بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

معركةُ بدرٍ الكبرى

 

  الحمدُ للهِ الذي أيّدَ رسلَه والصالحين من عبادِه بالنصرِ والفتحِ المبينِ ؛ ليظهرَ الحقَّ ، ويزهقَ الباطلَ ، ويقطعَ دابرَ الكافرين ، سبحانه له في نصرِه وقهرِه ، وتأييدِه وتبديدِه ، ورفعِه وخفضِه ؛ آياتٌ ظاهرةٌ ، وعِظاتٌ باهرةٌ ، وكراماتٌ لأهلِ الحقِّ شاهرةٌ ، أحمدُه تعالى بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأُثني عليه ، وأستغفرُه من جميعِ الذنوبِ وأتوبُ إليه ، وأومنُ به وأتوكّلُ عليه ، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) ( التوبة/33) ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، أرسلَه اللهُ بالحجّةِ القاطعةِ ، والمعجزةِ الساطعةِ ، والدعوةِ الجامعةِ ، فبلّغَ الرسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصحَ الأمّةَ ، وكشفَ الغمّةَ ، وجاهدَ في سبيلِ اللهِ حتى أتاه اليقينُ ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه ، وعلى كلِّ من اهتدى بهديه ، واستنَّ بسنّتِه ، وسارَ على نهجِه ، ودعا بدعوتِه إلى يومِ الدِّينِ ، أمّا بعدُ :

   فيا عبادَ اللهِ :

     إنَّ معركةَ الحقِّ والباطلِ تدورُ رحاها باستمرارٍ منذُ خلقِ اللهِ سبحانه وتعالى الإنسانَ ، واستخلفَه في الأرضِ ، وعلى رأسِ قادةِ معركةِ الحقِّ أصفياءُ اللهِ تعالى من خلقِه ، رسلُه وأنبياؤه والصالحون من عبادِه ، ويتولّى كِبْرَ قيادةِ معركةِ الباطلِ الشيطانُ ، ومِن ورائه حزبُه من الكافرين والمنافقين ، الذين ضربَ فيهم بجِرانِه ، ونفخَ في يافوخِهم بسحرِه ، فاستخفَّهم فأطاعوه ، إنّهم كانوا قوماً ظالمين ، وتأتي الغايةُ كما وعدَ اللهُ سبحانه وتعالى في كتابِه عندما قالَ عزَّ مِن قائلٍ : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) ( غافر/51) ، وفي قولِه سبحانه وتعالى : ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) ( الروم/47) وقولِه : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ( البقرة/249) ، وعندما بَعَثَ اللهُ سبحانه وتعالى عبدَه ورسولَه سيّدَنا ونبيَّنا محمداً ـ عليه وعلى آلِه وصحبِه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ ـ  اشتدَّ سِعارُ الجاهليةِ ، وامتلأت صدورُها بالأحقادِ ، ووقفتْ للرسولِ صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين في كلِّ مرصدٍ ، وكان الأمرُ ـ كما هو معلومٌ عندكم ـ أنَّ هذه الدعوةَ بدأ صوتُها يعلو شيئاً فشيئاً وسطَ ضجيجِ الجاهليةِ وصخَبِها ، فآمنَ بها مَن آمنَ ، إلى أن شاءَ اللهُ أنْ يُكرِمَ عبادَه الأنصارَ بهجرةِ نبيِّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم إليهم ، ثم بعدَ ذلك استمرَّ استفزازُ المشركين للمؤمنين ؛ إذ كانت سنابكُ خيلِهم تطأُ حرمَ مدينةِ الرسولِ ـ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ ـ ، ومع ذلك فالمؤمنون أمسكوا أنفسَهم حتى وُجِّهوا من عند اللهِ سبحانه وتعالى بأن يُناجِزوا عدوَّهم  ، فكانت معركةُ بدرٍ أوّلَ معركةٍ فاصلةٍ بين الحقِّ والباطلِ ، وبين الهدى والضلالِ ، وهي كاسمِها بدْرٌ منيرُ ، أضاءَ للسالكين الطريقَ ، وهي أيضاً كاسمِها فرقانٌ ، فقد سمّى اللهُ سبحانه وتعالى يومَها يومَ الفرقانِ ؛ لأنّه كانَ يوماً فارقاً بين الحقِّ والباطلِ ، وبين حزبِ الهدى وحزبِ الضلالِ .

