نتيجة بحث الصور عن عبدالله المعمري

لا بد أن نربي أولادنا على الاستقامة والأخلاق

أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن سعيد المعمري الاستاذ بمعهد العلوم الشرعية أن المذهب الإباضي لا يعرف التطرف والتشدد والتكفير وأصحابه يعيشون في أمان وتسامح مع استقامتهم على الدين واهتمامهم به وهم منفتحون على الآخر متسامحون وضربوا أروع الأمثلة في حسن الاخلاق والمعاملة.

 وحذر المعمري من أنه إذا لم يفتح المجال للدعوة ولم يقم أهل الفضل بدورهم فسيلجأ شبابنا الى فكر يغذيهم بالأفكار المتطرفة وسيكون هناك خلل في المجتمع وسيأخذون دينهم وأفكارهم من الانترنت ومن القنوات الفضائية.

 ودعا الجميع بالعمل على نشر فكر أهل الحق والاستقامة الصافي المأخوذ من منابع القرآن والسنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم دون تعصب ودون نشر للتعصب.

 وأضاف، عدم التطرف والتشدد والتكفير هو الذي حافظ على مر الزمان على استقلال عمان وعلى الأمن وعلى التسامح مع أفراد المذاهب الأخرى الذين يسكنون في هذا البلد، مشددا على ان هذه هي المواطنة الصحيحة.

 وطالب المعمري بالمزيد من التعاون للقيام بالدعوة من الجميع سواء كانوا من المسؤولين أو من أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم منوها إن لم يتم تدارك هذه الامور فسيكون هنالك خلل.

 جاء ذلك خلال محاضرته التي القاها في جامع الامام جابر بن زيد بولاية وادي بني خالد بمحافظة شمال الشرقية بحضور سعادة الشيخ ماجد بن سلطان الشكيلي والي ولاية وادي بني خالد وسعادة الشيخ احمد بن حسين السعدي عضو مجلس الشورى ممثل الولاية وعدد من المشائخ وأهالي الولاية.

 في بداية المحاضرة نبه الدكتور المعمري، بأن لا يقتصر دور الدعوة على الصيف، فعبارة الصيف ينبغي ان تمحى، فلا تستبق كلمة الصيف عندما نقول المراكز الصيفية، وانما هي مراكز مستمرة طول العام فلا ينقطع الخير طول العام ليتكرر فقط في 0الصيف، نعم قد يتغير المنهج وقد تتغير الظروف ايام الدراسة في المدارس عنها ايام الصيف، لكن هذا الجهد يجب ان يستمر حسب الظروف والاحوال فيتعاهد هؤلاء الطلبة في تربيتهم وفي تعليمهم حتى تثمر هذه الشجرة التي غرست في الصيف والمداومة عليها بالسقي طول العام وإلا لجفت، فلم تورث فضلا عن أن تثمر.

 وأضاف، وهذا هو الخطأ التي وقع فيه بعض الإخوة في السنين الماضية انهم يعتنون بالطلبة في الصيف فحسب ثم ينقطعون الطلبة وحينما يأتي الصيف المقبل يكتشفون ان الذي تعلموه قد انمحى من الذاكرة وإن الذي غرسوه من الفضائل قد ذهب في الانغماس في الدنيا أو مرافقة الصحبة السيئة أو نتيجة تأثير وسائل الاعلام المغرضة، فيبدأون الاصلاح من جديد، وهكذا دواليك يضلون في اماكنهم دون تقدم، فيجب أن نحث بمواصلة الدعوة والاصلاح والتربية والتعليم طول العام وان توزع الجهود بحيث لا تنصب على فرد أو فردين وإنما يقوم بها جميع افراد المجتمع.

 نحن جميعا بحاجة الى دعوة وإصلاح ولا يستطيع أن يدعي أي أحد انه بمنأى عن الفتنة وانه غير محتاج الى النصيحة مهما بلغ من العلم والفضل، حتى هؤلاء القائمون على التربية والتعليم والاصلاح هم محتاجون الى من ينصحهم ويعلمهم (فلا تزكوا انفسكم هو أعلم بمن اتقى).

