طباعة
المجموعة: بأقلام القراء
الزيارات: 1897

هذه أقوال جميلة وكلمات رائعة لسماحة الشيخ أحمد الخليلي-حفظه الله-:

 

 سر نجاح دعوة السلف الصالح:

"ونجد أن السلف الصالح إنما استطاع أن يقتحم السدود ، وأن يذلل العقبات ، وأن يصل إلى غايته في هذه الدعوة بالتطبيق الدقيق لكل ما يدعو إليه ، فالسلف الصالح كانت أعمالهم أدعى إلى الحق من أقوالهم ، ولذلك تفاعل الناس تفاعلاً تاماً مع هذه الدعوة فاتبعوا دين الله ودخلوا فيه أفواجا ، وهذا كما قلنا مع عدم وجود الوسائل في ذلك الوقت ولكن عزيمتهم كانت عزيمة متوقدة ، وأعمالهم كانت أعمالاً صالحة ، وسيرتهم كانت سيرة زكية ، ولذلك تفاعل الناس مع دعوتهم فتسارعوا إلى الاستجابة لها" .

********

 

 حفظ الأعراض:

"يجب الرفق بالمرأة ، ويجب على الرجل أن يتعامل مع امرأته على أنها أخته وعلى أنها أمه وعلى أنها ابنته، فكما أنه لا يرضى لأمه ولا يرضى لابنته ولا يرضى لأخته أي عار يلحقها كذلك عليه ألا يرضى بأي امرأة أخرى ذلك لأنها قبل كل شيء أخته في الإنسانية قبل أن تكون أخته في الإسلام ، ثم هي أخته في الإسلام ، ثم قد تكون أخته في المجتمع أيضا بحيث يجمعهما جميعا مجتمع واحد ، فعليه أن يتقي الله تبارك وتعالى في ذلك وأن يحرص على تجنب جميع الإثارات" .

********

 

 

 قيمة كلمة الحق:

"هنا تعجبني كلمات قالها بعض الدعاة يقول : "إن الكلمة لتخرج ميتة وتصل هامدة مهما تكن طنانة رنانة إذا هي لم تخرج من قلب مؤمن بها، ولن يؤمن إنسان بما يقول حتى يستحيل هو ترجمة حية لما يقول وتصويراً واقعياً لما ينطق ، حينئذ تخرج الكلمة كلها دفعة حياة لأنها تستمد قوتها من واقعها لا من طنينها ، وجمالها من حقيقتها لا من بريقها" ، والله تعالى المستعان" ( الكلمات يستشهد بها على الدوام سماحته وهي للمفكر محمد إقبال) .

********

 

 العاطفة الجياشة وحدها لا تكفي:

"فلا ريب أن الأمة الإسلامية يحمل أفرادها كل واحد منهم بين جوانحه عاطفة جياشة تشده إلى إخوانه المؤمنين ، وتلهب في نفسه مشاعر الحماس من أجل هذا الدين ، ولكن مما يؤسف له أن هذه العاطفة كثيراً ما تكون غير مصحوبة بعلم وبصيرة حتى يكون الإنسان قادراً على استخدامها وتصريفها وفق متطلبات الدين الحنيف ووفق مصلحة هذه الأمة" .

********

 

 

 الفقه في الدين انتشال للأمة من الضياع:

"ولو أن الناس فقهوا أمر دينهم واستبصروا بوحي ربهم سبحانه وتعالى لكان الواقع غير ما نرى وما نشاهد ، ولأدى الأمر إلى ترابط هذه الأمة وتعاونها جميعاً على البر والتقوى ، وخروجها من المأزق الذي لا تزال تعاني فيه ما تعاني" .