  ولقدَ هيّأَ اللهُ سبحانه وتعالى لهذه المعركةِ أسبابَها حتى يصطدمَ الحقُّ والباطلُ ، فتكونَ الغلبةُ للحقِّ وحزبِه ؛ وليظهرَ اللهُ دينَه على الدينِ كلِّه ولو كرهَ المشركون ، فقد طلبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من المؤمنين أن يخرجوا من المدينةِ المنوّرةِ ليلاقوا عِيراً لقريش ؛ لعلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينفِّلُهم إياها ، فخفَّ قومٌ ، وثقلَ آخرون ؛ لأنّهم لم يكونوا يحسبون حساباً لمعركةٍ ؛ إذ كانوا يظنّون أنَّ القضيةَ قضيةُ عِيرٍ فقط ، فلذلك لم يخرج المؤمنون بأكملِهم ، وإنّما بقيَ أكثرُهم بالمدينةِ المنوّرةِ ، وخرجت فئةٌ قليلةٌ ، واللهُ سبحانه وتعالى  يعِدُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إحدى الطائفتين : ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) ( الأنفال/7 ـ 8) ، هكذا شاءَ اللهُ سبحانه وتعالى أن يخرج المؤمنون من أجلِ لقاءِ العِير ، ولكنَّ الغايةَ تكونُ لقاءَ النفيرِ بمشيئةِ اللهِ ، هكذا هيّأَ اللهُ سبحانه وتعالى الأسبابَ ، وربطَ بعضَها ببعضٍ ، وقد استنفرَ المشركين مَن ذهب إليهم ليخبرَهم بالأمرِ الواقعِ ، وقد أثارَ ذلك حميّتَهم ، ونفخَ في سَحَرِهم ، فانطلقوا وهم يريدون أن يُطفئوا نورَ اللهِ بأفواهِهم ، ولكنَّ اللهَ غالبٌ على أمرِه ، فقد أقبلوا بقضِّهم وقضيضِهم ، وعدِّهم وعديدِهم ، وكانوا يحسبون أنَّ المعركةَ تكونُ حاسمةً لمصلحتِهم ، وأنَّ دويَّها  سيصخُّ أرجاءَ الجزيرةِ العربيةِ لينتشرَ بين العربِ جميعاً  نبؤهم ؛ وليتمكّنوا بذلك من استئصالِ شأفةِ الحقِّ ، هكذا كانوا يريدون ، وهكذا كانوا يطمحون ، وقد كانَ مِن حكمةِ اللهِ سبحانه وتعالى أنْ قلّلَ عددَ هؤلاءِ وعددَ هؤلاءِ في نظرِ كلِّ واحدةٍ من الطائفتين ، فإنَّ كلَّ طائفةٍ رأت عددَ عدوِّها عدداً قليلاً بمشيئةِ اللهِ ، وقد أرى اللهَ سبحانه وتعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم أعداءَه الكافرين قلّةً ( إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ( الأنفال/43) ، وكذلك قلّلَ عددَ المشركين في عيونِ المسلمين ، وقلّلَ عددَ المسلمين في عيونِ المشركين ( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الاُمُورُ ) ( الأنفال/44) ، فإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أرادَ بذلكَ أن تشتّدَ حميّةُ كلِّ واحدةٍ من الطائفتين للقاءِ الطائفةِ الأخرى ؛ حتى يتمَّ ما أرادَ اللهُ سبحانه وتعالى من النصرِ والتأييدِ لهذا الدِّينِ ، فكانت تلك المعركةُ الفاصلةُ التي كانت سبباً لارتفاعِ رايةِ الحقِّ ، وسبباً لهوانِ الباطلِ ، وسبباً لاندكاكِ صرحِه ، فقد زُلزلِت أركانُ الجاهليةِ ، وأُنزِلت من غُلَوائِها وقدْرِها ، بل أرغمتْ أنفَها وألصقتْه بالترابِ ، وبوحْلِ الخزْيِ والهوانِ بعدما كان شامخاً بسببِ ما لحقَ أهلَها من الغرورِ ، ذلك كلُّه كانَ نصْراً مِن عند اللهِ سبحانه  وتعالى وحده ، فاللهُ تباركَ وتعالى يقولُ في محكِم كتابِه : ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( آل عمران/123) ، نعم كانَ المسلمون قبلَ ذلك أذلّةً ؛ لأنَّ المشركين ما كانوا يحسبون لهم حساباً ، وكانوا يستفزّونهم باستمرارٍ ، وكانوا يحرِصون على إهانتِهم ، ويحرصون على إساءةِ سمعتِهم في بلادِ العربِ إلا أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أرادَ أن تكونَ هذه المعركةُ لطمةً في خدِّ الكفرِ العاتي ، وأن تكونَ ضربةً تُوجّهُ إلى يافوخِ الجاهليةِ لتَشدَخَه ، وأرادَها اللهُ سبحانه وتعالى أن تكونَ وسيلةَ إعلامٍ لهذه الدعوةِ الحقّةِ ، فقد أخذتْ بعد ذلك هذه الدعوةُ تنتشرُ في أرجاءِ الجزيرةِ العربيةِ شيئاً فشيئاً ، إلى أنْ شاءَ اللهُ سبحانه وتعالى أن يتِمَّ بعد ذلك ما يتِمُّ مِن الصدامِ بين الطائفتين ، وتلاحقت المعاركُ بين حزبِ الحقِّ وحزبِ الباطلِ حتى تمَّ فتحُ مكةَ المكرمةِ بمشيئةِ اللهِ سبحانه وتعالى ، وهذا إنْ دلَّ على شيءٍ فإنّما يدلُّ على أنَّ القوّةَ إنّما هي قوةُ الإيمانِ ، فالقوّةًُ الماديّةُ ـ إن ْلم تصحبْها قوّةٌ روحيّةٌ ، قوةٌ نابعةٌ من الإيمانِ ، ومن الصِّلةِ باللهِ سبحانه وتعالى ـ لا تكادُ تُعدُّ شيئاً ، فإنَّ اللهَ تباركَ وتعالى وحده هيّأَ مِن الأسبابِ ما هيّأَ حتى أظهرَ هذا الدِّينَ على الدِّينِ كلِّه ولو كرهَ المشركون ، هيّأَ اللهُ سبحانه وتعالى ما هيّأَ مِن الأسبابِ التي ثبّتتْ عزائمَ المسلمين ، والتي زلزلت أركانَ الكافرين ، والتي أنزلت أولئك الذين كانوا متكبِّرين متغطرِسين من عليائِهم ، فقد جندلت هذه الغزوةُ سبعين بطلاً من أبطالِهم ، فضلاً عن الأسرى الذين وقعوا في الهوانِ والذلِّ ، والذين صفحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن بعضِهم ، وقبلَ الفديةَ عن بعضِهم .

