طباعة
المجموعة: محاور ولقاءات
الزيارات: 3316

نتيجة بحث الصور عن القارئ يوسف البلوشي

لمربون والمعلمون لكتاب الله لا بد أن يغيروا من الأساليب والوسائل التعليمية بما يتوافق مع معطيات هذا العصر..

القارئ الشيخ يوسف بن عبدالله البلوشي أحد الوجوه العمانية المضيئة التي استطاعت بتوفيق من الله عز وجل ثم بمجهوده وعشقه لكتابه الكريم أن يكون واحدا من أبرز القراء الموجودين على الساحة العمانية والخليجية فنحن جميعا نسمع تلاوته العذبة في إذاعة القرآن الكريم ويستفيد منه الكبار قبل الصغار من خلال برنامجه الرمضاني (كيف تقرأ القرآن) والذي يعده ويقدمه على شاشة تلفزيون سلطنة عمان وهناك العديدون الذين خشعوا معه وهم يصلون وراءه صلاة القيام في الشهر الفضيل.

وقد سعدنا بهذا اللقاء معه لكي نتعرف على طريقه مع كتاب الله المجيد وأهم المحطات التي تعلم منها في حياته وغيرها من الأسئلة المثمرة وذلك على جزأين نبدأ أولها اليوم بإذن الله من خلال هذا اللقاء..

 

كيف جاءت لك الفرصة للانضمام إلى إذاعة القرآن الكريم بالسلطنة؟

التحقت بالإذاعة عام 1992م حينما كنت طالبا بالسنة الأولى من المرحلة الجامعية بمعهد السلطان قابوس للدراسات الإسلامية بصحار، حيث اختارني مدير المعهد آنذاك الشيخ صالح بن راشد المعمري مع مجموعة من زملائي الطلبة لتسجيل نماذج من تلاواتنا بالإذاعة، علما أنني لم أكن مقتنعا وقتها بصلاحية تلاوتي للبث عبر وسائل الإعلام وناقشت الشيخ المدير حول الأمر وقلت له: لستُ الشيخ عبد الباسط أو الشيخ الحصري حتى يُسجل لي في الإذاعة، أنا لا أزال طالبا!!

فقال: الأمر موكول لجهة مسؤولة عن مراقبة التلاوات في الإذاعة وهي التي ستقرر صلاحية التلاوة من عدمها؛ فذهبنا جميعا في اليوم التالي إلى الإذاعة وقمنا بتسجيل مقاطع من تلاواتنا، وتم قبولها وبثها بعد ذلك بحمد الله تعالى، فكانت تلك البداية الأولى، وبعدها تتالت التسجيلات الإذاعة والتلفزيونية.

 

الدراسات القرآنية

حدثنا عن دراستك والمراحل التي وصلت إليها فيها هذه الأيام؟

بعد أن انتهيت من دراستي الجامعية بمعهد السلطان قابوس للدراسات الإسلامية بصحار تاقت نفسي لدراسة القراءات القرآنية، حيث تأثَّرت بأحد أساتذتنا في المعهد وهو الشيخ محمد حسن النجاري من جمهورية مصر العربية والذي قرأت القرآن الكريم كاملا بين يديه برواية حفص عن عاصم؛ فقد كنت أستمع إليه وهو يقرأ بروايات مختلفة، وكم كنت أتمنى يومها أن أقرأ برواية ورش أو رواية قالون أو الدوري عن أبي عمرو أو غيرهم من الرواة.

ثم شاءت الإرادة الإلهية أن يتم تعييني إماما وخطيبا بأحد مساجد ديوان البلاط السلطاني بصلالة، والتقيت هناك بأحد أعلام القرآن الكريم في عصرنا الحاضر وهو فضيلة الشيخ المقرئ محمد محمدي السيد سلام من جمهورية مصر العربية، والذي كان يعمل مدرسا للقرآن الكريم بمدرسة القرآن الكريم بصلالة وناظرا عليها.

فأشار عليّ فضيلته بالتدريس في المدرسة إضافة إلى عملي في الإمامة والخطابة؛ فنزلت عند رغبته؛ ويسر الله لي قراءة القرآن الكريم بين يديه تصحيحا وتسميعا؛ وقد كان له عليّ الفضل الكبير  في إصلاح كثير من الملاحظات التجويدية، كنت لا أعلم عنها شيئا؛ كما أشار عليّ فضيلته بالدراسة في معهد القراءات بالقاهرة؛ فتمنيت أن تتحقق لي هذه الأمنية.