********

 

 

 الاستعداد ليوم الرحيل:

"وعندما يستذكر الإنسان أن القيامة بين يديه وأن الموت لا يدري متى يفجؤه ، ولا يدري إلى أين مصيره ، هو راكب على راحلة وليس قيادها بيده ، إنما قيادها بيد غيره فلا يدري بها إلى أين ترحل ، هل ترحل إلى جنة عالية أو ترحل والعياذ بالله به إلى نار حامية ، مع هذا عندما تعتمل عوامل الخوف والرجاء في نفسه لا بد من أن يقوى على كبح هذه النفس الأمارة بالسو،ء وزم هواها وضبط غرائزها والتصرف في طاقاتها لتكون عاملة في مجال البناء والتعمير، بدلاً من أن تكون وسيلة للهدم والتدمير والعياذ بالله" .

********

 

 

 الرفق في الدعوة ضمان لنجاحها:

"فلذلك على الإنسان أن يحرص دائماً على أن يحسن خلقه ، وأن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به ، لا أن يعاملهم بالقسوة والخشونة ولو كان يغيّر منكرا ًعليهم عليه أن يأتيهم بالرفق واللطف إذ ما دخل الرفق شيئاً إلا زانه ، وما دخل العنف شيئاً إلا شانه ، فهكذا يجب أن تكون أخلاق المؤمنين ، أن تكون جذابة هي بنفسها تدعو إلى الحق وإلى الإسلام أكثر مما تدعو ألسنتهم ، والله تعالى ولي التوفيق" .

********

 

 

 التربية والأخلاق سر صلاح النفوس:

"لا ريب أن للتربية أثراً كبيراً على نفس الإنسان، ولكن عندما يتعمق الفهم الإسلامي في نفسه ، وتتبين له الرؤى ، ويميز بين الباطل والحق وبين الضلال والهدى وبين الغي والرشد ، فإنه بطبيعة الحال يتجاوب مع هذا التصور الصحيح ، وتكون أخلاقه انعكاس لهذا التصور الصحيح ، ولذلك يكون المسلم دائماً رقيق الحاشية حسن المعاملة ، والله تعالى المستعان .

الإسلام يهذب الأخلاق ويجعل الإنسان كما ذكرنا لطيف المعاملة رقيق الحاشية يستقبل إخوانه بشوشاً مبتسماً ، ويعد ذلك من الصدقات التي يتصدق بها لأجل أن يكرمه الله بالأجور كما دل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلّم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )".

********

 

 

( خيركم خيركم لأهله ):

"فالإنسان المسلم إنما يلقى إخوانه بوجه طلق ، بوجه كله بشر وكله فأل حسن وكله انبساط ، لا يلقاه بوجه عبوس مكفهر ، وهذا لا ينحصر في معاملة الإنسان المسلم للناس الآخرين غير أهل بيته ، بل حتى في بيته ، الإنسان المسلم عليه أن يكون لطيف المعاملة ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلّم ، النبي عليه أفضل الصلاة والسلام كان ألطف الناس في معاملة أهله ، عندما يدخل بيته يكون وديعاً إلى أقصى الحدود ، ويكون لطيف المعشر إلى أقصى الحدود لأن الإيمان هو الذي جعل خلقه من هذا النوع العالي السامي ، كيف وقد هيأه الله تعالى لحمل رسالة الإيمان إلى العالمين ، وجعل هذه الرسالة رحمة للعالمين .

 فإذن هكذا يجب أن يكون المسلم ، لا أن يدخل بيته مقطب الجبين مكفهر الوجه لا ينظر إلا شزرا ، ولا يرد جواباً إلا بغلظة وبقسوة ، هذه الحالة غير مألوفة في الإسلام ، عندما دخل صبي من صبيان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عليه وهو في مجلسه ، وفي مجلسه رجل جاء ليبعثه إلى ولاية من الولايات أي ليوليه منطقة من مناطق الأمة الإسلامية ، قطراً من أقطار الإسلام فلما دخل الصبي استقبله عمر رضي الله عنه وبش له وقبله ، فقال له : حتى أنت تقبل أولادك والله إن لي من الولد كذا وما قبلت أحداً منهم قط . فعمر رضي الله عنه على الفور قال : إذاً لا أوليك أمر المسلمين إن كنت قاسياً في معاملتك لأولادك فكيف تكون معاملتك للآخرين . وأبى أن يوليه ، أنهى المعاملة ، وهكذا كل السلف الصالح الذين كانوا تشربوا روح الإسلام إنما كانت معاملتهم معاملة لطيفة .