 مغريات وفتن

 المرء وهو يمخر عباب هذه الحياة يواجه بكثير من المغريات والفتن، كم من الناس كانوا قدوة لغيرهم ولكن للأسف الشديد انحرفوا عن الاستقامة وكان لهم اثر فانقطع هذا الاثر، كان لهم حضور فغاب هذا الحضور وربما اصبحوا دعاة للفساد هؤلاء تأثروا، والله تعالى يقول :(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) هذا الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم، ويقول المولى تعالى :(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).

 إذن المرء معرض للفتنة ولو بلغ ما بلغ من العلم والفضل فلا عبرة لكثرة علم أو كثرة دور في الخير أو في طول في العمر أو كثرة في المال أو وجاهة أو منصب أو كثرة ولد أو غير ذلك من متاع الحياة الدنيا.

 هذا الجهد يجب ان يوجه للجميع، جميع افراد المجتمع، لا يستنكف عنه أحد الكبار قبل الصغار لا يقتصر دور مجموعة من الطلبة في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية.

 ويشير، بعض الطلبة في المرحلة الجامعية يعتبرون انفسهم مدرسين أو انهم يعتبرون انفسهم كبارا وكذلك الرشداء أو الشيوخ أو كبار السن يحسبون إن هذه الدروس موجهة فقط الى الصغار، هذا خلل،الجميع بحاجة الى العلم بحاجة الى الدعوة والاصلاح والنصيحة، ومن زعم خلاف ذلك فهو مغرور.

 والله تعالى يقول (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) لئن كان نبي الله موسى عليه السلام داخله فقط كما ذكر بعض المفسرين شيء من الشعور أنه أعلم الخلق على وجه الارض، فأراد الله تعالى أن يصحح هذا المفهوم عنده وأمره أن يقصد عبدا من عباد الله تعالى آتاه رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما، فإذا بموسى يكتشف أنه لا يعلم علم هذا الرجل، كما قصته سورة الكهف، فاعترف هناك موسى بجهله وهو نبي الله الذي يوحى إليه ومن أولي العزم، فكيف بغيره ؟

 ولذلك أنصح أن يكون هذا الجهد مستمرا في الصيف وغير الصيف بالكبار والصغار لجميع طبقات المجتمع وأن يوزع هذا الدور بحيث يشمل على الإفادة منه في الدعوة والاصلاح، فلا يقتصر على عدد معين يتحملون ثقل هذه المسؤولية دون غيرهم.

 وعي بالمسؤولية

 والحمد لله بدأ المجتمع يعي هذه المسؤولية لأن هذا المركز الصيفي يحتاج الى تظافر الجهود المختلفة، فمن آتاه الله تعالى علما عليه أن يفرغ وقته بتعليمه من لا يعلم، وهذه زكاة العلم وشكر لله تعالى على نعمته والله تعالى يقول: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).

 لا بد من توجيه الشكر للذين قاموا بالتدريس في هذه المراكز لأنهم ثبتوا واغتنموا الفرصة وتحملوا العناء والتعب لأجل مواصلة التدريس حتى في الصيف، بينما بعض زملائهم كان يسافر في الشرق والغرب ليتمتع بالطبيعة وليسعد بالجلوس الى اهله وعياله، ولينعم بالراحة ونحو ذلك، هؤلاء اختاروا هذا الطريق لا أقول بأن الأهل ليس لهم حق وليس للنفس حق والاستمتاع، كلا، ولكن أقول اعطي كل ذي حق حقه فلربما يأتي هؤلاء القليل ونحن في وقت جهاد في هذه الحياة، علينا ان نكرس جهودنا للعمل وهكذا شأن الامة الجادة التي تسعى الى مستقبلها.

 ولا بد أيضا من شكر الذين أعانوا على قيام هذه المراكز من المسؤولين الذين وافقوا على إقامتها، وذللوا الصعاب من الاجراءات الرسمية لتحقيقها في الواقع، هذا امر يحمدون عليه، ويشجعون عليه حتى يعينوا غيرهم على الخير وهذا من القيام بمسؤولياتهم، كما يأتي بيان أهميتهم ذلك فيما يأتي ان شاء الله تعالى.

