لوز: سماع الآذان وتلاوة القرآن.. أطربا سمعي.. والصلاة وسيلتي في الاتصال بخالقي

وجدت ضالتها في عمان.. وسجودها لأول مرة أشعرها بالسعادة

أجرى الحوار – سيف العبري وعائشة السليمية -

قررت د. إيمي لوز كاتلان المحاضرة بالكلية التقنية بنزوى بقناعة تامة أن تعود إلى الفطرة السليمة التي جبلت عليها.. قادها إلى ذلك قلبها النقي الطاهر حيث أشهرت إسلامها ناطقة بلسان حالها.. «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأن عيسى رسول الله».

 تقول إيمي: بعدما نطقت بتلك الكلمات أحسست بطمأنينة وسعادة ما عرفتهما من قبل.. كما أحسست حينها أن الله قد اختارني لأن أسلك الطريق الحق التي طالما دعوت الله سبحانه وتعالى أن يهديني إليها.

وأضافت: ارتديت الحجاب كأول خطوة للتغيير، حيث انتشر خبر إسلامي في أرجاء الكلية، وما أن عدت لعملي حتى استقبلني الزملاء والطلبة بالكلية بالأهازيج فرحا واستبشارا حينها أحسست بأنني ولدت من جديد.

وتضيف إيمي قائلة: سجودي للمرة الأولى بين يدي الله أشعرني بمعنى السعادة الحقة، حيث أيقنت أن تلك الصلاة التي أصليها هي وسيلة الاتصال بخالقي دون وساطة، مضيفة: يطربني سماع الآذان فأسرع للوضوء والصلاة وقراءة ما حفظت من كتاب الله.. انني في قمة السعادة أن يكون الإسلام هو خاتمة حياتي.

وأوضحت إيمي لوز كاتلان أنها تطمح أن تنشر تعاليم هذا الدين الحنيف بين الأقربين ومن لا يعرفون عنه شيئا لعلّ الله يهديهم كما هداني، فالإسلام طريق حياة أتمنى أن يثبتني الله عليه إلى يوم ألقاه.. جاء ذلك أثناء الحديث معها.. فإلى نص الحوار:-

 

تحدثت إيمي لوز كاتلان بداية عن حياتها قائلة: نشأت في كنف والدي الكاثوليكي الذي كان عضواً في الجماعة الدينية التي تأسست في فرنسا والتي تعززت بنفوذ رسالتها إلى الفلبين.

وأضافت: التحقت بداية بالمؤسسات الكاثوليكية الرائدة لأجل تلقي العلوم منذ المرحلة الابتدائية حتى الثانوية ثم التحقت بجامعة ديلا سال. حيث أحسست بالضياع في عتبات هذه الحياة وبفراغ ملأ حياتي ليزيدني حيرة, فقررت السفر لعلي أجد ما افتقد. فأكملت دراستي فحصلت على الدكتوراة في علوم التطبيقات اللغوية الأمر الذي فتح بصيرتي وألهمني للدخول لحياة آمنة مستقرة تحت ظل الإسلام دين الفطرة.

 

شعرت بالحياة

وعن سر دخولها الإسلام تقول لوز كاتلان: انتابني شعور بوجود إله لهذا الكون، فما كان مني إلا أن سلكت خطاي نحو الدير حتى أكون فيه راهبة، لكن مشيئة الله أبت ذلك حيث تركت الدير لظروف اعترضت طريقي ذاك. ولكن ما زال لذلك الفراغ دوي لم أجد له سبباً، ولم أجد له ما يملأه وما زاد الأمر سوءاً هو موت والدي، حينها أدركت أنه لابد علي أن أغير من حالي تلك، وقتها قررت أن ألقي جل اهتمامي بمهنتي آملاً منها أن تدحر الضياع الذي هيمن على حياتي وظلت خطواتي تمضي على غير هدى فلم أجد أي شيء يشعرني بقيمة الحياة، ولم يكن للكنيسة أي أثر في ملء الفراغ الذي كان يتفاقم كل يوم، فامتنعت عن الذهاب إلى الكنيسة فما عادت تراتيلهم تضفي شيئا واستبدلت ذلك بصلاة ليس بينها وبين ربها حاجز.. قضت على تلك الوساطة التي حالت بينها وبين ما آمنت به وصدقته من عقائد الدين المسيحي.

