طباعة
المجموعة: مشكلات وحلول
الزيارات: 1806

أنا طالبة في السنة الرابعة (آخر سنة باذن الله) تقدم شاب لخطبتي وكنت راضية بل ومتشوقة لاتمام الأمر فالواقع الجامعي الذي نعيشه والفتن التي تحيط بنا من كل حدب وصوب كانت تفرض علي التفكير الطويل في امر الزواج والاستقرار......... غير ان اهلي سامحهم الله لم يكونوا المعين الطيب لي ولاسباب تافهه مما حدا بنا إلى ضرورة تأجيل الموضوع حوالي سنتين تقريبا وربما أكثر( اسأل الله السلامة والثبات ) وبوجود هذه الضرورة للانتظار ..... هل يمكن ان تعينوني باقتراحاتكم مما يساعدني في محاولة الكف والتوقف عن التفكير بالزواج (فهذا امر صعب بالنسبة لي وتفرضه علي الظروف والاحوال) ... كيف يمكن ان اشغل نفسي فالوضع لدي متأزم فأنا كثيرا ما افكر بذلك اليوم الذي ينعم الله علي فيه بالمعين الصالح الذي تسكن اليه نفسي وتقر بوجوده عيني.............. اعينوني جزاكم الله خير

الحل :

الفراغ هو فرصة الشيطان السانحة لإغواء الإنسان، كما يقول القائل:

إن الشباب والفراغ والجدة ***  مفسدة للمرء أي مفسدة

فعلى الإنسان أن لا يترك فرصة للشيطان إلا ويحاول أن يفوتها عليه ، فكلما أحس بالضعف والعجز فليقم بأداء أي عمل، لا تجلسي فارغة يتلاعب بك الشيطان ، اعملي أي عمل نافع كزيارة رحم ، أو قراءة ، أو صلاة ، أو عمل حرفي ، أو تنمية مواهب وزيادة مهارات ، المرء مسئول عن وقته، وهو محاسب عليه ، وكم هي جلائل الأعمال كثيرة ، فليس من المعقول أن لا يجد عملا يشغل به فراغه .

هذا بالنسبة للإنسان العادي ، ولكن إذا كانت هذه الفتاة في ريعان شبابها وتحس برغبة عارمة في تحصين نفسها وإشباع رغبتها الجنسية وهذا يظهر من قولها: فيّ ولا في غيري ، فلا بد من تتنبه لنفسها من خطورة هذا الأمر، ويمكن التغلب عليه بالزواج ، فإن لم يكن ، فبالصيام لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( فعليه بالصوم فإنه له وجاء) أي تحصين وصيانة، كذلك بكثرة الذكر ، والعبادة ، وقراءة القرآن ، وتذكر الموت والقبر والرجوع إلى الله ، والمواظبة على قراءة الآيات التي تخوف من النار.

كذلك تجنب المثيرات الجنسية كالصور والمجلات والأفلام والمناظر التي تثير الشهوات الكامنة ، والابتعاد عن رفيقات السوء ، واختيار الملابس الفضفاضة الواسعة وتجنب كل ما يثير من ملابس ، أو دواعي الفتنة وميعة الشباب .

أخيرا عليك بالدعاء بأن يثبتك الله ويحميك من شرور نفسك ، وأن تكون خلوتك تذكيرا بالله ومحاسبة للنفس ، لا فعلا لما يغضب الله .

نعوذ بالله من المعاصي والفتن ..

عليك أن تتذكر أن الله رقيب عليك ومطلع على سرك وعلنك فكيف لك أن تجاهر بالمعصية أمامه ، كما أن عليك أن تكثر من ذكر الله في كل حين وحين وقت فراغك وحين ترى أن الشيطان يريد ان يغويك للقيام بالمعصية قم فتوضأ وتوجه نحو القبلة وصلي ركعتين إن كانت الصلاة جائزة في ذلك الوقت وإن لم تكن كذلك فأمسك كتاب الله واقرأ فيه بتدبر متذكرا وعد الله ووعيده .

كذلك يمكنك الخروج في ذلك الوقت من المكان الذي أنت فيه بأن تتجه إلى إنسان أو صاحب لك مستقيم تتدارس أنت وهو ما يوثق دينكما وعقيدتكما . أيضا أكثر من قراءة سيرة الصحابة ففيها من العبر والحكم ما يساعد الإنسان أن يقتدي بسيرتهم – رضوان الله تعالى عليهم – أشغل نفسك بذكر الله في كل وقت عند خروجك من المنزل ، في الطريق ، عند ذهابك إلى المسجد فذكر الله يرقق القلب ويبعد الوحشة عن الإنسان فكلما تقرب الإنسان من الله بالعبادات والأذكار تقرب الله منه فيزيده خشوعا وإيمانا وللإيمان حلاوة لا يعرفها إلا المتقون الذين يحاولون أن يتقربوا إلى الله ويبتعدوا عن المعاصي بشتى أنواعها ..

وحاول جهدك أن تثمر وقتك بالنافع من المهارات ، كالدورات ونحوها، وابتعد عن كل مكان يذكرك بالمعصية، واياك ورفقة السوء لا تجالسهم ابدا، وتخلص من كل من يدعوك الى العصيان من اشرطة او مجلات او صور، ساعتها ستحس بسعادة وايمان يشغلك عن كل عصيان، هدانا الله واياك إلى صراطه المستقيم .