 وكذلك شكر من من الله عليهم بغنى المال فساهموا في تمويل هذه الأنشطة لأن هذه المراكز أو الجهود تحتاج الى نفقات باهظة لا يتحملها فرد واحد على مستوى بسيط، فهناك من بذل الكثير على أن المجتمع مطالب بأن يعتني بهذا النشاط ويستشعر المسؤولية ويعلم أن هذا الخير انما يعود إليه وان بني هذا المجتمع هم بنوه، فيبذلون من أموالهم في سبيل الله عز وجل، ونطمع من أجل ذلك بالمزيد ليكون هذا ميدانا للتنافس على الخير، كما ذكر المولى سبحانه وتعالى (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) وكذلك الاهالي وأولياء الامور اللذين دفعوا بأولادهم للتعلم في هذه المراكز وهذا يدل استشعار المسؤولية وعلى حب هؤلاء الاولاد وعلى التعاون وعلى الخير وربما تمنّع بعض الاولاد عن الحضور فشدوا عليه حتى يحضر أو رغبوه بينما هناك من أولياء الامور والاهالي من دفعوا بأولادهم باللهو واللعب ولم يعتنوا بهم هذه الاشهر الطويلة أو انهم دفعوهم لتعلم اشياء لا تنفعهم بدلا من أن يدفعوهم لأشياء تنفعهم، نعم لست أمنع الناس من تعلم لغات غير العربية كالإنجليزية ولست امنعهم من تعلم أولادهم الحاسوب أو العلوم المختلفة من رياضيات وعلوم، كلها هذه أمور نافعة نحث عليها ونشجع عليها، ولكن مع عدم اغفال ما هو أهم وهي علوم الشرع وعلوم اللغة العربية وعلوم تتعلق بحضارة الاسلام وبحضارة هذا البلد وتاريخه وقيمه، فينبغي أن يكون هناك جهد متكامل لاحتواء هذه المجالات جميعا حتى تتكون الشخصية الكاملة التي تجمع الصفات التي تؤهلها للقيام بدورها الحضاري المنشود في هذا العصر.

 تنبيه

 وقال: أنبه هنا الى أهمية استمرار هذا النشاط بما أشرت إليه سابقا وهو واجب وليس مجرد عمل تطوعي كما يقال، هو واجب كل بقدر مسؤوليته لانه من الناحية الشرعية دعوة الى الله، والدعوة الى الله واجبة لانه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وهو واجب لانه تعليم للعلم فهو واجب، ثم إن الظروف الحاصلة اليوم تقتضي القيام بهذه الجهود سواء في هذا البلد خاصه أو العالم، إن الاحداث التي تجري توجب علينا أن نقوم بالإصلاح قبل أن يتفاقم الامر ليأتي على الأخضر واليابس ويوقع هذه الأمة في الخطر، هناك مثلا من يشتكي الآن من تردي الأخلاق والقيم وانتم تعرفون هذا، بعض الشباب الآن رجالا ونساء ذكورا وإناثا انحسرت من نفوسهم القيم النبيلة وإذا ركزنا حتى نقول القيم العمانية الأصيلة وما حدث من أحداث في الماضي معروف لدينا.

 ما كان يتصور في وقت من الاوقات ان يترك الاولاد آبائهم وأمهاتهم ولا يعتنون بهم ويأخذونهم الى دار المسنين التي أوجدتها الجهات المعنية.

 ما كان يتصور أن ينتشر الفساد بالمجتمع لدرجة أن تنشأ دور خاصة للعناية باللقطاء، اللقطاء، ذات الزمان تسمعون الواحد رمي قرب أمام المستشفى أو باب المسجد، ما تعرفون من أبوه من أمه سفاحا فترميه وتلقيه، سنين ربما يحدث مرة، الآن للأسف انتشر هذا الأمر لا أقول بالعشرات أو المئات، نسأل الله تعالى العافية، ووجد لهم مؤسسة خاصة تعتني بهؤلاء ليعتنوا بهم، هذا أمر خطير.

