أول وهلة تنظر إليهم يدخلون القلوب بلا استئذان..

عندما تنظر إليهم تسعدك وجوههم النيرة وبسمتهم الوضاءة وكلمتهم الطيبة لما يحملون من قلوب صافية، انغرست فيها آيات الذكر الحكيم فأينعت ثمارا طيبة..

من هنا جاءت فكرة أمل يتجدد تحمل في طياتها سلسلة لقاءات مع نساء فاضلات لهن نصيب في حفظ كتاب الله وتدارسه..

أمل يتجدد فينا بأخذ العبرة والفائدة والحكمة منهن..

أسأل الله تعالى التوفيق والهداية والسداد وينفعنا بما علمنا ويزدنا علما..

 

 

أمل يتجدد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

-أهلا وسهلا بكم في لقاءنا الثاني من سلسلة أمل يتجدد..

  • عندما كنت أعلمها تلاوة القرآن الكريم شدني فيها ذاكرتها القوية وحفظها السريع وتقدمها على صاحباتها رغم أنها فاقدة للبصر..

 

  • تجدها دائما مبادرة للمحاضرات والدروس والمناسبات الإجتماعية ، ولم يكن فقد البصر عائقا يمنعها من ذلك بل العكس تماما..

 

أحبتي الكرام: ضيفتنا لهذا اللقاء الطيب هي بالأم الفاضلة :

شغيلة بنت حمد بن حميد الظفرية

من مواليد بلدة المخترع بولاية المضيبي بشمال الشرقية.

لها من العمرأكثر من خمسين سنة- حفظها الله وأطال عمرها بالطاعات-

رزقها الله تعالى بخمسة أبناء..

  • متى بدأت في حفظ القرآن الكريم؟
  • الأم الكريمة: بدأت في مرحلة الكبر..

عندما كنا صغارا كانت البنت كعادة أكثر العمانيين آنذاك ترعى شؤون البيت وتساعد في تقديم الطعام والعلف والماء للحيوانات ولم نحض بنصيب من العلم..

عندما كبرنا كانت عندي الرغبة لطلب العلم لكني لم أجد من يعلمني ، وعندما فتح أول مركزلتعليم محو الأمية في البلدة في بداية التسعينات تقريبا وجدتها فرصة سانحة لي فاشتركت في المركزوكان عندي آنذاك بصيص من النظر.. تعلمت الصف الأول وبعدها فقدت البصر كليا إثر إجراء عملية لتقطيع الأعصاب..

 

  • كيف كانت حالتك النفسية عندما فقدت بصرك؟
  • الأم الفاضلة: تأثرت كثيرا خاصة من كلام الناس لكني التجأت إلى الله تعالى ليصبرني..

 

  • إذن بدأت طريقك للحفظ بعد فقد بصرك ؟؟
  • الأم الكريمة: نعم.. بعد فقد بصري. كنا نشجع بعض البنات يتبرعن يعلمنا قرآن على الأقل جزء عم حتى نقرأ به في الصلاة.. فالله تعالى هداهن .. وهنا كانت البداية والانطلاقة للسعي في تحقيق الهدف..

 

  • ما طريقتك في الحفظ؟؟
  • الأم المثابرة: عندما نجتمع في مدرسة القرآن مع المعلمة تتلو علي صفحة كاملة وتكررها علي وأنا أردد ورائها.. وعندما أرجع إلى البيت أفتح المسجل على تلك الصفحة وأسمعها كثيرا.. فكنت أردد وراءه كلمة كلمة وآية آية ولا أتجاوز الآية حتى أتقنها حفظا ثم انتقل للآية التي بعدها وهكذا.. وبهذه الطريقة أكملت - بفضل الله- حفظ جزء عم وجزء تبارك وجزء قد سمع.. والآن استخدم الهاتف النقال بدل المسجل في الحفظ..

 

  • كم تمكثين في الصفحة حتى تحفظينها؟
  • الأم الكريمة: أسبوع أو يزيد حتى أحفظها حفظ متقن، أرددها صباح مساء وأتابع المسجل أو الهاتف حتى أتقن حفظها..

 

  • ما الأوقات المفضلة عندك للحفظ؟
  • الأم الفاضلة: بعد صلاتي الفجر والعصر ،وكذلك في الليل.

 

  • ما الأمور المهمة التي ينبغي مراعاتها في الحفظ في رأيك؟
  • الأم الكريمة: أهم شيء في الحفظ التركيز والتكرار.. فهذا الذي أحرص عليه.

أركز أثناء الحفظ وأكرر كثيرا..

  • كيف كنت تذهبين إلى المدرسة وأنت فاقدة للبصر؟
  • الأم المثابرة: أولادي يوصلوني بالسيارة.. وعندما لا يوجد أحد يوصلني أجلس في البيت وأسمع من جهاز التسجيل..

 

  • موقف صعب واجهتيه في طريقك للحفظ؟
  • الأم الفاضلة: الحمدلله الأمور ميسرة، لكني أحيانا عندما كنت استخدم المسجل اضغط على الزر من أجل إعادة الآية وأتفاجأ بأني ضغطت بالخطأ عندما تنحذف أجزاء من الشريط ولا أستطيع إكمال الحفظ لذلك ، وأحيانا ينقطع الشريط علي..

 

  • موقف مفرح مررتي به في طريقك للحفظ؟
  • الأم الكريمة: فرحتي بإكمال السورة .. أريد أكون دائما قبل الآخرين.. أحب التنافس والتنافس يشجعني للحفظ والإستمرار عليه.. وأشجع أهلي للحفظ حتى أتنافس معهم وأسبقهم في الحفظ.

 

  • كم تحفظين من القرآن الكريم؟
  • الأم الفاضلة: الحمدلله - بتوفيق من الله- أكملت حفظ جزء عم وتبارك وقد سمع وسورة البقرة وسور أخرى..
  • ماذا يمثل لك القرآن الكريم؟
  • الأم الكريمة: يرتاح قلبي عند تلاوة القرآن الكريم وادعوالله تعالى دائما يرزقني حفظ القرآن الكريم.

 

  • نصيحة تقدميها لغيرك من النساء؟
  • الأم الفاضلة: يحرصن على حفظ القرآن الكريم وطلب العلم فلا حياء في العلم والله تعالى سيسأل الإنسان عن وقته ، والعلم يحتاج صبر وعزيمة.

القرآن الكريم يفيد الإنسان في الدنيا والآخرة ، ومن رزقه الله تعالى بصرعليه يتعلم ويقرأ من المصحف ويحفظ ..

 

أختي الكريمة: رسالة ضيفتنا لك:

البصر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى- يحس بقيمتها كثيرا من يفقدها- فاستغلي هذه النعمة في حفظ القرآن الكريم وتدارسه..

في آخر المطاف : أشكر ضيفتنا الفاضلة على تعاونها معنا ، كما أتمنى للجميع التوفيق والفائدة..

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، على أمل اللقاء بكم في لقاء جديد مع امرأة كريمة أخرى بمشيئة الله تعالى.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك والحمد لله رب العالمين.

 

*تم اللقاء: يوم الأربعاء 7/شعبان/1433ه الموافق 27/6 /2012م