إلى متى سيظل المسلمون في حالة انقسام وفي حالة تشرذم وكل طائفة تنظر الى مصالحها دون مراعاة لغيرها؟

وجه سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة شكره العميق لجلالة السلطان – حفظه الله تعالى – على مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم ولكل القائمين عليها.

ودعا سماحته الى أن تكون المسابقة المباركة اكثر عموما وأن يكون الجهد المبذول في حفظ القرآن وفي تحفيظه اكثر مما هو عليه الآن.

وأشار سماحته إلى وجود سعي حثيث لإنشاء فصول للقرآن الكريم وعلومه بمعهد العلوم الشرعية وسعي ايضا لتحقيق وجود قناة فضائية لأهل الحق والاستقامة.

وأكد سماحته ان ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان قاربت بين النفوس وعرفت فئات الأمة كل بما عند غيرها.

وحول الأحداث التي تقع في العالم العربي في هذه الآونة قال سماحته: لكل أحد أن يطالب بحريته المعقولة في حدود المعقولية وأن العلاقة بين الحاكم والمحكومين علاقة لين ورحمة.

منبها الى ان هناك من يتربص بالأمة الدوائر ويحاول ان يبعدها عن دينها وشرعها وان يجعلها دائما تابعة ذليلة، وحذر من ان الأمة بانقسامها تصبح ضعيفة امام العدو المشترك وتعطيه الفرصة لأن يفعل ما يشاء بها .. وإلى ما جاء في الجزء الأخير من اللقاء.

بطبيعة البيئة العمانية لا تتحرج من أخذ الحق ولو مِن مَن خالفها فلا يكاد بيت أو مسجد من مساجدنا أو مكتبة من المكتبات خاصة وعامة يخلو من كتب ومؤلفات من جميع المذاهب والطوائف إلا انه ظهرت في الآونة الأخيرة أصوات تقول: إن العمانيين لا يقتنون حتى المصاحف من الخارج .. فما هي قراءتكم لمثل هذا الأمر؟

 

كل احد يستطيع ان يقول ما يشاء ولكن الحقيقة لا يمكن ان تطمس ولا يمكن ان تغطى بهذه الأحقاد أو بما في النفوس من حزازات فإن الشمس لا توارى عن الابصار بحجب الأكف لها نور الشمس يظهر والحقيقة واضحة.

 

سيتحقق:

ما زال الناس يترقبون انطلاق قناة دينية لأهل الحق والاستقامة فهل هناك بوادر لظهورها؟

 

نرجو ان يتحقق ذلك ان شاء الله والسعي حثيث إن شاء الله تعالى الى تحقيق ذلك.

 

أكثر جدوى

لمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم أهمية خاصة لدى أبناء الوطن ما هي كلمتكم نحو هذه المسابقة هل من مقترحات لتطويرها؟

 

نحن نرجو ان تكون هذه المسابقة اكثر عموما واكثر جدوى مع ذلك ايضا نرجو ان يكون الجهد المبذول في حفظ القرآن وفي تحفيظه اكثر مما هو عليه ونرجو من الله التوفيق مع شكرنا العميق لجلالة السلطان – حفظه الله تعالى – ولكل القائمين على هذه المسابقة.

 

.. هناك من يريد حفظ القرآن ويشارك في مسابقات حفظ القرآن الكريم ولكنه يصطدم بعدم وجود معاهد متخصصة لتحفيظ القرآن الكريم في السلطنة .. بما انكم رئيس لمجلس الادارة لمعهد العلوم الشرعية سمعنا أنه سيتم إنشاء فصول في هذا المعهد لدراسة القرآن وعلومه .. هل تؤكدون ذلك؟

 

نرجو أن يتحقق ذلك إن شاء الله ونسعى إلى هذا سعيا حثيثا.

 

نرجو أن تتوالى

ندوات عديدة ومن أهمها ندوة تطور العلوم الفقهية تقيمها السلطنة كلها تهدف الى توحيد الصف بين بني الإسلام .. ما هو تقييمكم للندوات التي عقدت .