وفي عام  ١٩٩٨م سافرت إلى القاهرة مع مجموعة من زملائي أئمة الجوامع  في دورة تدريبية في الإمامة والخطابة،  وشاء الله تعالى أن ألتقي في تلك الدورة بفضيلة الشيخ المقرئ العلامة عبدالحكيم بن عبد اللطيف شيخ مقرأة الجامع الأزهر وهو شيخ الشيخ الدكتور أحمد المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية الحالي؛ فطلبت من فضيلته أن أقرأ بين يديه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم بقصر المنفصل من طريق طيبة النشر في القراءات العشر؛ فأذن لي بذلك وقد أفدت كثيرا من قراءتي على فضيلته حيث نبَّهني على كثير من الملاحظات التجويدية التي كنت غافلا عنها. وسألت فضيلته عن معهد القراءات بالقاهرة؛ فأثنى على الدراسة فيه وشجعني للالتحاق به.

وفي عام ٢٠٠١م يسر الله لي مع مجموعة من زملائي حضور دورة في القراءات القرآنية بأحد المعاهد الأزهرية بالقاهرة لمدة عام دراسي، وقد كانت تلك الدورة بمثابة البوابة التي دخلنا منها للتعرف  على علم القراءات؛ فقد درسنا فيها أصول القراء السبعة وشيئا من فرش سورة البقرة كما تعرفنا من خلالها على علم رسم القرآن الكريم وضبط القرآن الكريم وعلم الفواصل وهو علم يعنى بعدّ الآيات القرآنية، وحقيقة أقول: لولا تلك الدورة ما كان لنا لنتعرف على هذه العلوم المهمة. وقد أسست لي تلك الدورة التدريبية قاعدة قوية أفدت منها بعد ذلك عند دخولي معهد القراءات بالقاهرة.

 

الالتحاق بمعهد القراءات

في عام ٢٠٠٢م عقدت العزم على الالتحاق بمعهد القراءات بالقاهرة، ولم أكن أعلم يومها شروط الالتحاق بالمعهد؛ فسألت أحد المشايخ فقال: يشترط حفظ القرآن الكريم كاملا فقط. ثم سألت عن كيفية التقديم فقيل لي: يتم التقديم في إدارة الوافدين بالأزهر الشريف؛ فاتجهت إليها مع بعض الزملاء وأنهيت إجراءات التقديم، ثم أُبلغت بتاريخ الاختبار الشفوي للقرآن الكريم؛ وسافرت إليه في التاريخ المحدد، وبعد أسبوعين من الاختبار خرجت النتائج بنجاحي في الاختبار مع أحقيتي لدخول الاختبار التحريري؛ فسألت: ما الحاجة للاختبار التحريري؟!

فقالوا: هذا الاختبار لتحديد المستوى، أي : يحدد هذا الاختبار مستوى الطالب لِيُلحق بالمستوى الذي يناسبه لأن معهد القراءات به ثلاث مراحل: مرحلة التجويد ومدتها سنتان ، ومرحلة عالية القراءات ومدتها ثلاث سنين، ومرحلة تخصص القراءات ومدتها ثلاث سنين أيضاً.

وقد كان الاختبار التحريري شاملا جميع المواد التي تدرس بالمعهد وهي علوم القرآن والقراءات والفقه وعلم التوحيد والسيرة وعلوم اللغة العربية (النحو والصرف والبلاغة والعروض)، وبعد أسبوعين جاءت النتيجة بالمستوى الذي سألتحق به وهو السنة الثالثة من مرحلة عالية القراءات؛ فحمدت الله على ذلك حمدا كثيرا.

وقد وفقني الله تعالى للحصول على شهادة عالية القراءات في عام ٢٠٠٣م، ثم واصلت الدراسة بمرحلة تخصص القراءات ودرست فيها القراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر في القراءات العشر. وحصلت على تخصص القراءات في العام الدراسي 2006/ ٢٠٠7م.

وقد كنت أثناء دراستي للقراءات أتمنى أن أكمل دراسة الماجستير في الشريعة الإسلامية؛ إلا أن العقبة التي كانت تعترضني هي عدم معادلة مؤهلي الجامعي لشهادة الأزهر أو كلية دار العلوم بجامعة القاهرة؛ وأثناء اتصالي بأحد أساتذتي بالمرحلة الجامعية وهو الأستاذ الدكتور محمود عبدالنبي حسين سعد – رحمه الله – أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد، أشار عليّ فضيلته بتقديم أوراقي للمجلس الأعلى للجامعات المصرية (قسم المعادلات)؛ فاستعنت بالله وقدمت الأوراق المطلوبة، وبعد انتظار دام أربعة أشهر حصلت على معادلة شهادتي بشهادة كلية دار العلوم جامعة القاهرة تخصص الشريعة الإسلامية.