 

لماذا عمان؟!

وأسهبت كاتلان الحديث قائلة: انقضت تلك الأيام بما فيها من ألم وضياع لعل في القادم منها فسحة فأجمع شتات قلبي، حيث اجتاحني فضول لأجعل من عمان مقصداً.. نعم عمان البلاد التي تمنيت أن أرى كيف يعيش أهلها..

وأوضحت انه رغم الصور المشوهة التي ساقتها وسائل الإعلام إلا أن ذلك تلاشى عندما خطت قدماي فيها.. نعم في عمان وتحديدا في الكلية التقنية بنزوى حيث أطلقت العنان لنفسي.. فبدأ الشعور بحب عمان وساكنيها يخالج شغاف قلبي لما رأيته من خلق فاضل وحسن تعامل أبهرني..

وعن صدى دخولها الإسلام بين أقرانها وزملائها وطلبة الكلية تقول: سر الجميع بهذا الحدث حيث نظم طلاب الكلية حفلا خاصا بي عبروا فيه عما يعنيه لهم قراري ذاك، حيث استبشروا بذلك خيراً فهداية الله تؤتى لمن يشاء هو سبحانه وتعالى.

وأشارت إلى أن ذلك لم يقتصر على زملائي في العمل فحسب وإنما أيضاً طلابي الذين أبدوا سرورهم وفرحتهم الغامرة، فما غرسته قيم دينهم الإسلامي الحنيف في نفوسهم كان له الأثر الكبير في إسلامي.

وأضافت: في عمان خلقت لي حياة أخرى غير التي عشتها، حيث أحسست أنني وجدت ضالتي هنا, فما عاد للفراغ والضياع أثر في خلجات نفسي، فعرفت أن سر هذا وذاك يكمن في الإسلام.

 

الإسلام الحقيقي

وروت إيمي قائلة: إن القرآن الكريم كان أول شيء أوضح لي معنى الإسلام الحقيقي ومن ثم الحوارات التي فتحت لي آفاقاً أخرى من خلالها رأيت أثر الديانات في صقل خلق معتنقيها.. كما أن الكلمات التي يرددها تلاميذي أحدثت بداخلي فكراً عميقاً وشعوراً بطمأنينة لم أشعر بها من قبل، وفي كل يوم يزداد شغفي بهذا الدين القويم الذي وجدت فيه أسسا يستند عليها مثل تلك التي تأصّل عليها الدين المسيحي كالحب والطيبة والصدقة وكل أمر خير، إلا أن كلتي الديانتين تختلفان في بعض عقائدهما، فالمسيحية تؤمن بعقيدة التثليث التي أغرقت عقول تابعيها بوجود ثلاثة أرباب لكنهم رب واحد في حين أن الإسلام نفى ذلك كله فلا رب سوى الله.

وأضافت: خيم علي كثير من الشك فيما كنت أؤمن وأثق به.. وتساءلت هل يعقل أن يكون المسيح ابن الله؟! وهل يحق أن نعده إلها كباقي الآلهة، ومن سيشفع للخلق في يوم القيامة أعيسى أم محمد صلى الله عليه وسلم؟ كيف ومحمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين.. عادت إيمي بذلك إلى ماضيها الذي رصع بعقيدة التثليث، آنذاك لم تقرر فعل أي شيء، ولا قبول أي معتقد جديد من شأنه أن يدحض الشك ويلهمها الأمر اليقين.