 

الندوات التي عقدت آتت ثمارها الطيبة فقد قربت الناس بعضهم من بعض وعرفت فئات الأمة كل فئة بما عند غيرها وفي هذا التلاقي تلاقح في الأفكار وتقارب بين النفوس وتنسيق بين الجهود فنرجو أن تتوالى هذه الندوات وأن تتوالى ثمارها الطيبة.

 

ثناء النبي على أهل عمان

وهل هناك من إشارات تنبئ على رسوخ الدعوات التي نالتها عمان من لدن مخلص البشرية محمد صلى الله عليه وسلم؟

 

الحمد لله، ما في شك أن هناك دعوات والنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على أهل عمان في قوله لرسوله الذي شكى إليه بأنه أتى قوما فسبوه وضربوه (لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك).

 

ليت الأمة تنظر إلى مصالحها

إلى متى سيظل المسلمون في حالة انقسام وفي حالة تشرذم وكل طائفة تنظر الى مصالحها دون مراعاة لغيرها؟

 

ليتها تنظر الى مصالحها لأنها بانقسامها وبابتعادها عن غيرها تصبح ضعيفة امام العدو المشترك وهي بهذا تعطي الفرصة للآخرين لأن يفعلوا ما يشاؤون بالأمة بسبب بعد الأمة عن الاتحاد واجتماع الكلمة وبهذا تبعد عن أسباب العز والقوة والمكانة بين الأمم فالاتحاد قوة والشقاق ضعف والاتحاد رحمة والشقاق عذاب فعلى الأمة ان تفكر في هذا وان تحاسب كل طائفة نفسها في ذلك.

 

الإنصاف لكل مظلوم

ظهر بيان من (اتحاد علماء المسلمين) التي أنتم عضو فيها (افتوا بالجهاد في سوريا) وكانت هناك ردة فعل من الطوائف الأخرى أنهم أيضا مستعدين للجهاد لم أحصل على اسم لسماحتكم ضمن الأسماء الموقعة على هذه الفتوى.. فهل أنتم تقرون مثل هذه الفتوى؟

 

نحن ندعو الأمة إلى الاتحاد والألفة وعدم التفرق وفي نفس الوقت ندعو إلى ان ينصف كل مظلوم وأن يعطى حقه، نحن نقول دائما: إن الله تبارك وتعالى جعل الحرية حقا مشتركا لجميع عباده وقد قال عمر رضي الله تعالى عنه كلمته المشهورة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) فلكل أحد أن يطالب بحريته المعقولة في حدود المعقولية والعلاقة بين أي حاكم ومحكومين يجب ان تكون كما قال الله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) هذه هي العلاقة بين الحاكم والمحكومين لا علاقة استبداد وتسلط وجبروت.

 

إذا نستطيع أن نقول انه لا علاقة لك بهذه الفتوى؟

 

نحن نرجو من الكل ان ينصف وان يدفع الظلم بالطريقة المشروعة.

 

منها من يعمل لمصالح الآخرين

 

رغم الثورات التي حصلت في بعض البلدان العربية المنادية بتطبيق شرع الله إلا انه من الملاحظ ان هناك من يستهدفها ويتعمد اشاعة الفوضى في تلك البلدان فهل ترون سماحتكم ان هناك من يريد تعميق الشرخ في البلدان الاسلامية وما هو السبيل الى درء مثل هذه الفوضى؟

 

نعم، هناك من يتربص بالأمة الدوائر ويحاول ان يبعدها عن دينها وشرعها وان يجعلها دائما تابعة ذليلة بدلا من ان تكون متبوعة عزيزة ومع هذا كله ايضا هناك في نفس الأمة من يعمل لمصالح الآخرين فعلى هذه الأمة ان تستيقظ وأن تحاسب نفسها وأن ترص صفها وأن تجمع كلمتها.

-----------------------

جريدة عمان : الجمعة, 2رمضان 1434هـ. 11 يوليو 2013م

 

أجرى اللقاء: سيف بن سالم الفضيلي