طباعة
المجموعة: أسئلة وردود
الزيارات: 2812

السؤال:

ذكر في كتاب ( قواعد التجويد و الالقاء الصوتي ) للشيخ جلال جلال الدين الحنفي البغدادي 1407 هـ ـ 1987 م

 

*** صـ 360 :

( من محاسن التلاوة التقطيع في العبارات القرآنية ليكون ذلك عاملا مساعدا على حفظ ما يتلى من القرآن الكريم و استظهاره من قبلِ سامعه ، وليكون كذلك وسيلة لإعطاء الصُّورة الواضحة للشخصيّات و الحالات التي يصوّرها القرآن ببلاغته المنقطعة النظير . .

و من ذلك ـ أي من تقطيع فقرات النص من الآية الواحدة ـ قوله تعالى : " و إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ، و إن يقولوا تسمع لقولهم ، كأنهم خشب مسندة ، يحسبون كل صيحة عليهم ، هم العدو فاحذرهم ، قاتلهم الله أنى يؤفكون " . . سورة المنافقين الآية الرابعة.

فهذه آية واحدة لو قطعها القارئ هذا التقطيع فإنَّ أَثَرَها في النَّفس يكون أعمق و أغزر . .

 

ومن ذلك : " إياك نعبد ، و إياك نستعين " بالوقف على نعبد . . وهي أصغر من آية المنافقين ، ولكن الوقوف على نَعْبُد لا يخلو من تأثير وجدانيّ على السمع و النفس كما لا يخلو من نكهة نغميَّة جميلة . .

 

*** وقد منع أبو جعفر النّحاس الوقوف على " نعبد " قائلا : و لا تقف على إيّاك لأنَّه نصب بنعبد ، و لا على نعبد لأنَّ ما بعده معطوف عليه و التَّمام نستعين (1) . .

 

الجـــــــــــــــــــواب:

اوافق الكاتب في كتابته بشرط ان لا يؤدي التقطيع الى التضيع

فليست بلاغة القرآن في فصل جمله وتقطيع عباراته ولكن هناك ضوابط هو :

- اذا كان الوقف والوصل جائزان على عبارة أو كلمه فاختر منهما ما كان أتم وأكمل في المعنى وأقرب الى مراد الله سبحانه، وهذا هو حق التلاوة الذي عناه الله بقوله ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ).

 

- اما اذا كان الوقف يضيع المعنى فيجب الوصل، واذا كان الوصل يغير المعنى فيجب الوقف، وكل ذلك له سبب وسببه صحة المعنى او فساده، ولذلك لا يلزم وقف أو يقبح الا بسبب تبديل المعاني ليس بالتشهي والانتقاء، يقول العلامة ابن الجزري:

وليس في القرآن من وقف وجب ** ولا حرام غير ما له سبب

 

ويقول العلامة أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني:

 

"ومما ينبغي للقارئ - وخصوصاً في الصلاة- إذا ابتدأ من أثناء سورة أن يبتدئ من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض، وإن وقف وقف على المرتبط وعند انتهاء الكلام، ولا يتقيد في الابتداء ولا في الوقف بالأجزاء والأحزاب والأعشار، فإن أغلبها وسط الكلام المرتبط بالكلام، فإن مراعاة هذه الآداب مما ينبغي التفطن له، والتحرز عن مجاوزته، فلا تغترر بكثرة المتهالكين في ترك هذه الآداب".

 

ويقول سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي - طيب الله ذكره، وأعلى قدره-: « يستحب الوقف في القرآن الكريم في كل موضع يوهم وصل القراءة فيه غير المعنى المراد، بل ذهب بعض إلى لزوم الوقف، إذا كان الإيهام الحاصل من الوصل شديداً، كما في قوله تعالى ( وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ) فإن وصله في التلاوة بقوله من بعد ( إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جميعاً ، توهم السامع أن هذا مقولهم الذي نفاه الله عنهم، مع أن هذا قول حق وقولهم باطل، وإنما سيق هذا رداً على قولهم الباطل.