وبدأت بعد حصولي على المعادلة دراسة الماجستير  في الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم قسم الشريعة الإسلامية؛ فأنهيت دراسة المواد في السنة التمهيدية عام ٢٠٠٧م. ثم شرعت بعد ذلك لتقديم خطة لرسالة الماجستير وهنا واجهتني عقبة كبيرة ، إذ لم يسمح لي بتسجيل موضوع في القراءات القرآنية بحجة أن القسم ليس به أستاذ متخصص في القراءات؛ فحزنت لذلك حزنا شديدا، وهممت بالانتقال إلى كلية أخرى لأحقق رغبتي في الكتابة في القراءات، واستخرت الله تعالى واستشرت من وجدته من الأساتذة؛ فأشاروا علي بالبقاء في الكلية والكتابة في أي موضوع تتم الموافقة عليه.

فقمت بالبحث عن موضوعات مناسبة للدراسة وتقدمت بالعديد من الخطط إلا أنها جميعا لم تحظ بالقبول من مجلس القسم بحجة أنه قد سبق بحثها والكتابة فيها، وبعد سنة ونصف تمت الموافقة على موضوع بعنوان : (القواعد الأصولية عند ابن سُرَيج المتوفى سنة ٣٠٦ هـ وتطبيقاتها الفقهية – دراسة أصولية فقهية مقارنة) واستمرت كتابة الموضوع مدة أربع سنوات، وتمت مناقشتي بتاريخ ٩/٤/٢٠١٣م بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة، وقررت اللجنة منحي درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية بتقدير: ممتاز؛ فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

وأود هنا أن أزجي شكري وعرفاني لكل من أعانني ووقف معي للحصول على هذه الدرجة العلمية وأخص بالذكر المسؤولين بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم والمديرية العامة للتطوير الإداري والجهات الأخرى ذات العلاقة بديوان البلاط السلطاني، فقد كانوا لي خير معين بعد الله عز وجل، فلهم مني كل الشكر والتقدير.

 

كيف تقرأ القرآن

كيف جائت لك فكرة تقديم برنامج (كيف تقرأ القرآن) الذي يقدم في شهر رمضان المبارك من كل عام؟

برنامج كيف تقرأ القرآن الكريم بدأ بثه منذ سنوات، وقد ابتدأ إعداده وتقديمه فضيلة الشيخ عبدالمعطي منذر عبدالمعطي مشرف مدارس القرآن الكريم التابعة لديوان البلاط السلطاني، ثم تلاه  في الإعداد والتقديم الأخ العزيز الدكتور سعيد بن راشد الصوافي الأستاذ بجامعة السلطان قابوس؛ كما أعده وقدمه الأستاذ راضي سعيد من جمهورية مصر العربية عام ١٩٩٥م وقد كان يبث باسم (ورتل القرآن ترتيلا)..

وفي عام ١٩٩٧م عرض عليّ المسؤولون  في التلفزيون إعداد وتقديم البرنامج ؛ فترددت بادئ الأمر، لكون الأمر جديدا عليّ ؛ إذ لم يسبق لي تقديم برنامج تلفزيوني من قبل، ثم استخرت الله تعالى واستشرت فضيلة الشيخ محمد سلام الذي كان معلما وناظرا لمدرسة القرآن الكريم بصلالة؛ فشجعني فضيلته، وقال لي: سأكون معك في مراقبة التلاوة؛ فاستعنت بالله تعالى وتوكلت عليه، وشرعت في تحضير الحلقات؛ وكنت أَعرض ما أكتبه على الشيخ محمد فيصلح ما يحتاج إلى إصلاح ويضيف ما يراه مهما لإتمام الفائدة، والحق أنني استفدت كثيرا مما أضافه الشيخ إلى الحلقات وأعتبر ذلك من الأسس التي لا أزال أعتمد عليها إلى الآن.

وقد حصل هذا البرنامج على جوائز عدة على المستوى الخليجي؛ فقد حصل على الجائزة الذهبية مرتين:

الأولى: عام ١٩٩٥م وقد كان بإعداد وتقديم الأستاذ راضي سعيد وإخراج الأستاذ محمد الطراونة.

والثانية : عام ٢٠٠٦م وقد كنت في الإعداد والتقديم وكان في الإخراج الأستاذ سعيد بن موسى الزدجالي.

