أكد سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أن الصحابة كان كل واحد منهم نسخة من هداية القرآن أثرت عليهم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فتخلقوا بها وساروا على نهجها فزكت ولذلك كانوا خير أمة أخرجت للناس.

 

وقال: إن الأخلاق كانت هي الداعية لأتباع هديهم والتأسي بهم والسير على نهجهم وان أعداءهم كانوا مبهورين بهذه الأخلاق.

 

وأوضح ان ذكر الله سبحانه كان لا يفارق قلوبهم ولا ألسنتهم وخشية الله سبحانه وتعالى تتأجج نارها في قلوبهم.

 

وبين ان الأمة بحاجة الى صياغة جديدة من حيث الفكر والعقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك والعمل والى أن تبعث الروح فيها لتحيا من موات.

 

وأكد على ان الزمن كما يقول بعض المفكرين استدار الآن كهيأته يوم بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم فعاد الى دورة تاريخية تكون امتدادا لتلك التي قادها الرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وقال: على المسلم وهو يمر بالذكريات الاسلامية ان يجدد ايمانه وان يصلح نفسه أولا ويبني حياته الفكرية والعملية على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وأشار الى ان تزكية النفس كانت بالعقيدة الصحيحة وبالعمل الصالح بتقوى الله تعالى في السريرة وفي العلانية وبين ان العواطف يجب ان تستغل بتوجيهها الوجهة المرضية حتى تكون بناءة وان ثابتة يتجدد تأثيرها في النفوس باستمرار.

 

وأوضح ان الأمة لم تفق الأمم الأخرى في عددها وعدتها وبالإنجازات المادية وانما علت بهذه الأخلاق وإذ كانت الحضارات متنوعة في الأمم البائدة فان هذه الأمة انما حضارتها هي الأخلاق العالية فالأخلاق هي المقياس وبها ترقى الأمم وبتركها تتدنى.

 

وقال: عندما تستيقظ الأمة من النوم والسبات والغفلة لا ريب ان العالم سيتبعها والمسلمون وهم يجددون ولاءهم لله تعالى عليهم ان يجددوا عزائم الخير في نفوسهم لينتشلوا أمتهم والعالم من هذا الضياع الذي وقع فيه.

 

جاء ذلك في محاضرته التي القاها بجامع ابي الحسن البسيوي بالقريتين مساء الخميس 24 من الشهر الماضي والى تفاصيل ما قاله سماحة الشيخ الخليلي في الجزء الثاني والأخير من هذه المحاضرة:

ولا ريب أن أخلاقه صلى لله عليه وسلم إنما تجسد القرآن كما قالت ام المؤمنين رضي الله عنها عندما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم فردت بقولها (كان خلقه القرآن) وهذا الخلق الرفيع الذي كان عليه صلوات الله وسلامه عليه انعكس على صحابته رضي الله تعالى عنه فكان اولئك الصحابة كل واحد منهم نسخة من هداية القرآن لأن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم اثرت عليهم فتخلقوا بها وساروا على نهجها فزكت هذه الأخلاق بحسن اقتدائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ولذلك كانوا خير أمة أخرجت للناس ولذلك أثروا على عقول البشر جميعا فاعداؤهم انطلقت ألسنتهم لتعبر عما وقر في نفوسهم من تعظيمهم بسبب ما كانوا يرونه عليه من الأخلاق الحميدة هذه الأخلاق كانت هي الداعية لاتباع هديهم والتأسي بهم والسير على نهجهم فان اعداءهم بأنفسهم كانوا مبهورين بهذه الأخلاق فقد ذكر الطبري ان جيوش المسلمين لما كانت تتقدم الى الأمام وتجتاح ما يقف في سبيلها ضاقت الإمبراطوريات القائمة في العالم المتحضر في ذلك الوقت بهذا التقدم لهذه الجيوش وهذا دعا امبراطور الروم ان يجتمع بقادة جيشه ليتدارسوا أسباب الهزيمة التي لحقت هذا الجيش.

 

مع ان هذا الجيش كان عما قريب انتصر على أكبر امبراطورية في الأرض وعلى أقوى جيش فيها هي امبراطورية الروم وجيشها فكيف هؤلاء يتقهقرون أمام هذا الزحف فسألهم عن أوضاع هؤلاء القوم الذين واجهوهم في ميادين المعركة وماهي اخلاقهم فقال له احدهم: هم رهبان بالليل وفرسان بالنهار لا يأكلون في ذمتهم إلا بثمن ولا يدخلون إلا بسلام يقضون على من حاربوا حتى يأتي عليه وقال غيره أما الليل فرهبان واما النهار ففرسان يريشون النبل ويرونها ويثقفون القنا لو حدثت جليسك حديثا ما فهمه عنك مما على من أصواتهم بالقرآن والذكر).