وكذلك قوله تعالى ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ، لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ) إذا وُصِل بقوله من بعد ( خافضة رافعة) يوهم أن خافضة رافعة في سياق النفي .. »اهـ

-----------------------------------------

واما ما نقل عن أبي جعفر فهذا نصه كاملاً:

"و أبو جعفر واهّم في هذا فإنَّ للوقوف على " نعبد " مُرَجِّحات كثيرة ، منها أنَّ كون ما بعدها معطوفاً عليها لا يتأتى منه أن يُقْرَن المعطوفُ بالمعطوف عليه في التلاوة على وجه الوجوب بحيث يلفظ المتعاطفان تباعاً بصوتٍ واحد .. و مثل هذا الحكم ليس طبيعيّا في الكلام . . و الشيء الثَّاني أَنَّ المعطوف هنا مغاير للمعطوف عليه فلا يجب في هذه الحالة ـ أي في حالة المغايرة ـ الجمع بين المتعاطفين ، إن لم يشأ القارئ الجمع بينهما ، وقد يكون الفَكُّ والفصل بوقف قصير أو طويل مُرَجَّحاً على الوصل و الجمع في قراءة المتعاطفين بصوت واحد . .

 

أما هذا التَّغاير فإنَّه في الأَوَّل حصرٌ للعبادة بالمعبود ، و في الثّاني حصر للاستعانه بمستعان واحد . . و الاستعانة غير العبادة . . و أنَّ في الفصل بينهما ما يجعل العبادة غير مشروطة بالاستعانة على قضاء الحوائج و انجاز المطالب كما أَنَّ في الفصل بين هذين المتعاطفين ما يجعل العبادة خالصة غير مشروطة . .

 

ثم انَّ الوقوف على " نعبد " ينص على مذاقٍ تَعَبُّدِيٍّ رائع يستقرُّ في سمع السّامع عند الصَّلاة خاصة فيُذْكي في ضميره حماسَ العبادة و وَهَجَ التَّقوى ، فإذا تَمَّ ذلك و استقرَّ معناه في النَّفْس استأنف القارئ الجزء الثّاني من النَّصّ فقال " و إيّاك نستعين " فجاء بمعنى الاتّكال على الله في أمورِ الرِّزق وسائر مطالب العبد الكثيرة ، . فالفصل في هذا مُرَجَّح على الوصل أَلْبَتَّة . . على أن مقولة النَّحّاس غير مُلْزمة لأَنَّها رَأْيٌ هو قائله ، وليس ثَمَّة نَصٌّ من حديث صحيح يمنع من ذلك ، كما أنَّه لا تَواتُرَ هناك يُلْزِمٌ بالوَصْل ويمنع الفصل . . "

---------------

 

أقول تعليقاً على ما سبق كرأي مني: هذا الكلام ليس على اطلاقه وعليه ملاحظات:

- انه متنافٍ مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقف على رؤوس سورة الفاتحة الخاصة، ولم يرد أنه قطعها هذا التقطيع، وليس هناك أكمل من فعله عليه الصلاة والسلام، روى الدارقطني وابن خزيمة والحاكم عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، ملك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين ، اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ).

 

- والوقف وان كان جائزاً على ( اياك نعبد ) لأنها جملة تامة الأركان ، والابتداء بما بعدها ( واياك نستعين )، فإن التقطيع نفسه يضيع المعنى العام من الاية متكاملة على حساب المعنى الخاص وهو تذوق العبودية والاستعانة، فالتذوق حاصل حتى عند الوصل، وكلما كملت المعاني كان أكمل واحسن لا العكس.

 

انظروا معي الى هذا الحديث القدسي العظيم: أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة-رضي الله عنهم جميعا- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقول الله عز وجل: قسّمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل" وقال رسول صلى الله عليه وسلم : إذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) فيقول الله: حمدني عبدي، فإذا قال العبد: (الرحمن الرحيم) فيقول الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: العبد ( مالك يوم الدين ) فيقول الله: مجدني عبدي، فيقول العبد ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فيقول الله: هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فيقول العبد ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فيقول الله: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل".

رواه الإمام الربيع والإمام مسلم وأصحاب السنن الأربعة.