ويستهدف هذا البرنامج الناشئة من الأطفال وبالأخص مرحلة الطفولة المتأخرة (٩-١٢) سنة. ويُعنى بتلقين الأطفال أحكام تلاوة القرآن الكريم وتطبيقها عمليا وبيان الأخطاء التي يقع فيها البعض عند التلاوة وتصحيحها.

وأود هنا أيضاً أن أشكر المسؤولين بالهيئة العامة بالإذاعة والتلفزيون؛ فلولا قناعتهم بأهمية هذا البرنامج ما كان له أن يستمر منذ بدء بثه وإلى الآن؛ فأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم وأن يتقبل منهم، إنه جواد كريم.

 

أهم المحطات

ما هي أهم المحطات التي مررت بها في حياتك وأثرت في تكوين شخصيتك الحالية؟

أهم المحطات الّتي أثرت في تكوين شخصيتي هي:

أولا: التنشئة الأولى في الصغر؛ فقد نشأت والحمد لله على حب القرآن الكريم وتعظيمه؛ والاهتمام بتلاوته وحفظه، وكان للمجتمع الذي أعيش فيه دور كبير في ذلك، فالبيت والمدرسة والمسجد والأصدقاء؛ كان لهم جميعا تأثير كبير في شخصيتي الحالية.

ثانيا: دراستي في معهد السلطان قابوس للدراسات الإسلامية بصحار، والتي تأثرت فيها بالأساتذة والمشايخ الكرام التي جلست بين أيديهم طالبا ومتعلما.

ثالثا: عملي بصلالة، حيث تأثرت بفضيلة الشيخ محمد سلام؛ وأهم ما أفدته منه بعد الإفادة العلمية : الصبر على التعليم والحرص على إصلاح الخطأ عند المتعلم أيا كان مستواه التعليمي، وكم كنت أتعجب حينما أراه يطلب من المتعلم أن يعيد الكلمة أو الحرف مرات عديدة حتى يصل إلى الإتقان في التلاوة، دون كلل أو ملل، وهذا ما يفتقده بعض معلمي القرآن الكريم .

 

من أهم أبرز الشيوخ والقراء الذين تأثرت بهم وتعتبر أنك تعلمت منهم؟

ذكرت سابقا أنني استفدت كثيرا من فضيلة الشيخ محمد حسن النجاري في بداية دراستي بالمعهد؛ فقد جودت القرآن الكريم على فضيلته، كما تأثرت بفضيلة الشيخ محمد سلام في طريقته في التلقين؛ وأفدت منه الكثير من الفوائد التجويدية؛ والتي منها: طريقة نطق بعض الكلمات القرآنية مثل: (فقست) ، (ولكم) ، (ولهم) ، (أولا) ، (يعدكم) إلى غير ذلك.. وهو  ما يعرف عند علماء التجويد بتجويد الكلمة؛ أي: تجويد حروف الكلمة مجتمعة مع حركاتها وذلك بإتمام الحركات وعدم اختلاسها وتمييز الحروف الداخلة على الكلمة من حروفها الأصلية،  وهذا الأمر يتضح بالتلقين والتلاوة أمام الشيخ.

وتعلمت منه أيضا تجويد الأداء الصوتي للجمل القرآنية؛ فالجملة الاستفهامية نحو قوله تعالى: (فأين تذهبون) تختلف في نبرة الصوت عن الجملة الخبرية كقوله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) كما أفادني فضيلته ببعض اللطائف القرآنية في الوقف والابتداء في القرآن الكريم كجواز الوقف على كلمة : (كلا) في بعض المواضع وعدم جوازه في مواضع أخرى؛ فإن جاءت (كلا) نافية لما قبلها جاز الوقف عليها والابتداء بما بعدها كما في قوله تعالى: (كلا لينبذن في الحطمة)، وإن جاءت بمعنى: (حقا) لم يجز الوقف عليها كما في قوله تعالى: (كلا سيعلمون ). إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يتسع المقام لذكرها.

 

تنويع البرامج

ما هو تقييمك لأداء إذاعة القرآن الكريم بالسلطنة؟ وهل لك أية اقتراحات لتطويرها من وجهة نظرك؟

إذاعة القرآن الكريم في السلطنة بدأت بداية طيبة، وهي آخذة في التطور شيئا فشيئا، والقائمون على الإذاعة مهتمون بتنويع البرامج وإثراء مكتبة الإذاعة بكل ما هو جديد ووثيق الصلة بالقرآن الكريم، وأتمنى أن تكثر البرامج المباشرة في تعليم القرآن الكريم لأن هذا النوع من البرامج يكشف لنا عن المواهب القرآنية لدى الناشئة ويمكننا بذلك كمعلمين للقرآن الكريم أن نتواصل معهم ونشجعهم ونأخذ بأيديهم إلى التلاوة الصحيحة لكتاب الله عز وجل.

