د. جمال عبد الهادي يتذكر أنه صام رمضان عدة سنوات في أوربا الغربية، وكان هناك اختلاف واضح بينها وبين مصر والسعودية -على سبيل المثال- في فروق التوقيت، وكنا لا نسمع صوت الآذان ولا نرى اجتماع الناس للصلوات الخمس أو صلاة التراويح والأعياد وغابت فيها بهجة العيد بالرغم من وجود المراكز الإسلامية هناك.

 

ويتذكر أنه في أثناء الاحتفال المسلمين بعيد الأضحى في بروكسيل صدر عدد من مجلة "لا سوار" تحدثت عن عيد الأضحى باعتبار أنه عيد الخرفان وزعمت أنه عيد الدم، في الوقت الذي عجزت فيه المراكز الإسلامية أيضا عن الرد، وهو ما يترجم حالة من الضعف لهذه المراكز في الغرب وحاجتها إلى تفعيل.

 

ويقول : إن الصوم في مكة أو المدينة له مذاق خاص نتنفس فيه نفحات الصالحين والشفافية العالية والقرب من الله تعالى وكل ذلك لا يساويه شيء أخر خاصة وأن رمضان يعد دورة تدريبية مكثفة تجتمع فيها الصلوات والعبادات وتذكر الفقراء والمساكين ومعاناة المذابح التي تعيشها الأقليات المسلمة في شتي بقاع العالم وهو ما يتطلب تكثيف الدعاء في هذه الأيام.

 

وبالنسبة لرمضان في الماضي والحاضر يقول د. عبد الهادي: إن الإعلام أصبح يطغى اليوم على كل الأمور ويصرف الناس عن عبادة ربهم سبحانه وتعالى ويسعى إلى تغريب الشباب داخل أوطانه بالسماع إلى الأغاني والدراما الهابطة من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات.

 

ويدعو د.جمال عبد الهادي المسلمين إلى اصطحاب أولادهم وزوجاتهم إلى المساجد لتعويدهم على التقرب من الله عز وجل وربطهم بالقران الكريم بتلاوته وحضور حلقات الذكر بدلا من سماع الفوازير والبرامج والمسلسلات والأفلام ...

 

ويقول : في الماضي كان يخرج الإنسان بمنسوب إيماني أفضل من الآن.. وهو الوقت الذي تشهد فيه الأمة آلام وتحتاج إلى نصرة للمسلمين في فلسطين ... كما كنا في الماضي نخرج لمقاومة الاستعمار بروح إيمانية عالية، أما اليوم فحدث تبلد في المشاعر والأحاسيس وعدم الشعور بالمسئولية وتفلت في سلوكيات الناس دون التفكير في النهوض بهذه الأمة وحل مشاكلها.