(قسّمت الصلاة) ويعني بها الفاتحة كما فسرها العلماء، وقرآتها في الصلاة وهي محل المناجاة وفيها الجوائز العظيمة من رب العزة جل جلالة كما في الحديث ومع ذلك قال: "فيقول العبد ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فيقول الله: هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل" لم يقطعها ولم يفصلها، بل الجمع بين العبودية والاستعانة في آن هو أعمق معنى وأوضح دلالة وأجلى موقعا وأسمى للمناجاة والتذلل في محراب العبودية.

 

-----------------------------

*** ورد في كتاب ( قواعد التجويد و الالقاء الصوتي ) للشيخ جلال الدين الحنفي البغدادي 1407 هـ ـ 1987 م

صـ 362 :

 

( ونقل مؤلف " تربية الصَّوت و وفَنّ الالقاء " ـ ص 78 ـ عن بعض مؤلفي التجويد أنَّ الوقفَ على " الحمد " في " الحمد لله رب العالمين " وقف قبيح . . ولا نراه قبيحاً بل هو حسن ، لأنَّ كلمة الحمد مبتدأ وسامعها ينتظر بقية الكلام الذي يتمم الجملة الابتدائية وبذلك لا يضلّ عليه من اللفظ و المعنى شيء فلا انقطاع ثَمَّة في الكلام فلا قبح إذَنْ . . ) 

--------------------------

وهذا الكلام غير مقبول أيضا، نحن هنا لا نتعامل مع الفاظ، اذاً كل لفظ له في ذاته معنى، فإذاً ما المانع ان نقطع القرآن كلمة كلمة ما دام لها دلالة خاصة في ذاته، ومن المعلوم عند القراء والنحاة قديما وحديثا ان فصل الخبر عن مبتدئه هو تضييع للمعنى المقصود من ورود الجملة، يقول ابن مالك في الخلاصة (الألفية ):

والخبر الجزء المتم الفائدة ....

 

فإذا قلت (الحمد ) نعم فهمت انه حمد، ولكن يرد سؤال ملح: ما شأن الحمد؟ فإذا اكملت ( الحمد لله) أفادت أنه لله، وليس لزيد أو محمد ..

 

وأما قوله من بعد:

*** وفي صـ 363 :

 

( و الأمر في الحقيقة يخضع لاجتهادات نابعة من القدرة على التَّمييز بين معاني الألفاظ وَفْقَ سَعَة الأفق الثَّقافيّ الذي يكون عليه القارئ . . وقد قال في حق التلاوة ـ ص 39 ـ " فمراعاة المعنى هي الأصل في الوقف و الابتداء " . . )

 

فجوابي:

ما دام مراعاة المعنى في الوقف والابتداء فلا مجال لاجتهادات تفكك النظم القرآني، أو الاعتماد على الذوق وحده، أو تحكيم المشاعر والعواطف الجياشة في تقطيع ألفاظ كتاب الله، مع ورود النصوص الواضحة.

 

 

هذا وقد اتفقت الأمة على أن معاني الآيات ، وسمو بلاغتها ، وسر إعجازها ، ورصانة أساليبها ، وقوة عباراتها - كل ذلك لا يستبين ولا يتضح إلا بربط الجمل ، وجمع شملها ، وتعانق كلمها ، وضم المسند إلى المسند إليه ، والجواب إلى شرطه ، والمقسم عليه إلى المقسم به ، والمعمول إلى عامله ، والمتعلق إلى متعلقه ، والحال إلى صاحبه ، والتمييز إلى مميزه ، والمستثنى إلى المستثنى منه ، والمؤكَد إلى المؤكِد ، والبدل إلى المبدل منه ، والنعت إلى المنعوت ، وهكذا .

 

وتعمد تقطيع الكلمات عن بعضها كثيراً ما يترتب عليه الفصل بين هذه المذكورات ، ولا شك أنه ينجم عن هذا الفصل ، عدم فهم المعنى المراد ، وتفكك النظم القرآني الجليل ، وذهاب ما في الآي من جمال وروعة ، وما في الأساليب القرآنية من رصانة وجودة ، وما في التراكيب من جزالة ودقة .

الآن تكاد أكثر الختمات القرآنية المسموعة لمشاهير القراء كلها تسير على هذا النمط.