    فجديرٌ إذاً بالمؤمنين ـ وهم يمرّون بهذا اليومِ الذي تتجدّدُ فيه هذه الذكرى العطرةُ ـ أن يستلهِموا منها العِبرَ ، وأن يأخذوا منها الدروسَ ، وأن يستفيدوا منها العِظاتِ ، وأن يقوّوا صلتَهم باللهِ تباركَ وتعالى ، فإنَّ اللهَ تعالى وحده متكفِّلٌ بنصرِ عبادِه كما وعدَ ذلك في كتابِه العزيزِ .

   فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، واحرصوا على ما يقرِّبُكم إلى اللهِ ، وصِلوا ما بينكم وما بين اللهِ يصِلِ اللهُ ما بينكم وبين الناسِ ، أقولُ قولي هذا ، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ، فاستغفِروا اللهَ يغفرْ لكم ؛ إنّه هو الغفورُ الرحيمُ ، وادعوه يستجبْ لكم ؛ إنّه هو البرُّ الكريمُ .

*                *                 *

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، والعاقبةُ للمتقين ، ولا عدوانَ إلا على الظالمين ، أحمدُه تعالى بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأشكرُه ، وأتوبُ إليه من جميعِ الذنوبِ وأستغفرُه ، وأؤمنُ به ولا أكفرُه ، وأُعادي من يكفرُه ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمّدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين ، وعلى أتباعِه وحزبِه إلى يومِ الدِّينِ ، أمّا بعدُ :

 فيا عبادَ اللهِ :

    اتقوا اللهَ ، واعلمُوا أنّه لا يكفي المؤمنَ عندما يمرُّ بهذه الذكرياتِ أن تهتزَّ مِن أجلِها مشاعرُه ، وأن يتحرّكَ من أجلِها وجدانُه ، ولكنّه يُطالَبُ أن يجدِّدَ الصِّلةَ باللهِ تباركَ وتعالى ، وذلك بأن يقوِّيَ الإيمانَ في نفسِه ، واليقينَ في قلبِه ، وأن يُصلِحَ عملَه ، وأن يتقيَ ربَّه ، وأن يدركَ أنَّ نصرَ اللهِ تباركَ وتعالى إنّما هو لعبادِه المؤمنين ، فاللهُ تباركَ وتعالى يقولُ : ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) ( الروم/47)  فلا بدَّ مِن أن يتحقّقَ الإيمانُ في عقيدةِ المسلمِ وفي سلوكِه وفي جميعِ تصرّفاتِه وأعمالِه ؛ بحيثُ تكونُ جميعُ أعمالِ المؤمنِ ترجمةً صادقةً لهذا الإيمانِ ، وممّا يجدرُ بالمؤمنِ وهو يمرُّ بمثْلِ هذه الذكرياتِ أن يحرصَ على الاقتداءِ بالسلفِ الصالحِ الذين آتاهم اللهُ سبحانه وتعالى ما آتاهم من النصرِ ، ومكّنَ لهم في هذه الأرضِ ، ومكّنَ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم ؛ ليتبوّأَ ما تبوّؤا ، ويصلَ إلى ما وصلوا . 

     فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، وتزوّدوا فإنَّ خيرَ الزادِ التقوى ، تزوّدوا من هذه  الذكرياتِ ما ينفعُكم ، وتزوّدوا من شهرِكم الكريمِ تقوى اللهِ تباركَ وتعالى وصالحَ الأعمالِ ، واحرِصوا على أن يكونَ صيامُكم خالصاً لوجهِ اللهِ ، وأن تكونَ أعمالُكم كلُّها خالصةً لوجهِ اللهِ ، وابتغُوا ما عند اللهِ ، فما عند اللهِ خيرٌ وأبقى  .