 

هذه هي خلال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا كانوا يتواصون فكانت هذه القوة التي لا تقهر كانت هذه القوة الفاعلة التي تدحر أعداءها من اجل ذلك كانوا حراصا أشد الحرص على التواصي بهذا فعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما جند الأجناد في مواجهة الامبراطورية الفارسية بماذا زود الجند هل اكتفى بتزويدهم بالسلاح او امرهم بان يأتوا على كل شيء ويدمروا كل شيء ولا يبالوا بحرمة الإنسانيةلا. وانما امرهم بتقوى الله وأوصاهم بذلك فكان من وصيته لجنده ان قال لقائد الجند الذي من خلاله كان يوصي الجند قال: (أوصيك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فان تقوى الله افضل العدة في الحرب واقوى المكيدة على العدو واوصيك ومن معك من الأجناد بان تكونوا اشد احتراسا من المعاصي من عدوكم فإن ذنوب الجند اخوف عليهم من عدوهم فان عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فان استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا واعلموا ان في سيركم عليكم من الله حفظه يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وانتم في سبيل الله ولا تقولوا ان عدونا شر منا فلن يسلط علينا فرب قوم سلط عليهم من هو شر منهم كما سلط على بني اسرائيل اذ عملوا بمعاصي الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا واسالوا الله العون على انفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم اسأل الله لي ولكم).

 

هذه هي الوصية التي كانت الذخيرة الحية التي واجه بها المسلمون اولئك الأعداء فلانت الأيدي المقاتلة بين ايديهم وانطفأت شعلتهم امام هذا المد الاسلامي الزاحف الذي كان موصولا بالله سبحانه وتعالى.

 

كان ذكر الله سبحانه لا يفارق قلوبهم ولا السنتهم وكانت خشية الله سبحانه وتعالى تتأجج نارها في قلوبهم وكان الرجاء انما هو من الله سبحانه وقد عقدوا رجاءهم على الله كما انهم قصروا خشيتهم على الله سبحانه كانوا لا يخشون الا الله يتقون الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله فلذلك استطاعوا ان يحققوا ما يعد شبيها بالمعجزات وان يفتحوا هذا العالم مع قلة عددهم وعدتهم كل ذلك تحقق لهذه الأمة في ظرف مدة قصيرة من الزمن وكل ذلك انما كان بهذه الصلة بالله سبحانه الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فإن النبي صلى الله عليه وسلم انما كون امة هذه الأمة هل هي الآن على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ما كان عليه اتباعه لو كانت هذه الأمة في وقتنا هذا كما كانت من قبل لما هزمت في أي موقع هي الآن اكثر عددا وأقوى عددا ولكن مع ذلك تقهقرت يتغلب عليها العدو وتتغلب عليها الشراذم من الناس من أي شيء هذا انما ذلك كله يرجع الى تخلف هذه الأمة.

 

هذه الأمة هي بحاجة الى صياغة جديدة تصاغ من جديد كما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث الفكر والعقيدة ومن حيث العبادة والأخلاق والسلوك والعمل.

 

وهي بحاجة الى أن تبعث الروح فيها من جديد لتحيا من موات كما حيت من قبل من مواتها بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم فالزمن كما يقول بعض المفكرين استدار الآن كهيأته يوم بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم فعاد الزمن الى دورة تاريخية تكون هذه الدورة امتدادا لتلك الدورة التي قاده الرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فالانسانية بأسرها بحاجة الى هذا العطاء والى هذا الخير كيف يتحقق ذلك؟

يتحقق ذلك ببناء هذه الأمة من جديد بحيث تبنى على الفكر الصحيح والعقدية الصحيحة وعلى النهج السليم وعلى الخلق القويم وعلى الإخلاص لله سبحانه وتعالى في العبادة والعمل بحيث تعبد الله وتخشاه ولا تخشى أحدا الا الله.

 

عندما تكون الأمة بهذه الحالة ستتغير جميع هذه الأوضاع وستنقلب هذه الموازين رأسا على عقب ويتحول الناس من الشر الى الخير ومن الفساد الى الصلاح ومن الضياع الى الاجتماع ومن التشتت الى الوحدة هذا كله انما هو منوط بهذه الأمة عندما تراجع نفسها.

 

فإذن على المسلم وهو يمر بهذه الذكريات وتبعث فيه هذه الأحاسيس عليه ان يجدد ايمانه من جديد وقبل كل شيء عليه ان يصلح نفسه ويبني حياته الفكرية والعملية على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه مع ذلك ان يحرص على انتشال هذه الأمة من ضياعها وان يدعوها الى هذا الأمر وان يحرص على تزكيتها كما زكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد علمتم ان التزكية انما كانت بالعقيدة الصحيحة وبالعمل الصالح بتقوى الله تعالى في السريرة وفي العلانية هذه أمل أمة هي بحاجة الى هذا.

 

فإذن هذه العواطف يجب ان تستغل بتوجيهها هذه الوجهة المرضية حتى تكون بناءة وان تكون ثابتة يتجدد تأثيرها في هذه النفوس باستمرار بحيث لا تغور بعد ان تثور ولا تخمد بعد ان تتقد وانما تظل متوهجة في هذه النفوس تجدد فيها عزائم ايمان وتبعث فيها روح التقوى وتردها الى الله سبحانه وتعالى ردا جميلا.