 

ومما يحز في النفس ان الاجيال تتلقاها مغمضة العينين تقليدا كاملا بدون التفات الى بتر المعاني وفصل الايات، بينما كان القدماء من المقرئين لا يقفون الا حيث تمام المعاني.

 

فكيف تكون سنة للنبي صلى الله عليه وسلم وفيها بتر المعاني رأساً!!!

 

وكذلك اكثر المتعلمين للتجويد يكادون يقتلون أنفسهم لتطبيق الغنة والمد وإسماع الهمس والقلقة، ويتركون احكام الوقف وهي أهم وألزم لأنها تغير المعاني، بينما بقية الأحكام التجويدية وان كانت مهمة إلا أن أغلبها لا يغير المعنى.

 

بل حتى هذا التجويد الصناعي المتكلف الآن ليس من فن التجويد في شيء بل من التكلف المقيت، فالتجويد حلية وهو يسر سهل ليس كهذا التقعر والتكلف اليوم.

 

فيكاد علم الوقف أهمل إلا عند القلة، ونسأل الله أن ينتبه لذلك الأمر من يعتني بهذه المعارف القرآنية.

انظروا الى رؤوس الآيات الآتية:

 

- (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ) (الدخان:43)، ما شأنها؟ حتى تأتي الآية التي تليها ( طعام الأثيم ).

-(أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ) (الصافات:151) يقولون ماذا؟ حتى تأتي التي تليها ( ولد الله وإنكم لكاذبون).

-(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) (الماعون:4) اثبات الويل للمصلين ويقف، هل هذا يليق بكلام الله؟

-(وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ) (الصافات:167) يقولون ماذا؟ حتى يأتي ما بعدها ليذكر ما قالوه.

وغيرها مئات الأمثلة في كتاب الله.

 

في الابتداء أيضا، بما أنه يقف ويبتدئ:

-(فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)(البقرة: من الآية220) ماذا نفهم من هاتين الكلمتين لولا أن وصلناهما بما قبلهما ( لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ).

-(مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) (هود:55) من دون من؟ لولا أن يوضحها بوصلها بما قبلها ( مما تشركون، من دونه ).

- (وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الصافات:138) هل هذا معنى واضح؟ هل ينفى العقل في الليل؟ أما اذا وصلتها بما قبلها ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل، أفلا تعلقون ) هكذا تكون روعة المعاني.

-(وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (الصافات:152) عياذا بالله اذا ابتدأ هكذا لأنه وقف على ما قبلها يثبت الولد لله، بخلاف لو وصل ( ليقولون ولد الله ) نسب المقول الى قائله، فكيف يتحول تبديل المعنى في الآية من ايمان الى شرك بسبب الوقف المزعوم أنه سنة؟

 

حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك.

 

والقرآن مملوء بمئات الأمثلة على هذا النحو وقريب منه، فعلينا أن نتبصر ولو اشتهر بين الناس، بينما القدماء ما كان مشتهرا عندهم الا وصل الآيات وربطها بمعانيها.

 

ذكر الدكتور يحيى الغوثاني أنه أدرك من مشايخه الكبار الذين اقعدوا من الكبر فكان يصحح تلاوته أمامهم، فقرأ الغوثاني يوما امام شيخه هذا سورة الفاتحة الشريفة ، حتى اذا وصل الى قوله تعالى (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:7) يقول: أردت أن أقف على قوله ( أنعمت عليهم ) فإذا بشيخي يشير بأصبعه وكفه ترتعش من كبر السن أن صلها ولا تقف عليها.

 

وإن يسر الله في المستقبل كتابة بحث في هذا الموضوع نقلت لكم عشرات النصوص عن أئمة علماء التفسير وشراح الحديث وأئمة اللغة في كل المذاهب ومن كتب علمائنا القدماء ما يبرهن لكم بأن هذا الذي شاع مؤخراً لم يكن إلا قليلا فيما سبق، وكان الشائع الوصل لا الوقف، والعلم لله وحده.

 

تنبيه للفائدة:

يوجد بحث موسع في الموقغ كتبته في الوقف غلى رؤوس الأيات، ينظر على هذا الرابط:

http://alkabs.net/index.php/2020-01-15-08-05-42/349-2020-01-15-13-10-49