 

في رأيك لماذا هناك قلة في عدد القراء العمانيين للقرآن الكريم المعروفين على الساحة العمانية؟

السلطنة ولله الحمد تزخر بالكثير من المواهب الصوتية في تلاوة القرآن الكريم؛ لكن ما ينقص هذه المواهب هو: عدم وجود جهة حاضنة لها، وكل القراء الذين نشاهدهم في السلطنة هم نتاج جهود فردية ، فلم يجدوا من يأخذ بأيديهم إلى الإتقان في الحفظ والتلاوة، وأتمنى من كل قلبي أن يأتي اليوم الذي يُنشأ فيه معهد أو كلية تُعنى بتدريس قراءات القرآن الكريم على غرار معاهد القراءات و كليات القرآن الكريم ببعض الدول العربية.

 

نصائح للآباء

في ظل التكنولوجيا وسيطرة الألعاب الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. ما هي نصائحك التي توجهها للأسر لكي ينشئوا أبناءهم على حب القرآن وتعلمه؟

بدايةً لا بد للمربي أن يغرس في نفوس الأطفال حب تلاوة القرآن الكريم منذ مراحل الطفولة الأولى؛ وذلك بتعليم الطفل سورة الفاتحة وبعض  قصار السور وتشجيعه على ذلك بكل الوسائل الممكنة كالهدية والمكافأة، ويجب الحذر من العنف في التعليم، فأسلوب العقاب البدني لا يجدي نفعا في كثير من الحالات؛ وقد يعود بآثار سلبية على الطفل، ثم لا بد من ربط الطفل بمعلم متقنٍ يلقّنه القرآن الكريم؛ ويكون ذلك بشكل منتظم كيومٍ أو يومين  في الأسبوع، والاستمرار على ذلك، فقليل دائم خير من كثير منقطع، ولأهمية التلقين في تلاوة القرآن كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم  القرآن وأنزل الله عليه قوله تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه)..

ولا بد لنا كمربين ومعلمين للقرآن الكريم أن نغير من أساليبنا ووسائلنا التعليمية بما يتوافق مع معطيات هذا العصر؛ فعصر الإنترنت والأجهزة الرقمية يختلف عن العصور السابقة التي كان يستخدم فيها القلم والأوراق، ولدينا اليوم الكثير من الوسائل التعليمية التي أنتجها العلم الحديث يمكن استخدامها في تعليم تلاوة القرآن الكريم؛ ابتداءً من برامج الحاسوب والأجهزة اللوحية وانتهاءً بالسبورة التفاعلية وغيرها .. كل ذلك يمكن الاستفادة منه في تعليم القرآن الكريم.

 

هل تتمنى أن تسجل القرآن الكريم بصوتك بقراءات مختلفة كما سجلته بحفص؟

أتمنى القيام بهذه الخطوة، ولكن توجد أسباب كثيرة تؤخر تنفيذها؛ لعل من أهمها: انشغالي بالدراسة؛ فأنا لا أزال إلى هذه اللحظة طالب علم أسعى للاستفادة والاستزادة من علوم القرآن الكريم.

 

طموحاتي في الفترة القادمة

ما هي طموحاتك في الفترة القادمة بإذن الله على المستويين الشخصي والمهني؟

أن يوفقني الله تعالى لإكمال دراساتي العليا في قراءات القرآن الكريم.

وأن يوفقني عز وجل لتسجيل القرآن الكريم بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي وهي رواية قالون عن نافع وورش عن نافع والدوري عن أبي عمرو البصري.

وأن يوفقني لخدمة هذا الوطن الغالي تحت قيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، فهذا الوطن  له علينا حقوق كثيرة؛ ومن أهمها: أن نسعى لرفعة شأنه بكل غال ونفيس، وأتمنى في هذا المقام أن أوفق لإقامة برامج متخصصة في تجويد القرآن الكريم، ودورات تدريبية لمعلمي القرآن الكريم، وبرامج إذاعية وتلفزيونية عن مدارس القرآن الكريم بالسلطنة.

______________________________________

جريدة عمان: الجمعة 10 رمضان 1434ه/19 يوليو 2013م

أجرت الحوار: مروة حسن