 حركات غير لائقة

 في بعض الأحيان نمر بالسيارة فبعض الشباب يقوم بحركات غير لائقة أمام الناس – يدور بسيارته يفحط أمام الناس بحركات غير لائقة ويرفع صوت المسجل بالموسيقى يعني يفتح ويؤذي الناس، ما كان الناس هكذا، نمر في الطريق ونرى السيارات تمر، وهناك شارع فرعي متوقف فيه سيارات بالعشرات تريد أن تدخل ولا يسمح لها بالدخول، أين الايثار؟ أين الاخلاق؟.

 مرة كنت أتكلم وألقي درسا يتعلق بالتربية والتعليم في مدرسة فذكرت خبرا أخبرني به احد طلبتها يقول لي نفس هذه المدرسة اجريت فيها دراسة على الطلبة بينت أن 70 بالمائة من طلبتها يستعملون مخدر (أفضل).

 فذكرت هذه المعلومة فقام واحد من تلك المدرسة أراد أن يفضح نفسه، وانا ما ذكرت أي جزء، واعترض يقول انت تبالغ في هذا نحن لما عملنا هذا الاحصاء ما نفس ما ذكر، فقط 50 بالمائة، لا تفضح نفسك أنا ما ذكرت لا معلمين ولا شيء لكن 50 بالمائة اذا بالمدرسة ألف طالب يعني كم ؟ خمسمائة طالب في مدرسة واحدة – ما هذا الكلام ؟ فالمسألة خطيرة جدا ومثل هذه الامور يجب أن تعالج، لا يكفي ان يطلب الولاة من المشائخ أن يتكلموا عن المخدرات، أو عن التدخين، هذا ترقيع لا يصلح لا بدّ يكون هناك إصلاح من الأساس أن يربي الناس على الدين على الاستقامة على الاخلاق هذا يجدي، أما ان يكون مجرد ترقيع هنا وهناك فهذا لا يجدي، لا بد من القيام بالجهد، واذا تركنا أولادنا فالمسالة خطيرة ولذلك تربية الاولاد على الدين وعلى الايمان وعلى الاخلاق الفاضلة هي الضمان، لما يأتي الشباب فيحرقون مكانا ما، او يتلفون متجرا ما، أو يسرقون، أو يقتحمون البيوت، ويكتشف أنهم شباب صغار في المرحلة الثانوية أو انهوا المرحلة الثانوية وما وجدوا عملا فتحولوا الى مجرمين وكونوا عصابات، يعني انعدم الأمن لماذا؟ لأنه ليس هناك اصلاح ليست هناك دعوة ليست هناك تربية فلذلك الوقاية خير من العلاج.

 وسائل الإعلام

 ويشير، اليوم لم يعد البيت مربيا وحده ولم يعد المدرس هو المربي وحده هناك مربون آخرون دخلوا على الخط فوسائل الاعلام اصبح لها تأثير اكبر من تأثير البيت والمعلم انها وسائل الاتصال، طفل في المرحلة الابتدائية دون عشر سنين يتعامل مع هذه الآلات، من من أولادنا يقول انه لا يعرف التعامل مع الآي باد أو هذه الاشياء ولا يعرف بلاي ستشن؟ ومن ليس عنده جهاز؟ تجد ولد في المرحلة الإعدادية يقول لابيه اشترا لي، أريد كإخواني وزملائي عندهم هواتف نقالة عندهم لعبة عندهم كذا، ويتعاملون ويفتح لهم الشبكة العالمية (الإنترنت)، من الذي يستطيع أن يقول إن ليس له قنوات فضائية في بيته؟ هل يستطيع احد أن يراقب أولاده اربعا وعشرين ساعة في البيت ؟ المسألة مفتوحة على العالم اليوم.