 

هذه مسؤولية الأمة بأسرها وبهذا تكون هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس فان الله تعالى يقول (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) الأمة الاسلامية لم تفق امم الأمم الأخرى في عددها وعدتها ولم تعل بالإنجازات المادية وانما علت بهذه الأخلاق فإذا كانت الحضارات متنوعة في الأمم البائدة فان هذه الأمة انما حضارتها حضارة الأخلاق العالية ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على غرس هذه الأخلاق في النفوس فكان مما قاله عليه افضل الصلاة والسلام (ان احبكم الي وأقربكم مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وأن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون).

 

فالأخلاق هي المقياس وبها ترقى الأمم وبتركها تتدنى هذه الأمم لننظر الى كتاب الله سبحانه وتعالى كيف جاء ليطبع هذه الأمة بالأخلاق الفاضلة نحن عندما نفتح أبصارنا الى القرآن الكريم وننظر ما وقعت فيه الانسانية اليوم من ترد في الأخلاق نجد كأنما هذا القرآن نزل من جديد ليعالج المشكلة الإنسانية في هذا العصر..

 

انظروا مثلا الى قول الله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا).

 

لو فكرنا في هذه الآيات وفكرنا في مشكلات العالم المادي هذا العالم الذي غرق في المادة وعني بها حتى صار يقدسها من دون الله سبحانه وتعالى لوجدنا ان هذه الآيات انما تعالج مشكلة هذه الانسانية لننظر الى عالم الغرب الذي سبق في ميادين الماديات ولكن بقدر هذا السبق تخلف في عالم الأخلاق وانحدر الى الحضيض الأدنى لننظر الى وضع هذا العالم اولا هل هم يعبدون الله لا يشركون به شيئا لا (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) ثم هل هم يحسنون الى الوالدين لا. انما الوالد يخرج بعد ان يبلغ من الكبر عتيا ويكون غير قادر على الانتاج يرمى به في دور العجزة والولد يهجر والديه ولا يبالي بهما ولا يسأل عنهما بعد ان يرمي بهما في دور العجزة عندما يكونان عاجزين عن الانتاج لا يكون الولد مسؤولا عنهما باي حال من الاحوال تتقطع الصلات والولد نفسه ينتظر من اولاده ايضا ان يعاملوه هذه المعاملة ثم مع هذا هل تكون هناك صلة ما بين الأقربين وتكون رابطة تشد الأسرة بعضها الى بعض بحيث تتعامل هذه الأسرة على اساس هذه الأخلاق التي جاء بها القرآن.

 

هل هناك محافظة على اليتامى والمساكين والمحتاجين لا. انما الانسان قيمته بقدر انتاجه عندما يعجز عن الانتاج لا قيمة له وهكذا فاذن العلاج انما هو في القرآن الكريم.

 

القرآن الذي جاءنا بهذه الأخلاق العالية وطبع الانسان بهذا الطابع طابع الإخلاص ليكون انسانا سويا قويما يحرص على الخير ويدعو إليه ويأمر بالمعروف ويحرص عليه وينهى المنكر ويتوقاه.

 

فإذن العالم بحاجة الى هذه الأخلاق عندما تستيقظ هذه الأمة من هذا النوم ومن هذا السبات ومن هذه الغفلة الذي هي فيه الآن لا ريب ان العالم سيتبعها هي بامكانها ان تصدر هذه الأخلاق للعالم لأنها تصبح في مكان القوة كما ان العالم صدر إليها هذه الأخلاق إذ هو الذي أصبح قويا وهي أصبحت في نقطة الضعف فالعالم إذن من أقصاه الى أقصاه انما هو بحاجة الى هذه الدورة التاريخية التي تكون امتدادا للدورة التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فالمسلمون وهم يجددون ولاءهم لله تعالى ورسوله ويجددون حبهم لرسول الله صلى عندما يمرون بذكرياته عليهم ان يجددوا هذه العزائم عزائم الخير في نفوسهم لينتشلوا امتهم وهذا العالم من هذا الضياع الذي وقع فيه بهذا تكون هذه الأمة خير امة اخرجت للناس وما أسهل إبلاغ هذه الرسالة إبلاغها الى العالم في وقتنا هذا مع ما وصل إليه العالم من التقارب بحيث أصبحت زواياه كأنما زويت في زاوية صغيرة أصبح العالم كأنه عمارة واحدة يطل ابناؤها من شققهم ومن غرفهم يطل بعضهم على بعض ويلتقون فاذن هذا العالم الآن ما أسهل إبلاغه هذه الدعوة عندما يكون المؤمنون حقا يجسدون هذه الدعوة وهذه القيم التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرصون على إعادة الدورة التي قادها النبي صلى الله عليه وسلم بها وقادها فيما بين الناس نسال الله سبحانه ان يوفقنا جميعا الى الخير وان يأخذ بنا الى الجادة التي تبلغنا رضوانه.

_______________________________________

جريدة عمان: الجمعة 27 ربيع الأول 1434ه / 8 فبراير 2013م

متابعة: سيف الخروصي