طباعة
المجموعة: أسئلة وردود
الزيارات: 3387

السؤال:

هل مد الصلة الصغرى من المدود المتفق على مدها بمقدار حركتين في جميع القراءات والروايات والطرق، أم أن هناك من لا يمدها أصلا ..؟؟

الله يغفر لكم ويفرج همكم..

 

الجواب:

 هذا سؤال كبير جدا، فالقارئ الواحد له روايات، فكيف لجميع القراءات والروايات والطرق، فذلك علم تفنى فيه الأعمار ولا يفنى العلم فيها، فهناك أصح القراءات عشر لقراء معروفين، ولكل قارئ راويان، فتلك عشرون رواية، ولكل راوٍ عدة طرق، يوصلها بعضهم إلى الألف أو يختصرها لمئة وأقلها طريقان، فتلك أربعون، فمتى يمكن الإحاطة بكل ذلك.

 

ولكن أعطيكم الخلاصة لتفهموا بعضها وتقيسوا عليها غيرها، فلا يمكن حصر الطرق ولا يمكن عد الأمثلة في القرآن من أوله لآخره:

 

ليعلم بأن هاء الضمير التي يكنى بها المفرد المذكر الغائب وهي تأتي على قسمين:

الأول قبل متحرك.

والثاني قبل ساكن.

فالتي قبل متحرك إن تقدمها متحرك وهو فتح أو ضم فالأصل أن توصل بواو لجميع القراء نحو (إنه هو، إنه أنا، قال له صاحبه وهو).

 

وإن كان المتحرك قبلها كسراً فالأصل أن توصل بياء عن الجميع نحو (يضل به كثيراً. في ربه إذ قال. وقومه إنني) .

 

وإن تقدمها ساكن فإنهم اختلفوا في صلتها وعدم صلتها.

لا يخلو الساكن قبل الهاء من أن يكون ياء أو غيرها، فإن كان ياء فإن ابن كثير يصل الهاء بياء في الوصل وإن كان غير ياء وصلها ابن كثير أيضاً بواو وذلك نحو (فيه هدى. وعليه آية. ومنه آيات.واجتباه وهداه إلى. خذوه فاعتلوه إلى) .

 

والباقون يكسرونها بعد الياء ويضمونها بعد غيرها من غير صلة إلا أن حفصاً يضمها في موضعين (وما أنسانيه إلا الشيطان) في الكهف (وعاهد عليه الله) في الفتح وافقه حفص على الصلة في حرف واحد وهو قوله تعالى (فيه مهانا) في الفرقان.

 

وأما ما خرج من المتحرك ما قبله وهو قبل متحرك وعدته اثنا عشر حرفا في عشرين موضعاً (يؤده إليك، ولا يؤده إليك) في آل عمران (ونؤته منها) في آل عمران والشورى (ونوله ما تولى ونصله جهنم) في النساء (ومن يأته مؤمناً) في طه (ويتقه) في النور. و(فألقه إليهم) في النمل.و

(يرضه لكم) في الزمر و(أن لم يره) في البلد و(خيراً يره) في الزلزلة. (وأرجه) في الأعراف والشعراء (وبيده) في موضعي البقرة. وحرف المؤمنون ويس، (وترزقانه) في يوسف. فسكن الهاء من (يؤده. ونؤته. ونوله. ونصله) أبو عمرو، وحمزة وأبو بكر، واختلف عن أبي جعفر وهشام:

 

فالمروي عن أبي جعفر وهشام التسكين والكسر ، ولهشام إشباع كسرة الهاء في الأربعة الأمثلة.

 

وهناك كلام كثير مفاده أن لأبي جعفر وجهين وهما الإسكان والاختلاس. ولابن ذكوان وجهين

وهما الصلة والاختلاس، ولهشام الثلاثة: الإسكان والاختلاس والصلة .

 

وفي (فألقه إليهم) حفص سكن الهاء مع من أسكن فيكون عاصم بكماله يسكنها.

وسكن الهاء من (يتقه) أبو عمرو و أبو بكر (واختلف) عن هشام وخلاد وابن وردان، فأما هشام فالخلاف عنه كالخلاف في الخمسة الأحرف المتقدمة بأوجهه الثلاثة.

 

وكسر الهاء من غير إشباع يعقوب وقالون وحفص إلا أن حفصاً يسكن الهاء قبلها، ووافقهم على كسر الهاء من غير إشباع هشام في أحد أوجهه الثلاثة المتقدمة.

وسكن الهاء من (يرضه) السوسي (واختلف) عن الدوري وهشام وأبي بكر وابن الجماز.

( اختصرته اختصارا جدا لكم من كتاب النشر لابن الجزري الذي ذكر في هاء الكناية عشرات الصفحات للقراء )

 

ولرب يقول: لم نفهم شيئا، وإني لأوافقك الرأي؛ لأن هذا العلم بحر لا ساحل له، كيف يريد أن يفهمه من لا يعرف القراء وطرقهم وشروطهم وضوابط قراءاتهم .

 

فالاختلاف موجود في هاء الصلة ومتشعب، نحن يكفينا أن نتعلم طريقة واحدة وهي الشاطبية لروٍ واحد وهو حفص عن قارئ واحد وهو عاصم، مع أن لحفص طرق أخرى كثيرة من غير الشاطبية، فكيف راوي عاصم الثاني وهو شعبة فذاك له قواعده وأصوله ؟!