وهذه المعاملة هي التي جرت الناس إلى الحق ، هي التي أقنعت الأمم فتسابق الناس إلى الدخول في دين الله أفواجا ، ما كانت معاملتهم معاملة قاسية منفرة ، كما قلت إن كان النبي صلى الله عليه وسلّم يقول الله تعالى له: ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)(آل عمران: من الآية159) ، فكيف بغيره عليه أفضل الصلاة والسلام" .

********

 

 

 مقاومة الطبع:

"على الإنسان دائماً أن يحرص على أن يقاوم طبعه ، مقاومة الطبع السيئ مما يؤمر به الإنسان ، عندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وقال له : يا رسول الله قل لي قولاً ينفعني وأقلل عليّ لعلي أعيه . قال له النبي صلى الله عليه وسلّم : لا تغضب . ثم رجع إليه وسأله مرة فقال له : لا تغضب ، وسأله مرة أخرى فقال له : لا تغضب . فمعنى ذلك أن الإنسان إن كان من طبعه الغضب والانفعال يؤمر أن يقاوم هذا الطبع ، ويؤمر أن يحرص على الترفق والتلطف ، ومهما كانت صعوبة ذلك عليه فإنه بترويض نفسه على ذلك يستطيع أن يتغلب على هذا الطبع" .

********

 

 

 الدين فوق العادات والتقاليد:

"الدين فوق العادات والتقاليد ، الدين هو استسلام الإنسان لأمر الله وتجاوبه مع حكم الله ، وانقياده لشرعه ، وإذعانه لطاعته ، هذا هو الدين ، ونحن إنما تعبدنا بما تعبدنا به سواء اتفق ذلك مع عاداتنا أو لم يتفق فعلينا أن نرعى جانب الدين ، الدين هو الأصل ، أما ما كان موروثاً عن الآباء والأجداد فإنه يعرض على الدين فإن اتفق مع الدين فبها ونعمت وبذلك يؤخذ ، وإلا فالدين هو الأصل ، وما عداه فهو مرفوض" .

********

 

 القرآن حياة الأرواح:

 "... ولا ريب أن كتاب الله تعالى هو المنهج الصحيح، وهو النبراس الوضاء، هو الهدي النبوي الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى من أجل وصل هذه النفوس ببارئها عزوجل، وقد قال سبحانه : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) سورة الإسراء ،الآية 9.

( وَنُنَـزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) سورة الإسراء، الآية 82.

وبين سبحانه أنه روح من عنده، روح تحيا بها الأرواح كما تحيا بها الأجساد، ونور من عنده سبحانه يبدد ظلمات الطبع وينير الطريق للسالكين...

... نعم هذه النفوس بدون الكتاب العزيز هي ميتة خامدة هامدة لا حراك لها في الحياة؛ وإنما تحيا بالقرآن الكريم ،والحياة كلها بدونها مظلمة الجوانب مطموسة الصور، ولذلك كانت الإنسانية في جميع أدوارها هي أحوج ما تكون إلى أن تستنير بهذا الكتاب وتستلهم منه منهاجها...".

********

 

 خطورة هجر لغة القرآن:

" من العار على المسلم أيا كان أن يحسن اللغات الأجنبية، ومن بينها لغات المستعمرين الذين استذلوه واستعبدوه، وأن يفاخر بإتقان هذه اللغات، ومع ذلك هو لا يتقن لغته، أياً كان جنسه سواء عربيا أو كان غير عربي؛ لأن اللغة العربي كما قيل هي لغة المسلمين جميع".