 

الإيمان بخاتم النبيين

وتواصل ايمي حديثها عن الخطوة الأخرى التي قادتها لبلوغ الهداية قائلة: توجهت إلى مكتب التعريف بالإسلام بالجامع الأكبر في مسقط وهناك أهديت كتابا يحكي من يكون سيدنا محمد فأخذت بقراءاته على الفور، وعلمت أنه مرسل من عند الله ولا ريب في ذلك، ورأيت ما عليه من خلق كريم وانه حري بنا نحن البشر أن نتبعه بلا جدال، حينها تساءلت انني كما انني آمنت بجميع الرسل لم لا أؤمن بخاتم النبيين، ولم تزل تلك التساؤلات تراودني حتى وصل بي المطاف إلى أن أحضر درساً أقامته وزارة التربية والتعليم والذي هدف إلى تعريف غير المسلمين بالإسلام، وما أن طرح سؤال عن سبب خلقنا في هذه الحياة، فأجبت بكل ثقة لأجل أن نعبد الله ونحب خلقه. وخلال ذاك اللقاء التقيت بزميلة لي من بني جلدتي، وفرت علي كثيراً من العناء واختصرت لي طريق بحثي عن الحقيقة، فأجابت عما دار في ذهني عن حقيقة سيدنا عيسى -عليه السلام- أنبي هو أم ابن للرب، ومما زادني دهشة هو أن سيدنا عيسى ما زال حيا يرزق منعم بفضل الله ولما أدركت تلك الحقائق نزلت دموعي، وبدأ الإسلام يدخل في قلبي شيئاً فشيئاً. قبل الشروع في نطق الشهادة.

 

لحظة حاسمة

وعن شعورها حين النطق بالشهادتين تقول إيمي: شعرت بخوف هز وجداني، وأصبحت في حال مضطرب بين أن أنطق بالشهادة وبين أن أتراجع وأبقى على ديني المسيحي لأنني أعلم انه حالما اعتنقت الإسلام لا يمكن لي أن أتراجع عن قراري ذاك فلم يكن لدي أي حل سوى أن أجريت مكالمة هاتفية مع زميل لي في العمل، فأخبرته أنه لا جدوى من تأجيل قراري في اعتناق الدين الإسلامي ولا سبيل للرجعة إلى الدين المسيحي وبكى حينها طويلاً وخيم الصمت علينا معا.. بعدها هممت بأن يكون القرار الأخير الذي أملكه هو الصائب.. فقررت ان أكون في زمرة المسلمين، أحسست حينها أن الله قد اختارني لأعود إلى الفطرة السليمة التي جبلت عليها، فنطقت بهذه الشهادة: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن عيسى رسول الله»، بعدها أحسست بطمأنينة وسعادة ما عرفتهما من قبل فقد أصبحت مسلمة حيث ارتديت الحجاب كأول خطوة للتغيير، فانتشر الخبر في أرجاء الكلية، فما ان عدت لعملي حتى استقبلتني أهازيج الفرح واستبشر زملائي وكذلك تلاميذي بالخبر، أحسست حينها انني ولدت من جديد، وأدركت أن الإسلام هو ما يجب أن اكمل به باقي حياتي وان يكون سماع الأذان وتلاوة القرآن ما يجب ان يطرب اذني، كما ان سجودي لأول مرة بين يدي ربي أشعرني بعمق معنى السعادة، كما شعرت بأن الصلاة هي وسيلة اتصالي بخالقي دون أية وساطة.

وتضيف: رغم أنني لم ازل في بداية عهدي بالإسلام، أطمح أن انشر تعاليمه بين من لا يعرفون عنه شيئا، وبين الأقربين لعلّ الله يهديهم كما هداني فالإسلام طريق حياة، وأتمنى أن يوفقني في الثبات عليه إلى أن ألقاه.. تلك هي قصة إيمي، قصة بحث عن حياة منذ أن عرفت بأن الإسلام دين الحق وخلاص العباد من منغصات الحياة ومن تقلبات الدهر.

---------------------------

جريدة عمان: 8 شعبان 1435هـ. 6 يونيو 2014م