 إذن لا بدّ من التوجيه، الخطر محيط واذا لم يرب أولادنا على الاستقامة وعلى الاخلاق سيتربون على غير ذلك، بل هناك لتوجه عالمي ايضا، توجه عالمي للتدين، في امريكا توجه للتدين، أنا كنت في امريكا ورأيت الناس كيف يرجعون في دينهم الى دينهم – يعني لما انتخب قبل سنوات لفترتين بوش جورج دبليو بوش من الذي انتخبه؟ أعضاء أو اتباع الحزب الجمهوري ومن من هؤلاء بما يسمون بالمحافظين الجدد هؤلاء النصارى ويميلون للتعصب والانتصار للصهيونية اليهودية.

 في اسرائيل اليهود يزدادون تعصبا، في أوروبا تيار التدين يكتسح أيضا وخاصة البلاد التي تحررت من الاتحاد السوفيتي سابقا، في آسيا في افريقيا في العالم كله توجه الى هذا التوجه، فلماذا نتنكر لهذا التوجه لن يستطيع أحد ايقاف هذا المد واذا لم نعلم أولادنا مبادئ الحق والاستقامة ونتنكر لأهل الحق والاستقامة، سيتعلمون غير ذلك من وسائل الاعلام وسيصدر إلينا التطرف.

 المذهب الإباضي لا يعرف التطرف والتشدد والتكفير، واصحابه يعيشون في أمان وتسامح مع استقامتهم على الدين واهتمامهم به، ولكن هم منفتحون على الآخر متسامحون، ضربوا أروع الأمثلة في حسن الاخلاق والمعاملة، لكن اذا لم يفتح المجال للدعوة ولم يقم أهل الفضل بدورهم، فسيلجأون الى مشايخ على غير فكر أهل الحق والاستقامة فيغذونهم بالأفكار المتطرفة ويكون هناك خلل في المجتمع، وسيأخذون دينهم وأفكارهم من الانترنت ومن القنوات الفضائية، ولذلك علينا أن نعمل جميعا وننشر هذا الفكر الصافي المأخوذ من منابع القرآن والسنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم دون تعصب و دون نشر التعصب.

 وهذا الذي حافظ على مر الزمان على استقلال عمان وعلى الأمن وعلى التسامح مع أفراد المذاهب الأخرى اللذين يسكنون في هذا البلد، وهذه هي المواطنة الصحيحة، فلذلك كل هذه الاسباب تدع الى المزيد من التعاون سواء من مسؤولين كما قلت، لأن هذا واجب ومسؤولية عليهم بأي درجة من المسؤولية كانوا رشداء وشيوخ ومسؤولين بالدوائر الحكومية في الحقول التربوية في الاوقاف في اي مجال أو كانوا من الاهالي أو كانوا من الطلبة أو من التجار والأغنياء من الجميع فهذه واضحة لترشيد الامور واصلاحها فليس هناك مجال للمجاملة، والامور كما قلت خطيرة بمعنى الكلمة فإذا نتدارك انفسنا، وإلا سيكون هناك خلل.

 كيف يتحرك الآخرون؟..

 قبل سنين حتى نعرف الناس كيف يتحركون، زارنا في معهد العلوم الشرعية احد المدرسين واستاذ ودكتور مصري الاصل لكنه هو امريكي الجنسية، يعيش في امريكا ويدرس في جامعة هارفرد الأمريكية هذه أكبر الجامعات الأمريكية وقد تأتي على رأس القائمة في الجامعات على مستوى العالم، يقول أوقاف جامعة هارفرد اربعة عشر مليار دولار ما قال مع الحكومة قال معنا أوقاف الناس يتبرعون لها 14 ألف مليون دولار، هذا فوق عشر سنوات من الآن ما أعرف الآن واصله 30 ولا أكثر.

 فأين أوقافنا نحن؟ الناس في السابق كان الواحد منهم يوقف نخلة رغم أنه لا يوجد معه شيء غيرها، انها سماحة النفوس، الآن الواحد منا عنده راتب يصل الى خمسمائة ريال أو ألف ريال ولا ينفق حتى عشرة ريالات في سبيل الله، ولا يترك في وصيته لشيء من مشروعات الخير - ماذا حدث للناس؟ أليست عندهم رغبه في الخير؟

---------------------

جريدة عمان: الجمعة, 07 سبتمبر 2012

تابع الموضوع: محمد بن حميد المصلحي